مصر: «الطفطف» رحلة مفتوحة في رأس البر

TT

تكتسب بعض المحافظات شعبيتها من ميادينها وأحيائها أو شوارعها الشهيرة، ومحافظات أخرى تستمد شهرتها من شواطئها الساحرة، ورغم ان مدينة رأس البر (300 كيلومتر شمال القاهرة) من المدن الساحلية المبهرة، إلا ان شعبيتها ليست من شواطئها فقط وإنما من الشارع الذي يحمل رقم 9 أشهر شوارع المدينة ويستمد شهرته من محطة «الطفطف» الرئيسية، أشهر وسيلة لنقل المصطافين بين الشواطئ وعبر شوارع مدينة رأس البر. فشهرته تعود الى سنوات طويلة، خاصة بعد أن أصبحت المدينة من أهم المصايف الشعبية لجموع المصريين الهاربين من حرارة الصيف. والطفطف عبارة عن اتوبيس كبير يتسع لـ 49 راكبا، مفتوح من جميع جوانبه بشكل هندسي آمن لجميع ركابه، مقاعده من الخشب ليشعر ركابه بأنهم داخل اتوبيس غير تقليدي كأنما لو كانوا داخل متنزه عام، وثمن التذكرة لا يتعدى 25 قرشا كأجرة رمزية.

وتعد مدينة رأس البر أول مدينة ساحلية طبقت العمل بـ «الطفطف» لتنتقل الفكرة فيما بعد لأغلب المصايف الساحلية، وقامت فكرته على إيجاد وسيلة مواصلات ممتعة ورخيصة في نفس الوقت تقل المصطافين.

لقبت مدينة رأس البر بعروس المصايف وكانت ملتقى النجوم من أهل الفن، تقصدها الفرق المسرحية الشهيرة كلما جاء وقت الصيف كالريحاني والكسار وبديعة مصابني.

وكانت الملكة نازلي والدة الملك فاروق وبناتها، شقيقات الملك، يقصدنها في أوقات الصيف ليقمن داخل فندق «كريستال بالاس» بعزبة البرج.

وكان «الكروفيل» في ذلك الوقت أهم وسيلة مواصلات وهو يشبه الحنطور، لكنه كان يسير على قضبان حديدية تمتد من أول المدينة وحتى نقطة اللسان وتقوم بدفعه مجموعة من الأشخاص.

ويبدأ اتوبيس الطفطف الانطلاق من شارع 9 لنقل المصطافين بين الشواطئ وعبر شوارع المدينة حتي نقطة النهاية بشارع 101 في رحلة تصل الى خمسة كيلومترات ذهابا ونفس المسافة في العودة. ومن أهم مميزات «الطفطف» كوسيلة مواصلات انه يسير بهدوء مخترقا الشوارع الجانبية لعشش المصطافين والتي تحيط بالشوارع، كما يتيح متعة المشاهدة لركابه من الداخل نظرا لتصميمه المميز فهو مفتوح من جميع جوانبه.

ويبدأ تشغيل خط السير بداية من شهر يوليو (تموز) وحتى آخر شهر اغسطس (اب) من الساعة السادسة مساء من كل يوم وينتهي العمل في الثانية صباحا، إلا أن ادارة الموقف عندما تجد أن هناك ضغطا من قبل المصطافين على ركوبه وخاصة العائدين من النزهات بمنطقة اللسان ووسط المدينة ليلا فإن العمل يظل مستمرا لساعات اضافية أخرى.

الطريف ان الطفطف الحالي لم يكن بشكله الموجود منذ عامين، حيث كان يوجد الطفطف «أبو دورين»، وتم تعديله وإزالة الدور الثاني لسهولة مروره واقتراب الدور الثاني تحديدا من شرفات ونوافذ المصطافين. وأجمل ما في الرحلة التي يقطعها هي التجمعات من قبل الأسر والشباب واقامة حفلات السمر من زمر وطبل ورقص، والتي يتبارى فيها الشباب.