مهرجان التسوق بدبي: حكايات لثلاثين ليلة وليلة

TT

ستضاء اليوم دبي بزخات من الالعاب النارية الضخمة ايذانا بانطلاق مهرجان التسوق لعام 2005 الذي يحتفل العام الحالي بمرور عقد على انطلاقته. وهذا الحدث الذي اصبح من ابرز الفعاليات على خارطة السياحة في المنطقة اصبح يفرض نفسه بقوة حتى على الصعيد العالمي خاصة في تزامنه مع الشتاء الاوروبي القاسي اذ اصبح السياح من اوروبا وخاصة بريطانيا والمانيا والدول الاسكندنافية يقصدون دبي في هذا الوقت من العام بحثا عن دفء الشمس والتمتع بالسباحة في مياه الخليج الناعمة. ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، ستكون دبي هذا العام بالذات الوجهة المفضلة للاوروبيين بعد زلزال سومطرة وموجات تسونامي العاتية التي حصدت ارواح عشرات الآلاف في تايلندا والهند وسري لانكا وغيرها من الدول في جنوب شرقي آسيا. وفيما يتحفظ مسؤولو مهرجان دبي للتسوق في القاء ارقام التوقعات بالنسبة لعدد السياح خلال شهر المهرجان مكتفين بنسبة الخمسة بالمائة، تدل المؤشرات على ان الزيادة ستكون غير عادية بسبب التكهنات بتدفق سياحي كبيرة على دبي كبديل للمنتجعات الآسيوية التي اصبحت خاوية على عروشها. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد بلغ عدد زوار دبي خلال مهرجانها الماضي 1.3 مليون سائح، مليون واحد منهم جاءوا من خارج البلاد. وهؤلاء جميعهم انفقوا 1.5 مليار دولار على الفنادق والتسوق والمطاعم والمواصلات وغيرها. منسق عام المهرجان سعيد النابودة وضع الزيادة في عدد السياح عند نسبة 5% كما اسلفنا وتوقع ان ينفقوا نحو 1.6 مليار دولار خلال 31 يوما هي مدة المهرجان الذي يستمر حتى 12 فبراير (شباط) مارا بإجازة عيد الاضحى التي تشهد عادة تدفقا خليجيا هائلا. ولأن أهل دبي «شطار»، تراهم لا يبخلون على الترويج الاعلامي والاعلاني بل يرمون الملايين عليها ليجنوا المليارات. وللعلم فإن ميزانية مهرجان 2005 لا تتجاوز 22 مليون دولار، الا ان هذه الميزانية المتواضعة ـ على الاقل عالميا ـ تنفق بذكاء حتى ان قيمتها على اقتصاد الامارة الطموحة تتضاعف مئات المرات. اعلانات المهرجان بدأت بغزو محطات التلفزة العالمية والصحف والمجلات بعنوان «العالم على أتم الاستعداد» حيث يتميز الإعلان التلفزيوني بضمه لمختلف بلاد العالم تحت مظلة دبي الكبيرة، حيث يصور مجموعة كبيرة من الناس من مدن وثقافات متنوعة مثل باريس، ألمانيا، لندن، الهند، الأدغال الأفريقية، اسكوتلندا، الصين، المملكة العربية السعودية، وروسيا، وهم يتأهبون ويعدون العدة لزيارة المهرجان حيث التسوق والتسلية والترفيه العائلي والفائدة بلا حدود ليجسد هذا الإعلان الرؤية الدائمة للمهرجان، التي تختصر في شعاره الإنساني: «عالم واحد عائلة واحدة».

اغراء الحدث يبدأ في الليلة الاولى التي تصادف اليوم، بالعرض الافتتاحي الذي يحرص منظموه على يكون اكثر ابهارا من سابقه وايضا على ابقائه سرا من اسرار الدولة حتى اليوم المشهود.

وفي كل عام من اعوام مهرجان دبي للتسوق تتزين سماء دبي بعروض الالعاب النارية المذهلة، والتى تنظمها مجموعة الزرعوني، وهي احد الرعاة الرئيسيين للمهرجان. وتطل عروض الالعاب النارية هذه السنة بحلة جديدة ومبهرة، تختلف عن السنوات السابقة، باشكالها وتصاميمها الجميلة، باستخدام احدث التقنيات في هذا المجال على ايدي امهر الخبراء في هذا المجال.

وقد زادت كمية عروض الالعاب النارية هذا العام، لتكون بشكل يومي في كل من: القرية العالمية وخور دبي، إضافة إلى عرض آخر في شارع السيف مع كل عطلة نهاية اسبوع، ليستمتع اكبر قدر ممكن من الجمهور بهذا الاحتفال، الذي ينير سماء دبي كل مساء، ويرسم لوحات تشكيلية مفرحة، ويشيع جوا من السعادة على جميع وجوه الحاضرين من جميع الاعمار، الذين عادة ما يتسمرون بالمئات ويملأون شوارع دبي، للاستمتاع بالعروض. وخلال المهرجان تزين دبي بأكثر من 40 مليون مصباح ضوئي متعدد الألوان، موزعة على جميع أنحاء المدينة، ومبانيها ومواقع الفعاليات.

* عروضات واغراءات مادية في المهرجان - من عروض الاغراء الكلاسيكية للمهرجان السحب اليومي على سيارات لكزس حيث يصل اجمالي الجوائز الى 33 مليون درهم (8.9 مليون دولار)، فيما ينال الفائز بالجائزة الكبرى في نهاية المهرجان 10 ملايين درهم دفعة واحدة.

وتبلغ قيمة الكوبون 250 درهما وتتوفر للجمهور في 40 محطة من محطات ايبكو واينوك، أحد الرعاة الرئيسيين لمهرجان دبي للتسوق، موزعة على مختلف أنحاء دبي على مدار اليوم كما تتوفر أيضا في عدة أماكن أخرى تمتاز بكونها تجمعات جماهيرية كبيرة.

* مفاجآت المهرجان - ومن مفاجآت مهرجان 2005 بيع البضائع المستعملة في الصناديق الخلفية للسيارات، وهي عبارة عن تتويج لفكرة بيع البضائع المستعملة والرائجة في بعض الدول العربية والعالم الغربي وتلاقي اقبالا كبيرا من الزوار، لما توفره من بضائع جميلة تحمل في طياتها ذكريات مختلفة، وقد تكون مقتنيات نادرة لمشاهير تركوا ما يعبر عنهم، وما يرافق تلك العملية من أجواء المرح والترفيه. وتقام هذه الفعالية في شارع المرقبات وسط دبي لبيع البضائع المستعملة على فكرة تجمع 50 سيارة متنوعة في مكان واحد، تفتح صناديقها الخلفية امام الزوار لبيع البضائع المستعملة من: الالكترونيات، الكتب، الالعاب، التحف، الملابس، المواد الغذائية وغيرها على غرار الطريقة الانجليزية التي تعرف باسمCar Boot Sale، كما تنتشر في الشوارع الرئيسية تلك الاكشاك الصغيرة التي تزين دبي وتلاقي إقبالا كبيرا من السياح لشراء المشغولات اليدوية، التذكارات، الهدايا، المأكولات وغيرها الكثير من المنتجات المختلفة.

وهناك ايضا قرية للتراث البحري التي تستوحي من الحياة الساحلية العديد من الفعاليات وتقدم للزوار مختلف ألوان العروض الفنية والإبداعية إلى جانب التراث والثقافة الشعبية البحرية بأسلوب يمكنهم من معايشة حياة أهل البحر بتناول أطعمتهم واكتشاف لذتها، بالإضافة إلى مراقبة «المحلوي» أو صانع الحلوى وهو يحضرها للجمهور، وتمضية وقت ممتع في مقهى شعبي بحري، والتعرف على فنون البحر القديمة ومتابعة الفنانين المعاصرين وهم يستلهمون من البحر إبداعات حديثة. وفي شارع السيف المطل على الخور ينتصب سوق الحرفيين الذي يعرض فيه الصناع المهرة في دول الحضارات القديمة فنون 15 حرفة يدوية عرضا حيا حيث تتشابك أصابع الإبداع من الإمارات والمغرب وفلسطين ولبنان وسورية ومصر وعمان وروسيا والهند وإيران والنيجر وكينيا وتايلاندا وتونس مستعيدة أهم ما حملته القوافل على طريق الحرير التاريخي.

ويمتاز سوق الحرفيين في مهرجان هذا العام بالعرض الحي، حيث يقوم الصناع بشغل المنتجات مباشرة أمام الجمهور مقدمين شرحا لهم يشرح أسرار مهارة هذه الحرف والتي توارثوها منذ القدم، وستمثل الصناعات الشعبية توليفة متكاملة من الفنون التقليدية فهناك فن صناعة الزجاج والحفر على الخشب والصناعات النحاسية وصناعة السجاد والخناجر والقوارب الصغيرة والأقنعة والصابون والفخار وفنون الحنة والتطريز وصناعة القبعات. وعلى الجانب المقابل للخور من شارع السيف يتواجد السوق الليلي الذي يفتح أبوابه للجمهور للاستمتاع بالتسوق في جو ليلي هادئ مستعيدين تقاليد التنقيب عن البضائع والمنتجات داخل المحلات والأكشاك وأصول البيع والشراء القديمة والتي تسري متعتها في عروق أهل الشرق وتثير فضول أبناء الغرب.

وتستضيف مدينة دبي مهرجان المأكولات العالمية الذي يقام ضمن فعاليات المهرجان على مدى خمسة أيام من 6 إلى 10 فبراير لتتحول ساحة المسرح المكشوف في المدينة إلى كرنفال عالمي تتلاقى فيه نكهات الطعام من كل أنحاء العالم وتتنافس فيه أشهر المطابخ العالمية، عارضة تقاليدها الخاصة بالمذاق وطرق تحضير المأكولات المختلفة وأجواء تقديمها التي تحمل مخزونا من خبرات الاحتفال والضيافة المتنوعة في أجواء حميمة تحقق شعار «عالم واحد، عائلة واحدة، مهرجان واحد».

تلتقي في مهرجان المأكولات العالمية نخبة من المطابخ الأوروبية مثل المطبخ الإيطالي والفرنسي إضافة إلى المطابخ الآسيوية بثرائها المعهود سواء من الصين أو الهند أو إيران ذلك بالطبع إلى جانب المأكولات الشعبية الإماراتية والمطبخ العربي والمطبخ المكسيكي ومأكولات شعبية من مختلف الأقاليم تمثل قارات العالم. كما يزيح المهرجان ستار الخيال أمام عشاق الرسوم المتحركة من الأطفال وعائلاتهم يوم 28 يناير (كانون الثاني)، مفتتحا الاحتفالية الدولية الأولى للرسوم المتحركة بدبي، والذي يستمر خمسة أيام يعرض خلالها 200 فيلم من أروع وأجمل ما أبدعه فن الرسوم المتحركة في العالم.

وتتضمن أفلام الاحتفالية الدولية الأولى للرسوم المتحركة بدبي أفلاما من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط وسيشهد حفلا الافتتاح والختام عروضا لأفلام عربية إلى جانب الأفلام العالمية.

* قرية كونية وليالي طرب - وعلى مساحة من الأرض اجتمعت فيها بلدان الشرق والغرب تمتد القرية العالمية في موقعها الجديد والمتطور، وهي الفعالية التي تعتبر الوجهة الأولى في مهرجان دبي للتسوق.

هذا العام تنضم 15 دولة جديدة لهذا التجمع الفريد تشمل بريطانيا وسويسرا وكندا واستراليا والنمسا ونيوزيلندا واليونان وقطر ونيجيريا واليابان وكمبوديا وبولندا ونيبال وقرغيزستان والعراق لتكوين عالم واحد وقد امتد على بساط في لحظة احتفال جماعي يختصر المكان، مفسحا المجال امام رحابة الزمن. وكعادتها كل عام تستضيف المدينة «ليالي دبي» الطربية بمشاركة نجوم الغناء العرب مساء كل يوم اربعاء وخميس من كل اسبوع خلال فترة المهرجان، ومساء كل يوم خلال عطلة عيد الاضحى.

* ارقام قياسية - وكعادته كل عام، يشهد المهرجان مسابقات الارقام القياسية ابتداء من 8 فبراير، في حديقة خور دبي. ومن المقرر ان يكون التنافس في المسابقة لهذا العام على تحطيم 6 ارقام قياسية في عدة فئات وهي: اكبر تجمع لنفس الاسم الاول، تشكيل اكبر علم وطني من البشر، اكبر تشكيل لصورة شعار الدورة العاشرة للمهرجان باستخدام العلب المعدنية، اكبر صندوق تبرعات في العالم، اكبر اسم متوهج في العالم باستخدام الشموع، اكبر احتفال بيتزا في العالم، والذي سيعود ريعه للمؤسسات الخيرية في الامارات. وحققت المسابقة على مدار السنوات السابقة العديد من الارقام القياسية التى ادخلت دبي في موسوعة غينيس العالمية ومن اهمها: اكبر قلادة من الذهب، اكبر سجادة صلاة، اكبر آلة عود، اكبر لوحة فنية بالالوان المائية، اكبر مجلة، اكبر تأشيرة زيارة، اكبر البوم لصور الاطفال، اكبر عربة تسوق، وغيرها.