جونيه.. تعبق بالتراث والحداثة

يسكنها نجوم الفن

TT

تبعد «جونيه» عن العاصمة اللبنانية بيروت حوالى العشرين كيلومتراً وتعبق بسحر التراث اللبناني العريق في هندستها المعمارية وسوقها القديم. كما انها تتميز بالحداثة في طرقاتها الواسعة وخدماتها السياحية العديدة... تشتهر بشاطئها الذهبي ويكمن جمالها الطبيعي في خليجها المرسوم بدقة على سجادة البحر المتوسط، تحيط به جبال حريصا، ويعتبر الاشهر والأجمل في العالم العربي.

«جونيه» تجذب الزوار من كل حدب وصوب. حتى اللبنانيين يجدون فيها منتجعاً ينسون عنده ضغط الحياة اليومية، فيستريحون على رمالها الذهبية تحت اشعة الشمس الموجودة فيها خلال تسعة اشهر متواصلة... تضم اكثر من ثلاثين فندقاً وحوالى عشرين منتجعاً سياحياً، اضافة الى سوق تجاري قديم وسوق الكسليك الحديث وسوق الذوق التراثي..

أسواق المدينة القديمة

* يحتوي سوقها القديم، والذي لا يزيد طوله على الكيلومترات الثلاثة على دكاكين متراصة حافظت على قناطرها القديمة وأبوابها الخشبية. فيه كل ما يخطر بالبال من متاجر البسة وأقمشة وأدوات منزلية وجلديات وعباءات مطرزة عرف بها حرفيو المدينة منذ اواخر القرن الماضي. وما زال بالإمكان رؤيتهم يعملون في سوق «جونيه» القديم، الذي يقع بموازاة البحر.

ويعتبر سوق الذوق القديم في مدينة جونيه ايضاً، احد اشهر هذا النوع من الاسواق في لبنان. السوق يتميز بمعماره الفريد ودروبه التي يغطيها الحجر الاسود كما يتميز بمراكز اثرية قديمة تحولت الى مقاي ومطاعم مرموقة «كمان جونيه»، والمسرح القديم، وقد اصبحا معروفين تحت اسمي مطعم الخان ومطعم التراث.

بني هذا السوق اواخر القرن السابع عشر وأعيد ترميمه عام 1988، وكان مركزاً تجارياً هاماً اذ كان يصدّر الحرير الى خان الافرنج في مدينة صيدا الجنوبية ومنها الى مدينة مرسيليا في ليون الفرنسية. يعرف بصناعة العباءات المطرزة والتي اشتهر بها آل سعادة وعودة والسلموني. اما صناعة حلويات المرصبان (مزيج من اللوز المطحون والسكر) فما زالت على اوجها، وان اقتصرت صناعتها على التحضيرات المحلية المنزلية والتي تقوم بها ربات المنازل وتضعها في علب خاصة تعرض في اسواق جونيه التجارية. ويتألف الذوق من قسمين: السفلي والاعلى، الذي ما زال قيد الترميم.

اما سوق الكسليك فهو احد اهم الشوارع الموجودة في جونيه وقد ذاعت شهرته فوصلت بلدان اوروبا والولايات المتحدة الأميركية حتى قيل انه مشابه لشارع اوكسفورد في لندن، فكان السوق الاول في لبنان بعد الحرب الذي استطاع ان يجمع اشهر الماركات ومحلات الثياب في العالم. وموقعه الجغرافي يتميز بكونه يطل على البحر والجبل معاً، ويمنح زائره متعة التسوق حيث باستطاعته ان يجول من محل آلى آخر في الهواء الطلق وبراحة مدروسة... وتحلو زيارة هذا الشارع في الاعياد والمناسبات، اذ يصبح ليله اجمل من نهاره مع الاضاءة اللافتة التي يحملها في هذه المواسم، كما انه يزدحم برواد السينما والملاهي الليلية ومقاهي الارصفة المزروعة على جوانبه من بدايته حتى نهايته..

أين تسكن؟

* سؤال تصعب الاجابة عنه لكثرة الخدمات السياحية الموجودة في هذه المدينة المميزة فموسم التزحلق على الماء والسباحة يستمران فيها طيلة 9 اشهر من السنة تقريباً وقربها من الجبل يجعل زائرها يمكث فيها لاخذ قسط من الراحة قبل متابعة مشواره الطويل... من اشهر فنادقها «سينتوري بارك» 009619219000 واكروبوليس اوتيل 009619963 4739 والبورتيميليو 009619933300، وكل هذه الفنادق مطلة على شاطىء البحر وفيها صالات كبرى وبرك سباحة ومراكز رياضية اضافة الى مراكز استجمام يقصدها الكبار والصغار لسهولة ممارسة كل انواع الرياضة والتسلية فيها.

المهرجانات والمشاهير

* وتستضيف جونيه في فصل الصيف اكثر من مهرجان وكرنفال يشارك فيه نجوم اهل الفن وكذلك عدد لا يستهان فيه من الحرفيين اللبنانيين الذين يقدمون اجمل اعمالهم من النفخ بالزجاج والضرب على النحاس او حياكة الحرير. وتجذب منطقة جونيه عدداً لا يستهان به من الفنانين اللبنانيين الذين اختاروها للسكن امثال وائل كفوري ونجوى كرم وكارول سماحة. وتقع في محيط هذه المنطقة ايضاً قناة الـ«ال. بي. سي» المحطة اللبنانية للارسال، والتي صار مركز الاكاديمية الفنية Star Academy فيها، محطة اساسية كان يزورها العرب واللبنانيين ليشاهدوا من وراء زجاجها الطلاب المفضلين لديهم امثال صوفيا وبهاء وبرونو العام الماضي وسلمى وايمان وسامر وهشام العام الحالي.