تاج محل .. يبهر زواره بتغيير لونه مع تبدل فصول السنة وأوقات اليوم

عجيبة من عجائب الدنيا السبع

TT

السفر الى الهند يكون ناقصا دون زيارة أغرا التي تضم عددا من المواقع السياحية العالمية من بينها تاج محل وريد فورت وفاتحبور سيكري. وتربط أغرا بالعاصمة دلهي طرق برية وسكك حديدية فضلا عن الرحلات الجوية، إلا ان غالبية السياح الذين يزورون المنطقة كثيرا ما يستقلون اكسبريس شاتابدي الذي يصل الساحة التاسعة صباحا ويعود في الثأمنة والربع مساء، ما يسمح للزوار بقضاء اليوم بكامله. كما يمكن ايضا ان يصل الشخص برا بالسيارة من دلهي إما بالسيارات المستأجرة او بالحافلات المخصصة للجولات السياحية. وقال الرئيس الاميركي الراحل بيل كلينتون عقب زيارته لتاج محل: إن العالم ينقسم الى اثنين... اولئك الذين زاروا تاج محل وهؤلاء الذين لم يحظوا بزيارته.

تاج محل، الذي يعتبر من عجائب الدنيا السبع، شيده عام 1652الحاكم المغولي شاهجاهان لإحياء ذكرى زوجته ممتاز محل، سيدة التاج، التي توفيت وهي تضع مولودها الـ14. وكان هذا الصرح العظيم آخر أمنية طلبت من زوجها تحقيقها. يقع تاج محل بمدينة أغرا بمقاطعة اوتار براديش شمالي الهند على ضفاف نهر يامونا. وأشرف على تشييد تاج محل المهندس المعماري عيسى خان الذي جاء من شيراز بإيران لبناء هذا الصرح التاريخي. ويعتبر تاج محل رمزا للحب الخالد، حيث دفن شاهجاهان الى جانب زوجته الراحلة ممتاز. وظل المسافرون منذ القرن السابع عشر يقطعون مئات الآلاف من الأميال عبر القارات لزيارة هذا المعلم التاريخي. بدأ العمل في ضريح تاج محل عام 163 وشارك في عمليات التشييد 20000 عامل واستغرق بناؤه عشرين عاما. وشارك في البناء نخبة من المعماريين والعمال المهرة والخطاطين والنحاتين. يتغير تاج محل بتغير فصول السنة وأوقات اليوم. فالزهور تظهر بعد الفجر بلون وردي وخلال فترة الظهيرة بلون أبيض ناصع ثم تتحول الى اللون الرمادي قبل الغروب.

جلبت الأحجار الكريمة، من بلور وفيروز وماس، من أماكن من التبت والصين وسري لانكا وبلاد فارس وأفغانستان. ومن المعتقد ان قافلة لا تقل عن 1000 فيل قد استخدمت في نقل المواد، وأزيلت كل الأحجار الكريمة بواسطة البريطانيين الذين نقلوها الى انجلترا خلال فترة حكمهم للهند على مدى ما يزيد على 100 عام. المدخل الرئيسي لتاج محل مشيد من الحجر الرملي الأحمر وتظهر القباب ذات الطابع المعماري الهندوسي والآيات القرآنية المنقوشة على الضريح. وتحيط بحدائق تاج محل جدران عالية كل منها مقسم الى اربعة اجزاء وهي تعتبر رمزا لحدائق الجنة في الإسلام. وتوجد نوافير وقنوات للمياه تنساب عبر الحدائق. وضريح تاج محل مشيد على منطقة عالية وبه اربع مآذن واحدة من كل زاوية. يجب على الزائر خلع الأحذية قبل الدخول، وتوجد عند المدخل جوارب وأحذية قماشية ينتعلها الزوار لتقيهم من حرارة الرخام خلال ساعات النهار. ويوجد على جانبي تاج محل مسجدان متطابقان مشيدان من الحجر الرملي الأحمر، يطلق على المسجد الواقع على اليمين «الجواب»، وهو شيد أصلا للمطابقة والانسجام ولا تقام فيه صلوات لأنه ليس في اتجاه القبلة، بينما تقام في المسجد الذي يقع في الجهة اليسرى صلاة الجمعة. لا تنس الجلوس على الدرج المؤدي الى المدخل الرئيسي حتى لا تفوتك فرصة التقاط صورة يظهر على خلفيتها تاج محل. ولكن حتى الجلوس على هذا الدرج ربما يضطر الشخص للانتظار لأن هذا من المواقع التي تزدحم بالزوار الذين يرغبون في التقاط صورة يظهر على خلفيتها هذا المعلم التاريخي الفريد. على الجدار الغربي من المجمع يقع متحف تاج محل الذي يضم مجموعة من اللوحات الصغيرة لحكام مغول ويعود تاريخها الى فترة حكمهم، توجد بالمتحف ايضا عملات معدنية قديمة وخزف صيني، فضلا عن المعرض الذي يضم لوحات اصلية لتاج محل. وتظهر هذه اللوحات التخطيط والتصميم المتقن للمبنى، بما في ذلك التقدير الدقيق للوقت الذي استغرقته فترة البناء. التجول في أغرا: من الأفضل للزائر استئجار سيارة بسائق اذا أراد ان يطوف على كل المناطق السياحية داخل وخارج المدينة. وتتوفر لهذه الجولات مختلف وسائل التنقل من سيارات الاجرة والمركبات البخارية والعادية الصغيرة التي تتسع لشخصين بالإضافة الى السائق. ومن الأفضل ان تتفق مع السائق على تكلفة الجولة قبل بدايتها اعتمادا على المسافة والزمن. هناك ايضا حافلات داخل المدينة بأسعار محددة. وقت الرحلة: افضل وقت لزيارة أغرا خلال الفترة بين نوفمبر (تشرين الثاني) ومارس (آذار)، إذ ان درجة الحرارة خلال هذه الفترة تكون معتدلة وتشهد نفس الفترة عدة احتفالات. ففي فبراير (شباط) تشهد أغرا احتفالات تعتبر فرصة مواتية للإطلاع على تراثها الفني الثري والمصنوعات اليدوية المحلية والأكلات الشهية والرقص والموسيقى. وتلبس أغرا خلال هذه الفترة حلة زاهية وتتحول الى كرنفال مستمر. وعلى الرغم من ان أغرا اشتهرت كونها مدينة لتاج محل، فيوجد عدد آخر من الأماكن التي تستحق الزيارة، قلعة أغرا واحدة من هذه الأماكن التي تجتذب الكثير من الزوار. شيد هذه القلعة الحاكم المغولي أكبر من الحجر الرملي الأحمر بعد ان عزز سلطته بعد مجيئه للحكم عام 1654. وكانت القلعة تعتبر نقطة عسكرية استراتيجية ومقر إقامة للحاكم. شيدت القلعة على شكل هلال، وهي مسطحة في الجانب الشرقي وبها جدران طويلة ومستقيمة مواجهة للنهر. ويبلغ محيطها 1.4 كيلومتر. وتتميز مباني هذا المجمع بتنوعها من ناحية الطراز المعماري، إذا ان قصر جاهانجيري، الذي شيد بواسطة الحاكم أكبر، عبارة عن خليط من الطرز المعمارية الإسلامية (الفارسية) والهندوسية المحلية. فاتحبور سيكري مكان آخر يستحق الزيارة في أغرا. فهذه المدينة الامبراطورية لسلالة المغول الحاكمة خلال الفترة من 1571 و1584 شيدها الامبراطور المغولي أكبر. روعة التصميم المعماري لهذه المدينة لا يمكن وصفه بمجرد كلمات، ولا يمكن للشخص ان يقف على عظمة صروحها التاريخية إلا من خلال الزيارة. عندما زار الامبراطور قرية سيكري تنبأ الشيخ سالم، الذي كان يعيش في القرية، بأن الامبراطور سيرزق بابن. وعندما حدث ذلك بالفعل شيد الامبراطور عاصمة لحكمه وأطلق عليها اسم فاتحبور سيكري. ولا يزال ضريح الشيخ سالم في فاتحبور، التي تقع على بعد 39 كيلومترا من أغرا، يجتذب آلاف الزوار. مكان الإقامة: هناك عدد من الفنادق الفاخرة في أغرا ويقع معظمها في منطقة كانتونمينت الهادئة والمجمع السياحي الجديد. إلا ان غالبية الفنادق ذات الأسعار المعقولة تقع في منطقة تاج جانج، وإذا تحمل الشخص الحركة المستمرة والضوضاء، فإن هذه انسب الفنادق للذين لديهم ميزانية محدودة للإقامة. لا شك ان كاميرا التصوير من اهم الأشياء التي يجب ان يحرص الزائر على جلبها معه حتى لا تفوته فرصة التقاط صورة في واحدة من عجائب الدنيا السبع.