سائح اليوم محصن ضد الأزمات

بعضهم يخطط وآخرون يتركون الحجز للحظات الأخيرة

TT

قرر 60 % من الاوروبيين الذهاب الى قضاء العطلة الصيفية القادمة واتفقوا على ان افضل الاماكن بالنسبة لهم لقضاء العطلة هي الشواطئ والمدن الساحلية والمنتجعات ولكن 80% من السياح الاوروبيين الذين قرروا قضاء العطلة الصيفية القادمة في مكان ما خارج نطاق المدينة او القرية التي يعيشون فيها يفضلون البقاء داخل اوروبا. جاء ذلك في دراسة اوروبية سنوية نشرت نتائجها الاسبوع الماضي في بروكسل وشملت 7 دول من الاعضاء في المجموعة الاوروبية الموحدة وهي بلجيكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا واسبانيا وايطاليا والنمسا.

واشارت الدراسة الى ان نسبة عدد السياح الاوروبيين الذين يفضلون القيام بالعطلة الصيفية هي نسبة مستقرة نوعا ما بالرغم من التقلبات الاقتصادية التي شهدتها بعض الدول الاوروبية.

وتقول الارقام التي وردت في تلك الدراسة إن السائح الاوروبي يفضل قضاء اسبوعين في العطلة الصيفية ولكن هذه الفترة قد تمتد الى ثلاثة اسابيع لدى البعض منهم وخاصة السائح الالماني. وبالنسبة للاماكن المفضلة لهم لقضاء العطلة الصيفية داخل اوروبا اشارت الدراسة الى اختيارهم لمدن ساحلية في فرنسا وايطاليا واسبانيا، وفي نفس الوقت هناك 67% من سكان تلك الدول يفضلون قضاء العطلة الصيفية داخل بلدانهم. وعن المخصصات المالية المقررة لقضاء العطلة الصيفية تشير الدراسة الى ان السائح الاوروبي يخصص 2235 يورو لعائلته من جل قضاء العطلة الصيفية. والمحت الى ان 68% من الاوروبيين الذين اتخذوا قرارا بقضاء العطلة الصيفية القادمة قد قاموا بالفعل بحجز تذاكر السفر واماكن الاقامة وفي الوقت نفسه اكد 31 % ممن شملتهم الدراسة الاوروبية انهم يفضلون شراء تذاكر اللحظات الاخيرة لانهم يقررون في اخر لحظة التوجه لقضاء العطلة الصيفية وان اغلبية هؤلاء من الاسبان والايطاليين.

في دول مثل هولندا وبلجيكا توجد عدة مدن ساحلية وشواطئ يحرص السائح الاوروبي والاجنبي بصفة عامة على التردد عليها خلال فصل الصيف ومنها على سبيل المثال في هولندا شاطئ شخفينينج في مدينة لاهاي العاصمة السياسية للبلاد وايضا مدينة روتردام وزيلاند وغيرهم وفي بلجيكا يوجد شواطئ اوستاند وبروج وغيرهما وتشهد الفنادق اذدحاما ملحوظا خلال فترة الصيف ولابد من الحجز قبل شهور لضمان الحصول على اماكن في تلك الفنادق الموجودة في المدن الساحلية البلجيكية والهولندية. وفي المانيا اكدت احصائيات رسمية ان المانيا تحولت الى مكان مفضل للزوار الاجانب بشكل غير مسبوق حيث سجلت الفنادق العام الماضي ارقاما قياسية من حيث عدد النزلاء الاجانب وفي ولاية فيسبادن قال مكتب الاحصاء الاتحادي ان نسبة الزيادة في عدد نزلاء الفنادق من الاجانب شكل نسبة 4.6% بالمقارنة بالعام الذي سبقه ويشكل الهولنديون العدد الاكبر من بين هؤلاء وبعدهم يأتي السياح من الولايات المتحدة الاميركية في المرتبة الثانية ثم السياح من بريطانيا وسويسرا وايطاليا وبلجيكا. الارهاب وانفلونزا الطيور واثرهما على السياحة الاوروبية: اختلفت الاراء حول الربط بين وجود مخاطر ارهابية او انتشار انفلونزا الطيور وبين الحركة السياحية فهناك من يفضل عدم المخاطرة والذهاب الى الاماكن التي تكون بعيدة عن الارهاب او اصابات بفيروس انفلونزا الطيور او على الاقل البقاء داخل وطنه ولكن في ظل التهديدات الارهابية التي طالت العديد من دول اوروبا اصبح لدى البعض قناعة بان الخطر قد يصله حتى ولو كان في بيته داخل وطنه ومن هذه القناعة قرر البعض الحجز مبكرا لقضاء العطلة الصيفية القادمة وعلى سبيل المثال اشارت احدى الدراسات البريطانية ان السبب وراء تردد البريطانيين في زيارة العاصمة لندن هو تكاليف السفر وليس الخوف من التهديدات الارهابية وقالت الدراسة التي قامت بها منظمة «فيزيت لندن» المهتمة بالترويج السياحي انه بالرغم من تراجع عدد الزائرين البريطانيين للعاصمة لندن الا ان الخوف من التهديدات الارهابية لم يعد يشكل هاجسا في عقول هؤلاء.

الاعلان عن نتائج الدراسة جاء بعد يومين من انفجارات دهب في سيناء المصرية وبالرغم من اعلان عدد من مكاتب السفر الهولندية عن الغاء عدد من الرحلات التي كانت مقررة الى المنطقة القريبة من الانفجارات الاخيرة الا ان الارقام الرسمية الصادرة عن مكاتب السفر والسياحة الهولندية قد اشارت الى ان 30 سائحا هولنديا كانوا بالقرب من مكان الانفجارات التي وقعت في دهب كما ان هناك 27 هولنديا يقيمون بصفة مؤقتة في المدينة ولكن ستة فقط من السياح الهولنديين في المدينة طلبوا العودة الى هولندا بعد وقت قصير من وقوع الانفجارات الا ان احد مسؤولي مكاتب السفر والسياحة قال ان خبرته في العمل تجعله على يقين بان هؤلاء الاشخاص ربما يتراجعون عن هذه الرغبة ويفضلون البقاء لاستكمال الاجازة. اما في تركيا فقد ابدت شركات ناشطة في مجال السياحة والسفر عن تخوفها من ان يؤثر انتشار انفلونزا الطيور على الحركة السياحية وخاصة ان الارقام التي صدرت مطلع العام الحالي اشارت الى حدوث تراجع نسبي وان البعض يخشى من تحول السياح الى دول اخرى مثل اسبانيا واليونان ولكن الاخيرة بدورها ظهر فيها الفيروس كما ظهر في دول اخرى اوروبية وعلى اية حال فقد وصل عدد السياح الذين استقبلتهم تركيا العام الى اكثر من 21 مليون سائح. بالنهاية يمكن القول إن السائح اليوم أصبح محصنا ولم تعد تؤثر عليه الحوادث العرضية والتهديدات الامنية والموجات المرضية.