غوا .. من أجمل المناطق الهندية على الإطلاق

تزورها مرة فتتمنى البقاء فيها

TT

بالنسبة لهؤلاء الذين يرغبون في اكتشاف الهند الحقيقية، فإن غوا الهندية هي جنة السياحة الجماعية، وتقع بين البحار والتلال المورقة. وغوا وهي عبارة عن جيب صغير على الساحل الغربي للهند، مستعمرة برتغالية سابقة تقدم كل ما يتطلبه الساحل من السياحل الرملية وجوز الهند والمأكولات البحرية الطازجة.

واذا ما زرتها مرة، فستسعى دائما للعودة اليها مرة اخرى. والامر الذي يميزها عن المناطق السياحية الاخرى المماثلة هي سكانها الذين يتميزون بالاسترخاء.

وتقدم غاوا الكثير لكل سائح. واذا ما كان ما تسعى اليه هو الشمس والرمال والبحر فهناك الكثير. اميال من الرمال الذهبية عبر الساحل الغربي للهند الى جوار بحر العرب.

لقد زرت غوا سبع مرات من قبل. والمرة الاولى التي زرتها فيها كنت طالبة، وكان الامر بمثابة حلم، وتمنيت الحياة هناك بصفة دائمة. وهو الشعور الذي ينتابني مكلمة زرت منطقة جديدة، غير ان مشاعري تجاه غوا لا تتغير.

وبالرغم من ان كشمير التي عشت فيها طوال حياتي هي جنة بالنسبة للعديد من السياح، الا ان قلبي يبقى دائما في غاوا. وابذل كل ما في وسعي للعودة مرة كل سنة على الاقل منذ بدأت العمل. والكتابة عن هذه المكان اليوم يجعلني اشعر بمتعة كبيرة.

وغوا بشواطئها البيضاء التي لم تستغل وقصورها البرتغالية القديمة والقرى الصغيرة والتلال المورقة – يمكن اعتبارها اجمل شواطئ اسيا التي تمتد لمسافة 3700 كيلومترا.

التاريخ والثقافة: قرار البرتغاليين، الذين وصلوا الى هنا في القرن السادس عشر بحثا عن التوابل، بوضع جذورهم في هذه الجنة الاستوائية، لا يثير الاستغراب. وقد بقيت غوا مستعمرة برتغالية الى ان حررها الجيش الهندي عام 1961. وظلت نقطة تجمع لأجناس واديان وثقافات الشرق والغرب طوال قرون عديدة، يسودها اسلوب حياة يختلف عن باقي الهند. ومعظم السكان من الهندوس والكاثوليك، بالاضافة الى اقلية من المسلمين والأديان الاخرى.

وقد تركت قرون الحكم البرتغالي اثارها في كل مكان. ففي غوا يمتزج التأثير اللاتيني مع الالوان الهندية لخلق مزيج مثير. غير ان التقاليد اللغوية والدينية والفنية في غوا ظلت مستمرة بالرغم من انتهاء الحكم البرتغالي.

وغوا المعروفة بحياتها الليلية الصاخبة وثقافتها النشطة التي ورثتها من الحكام البرتغاليين ـ تستعد لموسم الاحتفالات ابتداء من شهر سبتمبر «أيلول» حتى بداية رأس السنة الجديدة.

ولذا فعليك الاستعداد للاستمتاع هذا العام على شواطئ بحر الحرب. وهناك الكثير الذي يمكنك الاختيار منه، فيمكنك الاستماع للموسيقى الحياة او الرقص في افخم النوادي الليلية.

وتقدم غوا مزيجا من الحياة الليلية الصاخبة والمطبخ الغاوي الشهي والمشروبات الغريبة. وكل ما تحتاجه هو الكثير من الوقت للاستمتاع بالحياة الليلية.

وفي العاصمة باناجي، يمكنك زيارة المباني الشهيرة ذات العمارة العظيمة مثل كنيسة كاجيتان وكاتدرائية سي وهي اكبر كنيسة في اسيا. وبالنسبة لهواة الفنون، يوجد متحفان شهيران هما مجمع كيركار للفنون ومعرض كوكون للفنون. ويجب زيارة قلعة اغوادا الشهيرة. كما يمكنك زيارة مسجد صفا شاهوري.

ثم تأتي الشواطئ المتعددة، ولعل اشهرها هو شاطئ انزونا الذي يقبل عليه الشباب. وشاطئ كالانغوت هو المكان الذي يتجه اليه الجميع عندما يصلون الى غوا. ولذا فمن الطبيعي ازدحامه في ذروة الموسم السياحي. كما يوجد شاطئ دونا بولا، وهو على اسم دونا بولا دي منزيز ابنة نائب الملك البريطاني في الهند «حاكم الهند» خلال فترة الاستعمار، التي انتحرت على الشاطئ بعد رفض السماح لها بالزواج من صياد سمك محلي. وتقول الاسطورة ان دونا بولا مدفونة في كنيسة غابو ومن المفروض ان تظهر من بين الامواج ترتدي عقدا من اللؤلؤ. اما شاطئ ارامبول فهو شاطئ صخري ورملي في نفس الوقت، وهو من الشواطئ التي يسعى اليها الاجانب. وشاطئ بالوليم فهو شاطئ على شكل هلال يتميز بالسباحة الأمنة، بينما تندمج حياة القرية مع السياحة المحدودة. واذا كان هناك من شاطئ يستحق لقب ملك الشواطئ فهو شاطئ كلوفا، فلا يوجد مثيل له في كل الهند. فهو جنة حقيقية، حيث تنتشر اشجار جوز الهند على رمال فضية بلا انقطاع، كما ان مياهه هادئة. ويمكن مشاهدة السياح الهنود والاجانب بالاضافة الى السكان المحليين وهم يرتدون الملابس زاهية الالوان. كما يمكن مشاهدة الكثير من السياح وهم يأخذون حمامات الشمس في الشواطئ الذهبية. وهناك العديد من باعة المرطبات والخردوات المنتشرين على الشاطئ خلال الليل وهو ما يمنح الشاطئ مناخا رومانسيا.

وشاطئ فيغاتور وتشابورا الذي تطل عليهما قلعة برتغالية يعود عمرها الى 500 سنة، يجعل الزائر مبهورا. ومهما كان الوقت الذي تزور فيها هذه الشواطئ فهي تميل الى التغير مع كل موسم جديد. حيث يجري تجديدها دائما. مطبخ غوا: يتكون هذا المطبخ من مزيج من تأثيرات مختلفة ترسخت خلال قرون عديدة. والمواد الأساسية هي السمك والرز. وهذا ليس غريبا بعد 450 سنة من الاحتلال الاستعماري لها، أصبح التأثير البرتغالي قويا على المطبخ الغاوي. فمواد الخل وجوز الهند والثوم والتمر هند وأنواع من الفلفل الأحمر «الشطة» تلعب دورها أيضا في أكلات تلك المنطقة.

موسم سياحي : يبدأ الموسم السياحي في غوا من أواخر سبتمبر (أيلول) ويستمر حتى أوائل مارس ويكون الطقس خلال هذه الأشهر لطيف ومعتدل. ثم يصبح الطقس أكثر حرارة في مايو «أيار» وحتى نهاية يونيو (حزيران). وتصل الأمطار الموسمية الهندية «الصيفية» إلى غوا بعد ذلك مع أمطار استوائية غزيرة.

مع ذلك إنه موسم الأمطار الموسمية الذي يجعل غوا أكثر جمالا خلال السنة كلها إذ ترتدي حلة خضراء في كل مكان من مراعيها وجبالها. وتجري أنهارها فرحة بمياهها المتدفقة بقوة بينما ترقص أشجارها طربا على صفير الريح. وعادة يتضاءل عدد السياح خلال تلك الفترة ما بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) وأكثر الفنادق تقدم عروضا مناسبة من حيث السعر. لكن الابتلال بأمطار غاوا الموسمية يقابله استمتاع كبير بالمشاهد الطبيعة الساحرة في ذلك الموسم.

التسوق: يعتبر التسوق من الأسبقيات بالنسبة للسائح القادم إلى هذا الفردوس الأرضي. فالصناعات الحرفية الفريدة فيها تقدم سلعا تذكارية كثيرة بما فيها مصوغات النحاس وقطع الصدف والأثاث المحفور والقطع المنتجة من شجر البامبو وغيرها. والأشياء الأخرى التي يحب الزائر شراءها هي علب مكسرات الكاشيو المملحة او الخالية من الملح.

وتحول الكثير من بيوت غوا إلى محلات ذات أنماط جميلة، وفيها يجد المسافر أنواعا كثيرة من الملابس بأسعار معقولة. ومن أبرز مناطق التسوق هي مابوسا وأنجونا. فسوق الجمعة في مابوسا يبيع كل شيء من قطع نقدية قديمة إلى سمك مجفف إلى توابل. أما سوق الأربعاء في شاطئ انجونا فهناك الكثير من الهدايا التذكارية تباع فيها والصناعات الحرفية بأسعار رخيصة.

ويتميز سكان غوا باللطف الشديد مع الأجانب. وهم يحبون كثيرا الأشياء الجيدة في الحياة. وتعتبر القيلولة أساسية في حياة سكان غوا حيث تغلق المحلات أبوابها من الساعة الواحدة إلى الرابعة بعد الظهر. وعلى الرغم من أن سكان يعتنقون ديانات مختلفة ومن خلفيات ثقافية مختلفة فهم يشاركون كلهم في خلق ثقافة غوا المتميزة بمرونتها وانفتاحها مع التأكيد على العيش بشكل جيد.

الحياة البرية والمغامرة في غوا: تضم غوا اشهر محميات الحياة البرية في قارة آسيا. استكشف أسرار الغابة وشاهد الحيوانات البرية خلال زيارتك الى محمية باغوان ماهافير. المحمية غنية بالحياة البرية وتعتبر جنة لهواة مشاهدة الطيور ومشاهدة التماسيح في المياه الهادئة حول غاوا. يمكن ايضا الاستمتاع بالنشاطات وأنواع الرياضة المائية مثل سباق القوارب الشراعية والتزحلق. حفلات غاوا: اكتسبت غاوا شهرة عالمية بسبب حفلاتها الصاخبة، إذ ان اهلها يعشقون التجول في أنحائها ومن المألوف ان تجد اسر بكاملها وسط مرح وضجيج امسياتها الصاخبة. ربما لا يكون ما يجعل المكان متميزا وخاصا، إذ غالبا ما يكون مجرد غرفة في منزل بها مقعدان وطاولة، إلا ان الجو بصورة عامة هادي ويبعث على الاسترخاء ويشجع على قضاء امسيات ممتعة في الخارج مع الاسرة والأصدقاء. وسيلاحظ الزائر في رحلته الى غوا ان غالبية المطاعم تقدم الأطعمة البحرية وأنواع اطعمة اخرى شهية. اللغات: اللغة الانجليزية تستخدم على نطاق واسع. ومن ضمن اللغات الاخرى كونكاني والهندوسية. افضل أوقات الزيارة: الطقس خلال الفترة من اكتوبر (تشرين الاول) حتى مارس (اذار) بارد بعض الشيء وصحو ايضا، ويتحول الى حار جدا بين من مارس حتى مايو (أيار)، اما من يونيو (حزيران) الى سبتمبر، فيكون الطقس رائعا وممطرا في الغالب وتشاهد الخضرة في كل مكان. الملابس: يفضل كثيرون ارتداء الملابس العادية. وبصورة عامة تعتبر غوا المكان الوحيد في الهند الذي يرتدي فيه الناس الثياب القصيرة والملابس الصيفية الخفيفة دون ان تكون هناك نظرات ضيق واستياء، باستثناء الأماكن الدينية. محاذير: من الضروري الحرص على عدم اكل أي لحوم او سلطة غير مطهوة، ولمحبي أطباق السمك بالمايونيز من المستحسن ان يجلب معه زجاجة «مايونيز» معه الى غوا. من الافضل ايضا شرب مياه القوارير خلال السفر، كما يمكن ان يطلب الشخص في المطاعم مياه الشرب التي جرى غليها مسبقا. تذكر ايضا ان الثلج مصنوع من المياه ومن المحتمل ان يكون مصدرا لنوع من الالتهابات. ومن المهم ايضا تناول الأدوية واللقاحات اللازمة لمقاومة مرض الملاريا. يضاف الى ذلك ان الشخص اذا كان مقيما منطقة صخرية ربما تكون ثعابين وعقارب سامة. لتفادي الأفاعي السامة من المهم ايضا انتعال الأحذية بدلا عن الصنادل الخفيفة مع ارتداء بنطلون جينز وحمل مصباح ليلي اذا اراد الشخص ان يتجول ليلا في المناطق المظلمة.

حتى اذا كنت سباحا ماهرا يجب ان تسبح بعناية. تحاشى ايضا السلوك المثير للشكوك. تذكر ايضا ان مرضي نقص المناعة المكتسبة والتهاب الكبد الفيروسي الموجودين في اماكن اخرى في العالم موجودان ايضا في غوا. من الافضل تحاشي الطرق السريعة ليلا، إذ ان السائقين المتجهين جنوبا عبر الطرقات السريعة يقودون سياراتهم وهم مخمورون، كما ان تعاطي المخدرات موجود ايضا، فضلا عن ان هذه الطرق السريعة. وبصورة عامة لا تعتبر طرق غوا صالحة لقيادة الدراجات الهوائية. السكن: تختلف اسعار الفنادق والسكن بصورة عامة وتناسب مختلف الإمكانيات المالية، كما بوسع الشخص ان يسكن مع اسر ليستمتع بريف غوا، ويمكن ايضا استئجار منازل بغرض الإقامة لفترات أطول. الحافلات الخاصة هي الوسيلة الاكثر انتشارا للمواصلات في غوا، وهي تربط المدن الرئيسية بالمناطق الريفية. ويعتمد السكان بصورة عامة على وسائل مواصلات خاصة بهم مثل الدراجات البخارية والركشا وسيارات الاجرة. يمكن ايضا استئجار الدراجات البخارية في غوا، ويساعد ذلك على حرية الحركة رغم الخطورة المحتملة. وعند الاستئجار يجب التأكد من الضوء والفرامل، ذلك ان معظم شوارع غاوا ممتلئة بالحفر وغير مضاءة، كما ان الأبقار وعربات الكارو تظهر فجأة.