الفلكلور المصري يتنافس مع الدمشقي والمغربي في سورية

لرمضان طعم آخر في دمشق

ابو شادي.. حكواتي تقليدي يسرد قصصه للمستمعين («الشرق الاوسط»)
TT

من المعروف عن سورية انها تجذب السياح الغربيين والاوروبيين اليها خلال شهري سبتمبر(ايلول) وأكتوبر(تشرين الاول)، في حين يفضل العرب المجيء الى دمشق والمصايف السورية خلال فترة الصيف، غير ان حلول شهر رمضان هذا العام قلب المقاييس، ما دعا بالفنادق الكبرى الى التجهيز المسبق لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار العرب والخليجيين لقضاء الشهر الفضيل في الربوع السورية. فتنتشر حاليا في الفنادق والمطاعم والمقاهي السورية عدة عروض سياحية ليستمتع الزوار بطقوس رمضان في دمشق ، بالاضافة الى تقديم البرامج الفنية والثقافية المنوعة للشهر، وذلك من خلال إقامة الخيم الرمضانية التي تقدم فقرات فلكلورية متنوعة خاصة بسورية، ولجذب السياح بشكل أكبر قامت الفنادق بتقديم أكثر من فلكلور عربي في أكثر من خيمة رمضانية لديها، فترى الفلكلور المغربي يتنافس مع الفلكلور المصري والشامي وتنافست الحريرة والشاي الأخضر المغربين مع التبولة والفتوش اللبنانيين مع الكبة الحلبية ومع التسقية الدمشقية والمناسف البدوية في موائد مفتوحة تقدم على الإفطار وعلى السحور.

الفورسيزنز: تقام في فندق الفورسيزنز بدمشق خيمة رمضانية في مطعم الزعفران خصصت للفلكلور المغربي، حيث هناك بوفيها مفتوحا من المأكولات المغربية التي تقدم ضمن الطقوس المغربية الرمضانية مع الشاي الأخضر المغربي، ويقوم العاملون هناك بلبس الثياب المغربية التقليدية، وتقدم فرق فنية للغناء الشرقي والقدود الحلبية والعزف على العود اجمل الاغاني والالحان، كما أعلن الفندق عن افتتاح خيمة ثانية في المطعم الحلبي حيث يتم فيها تقديم كافة أشكال وأنواع الطعام الحلبي، المعروف في شهر رمضان ليؤكد المقولة المعروفة عن مدينة حلب السورية:( حلب أم المحاشي والكبب) والتي هي أم المطبخ السوري، وفي الخيمة هناك المقبلات الحلبية والكبة اللبنية والسفرجلية والصاجية وكل أشكال الكبب الحلبية التي يفوق عددها الستين نوعاً وشكلاً، وفي فترة السحور يرافق الرواد برنامج فني من القدود الحلبية وعزف على العود.

فندق الشام: في مطعم الدوار في فندق الشام المطل على دمشق بشكل بانورامي تجد خيمة رمضانية تقدم مختلف أنواع المأكولات الشرقية، وتوجد خيمة ثانية حول مسبح الفندق تقدم المأكولات الشامية والحلويات المعروفة والخاصة بشهر رمضان والتي تعتمد على طيبات المطعم الشامي وعلى تراث الحارات الدمشقية القديمة كالقطايف والناعم والتسقية والمسبحة والعرقسوس والتمر هندي والترمس وغيرها.

ويرافق مهرجان المأكولات على السحور عرض غنائي لفرقة تخت شرقي تقدم التراث الموسيقي الشامي والأغاني التراثية المعروفة في دمشق.

فندق ميريديان: يمكنك التمتع بأفضل إفطار على الطريقة المصرية في خيمة فندق ميرديان دمشق التي وضعت حول المسبح، واطلق عليها اسم ( خان الخليلي) وحاول القائمون عليها تقديم الفلكلور المصري مع الشامي في اللباس والأكل والغناء، فمع البوفيه المفتوح على السحور هناك: الكوشري والعرقسوس والصبار والناعم وهناك فقرات تراثية فنية لفرق المولوية والبصارة المصرية والمسحراتي(أبوطبلة) وتجرى مسابقات ويتم تقديم الجوائز لرواد الخيمة.

فندق الشيراتون: يقيم فندق الشيراتون خيمة رمضانية حول المسبح، تقدم ما لذ وطاب من مأكولات وأطايب في أجواء رمضانية رائعة.

فندق الكارلتون: أما فندق الكارلتون فيقدم في خيمته الرمضانية السحور والوجبات الدمشقية التقليدية في اجواء فنية راقية وموسيقى للتخت الشرقي يعزفها فنانون وعازفو عود معروفون.

فندق سفير السيدة زينب: فندق سفير السيدة زينب القريب من دمشق حاول أن يتفرد عن الآخرين في الشهر الفضيل فأعلن عن تقديم غرفة مجاناً لكل من يأتي إلى خيمته الرمضانية على الإفطار أو السحور، حيث تقدم له الغرفة مجاناً للاستراحة لمدة خمس ساعات بعد تناوله وجبة الإفطار والسحور أو قبلهما. كذلك أعلن منتجع مشتى الحلو في منطقة الساحل السوري عن عروض خاصة طيلة شهر رمضان ومنها إفطار وسحور لمن ينام في الفندق ليلة مع تقديم أسعار مخفضة بمناسبة شهر رمضان وتقديم مائدة مفتوحة للإفطار والسحور يومي الخميس والجمعة طيلة الشهر الفضيل.

من جهتها تقدم المطاعم الدمشقية عروضا خاصة بشهر رمضان، تتضمن أسعار خاصة لوجبات السحور والإفطار، ومن بين تلك المطاعم، بيت جبري وهو أول بيت دمشقي قديم يحوله صاحبه ووريث آل جبري( رائد جبري) إلى مطعم، ففيه تجد بوفيه مفتوح للافطار والسحور مع مأكولات شامية تقليدية وفرق موشحات دينية وصوفية ومولوية وعزف عود وقانون وإقامة مسابقات بالتنسيق مع إذاعات خاصة ومنها إذاعة فرح وآرابيسك وتقديم الهدايا للفائزين من رواد المطعم. في الماضي كانت تعاني الحمامات الدمشقية العامة والتراثية من انخفاض في عدد روادها في شهر رمضان، لذا يحاول بعضها تقديم عروض خاصة في هذا الشهر مثل حمام الملك الظاهر وتقديم الشيشة والشاي بعد الإفطار مع أخذ حمام عربي وساونا والسهر في الحمام في أجواء التراث الشامي القديم حتى فترة السحور، في حين ينتظر حمام نور الدين في البزورية اقتراب موعد عيد الفطر ليستقبل الحمام وبشكل فلكلوري العرسان حيث يستحم العريس في الحمام بشكل فلكلوري في ليلة عرسه فيأتي مع أصدقائه بشكل استعراضي إلى الحمام مع فرقة العراضة الشامية والأهازيج التقليدية فيستحم في حمام السوق ويكيسونه ويخزونه بالدبابيس كتقليد دمشقي قديم لمداعبته وهو يودع حياة العزوبية ومن ثم يلبسونه لباس العرس ويقيمون له العراضة حتى يوصلوه إلى بيت عروسه ليودعونه بشكل فلكلوري جميل وهذه الطقوس تتم أواخر شهر رمضان وفي أيام عيد الفطر.

المقاهي الدمشقية هي الأخرى أعلنت عن عروضها للشهر الفضيل وحرص بعضها على التركيز على إحياء الفقرات التقليدية التي كان الدمشقيون يعيشونها في رمضان قبل مئات السنين فأعلنت هذه المقاهي ومنها مقهى النوفرة في دمشق القديمة والمشرقة في حي الميدان عن تقديم الحكواتي( أبوشادي) وقصصه الشيقة بشكل فلكلوري، كما تقدم بعض المقاهي فقرات من التراث ومنها: كراكوز وعيواظ وخيال الظل وغير ذلك.

في دمشق يمكنك الاستمتاع أيضا بمعارض تسويقية خاصة بشهر رمضان والعيد، ولأول مرة تقرر مؤسسة المعارض والأسواق الدولية وهي مؤسسة حكومية سورية إقامة مهرجان كبير على أرض مدينة المعارض بدمشق أطلقت عليه( يامال الشام) وسينطلق يوم 15رمضان ليستمر حتى 3شوال ويتضمن مقاهي رمضانية وبيعا مباشرا ومدن ألعاب.