مقعد الدرجة الأولى يغير اسمه

درجات عديدة.. والرحلة واحدة

شركات الطيران تتنافس على تقديم الافضل
TT

هل تتذكر عندما كانت مقاعد الدرجة الاولى تعني افضل المقاعد في الطائرة؟ لم يعد ذلك صحيحا في الوقت الراهن.

ففي العقد الاخير، بدأت بعض شركات الطيران في التخلص من مقاعد الدرجة الاولى، في الوقت الذي احتفظت فيه بالتسهيلات التي تجعل الراكب المستعد لدفع اعلى سعر للتذكرة، يشعر بأنه اهم شخص في الطائرة. واخذوا يطلقون عليها اسماء جديدة. فشركة طيران دلتا، على سبيل المثال، تطلق على مقاعدها الفاخرة «بيزنيس اليت» في الرحلات الدولية. بينما تطلق شركة كونتيننتال على تلك المقاعد «بيزنيس فيرست».

وشركات الطيران نفسها مسؤولة جزئيا عن خفض عدد مقاعد الدرجة الاولى. فبعدما رفعوا مستوى درجة رجال الاعمال ـ بمقاعد اكبر تتحول الى اسرة، وقائمة طعام من اعداد مشاهير الطهاة، وشبكات تسلية شخصية وقاعات خاصة في المطارات. وقال بيتر بلوبابا مدير «ام اي تي»: «اصبح من الصعب على المسافر تبرير انفاق المبالغ الضخمة الاضافية للدرجة الاولى». ففي رحلة عبر الاطلنطي من نيويورك الى لندن او فرانكفورت، يصل ثمن تذكرة العودة في درجة رجال الاعمال الى 5500. اما سعر تذكرة الدرجة الاولى فيصل الى 8500 دولار، بل ويزيد عن ذلك في بعض الاحيان.

واوضحت جوان سميث نائبة رئيس شركة دلتا «مع مطالبة رجال الاعمال بأفضل وسائل الراحة في وقت ليسوا فيه على استعداد لدفع الثمن، انكمش الطلب على مقاعد الدرجة الاولى. ولم يعد من المناسب ماليا الاستمرار فيها».

وبالتخلي عن استخدام الدرجة الاولى واستخدام درجة رجال الاعمال، فإن المسافر يفقد المسافة الإضافية التي تفصل بين المقاعد، ونسبة اعلى من المضيفين والمضيفات.

ولا يعني ذلك القول إن الدرجة الاولى اختفت. فعدد من شركات الطيران تقدم خدمة درجة اولى اعلى بكثير من الدرجة الاولى التقليدية، حيث يجد الركاب خصوصية غير متوفرة في الدرجة الاولى التقليدية مثل الجناح المغلق الذي يحتوي على اريكة بلا مساند وطاولة وسرير مزدوج وتسهيلات مخصصة لإرضاء اكثر الركاب ثراء.

وفي بعض الدوائر يعكس السفر بالدرجة الاولى نجاح الشخص في مجال الاعمال، كما اوضح بلوبابا.

ويوضح ادوارد سيم مدير المجموعات في شركة ايرنيوزيلاند ان الدرجة الاولى هي «منصة تسويقية، تستخدمها شركات الطيران للترويج لتميزها. وبعض شركات الطيران على استعداد للتحليق، ونصف مقاعد الدرجة الاولى فارغة لمجرد استخدام صور الدرجة الاولى في الدعاية والترويج».

وتقدم شركة «ايرنيوزيلاند» عرضا يتضمن مزيجا من خدمة الدرجة الأولى والسياحية أطلق عليها «بيزنيس برمير»، بالإضافة إلى «باسيفيك بريميام ايكونومي». خلال الأيام المبكرة للطيران التجاري، قبل حوالي 60 عاما، سافر مدير تنفيذي ومدير من مرتبة متوسطة ومدير إدارة على نفس الدرجة، إذ لم يكن أمامهم خيار، فقد كانت هناك كابينة واحدة ودرجة واحدة. ثم جاءت بعد ذلك الدرجة الأولى ودرجة اصحاب الأعمال ثم الدرجة السياحية. القدرة على المنافسة وتحقيق الأرباح، فرضت أدت الآن إلى إعادة نظر كاملة في نظام المقاعد. واعتمادا على خطوط الطيران وخط السير والطائرة بات بوسع المسافرين الاختيار من بين ست درجات. فإلى جانب الدرجات الثلاث التقليدية ودرجة «بريميام بيزينيس» باتت هناك الآن درجة في المنتصف بين درجة رجال الأعمال والدرجة السياحية، وهي الدرجة التي تطلق عليها الخطوط الجوية البريطانية World Traveler Plus، فيما تطلق عليها خطوط فيرجين Premium Economy. وتعمل خطوط طيران أخرى، مثل الخطوط الجوية الإماراتية وخطوط سنغافورة وفيرجين أتلانتك وكانتاس وكاثي باسيفيك، على أساس أن عملية جعل الدرجات الرفيعة أكثر راحة، مسألة لا حدود لها. إذ كانت خطوط سنغافورة الأولى التي تقدم مقاعد «سيوبر فيرست كلاس» لزبائنها، وتطلق عليها ايضا «ما بعد الدرجة الأولى». والمسافر على هذه الدرجة يجد نفسه في كابينة داخل كابينة ويدخل من خلال بابين سحّابين. المسافر على خطوط الطيران التي تقدم هذا النوع من المقاعد لزبائنها لديهم مقاعد جلدية لعمل تدليك الكتروني وسرير بالحجم العادي (يمكن تحويل بعض الأسرة إلى الحجم الكبير Double) عليها أغطية ومساند من صنع جيفنشي وتلفزيون بشاشة بلازما ووجبات تقدم عند الطلب. هذه الخدمات على خطوط طيران سنغافورة تقدم عادة على متن طائراتها من طراز A380 خلال السفريات بين سنغافورة وسيدني. ومن المقرر ان تكون قد ادخلت الشركة في 18 مارس الجاري هذه المقاعد في سفرياتها بين سنغافورة ولندن. يبلغ سعر تذكرة السفر 14179 دولارا على مواقع الدرجة الأولى و6354 لدرجة رجال الأعمال و1483 للدرجة السياحية. وكدليل على تأثير مقاعد درجة رجال الأعمال تعتزم خطوط سنغافورة تسيير رحلات تقدم خدمات الدرجة الأولى لكل ركابها. يقول آندرو ساكس، مدير مجموعة «ايجانسيساكس» للإعلان بمانهاتن: إن وقت السفر لديه يعتبر وقتا ثمينا للعمل، وأضاف قائلا: إنه إذا توفرت له المساحة اللازمة للعمل ومقعد جيد، فإن الكلفة تكون مبررة لأنه سيتمكن من أداء عمل أسبوع بكامله خلال ثماني ساعات، هو زمن الرحلة. إلا ان ساكس قال ايضا: إنه لم مسوغا لإنفاق 13000 دولار على مقعدين في درجة رجال الأعمال على متن كونتيننتال له وللمدير التنفيذي للمجموعة، جولي فيشر، لحضور مؤتمر لشركة فنادق في برشلونة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006. واشتريا بدلا من ذلك ثلاث تذاكر على الدرجة السياحية بقيمة 1500 دولار وتركا المقعد الثالث بينهما خاليا واشتريا ايضا وجبة عشاء من بالدوتشي، قالا: إنها شهية مثل الوجبات التي يقدمونها للمسافرين.

*خدمة «نيويورك تا