جزر الباهاما روعة طبيعية وأبواب مشرعة

عدد الفلامنغو فيها يتعدى عدد سكانها

TT

في هذا الجزء من العالم تترك أبواب البيوت مفتوحة ويتمتع الأطفال بالذهاب إلى المدرسة وحتى طيور الفلامنغو تبدو وكأنها تعيش أسعد أيامها.

أين يمكنك أن تجد مثل هذا المناخ الذي يفيض بالرضا والسعادة ؟. فلتجرب أرخبيل الباهاما أو ما يسمى بالجزر النائية لو شئنا الدقة، فكثير من هذه الجزر المنخفضة بعيدة تماما عن الطرق المألوفة للسياح بعكس جزيرة نيو بروفيدنس والعاصمة ناساو أو غراند باهاما بمينائها الذي لا يتم فيه تحصيل الرسوم الجمركية وسلسلة المطاعم المبهرجة للأكلات السريعة.

ويصل عدد جزر الباهاما إلى 700 جزيرة منها 30 فقط مأهولة بالسكان، كما يوجد أكثر من ألفين من الشعب المرجانية في المياه الضحلة تجذب البحارة وهواة الغطس.

ومن الجزر التي يعيش فيها السكان إليوثيرا، وتبدو على الخريطة وكأنها فرس بحر عملاق بوسط رفيع للغاية، ويبلغ طول الجزيرة 180 كيلومترا وعرضها ما بين ثلاثة وأربعة كيلومترات بينما يبلغ اتساع أضيق قطاع فيها عشرة أمتار فقط. ويوجد بالجزيرة ثلاثة مطارات وتربطها رحلات جوية منتظمة بفورت لاوديردالي بولاية فلوريدا الأمريكية، وفي مستوطنة جافرن هاربر الصغيرة والتي تعد من أقدم الأماكن المأهولة بالجزيرة وتتمتع ببيوت جميلة من العصر الاستعماري، تشعر ناظرة المدرسة كارين كرين والتلميذ نايجل (10 سنوات) بالسعادة وهما يرافقان الزوار للتعرف على مدرستهما.

ويشعر نايجل بالدهشة عندما يسمع أن بعض الأطفال في أوروبا غير حريصين على حضور الدروس وأنهم لا يعيشون في جزيرة من الفردوس تنضج فيها ثمار الأناناس والبرتقال على أشعة شمس الكاريبي، وهي ثمار توجد في إليوثيرا التي انتعشت فيها حركة السياحة منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عندما اختار العديد من رجال الصناعة الأمريكيين قضاء عطلاتهم في هذا المكان. وفي تلك الأيام كانت إليوثيرا وغيرها من الجزر المنخفضة تجتذب الزوار الذين ينشدون الهدوء والإحساس بالإنطلاق وعدم الحرص أو التوجس وهي أحاسيس نابعة من الانخفاض الملحوظ في معدل الجريمة، وإمكانية الحصول على حمام شمس على الشواطئ القرمزية الرائعة التي تحدها أشجار جوز الهند والجازورينا الرشيقة.

ويعبر سايمن وورلي (42 عاما) وهو سائح إنجليزي عن الشعور بالهدوء والاسترخاء فيقول أن الأشخاص من جميع أنحاء العالم أصبحوا يضجرون من الإيقاع السريع للحياة العصرية ويقدرون الأماكن التي يمضي فيها الزمن ببطء حتى يجدوا الوقت الكافي للتواصل الاجتماعي، ويضيف أنه كان يمكنه القدوم عن طريق الطائرة ولكنه فضل العبارة في رحلة بحرية تستغرق أربع ساعات. والأطعمة على العبارة منخفضة الثمن وهو استثناء من القاعدة في الباهاما التي تتمتع بأعلى مستويات الدخول والأسعار في منطقة الكاريبي كما أن شوارعها أنيقة وآمنة.

وفي الميناء يفرغ الصيادون حمولتهم من الأسماك في قاعات للعرض تباع فيها ثمار جوز الهند والأناناس والموز الطازجة، ويتجاذب الرجال أطراف الحديث مع زملائهم بينما تسير النساء في خيلاء حول المكان وقد مشطن شعرهن في خصلات.

وتشعر طيور البجع بالإلفة في البحيرات المالحة بحديقة جزيرة إناجوا الوطنية جنبا إلى جنب مع طيور مالك الحزين والببغاوات والفلامنغو، ومن الطريف أن عدد طيور الفلامنغو يزيد على عدد السكان.

وترسو 15 من سفن البريد في ميناء جزيرة ناساو هذا المساء بينما يطفو عدد مماثل خارج الميناء، وهذه السفن تنقل كل شيء لأهالي الجزر من إطارات السيارات إلى أدوات نظافة الحمامات ومن كابلات الكهرباء. وتتوجه طائرات مروحية صغيرة إلى جميع الجزر تقريبا وفي حالة عدم وجود ممرات للإقلاع والهبوط تهبط طائرات برمائية على سطح الماء، ويشعر الزوارعادة بدفء الاستقبال وكرم الضيافة في هذه الجزر، ومن المعتاد أن يتوقف قائدو السيارات ويعرضون على المشاة توصيلهم إلى المدينة.

وبالنسبة للزوار الذين يريدون التعرف على السكان المحليين بشكل أفضل ثمة برنامج تحت اسم «الناس للناس» تشارك فيه نحو ألف أسرة تستضيف الزوار الذين سجلوا رغباتهم مسبقا لدى مكتب السياحة المحلي للقيام بجولات في المناطق الريفية أو حضور مناسبة رياضية، وتقول السيدة مارلين جونسون مدير البرنامج في نيساو إن سياحا كثيرين عقدوا صداقات مدى الحياة استفادة من هذا البرنامج.