سياحة رياضية بأرخص ثمن

العب الغولف ولو في الهند

السياحة الرياضية من بين اكثر انواع السياحة رواجا في العالم («الشرق الأوسط»)
TT

إذا كنت لاعب غولف متحمسا وتحب ممارسة الرياضة وتعيقك التكلفة المرتفعة وغياب الملاعب الجيدة، فلا تقلق. فقط اذهب إلى الهند. لا يعرف أحد على وجه التحديد أصلاً للعبة الغولف. ويقول البعض إن اللعبة قد بدأت في العصور الوسطى، عندما كان رعاة الأغنام يضربون الحصى بعصيهم، وتغيرت اللعبة لتنتهي إلى الشكل الحالي الذي تمارس به الآن. كانت الهند في القرن التاسع عشر أول دولة، خارج بريطانيا، تمارس بها لعبة الغولف. وأسس عام 1829 نادي كلكتا الملكي للغولف، وهو أقدم ناد للغولف في الهند. ويعد تنوع ملاعب الغولف في الهند هو السبب وراء المتعة في ممارسة هذه اللعبة هناك. نجد ثمة ترابط بين أدلة رحلات الغولف في الهند على نحو كبير، تجعل السياح يدركون أن ملاعب الغولف ترتبط بفكرة معينة. وتشمل الرحلات زيارة ملاعب الغولف بمدن ذات تراث ثقافي تاريخي وتحتوي على جبال تغطيها الثلوج وغابات وشواطئ وصحاري. ومن الواضح أن منتجعات الغولف في الهند تحرص على أن تكسب لاعبي الغولف الأجانب والمحليين خبرة جديدة وأن تجعلهم يستمتعون لأقصى درجة ممكنة بممارسة الغولف. تتباهى الهند بأكبر ملعب للغولف في العالم في جولمارج، كشمير. ويعد هذا الملعب من أفضل الأماكن التي تدفع لاعبي الغولف لممارسة اللعب لأطول مدة ممكنة. ومع هذا، يكون هذا الملعب مفتوحا خلال من شهر إبريل (نيسان) إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، لأن الثلوج تعلوه بقية العام. يحق للسائحين الحصول على عضوية مؤقتة بهذا الملعب. ومن ثم، فمن أراد أن يختبر الرياضة في الهند، فأفضل وسيلة لهذا هو رحلة في ملاعب الغولف هناك، حيث تشمل رحلات الغولف في الهند العديد من المناطق مثل دلهي وجايبور ومومباي وتشناي وكلكتا وبون وحيدر آباد وجولمارج. وتحوز ملاعب الغولف في دلهي وجايبور إعجاب عشاق الغولف من كل أنحاء العالم. ويستطيع المرء أن يقضي اجازته في هذه المدن الهندية بجانب ممارسة رياضة الغولف، حيث ترتبط ملاعب الغولف في الهند بالطرق والقطارات وخطوط الطيران. كما تحتوي هذه الملاعب على منشآت سكنية رائعة. والحق يمارس الغولف في هذه البلاد للمتعة وكنشاط تجاري. تمارس رياضة الغولف في الهواء الطلق، ويكون مع كل لاعب عصا كي يضرب بها الكرة حتى يسقطها في الحفر بأقل عدد ممكن من الضربات. وتمارس الرياضة في ملاعب يكون بها 9-18 حفرة. ويكون الفائز في دورات الغولف هو الشخص الذي يحقق أقل عدد من الضربات. ولأن الهند بها أحد أفضل ملاعب في العالم، فهناك مجال جديد للسياحة التي يهواها السياح من كل أنحاء العالم. وفي الوقت الحالي، يزور الكثيرون الهند رغبة في التعرف على رياضة الغولف هناك. ذهبت إليزابيث تورز، وهي مكسيكية تبلغ من العمر 45 عاما، للهند العام الماضي لقضاء إجازة تستمتع فيها برياضة الغولف. وأقامت مع زوجها في منتجع غولف في إحدى ضواحي دلهي. تقول إليزابيث عن هذه الرحلة: «يجب على عشاق رياضة الغولف أن يقوموا بمثل هذه الرحلة.» وستعود إليزابيث هذا العام في رحلات غولف بكل من بارودا ومومباي. «من المثير أن استكشف مكانا جديدا». من المعتاد مشاهدة سياح في الهند مثل إليزابيث، وهم بهذا يدرون عوائد كبيرة لشركات السياحة. يقول العضو المنتدب في شركة «اودي تورز آند ترافل برايفت» فيني مروا: «عندما بدأت نشاطي في مجال سياحة الغولف منذ ستة أعوام، كان معظم الأجانب غير مهتمين بملاعب الغولف في الهند، ولكن في الوقت الحالي ننظم العديد من رحلات الغولف للأجانب، سواء كانوا أفرادا أم مجموعات، وكانت آخر رحلة من هذا النوع لأحد عشر أستراليا لعبوا الغولف في ملعب بنغالور وفي قرية إنجلتون للغولف». وقد خصصت العديد من المواقع الهندية على شبكة الإنترنت لرحلات الغولف ويجني العديد من منظمي الرحلات الكثير من الأموال. يتفاوت البرنامج بين دورة لمدة ثلاثة أيام وبرنامج موسع يستمر 19 يوما. ولأن معظم من يمارس هذه الرياضة من علية القوم، فمن الطبيعي أن تكون التكلفة كبيرة، حيث تتراوح بين 10.000 و 100.000 روبية.

هناك ملعب الغولف بوادي آمبي على 18 فتحة ويمتد على مساحة 7.100 ياردة ويرتاده لاعبو الغولف الأجانب. يقول مدير نادي الغولف ماهندار سينج: «لدينا زوار أجانب وأوربيون يحصلون على عضوية مؤقتة. كما لدينا العديد من أدوات رياضة الغولف، ويمكن لمن يمارس الرياضة لأول مرة أن يستأجرها مقابل 500 روبية (15 دولاراً)». ويقول كلود دو فنول، وهو فرنسي يبلغ من العمر 74 عاما ومن الزوار الدائمين لهذا المكان: «في البداية كنت أحب رياضة التنس وأمارسها في فرنسا. ولكن وادي آمبي قد أسرني، لم أكن أعرف أن بهذه البلدة ملاعب غولف رائعة كهذه، كان من الصعب ألا أمارس اللعبة». وتضيف إليزابيث: «الشيء الرائع في رياضة الغولف هو أنها تمزج بين ممارسة الرياضة والتمتع بالمناظر الطبيعية. عندما أتينا إلى الهند العام الماضي، لم استطع أن أمنع نفسي من الذهاب إلى أندية الغولف». ومع هذا يقول البعض إن رياضة الغولف في الهند ما زالت في مرحلة أولية مقارنة بسنغافورة وتايلاند. ويضيف رانجيت ندا، مصمم ملاعب غولف ومسؤول عن العديد من الملاعب في الهند: «أسعار السكن مرتفعة للغاية والرحلات الجوية غير مرتبطة بملاعب الغولف بصورة جيدة. أضف إلى هذا، ومقارنة ببعض المدن مثل كوالالمبور التي بها نحو 40 ملعب غولف، يوجد في دلهي عدد قليل. معظم ملاعب الغولف معزولة وغير مرتبطة بالشواطئ والمدن المشهورة». ويقول أجريز جونجا، العضو المنتدب في منتجع وملعب جولدن جرينز بدلهي: «عادة ما يأتي الكثير من الأجانب في العطلات الأسبوعية ليمارسوا الغولف. لدينا منشآت خدمية للأجانب الذين يأتون لممارسة اللعبة. نخطط لأن يكون لدينا منتجع ذو خدمات عالية الجودة». بمرور الوقت نجد أن رياضة الغولف لم تعد محصورة في النخبة، ولهذا أصبحت الدورات في الهند أكثر شعبية، فهي تجذب كبار اللاعبين مثل آدم سكوت وإرني إلز، وكلاهما من أفضل عشرة لاعبين في العالم. كما تجذب هذه الملاعب فيجاي سينج، المصنف الأول عالميا في رياضة الغولف؛ وكولين مونتجومري، المصنف الأول أوروبيا ثماني مرات. ويعد جايبي جرينز في نويدي، في ضواحي دلهي، الملعب الأول في الهند. وقد صمم هذا الملعب الذي يحتوي على 18 فتحة جرج نورمان، وهو الملعب الأطول هناك وتحيطه النباتات الخضراء والمسطحات المائية من كل ناحية. والآن يوجد في الهند أكثر من 200 ملعب غولف، وكل منهما له خصائصه.

ويعتبر السوق الهندي المحلي في رياضة الغولف للمحترفين قويا جدا. فبدلا ما بين 700.000 و 750.000 دولار كجائزة سنوية، ارتفع الرقم ليصل لـ 1.1 مليون ـ 1.3 مليون دولار عام 2007-2008. ومن المحتمل أن يرتفع هذا الرقم ليصل لـ1.7 مليون دولار هذا العام. في فبراير (شباط) ـ مارس (آذار) 2008، استضافت الهند ثلاثة أحداث كبيرة في أربعة أسابيع. دورة الأساتذة التي بلغت جائزتها 2.5 مليون دولار ودورة هيئة الصلب في الهند التي بلغت 400.000 دولار ودورة جوني واكر كلاسك التي بلغت 2.5 مليون دولار.