دليلك لمهرجانات لبنان الدولية الصيف الحالي

أبطالها فنانون عالميون عرب وأجانب

عرض لفرقة «يو بي فورتي» في جبيل الصيف الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت التحضيرات للمهرجانات اللبنانية السنوية على قدم وساق منذ اعلان اتفاق الدوحة الذي أرسى هدوءا الى حد ما بين الأفرقاء السياسيين، وذلك بعد غياب سنتين متتاليتين بسبب الأوضاع الأمنية المتردية التي عاشها هذا البلد. ويبدو أن المسؤولين عن هذه النشاطات حرصوا على أن تكون مهرجانات عام 2008 على قدر الآمال المعقودة عليها لاستقطاب الجماهير من مختلف أنحاء العالم ولاثبات قدرة لبنان وأهله على تجاوز الأزمات في وقت قصير كي تشكل خير دليل على تعافي الأراضي اللبنانية من معاناة الحروب والمشكلات السياسية التي عصفت بها خلال السنوات الثلاث الأخيرة واعلاناً يعكس حب اللبنانيين للحياة والعيش بفرح.

تتسم المهرجانات اللبنانية التي تنظم منذ عشرات السنوات بالطابع الدولي جامعة بين حنايا جدرانها وبرامجها نشاطات ثقافية متنوعة عربية وأجنبية يحييها فنانون عالميون جعلوا من لبنان محطة مهمة في سيرة حياتهم المهنية. الانطلاقة ستكون مع مهرجانات «بيبلوس» الوحيدة التي صمدت العام الماضي ونظمت حفلاتها في ظل الظروف السياسية والأمنية الصعبة. بدأت مدينة جبيل في استقبال محبي الفن من 8 يوليو (تموز) الجاري وتستمر في ذلك لغاية 24 أغسطس (آب) ضمن برنامج متنوّع وحافل. افتتحت مغنية الروك الأميركية باتي سميث التي غنّت لقانا الجنوبية في حرب يوليو (تموز) 2006 ليالي جبيل، وكانت سميث قد قالت في فيديو مصور لها خلال الاعلان عن برنامج المهرجان: «بامكاننا أن نقلب العالم، بامكاننا ان نقيم ثورة على الأرض، الشعب يملك السلطة، سلطة الحلم...». الليلة الثانية في 12 الجاري ستمتد حتى الصباح على وقع «التكنو والالكترو بوب» مع فريق «لومي» اللبناني الذي يجمع مارك قدسي وميالين الحاج ثم الفريق الفرنسي سيباستيان تيلييه، وبعد ذلك الفريق الألماني «Mouse on Mars» الذي يمزج الروك والتكنو وتختتم هذه الليلة بفطور غني بالمأكولات اللبنانية في منطقة المرفأ القديم. ومحبو المغنية البلجيكية داني كلاين سيكونون على موعد معها ومع فريقها الذي يجمع الروك والايقاعات اللاتينية والبلوز والفلامنغو مساء 17 يوليو (تموز) و18 منه. ومن البرازيل سيرقص أعضاء فرقة Barbatuques على وقع موسيقى السامبا. ويختتم البرنامج الأجنبي مع عازف البيانو الكوبي «Chucho Valdes» قبل أن تمتزج موسيقاه مع موسيقى عازف البيانو الفرنسي ميشال لوغران الذي ترك بصمته على عدد كبير من أفلام السينما العالمية. ومن لبنان ستعود أعمال الفنان اللبناني منصور الرحباني لتضيء مسرح جبيل من 19 أغسطس (آب) الى 24 منه من خلال مسرحية غنائية تاريخية ملحمية تحمل عنوان «عودة الطائر الفينيق» يقوم ببطولتها أنطوان كرباج وغسان صليبا وهبة طوجي.

وفي منطقة الشوف وتحديدا في بيت الدين تفتتح ليالي المهرجانات التي يشارك فيها لبنانيون وعرب وأجانب مساء 11 يوليو (تموز) الجاري وتنتهي في 12 أغسطس (آب) المقبل. البداية ستكون مع الفنانة المغربية كريمة الصقلي التي عرفت بتأديتها لأغنيات الفنانة الراحلة أسمهان ترافقها فرقة الحفني الموسيقية من القاهرة اضافة الى عرض لأفلام أسمهان.

العرض الثاني في 15 يوليو (تموز) مخصص لمحبي موسيقى الجاز ولا سيما لموسيقى اشهر لاعبي الساكسوفون في العالم الفنان مارساليس.

ويحيي حفلة 19 يوليو وزير الثقافة البرازيلي جيلبرتو جيل، وتحيي ليالي 23 و 24 و 25 يوليو فرقة كارلوس غارديل الأرجنتينية لرقص التانغو.

ولمحبي الفنان كاظم الساحر موعدٌ معه في الأول من أغسطس (آب). وتضيء الفنانة ماجدة الرومي بطلتها وصوتها منطقة بيت الدين في التاسع من الشهر نفسه. أما الخاتمة فستكون مع شابين لبنانيين اختارتهما لجنة مهرجانات بيت الدين وقدمت لهما فرصة الاطلالة على مسرح هذه المهرجانات الدولية وهما مغني الأوبرا ماثيو الذي سجّل أول أسطوانة له في باريس وعازف الكمان نسيب أحمدية برفقة أوركسترا ديوان.

وتنظم لجنة مهرجانات بيت الدين بالتعاون مع مهرجانات بعلبك حفلة تتميّز بطابعها الشبابي في ساحة الشهداء بوسط بيروت في 27 يوليو (تموز) يحييها الفنان البريطاني اللبناني الأصل «ميكا» المعروف بموسيقاه الرائعة وصوته الرنّان. وتبدأ مهرجانات بعلبك التي انطلقت عام 1958 احتفالاتها لهذا العام في 2 أغسطس (آب) على مدرجات معبد باخوس مع أستريد حداد التي أوجدت أسلوب «النوبال الثقيل»، وهو يجمع المسرح والفنون التجميلية والكاباريه والفن الشعبي والتصوير المكسيكي. إنها تعيد غناء الأغنية الشعبية وموسيقى الرنشيرا والصوت والبوليرو والروك، وترافقها فرقتها المؤلفة من أربعة موسيقيين. وتطل في 9 أغسطس (آب) في بعلبك السوبرانو هاسميك بابيان التي أدت الأدوار الأساسية في مسرحيات الأوبرا الكلاسيكية مثل نورما ولا ترافياتا أو لا فورزا دل دستينو، في أهم الصالات وأفخمها كدار أوبرا باريس، الباستيل ودار سكالا ميلانو. وها هي هاسميك بابيان تصل إلى بعلبك لإحياء سهرة واحدة يرافقها على البيانو آفو كيومجيان.

ويأتي دور الفنانة الأسطورية في الجاز البرازيلي تانيا ماريا في 16 أغسطس 2008 برفقة فرقتها الرباعية التي يشارك فيها ده مستري كرنيرو (إيقاع)، مارك برتو (باس) وكايو ممبرتي (الطبل). وتعرف ماريا بجمال صوتها الدافئ، اضافة الى حرفية عزفها على البيانو. هذه الموسيقية الجامعة والتي لطالما جُذبت بنغمات الجاز لم تنس الإيقاعات الأساسية كالسامبا والكورو.

وخصصت ليلة 21 أغسطس لسيدة الطرب والغناء العربي الفنانة وردة الجزائرية التي تطل للمرة الثانية على مسرح مهرجانات بعلبك بعد العام 2005 كي تغني لمحبيها أغانيها الأكثر شهرة على وقع موسيقى أوركسترا خالد فؤاد. وختامها مسك مع عملاق عزف الموسيقى الكلاسيكية اللبناني عبد الرحمن الباشا في 23 أغسطس (آب). ويعتبر عازف البيانو عبد الرحمن الباشا من أوائل العازفين اللبنانيين للموسيقى الكلاسيكية في القرن العشرين الذين غادروا وطنهم وسطع نجمهم في الغرب. نال الباشا جوائز عدة في مباريات موسيقية، كالجائزة الأولى في مسابقة «الملكة إليزابيث» في بروكسل سنة 1978. أسطوانته الأولى خصصت لأعمال البيانو الأولى لبروكوفييف وعزفه جعله يستحق الجائزة العالمية الأولى للأسطوانات التي تمنحها أكاديمية شارل كروس والتي سلمته إياها شخصياً السيدة سيرج بروكوفييف سنة 1983.