«بارون».. الفندق الأقدم في حلب

في الغرفة 213 أقامت أغاثا كريستي وفي 202 أقام لورانس العرب

الفندق بهندسته المميزة في الخارج («الشرق الأوسط»)
TT

تخيل نفسك ـ عزيزي القارئ والسائح ـ أنك تنام في غرفة نامت فيها شخصيات عالمية مشهورة ومهمة منذ عشرات السنين، فمثلاً أن تنام في غرفة نام فيها لورانس العرب أو أغاثا كريستي أو الزعيم التركي التاريخي كمال أتاتورك أو الملك فيصل الأول أو رائد الفضاء يوري غاغارين؟!... هذا الخيال سيكون حقيقة في مدينة حلب عاصمة الشمال السوري ومركز البلاد الاقتصادي الأول والمدينة العريقة في أضخم قلاع العالم وفي أطول أسواق قديمة فيه. ففي قلب مدينة حلب وفي أهم وأقدم شارع عصري في المدينة، يقع أشهر وأول فندق أخذ من اسم الشارع تسميته وهو: (بارون) الذي أسسه الأرمني أرمين مظلوميان عام 1911 وبارون في اللغة الأرمنية تعني (السيد)، حيث كان النزلاء الأجانب ينادون صاحبه أرمين بها، ويذكر بعض المهتمين بتاريخ الفندق وصاحبه أن (أرمين مظلوميان المؤسس للفندق) منع من دخول تركيا لأنه كان يستضيف في الفندق أعضاء الكتلة الوطنية وقادة النضال ضد الاستعمار في سورية، حيث كانت تربطه بهم علاقات صداقة متينة ومنذ افتتاحه شهد الفندق إقامة الكثير من المشاهير في العالم وكانت فكرة المؤسس للفندق ومن ثم الحفيد الذي يدير الفندق حالياً ويأخذ نفس اسم جدّه (أرمين مظلوميان) أن يحافظ على الفندق وغرفه كما هي مع بعض أعمال الترميم في المبنى، خاصة في الطابق الأخير منه حتى يتمكن المبنى من مقاومة ظروف الزمن وتوالي السنين، فالفندق يقع في ثلاثة وفي الطابق الأرضي منه تقع مكاتب وكالات السفر ومكاتب لحجز تذاكر المسافرين والقادمين، ومكتب لنادي السيارات السوري، وحرص أصحاب الفندق أيضاً على إبقاء الغرف التي أقام بها المشاهير كما هي بأثاثها ومقتنياتها فما زال السرير هو هو، وما زالت طاولات وكراسي الجلوس كما هي في كل غرفة من الفندق والزائر للفندق سيعرف مباشرة أن هذه الغرفة أو تلك أقامت فيها الشخصيات المهمة، حيث صورهم معلقة في الغرف التي أقاموا بها وحيث أبقى مظلوميان كل غرفة أقاموا بها تحمل عنوان الشخصية التي نامت فيها عند زيارتها لمدينة حلب كما أسس مظلوميان سجلاً ذهبياً للفندق فيه أسماء كل من زار وأقام في هذا الفندق النادر كما يحوي كلمات وتقديرات عدد كبير من الشخصيات المهمة التي أقامت به.

إدارة الفندق تحدثت عن تاريخ إنشائه وقالت إنه في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، قرر (كريكور بارون) أن ينشر صناعة الفنادق في مدينة حلب بعد أن عاد لتوه من القدس، حيث كان في الحج وقرر أن يفتتح أول فندق، حيث سماه (أرارات) نسبة إلى جبل أرارات الشهير وتابع فيما بعد ولداه:( أوينغ وأرمين) نفس التقليد ببناء فندقين على مدى خمس سنوات وهما قصرا حلب والعزيزية وأسسوا فندقاً ثالثاً أسموه البارك وفيما بعد قرر أرمين دمج الفنادق الثلاثة المتجاورة مع بعضها وأطلق عليها اسم فندق بارون، واليوم ـ تقول ادارة الفندق ـ ومع الخبرة لقرن كامل من الاستمرار في المزايا الخاصة بالفندق وفترات الازدهار التي عاشها ويعيشها الفندق وأسماء المشاهير الذين قرأوا التاريخ فلا تخشى ادارة الفندق مزاحمة الفنادق الجديدة التي أقيمت في مدينة حلب في السنوات الأخيرة فلفندق بارون نكهة خاصة ووقوعه وسط المدينة بجوار أهم الأسواق القديمة والعصرية كالعزيزية والتلل وغيرها يجعل السياح يأتونه للإقامة به. ويلاحظ أن النسبة العظمى ممن يرغب الإقامة في الفندق هم من السياح الأوروبيين والغربيين عموماً الذين تأسرهم خصوصية وعراقة الفندق ومعنوية غرفه التي تحمل الأسماء الشهيرة التي أقامت به. ولم تتوان ادارة الفندق عن وضع بعض الخدمات العصرية فيه وفي غرفه كالمكيفات والتلفاز وغيرها كما أنه يضم مطعماً عريقاً وباراً.

ونجول مع أبرز الشخصيات التي أقامت في الفندق، ففي الغرفة رقم 202 أقام لورانس العرب وما زالت الغرفة من الداخل محتفظة بأثاثها وصورة له معلقة على جدرانها وفي الغرفة 213 أقامت الكاتبة البوليسية الشهيرة أغاثا كريستي مع زوجها عالم ومنقب الآثار المستشرق متر ماكس فالوين، حيث أنجزت في هذه الغرفة بعضاً من كتبها البوليسية والأدبية، كذلك أقام في الفندق أول رائد فضاء في العالم:( يوري غاغارين) وأقامت فيه أيضاً رائدة الفضاء الروسية فالنتينا تيلشكوفا وأقام فيه الزعيم التركي كمال أتاتورك والرئيس الراحل حافظ الأسد، حيث أمضى فيه خمسة عشر يوماً ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان وأمير اليونان بيتر وتيودر روزفلت والملك غوستاف أدولف ولويزا ملكة السويد وأنغريد ملكة الدانمارك وبيرتل أمير السويد وراكيفلر والأمير إليس والملك فيصل الأول الذي كان أول حاكم لسورية بعد الحرب العالمية الأولى واستقلالها عن الدولة العثمانية. الوصول إلى الفندق: الوصول إلى الفندق سهل جداً، حيث ترتبط مدينة حلب مع المدن والعديد من عواصم العالم بخطوط جوية من خلال مطارها القريب من المدينة وكذلك هناك سكة القطار التي تعبرها وتصلها بكافة مدن سورية والعاصمة دمشق ويمر منها أيضاً قطار الشرق السريع التاريخي الشهير كما أن حلب ترتبط بمدينة اللاذقية على شاطئ المتوسط بطريق دولي جميل يمر عبر الجبال الساحلية الرائعة ويبلغ طوله حوالي 180 كلم وبزمن حوالي 3 ساعات أما مع العاصمة دمشق فترتبط بطريق دولي واسع يمر عبر حمص وحماة ويصل طوله 350كلم وحوالي 5ساعات بالسيارة وعندما يصل السائح إلى حلب بأي وسيلة نقل كانت وإذا ما استقل التاكسي فلن يجد صعوبة في الطلب من السائق أن يوصله إلى فندق بارون، حيث يعرفه جميع سائقي السيارات التاكسي والسرفيس في المدينة ويمكن لمن يرغب في معرفة المزيد عن الوصول إلى الفندق وزيارته وكيفية الإقامة به فهذه بعض المعلومات الرقمية عنه:

هاتف: 00963212110880 والفاكس: 00963212110883 [email protected] و[email protected]