الرياضات البحرية تطري أجواء جدة الساخنة

المنتجعات السعودية أكملت استعداداتها لاستقبال الزوار

الرياضات المائية من اكثر الهوايات المحببة على قلوب الشباب السعودي في فصل الصيف (تصوير: عهد شيحاوي)
TT

في الماضي كان البحر المصدر الأول للرزق من خلال الصيد لكنه تحول مع مرور الأيام الى أهم من ذلك بعد ان اصبح الاقتصاد والسياحة والرياضة ايضا وهو ما جعل 60 من منتجعات جدة السياحية تتحضر هذا العام مبكرا استعداداً لاطول اجازة صيفية في تاريخ البلاد.

ويأتي ذلك في وقت سجلت الرياضات البحرية حضورها اللافت في مختلف انحاء البحر بدءا بالرياضات الفردية والرياضات المنظمة من خلال برامج رسمية.

وبالعودة الى المنتجعات فانها تشهد إقبالا كبيراً دفع بوتيرة الاسعار الى الارتفاع في المواسم بلغ المتوسط منها نحو 1000 دولار لتصل الى الاضعاف في بعض المواسم.

فمدينة جدة الساحلية التي تحتضن أكثر من 60 منتجعا سياحيا، إضافة إلى مدينة درة العروس السياحية وقرية مرسال تشهد إقبالا كبيرا في الإجازات والمواسم، خصوصا من سكان جدة والطائف والجنوب وكذلك بعض مناطق الوسطى.

ويعلل حسام الجمل المدير المقيم لمنتجع النورس موفنبيك لـ «الشرق الأوسط» هذا الرواج الكبير بحب الأهالي لقضاء أوقات في مكان قريب من البحر ويحمل الخصوصية التي تفتقدها معظم الشواطئ، ومن بين المنتجعات النورس الذي يحتوي على 100 وحدة سكنية بمختلف المواصفات والاحجام. وكان المنتجع قبل 15 عاما عبارة عن جزيرة صخرية تتوسط البحر وتحول الآن إلى جزيرة آسيوية تحمل في مجملها الطابع الآسيوي في البناء والتصميم والديكور. وتنتشر فيه المطاعم من فئة 5 نجوم ومنها مطعم الودعة المصمم على شكل ودعة حلزونية متدرجة الارتفاع مصمم داخليا على شكل احد السفن البحرية.

وبالحديث عن الرياضات البحرية بأنواعها يجب ذكر ما توجهت اليه مختلف المدن الساحلية في الفترة الأخيرة وهو الاهتمام بالرياضات البحرية وسط نداءات إلى إقامة النوادي الخاصة بالرياضات البحرية، خصوصا بعد إقامة اكبر مهرجان لها خلال موسم عيد الفطر العام الماضي عبر مهرجان أبحر السياحي الذي حقق نجاحا كبيرا.

ولا يقتصر الامر على ذلك فالبحر يكاد يتحول الى خلية نحل ايام الاجازات، وهو ما أشار إليه محمد العسكري الذي كان يمارس رياضة الجيت سكي على شاطئ أبحر. ويقول «الرياضات البحرية جاذب مهم للشباب لذا يجب الاهتمام بها أكثر».

وعن أشهر الرياضات التي يمارسها الشباب، التجديف وركوب المراكب الشراعية والدبابات البحرية إضافة إلى رياضة الغطس التي تعد من أهم الرياضات وهي الرياضة التي تمتاز بها شواطئ جدة وتكاد تجد الغواصين في شواطئها بشكل يومي».

من جهته يؤكد عادل العمودي وهو من ممارسي رياضة ركوب القوارب انه يحمل إجازة لممارسة هذه الرياضة مشيرا الى ان بحر جدة يشهد حضورا لافتا في هذا المجال نظرا لكون هذه الرياضة البحرية محببة الى القلوب».

ولكن العمودي استغل الفرصة ليشدد على ضرورة إيجاد نواد ومنافسات لإقامة المباريات والترتيبات للرياضات البحرية. يشار الى ان جامعة الملك عبد العزيز كانت أطلقت أول ناد للرياضات البحرية على مستوى الجامعات في منطقة شاطئ أبحر شمال مدينة جدة، بهدف تنمية وصقل مواهب وهوايات الطلاب واستثمار أوقات فراغهم.

وأكد الدكتور أسامة بن صادق طيب مدير الجامعة، الذي افتتح النادي، أن الجامعة تسعى لتطوير تلك الرياضة، وتوسيع فرص التنافس بين الطلاب وقد نشرت هذا النوع من الرياضة على باقي الجامعات. ويتوقع ان يشهد بحر جدة موسما سياحيا مختلفا، ففي مرسى الاحلام تقف غواصة الاحلام بانتظار عشاق رؤية ما تحت البحر، وهو ما يشير اليه وليد احمد المسؤول عن تأجيرها فيقول «انها تستطيع حمل 24 شخصا في جو مكيف ويمكن الاستمتاع بموسيقى خاصة تحت الأعماق بمبلغ لا يتجاوز 900 ريال لمجموعة كاملة في رحلة بحرية لمدة ساعة كاملة في أعماق البحر الأحمر وشرم أبحر بالتحديد ليستمتع الجميع بألوان أسماكه الزاهية وطبيعته.

ومن جانبه يقول محمد عبيد منظم الرحلات بالمرسى «ينافس تلك الغواصة من حيث القبول العديد من المراكب البحرية التي يحمل كل منها طبيعة خاصة فبالإضافة الى الغواصة المركب ديسكفري الأحلام ذي الديكور الزجاجي الذي يستطيع راكبه أن يتخيل نفسه وكأنه يسير على الماء، كما يستطيع مشاهدة الكائنات والمخلوقات البحرية وهو واقف على المركب من تحت قدميه». اما وجبة الطعام على المطعم العائم فتلك قصة اخرى قد تكتب بتوسع في مكان آخر لكنها استطاعت ان تستقطب الكثير من هواة رحلات البحر، وهو نسخة سعودية من المطاعم السياحية المنتشرة في الدول السياحية الكبرى تستطيع ان تعيش في رحلة سياحية لمده ساعتين ولكنها من نوع آخر تشمل ركوب اليخت والإبحار وتناول المأكولات البحرية وأنواع الكبسات السعودية من خلال يخت خشبي عائم يتألف من ثلاثة طوابق خشبية مجهز ليقدم وجبات شهية وتقديم المشروبات في الطابق العلوي، لتتمتع بجمال شرم أبحر والاستمتاع بنكهات المعسل والمشروبات عبر تلك النسمات مع وجود الفرق الشعبية التي تقدم الفلكلور الجداوي. الى ذلك كانت مصادر سياحية في السعودية، توقعت أن يرتفع حجم الاستثمارات في كورنيش جدة الشمالي مع التوجهات الجديدة التي خطتها الجهات المختصة، لدعم المشاريع السياحية والترفيهية، وينتظر أن يتم ضخ نحو ما يقارب 150 مليون ريال (40 مليون دولار) في المرحلة الأولى للمشروعات السياحية، على أن تنفذ بقية المشروعات خلال السنوات المقبلة. وتم اعتماد 67 مليون ريال لمشروع تطوير كورنيش جدة الشمالي الذي يمتد لنحو 12 كيلومترا ويبدأ من تحلية مياه جدة وحتى تحلية مياه مطار الملك عبد العزيز. ينتهي العمل منه خلال الثلاث سنوات المقبلة للمرحلة الاولى وتستغرق المرحلة الثانية عامين. ويذكر ان السعودية تعد أطول ساحل من بين الدول المطلة على البحر الأحمر، حيث يتراوح طوله 1900 كم يمثل 79 في المائة من الساحل الشرقي للبحر الأحمر. ويعتبر البحر الأحمر أحد أهم ثلاث مناطق في العالم به 260 نوعاً من المرجان (تنتمي إلى 59 جنساً و15 عائلة) توجد في شمال ووسط البحر الأحمر، منها تسعة أنواع خاصة بالبحر الأحمر، كما تعتبر بيئة الشعاب المرجانية أهم الأماكن الخلابة والقيمة على وجه الأرض، لأنها تمتلك أكبر تنوع بيولوجي في الأنظمة البحرية ككل، لأن معظم الإنتاجية البحرية تنحصر في نطاق الشعاب المرجانية الساحلية