حمام ساخن على علو 43 ألف قدم

«إي 380».. فندق فاخر بين السحاب

سبا فاخر يؤمن الراحة لركاب الدرجة الاولى («الشرق الأوسط»)
TT

في الاول من أغسطس (آب) الجاري، شهدت مدينة نيويورك يوما تاريخيا، بعد وصول أول رحلة تجارية تابعة لطيران الامارات، على متن طائرة إيرباص إي 380 العملاقة قادمة من مطار دبي الدولي الى مطار «جيه إف كيه». وكان في استقبالها شخصيات رفيعة، وممثلون عن وسائل إعلام عربية وغربية عالمية، ورصدت عدسات كاميرات المصورين المحترفين لحظة هبوط الطائرة التي تشبه العملاق اللطيف، وكانت لحظة يصعب نسيانها، فعلى الرغم من حجم الطائرة الضخم إلا ان هبوطها كان أشبه بوثبة الغزال، فعندما حطت عجلاتها على ارض المطار تغرغرت عيون الحاضرين بالدموع فالمشهد رائع ومؤثر، فالطائرة أشبه بمبنى ضخم طائر بعجلات.

تعتبر هذه الطائرة من أكثر الطائرات شهرة في العالم ومن أكثر طرز الطائرات التي لاقت تغطية إعلامية لا مثيل لها من ذي قبل، فطيران الامارات تعرف معنى التميز، وتعرف معنى الرفاهية في الاجواء، فتميزت بتزويد الطائرة بمزايا لا تجدها على متن طائرات من نفس الطراز تابعة لأي شركة طيران أخرى، فزودت جميع طائراتها الـ 58 من طراز إي 380 بسبا ودوش وبار يضاهي ذلك الذي تجده في أفخم الفنادق العالمية. وبالتالي أصبح بإمكان المسافرين في الدرجة الاولى الاستحمام والتمتع بالدوش والسبا على علو 43 الف قدم في الاجواء، ولا ينتهي الامر هنا، بل ان الرفاهية في الاجواء تستمر مع طيران الامارات، إذ تقدم لركابها في الدرجتين الاولى ودرجة رجال الاعمال حرية الحركة من خلال التوجه الى مؤخرة الطائرة لتناول شرابهم المفضل في مكان ينافس أهم النوادي الخاصة في العالم. وإذا ما تجولت داخل الطائرة، فإنك ستدرك سر تميزها، حيث يأخذك على الفور إحساس بالرحابة. فقد تم تصميم كل ركن في هذه الطائرة العملاقة بعناية فائقة لمنح الركاب أفضل تجربة في الأجواء.

الطائرة لا تقل مستوى عن فندق من فئة 5 نجوم أو أكثر، فهي بطول 240 قدما وارتفاع 80 قدما، وتنقسم أفقياً إلى طابقين كاملين يصل بعضهما بعضا سلم حلزوني في مقدمة الطائرة، وتحتل أجنحة الدرجة الأولى الـ 14 مقدمة المقصورة العليا، ويتضمن كل جناح مقعداً مريحاً يتحول إلى سرير مستو بالكامل به تجهيزات مبيتة لتدليك الجسم، وباب يفتح ويغلق بالكهرباء، ومنضدة واسعة للعمل وتناول الطعام، وثلاجة صغيرة مليئة بالمشروبات المختلفة، وشاشة كبيرة تعرض برامج ترفيهية متنوعة من خلال النظام الترفيهي الحديث على هذه الواحة المحلقة على ارتفاع ثمانية أميال.

لكن تجهيزات الدرجة الأولى التي ستصبح لمدة طويلة حديث صناعة السفر ووسائل الإعلام والركاب عبر العالم تتمثل في وحدتي الـ «شاور سبا في الأجواء»، بمنتجات وفخامة علامة «تايملس سبا» الشهيرة لطيران الإمارات. وإذا ما انتقلت إلى درجة رجال الأعمال، فسوف تجد مقاعد الجيل الجديد الذكية، التي صممت لتتحول إلى أسرة مستوية بالكامل. ويحتوي كل سرير على طاولة لا تعيق حركة الراكب ومقبس لشحن الكومبيوتر المحمول، بالإضافة إلى شاشة واسعة لمشاهدة عدد كبير من البرامج من خلال نظام طيران الإمارات المبتكر ICE للمعلومات والاتصالات والترفيه الجوي المتوفر في كل مقعد.

قد يساورك شك، بعد إطلاعك على رفاهية الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، بأن الدرجة السياحية لن تحظى بالعناية الكافية داخل هذا العملاق اللطيف والذكي، لكنك سرعان ما ستكتشف الحقيقة. فالمقاعد اكبر والممرات أوسع، والوجبات محضرة على أيدي أشهر الطهاة.

ويشكل الهدوء إحدى مفاجآت هذه الطائرة الضخمة. فمحركات GP7200 من إنتاج إينجين الاينس تعتبر الأقل ضجيجاً، مما يعني مزيداً من الراحة والهدوء للركاب في الأجواء وللقاطنين على الأرض حول المطارات.

الرحلة على متن هذه الطائرة مغامرة حقيقية، فتخيل نفسك في سبا طائر، يزودك بالحيوية، فبعد الخروج منه تتوجه الى صالون يميزه ديكور رائع تتناول فيه الذ المشروبات، وإذا داهمك النعاس فما عليك إلا الغوص في الأريكة الجلدية في أجواء من الخصوصية التامة.

وعلى الرغم من ضخامة حجمها، فإن الطائرة إي 380 تعتبر من بين الطائرات الأقل تأثيراً في البيئة والأقل استهلاكاً للوقود باستهلاك اقتصادي للوقود بمعدل 3.1 لتر لنقل كل 100 راكب مسافة كيلومتر واحد، وهو معدل يقل عن استهلاك سيارة تويوتا الهجين الشهيرة طراز بريوس (4.4 لتر لكل 100 كيلومتر). كما تلبي معايير الضجيج من المستوى الثالث التي تطبقها دول الاتحاد الأوروبي حالياً، ومعايير المستوى الرابع المقترحة.

ويعمل على متن طائرة الإمارات أ 380 وللمرة الأولى 24 مضيفة ومضيفاً يرتدون زيهم ذا المظهر الجديد الجذاب باللونين البيج والأحمر بلمسات راقية جدا، وعلى استعداد تام لإطلاعك على كل ما يتوفر على الطائرة من مرافق وخدمات. وللمرة الأولى يوجد على متن الطائرة مساعدو مضيفات ومضيفين مهمتهم المحافظة على نظافة وجهوزية الـ «شاور سبا»، الذي يشكل جوهرة المنتجات الجديدة في الدرجة الأولى. فبعد انتهاء كل راكب من استعمال السبا يقوم العامل المختص بتنظيف الحمام ليكون جاهزا للراكب الذي يأتي من بعده، ويتم حجز السبا مسبقا، ويكون بوسع الراكب استعمال الدوش لمدة خمس دقائق، وتوضع إشارة قرب الدوش تنذر المسافر بانتهاء الوقت المحدد له لاستعمال الخدمة، إذ توضع شاشة تضيئها ثلاثة ألوان خضراء وبرتقالية وحمراء تشير الى انتهاء المدة المسموح بها.

وكان على متن الرحلة التجارية الاولى عائلات قامت بحجز أماكنها على الطائرة منذ عدة أشهر لتكون شاهدة على تاريخ يدخل تاريخ عالم السفر والطيران.

أما بالنسبة للاسعار فسيكون سعر التذكرة في الدرجة الاولى من دبي الى نيويورك (ذهابا وإيابا) حوالي 18 الف دولار اميركي. ومن المنتظر أن تتسلم طيران الإمارات خلال السنة المالية الجارية (التي تنتهي في 31 مارس/ آذار 2009) خمس طائرات أ 380، في حين ستتسلم الطائرات الـ 53 المتبقية خلال الفترة حتى أواخر يونيو (حزيران) 2013.