الباحة.. مدينة الـ40 غابة

200 حصن «أثري» يزيد عمرها عن 300 عام

في الباحة طبيعة خلابة وأماكن للترفيه لكل أفراد الأسرة («الشرق الأوسط»)
TT

يعتبر الكثيرون الباحة واسطة العقد بين مصايف السعودية لعدة اعتبارات ومنها قربها من مكة المكرمة والطائف وجدة إلى جانب احتوائها على ما يزيد عن أربعين غابة تنتشر على مساحة تزيد عن عشرين ألف كم 2 تقريبا جميعها في السراة الممتدة من حدود محافظة الطائف غربا إلى حدود عسير غربا تلونها الأشجار الدائمة الخضرة كالعرعر والطلح والزيتون البري وشجيرات ذات روائح عطرية فواحة وأعشاب طبيعية تحولها إلى بساط أخضر تزينها القرى المتلاحمة والتي حولتها إلى مدينة تتسع أفقيا على طول يزيد عن مائتي كم تربطها الطرق السريعة حديثا وعلى جنباتها المواقع السياحية التي حظيت باهتمام كبير واستشعار المواطنين بدورهم تجاه زائري منطقتهم من داخل المملكة والدول الخليجية الشقيقة وكل من يبحث عن الراحة واعتدال الجو ومشاهدة السحاب الذي يعانق جبالها الشامخة وينثر على سفوحها وأوديتها حبات البرد ويغسل وجهها المشرق بماء السماء صباح مساء.

ولا يقتصر الأمر على الغابات بل تضم بين جبالها نحو 200 برج مراقبة اثري من الحصون والقلاع يعود بعضها لأكثر من 300 سنة.

وفي إطلالة سريعة كانت لنا لقاءات مع المسؤولين عن السياحة الداخلية وتشجيعها حيث جاءت الرؤى والآراء مؤكدة العزم لأن تكون الوجهة السياحية للمواطن والمقيم بما حباها الله من مناظر خلابة وأجواء سحرية وقرى ومواقع أثرية وترحاب من الجميع يرددون عبارتهم المعهودة (مرحبا هيل عد السيل).

يقول المهندس محمد مجلي أمين عام منطقة الباحة في حديث لـ «الشرق الأوسط» إن الأمانة سارعت هذا العام بتجهيز مواقع التنزه وإزالة ما يعيق الجلوس من أفرع الأشجار وصيانة دورات المياه فيما تم تركيب 33 مظلة جديدة منها واحدة بحديقة الأمير محمد بن سعود خاصة بالاحتفالات كما تم زيادة المسطحات الخضراء على مساحة 6000م2 والعمل جار لصيانة ألعاب الأطفال وتغيير التالف منها وتركيب أخرى في عدة مواقع». وأضاف «إلى جانب إنشاء ملاعب رياضية في غابة رغدان كذلك تغيير الزهور في الميادين والشوارع بصفة مستمرة».

مؤكدا «أن المنتزهات التي تتبع الأمانة في محيط الباحة هي 6 منتزهات و4 حدائق على مساحات تزيد عن 50 ألف متر مربع مزودة بالخدمات الضرورية. وعن الأعمال الجديدة بغابة رغدان قال لقد قامت الأمانة بأعمال ستكون مفاجئة للمصطافين وأهالي الباحة شملت إنشاء أسوار حماية خرسانية على المطلات ورصف وإنارة وممشى رياضي وأعمال تكسية بالحجارة وأحواض زهور وعمل طبقة إسفلتية بمساحة 70 ألف متر مربع مع توسعة الشوارع الداخلية في الغابة على مساحة تزيد عن 35 ألف متر مربع وإنشاء دورات مياه جديدة في ستة مواقع ومواقف للسيارات وأعمال تصريف لمياه الأمطار وعمل نوافير وشلالات وبحيرة مائية صناعية وتغطية الأرض بالنجيل الطبيعي فيما تم الانتهاء من توسعة وسفلتة قرى بيضان. من جهته يتحدث المهندس محمد سعيد الزهراني مدير إدارة تشغيل الصيانة لـ «الشرق الأوسط» عن تطوير غابة رغدان اهم غابة في المنطقة بقوله بأنه تم إعادة صيانة متكاملة لغابة رغدان.

وتابع الزهراني «أنه تم عمل ممر للمشاة بعرض ما يقارب 4 أمتار وطول 700 متر تقريباً تم ترصيفه وإنارته، واقيم بالغابة مسرح للطفل يتسع لـ300 طفل ولإقامة المحاضرات، وملعب مناسب لرياضة كرة القدم والسلة والتنس والكرة الطائرة».

ويقول بأنه تم تسليم إحدى المناطق المركزية بالغابة إلى احد المستثمرين بالمنطقة، وايضاً سلمت لأحد المستثمرين ما يقارب 10 اكشاك بداخل الغابة. وحول الرؤية التي حددتها الهيئة العليا للسياحة أكد الدكتور محمد ملة رئيس السياحة في الباحة أنها تتمثل في جعل منطقة الباحة منتجعا جبليا جذابا يقصده المواطنون طوال العام وبخاصة في العطل كالصيف مع توفر مرافق عامة وترفيهية متنوعة وبجودة عالية تعكس تراث المنطقة وطبيعتها الخلابة. وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة يتم تحسين البنية التحتية السياحية وتطويرها وتوفير البيئة الاستثمارية التي تمكن المستثمرين من الشراكة بفاعلية في تنفيذ خطة متكاملة لتنمية سياحية مستدامة تراعي الاعتبارات الاجتماعية والثقافية للمنطقة. كل هذا يجعل الباحة وجهة سياحية جذابة وذات هوية خاصة تظهر الفرق بينها وبين الوجهات المنافسة كالطائف وعسير، كذلك تطوير سياحة مستدامة من خلال بناء مرافق سياحية حديثة وتمديد الموسم السياحي ليصبح ثمانية أشهر بدلا من ثمانية أسابيع واستغلال مصادر التراث الطبيعي والعمراني وحمايتها وتأهيلها سياحيا وإيجاد سلسلة من الخدمات الجديدة والمطورة شاملة مرافق الإيواء والمطاعم. رئيس النادي الأدبي بالباحة أحمد المساعد وجه الدعوة لعموم المثقفين من داخل المنطقة والقادمين من داخل المملكة والدول الخليجية الشقيقة لحضور فعاليات النادي حيث اعتمد روزنامة من المحاضرات الأدبية والنقدية والأمسيات الشعرية والقصصية واللقاءات الفكرية التي يستضيف فيها نخبة من الأدباء والمشتغلين بالهم الثقافي.

وفيما تجري الاستعدادات لإقامة اللقاء السنوي الثالث للرواية السعودية بمشاركة أكثر من ثمانين مثقفا ومثقفة من داخل المنطقة وخارجها وتكريم رائدين من رواد التأليف من أبناء الباحة ممن لهم مساهمات في إثراء الساحة الثقافية والمكتبة العربية بنتاجهم الإبداعي إلى جانب فتح أبواب النادي ومكتبته لرواده على مدار الأسبوع والمساهمة في فعاليات صيف الباحة وخدمة المحافظات بعدد من الأمسيات الأدبية وتوزيع عدد من الإصدارات الجديدة على من يحضر الأمسيات في مقر النادي ومكان إقامة فعالياته في المحافظات. وتتنوع النشاطات في صيف الباحة حيث تقام مسابقات للرسوم تحت رعاية الإدارة العامة للتربية والتعليم بالباحة، يتحدث عنها يعن الله عبد الله حسن رئيس قسم التربية الفنية ويقول بأن هناك ترددا يوميا على المشغل بعدد ما يقارب الـ70 زائرا يومياً وهناك هدايا توزع للأطفال ولكل مشارك منهم.

وتقع الباحة في الجنوب الغربي من السعودية، وتنعم المنطقة بأجواء جميلة ومناظر خلابة وتضم الغابات، ومن اشهرها غابة رغدان والزرائب ووبيضان وشهبة والغمدة واذا اتجهت إلى بلجرشي تجد هنالك التلفريك وغابة القمع ويربط السراة بتهامة.

وتتنوع الغابات في مدينة الغابات وحجمها ونوعها حيث يشير موقع سياحي الى بعض هذه الغابات بأن ابرزها كما يلي:

غابة رغدان: غابة رغدان بمنطقة الباحة وجه آخر لطبيعة السياحة بسراة المنطقة. غابة تتميز باعتدال الأجواء طيلة أيام الصيف ولكونها تقع على المنحدر الصخري المطل على عقبة الملك فهد بالباحة على ارتفاع يتجاوز (1700) متر عن سطح البحر فهذا مما يجعل الضباب يتسلق أعالي جبال السراة إلى هذه الغابة خصوصاً في ساعات الصباح الباكر وساعات ما بعد الظهر وحتى ساعات متأخرة من الليل مما يجعل أجواء هذه الغابة صيفاً بين المعتدلة والشتوية الممطرة ومما يزيد من جمال المتعة في هذه الغابة إلى جانب الارتفاع الشاهق كثرة مطلاتها على أعماق تهامة وأوديتها السحيقة. غابات الحبقة: يقع منتزه وادي الحبقة على بعد (31) كم من محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة وما يميز هذا الموقع أنه يجاور الطريق الرئيسي الذي يربط بين منطقتي الباحة وعسير عبر السراة، وهذا ما يجعل الإقبال على هذا المنتزه ليلاً ونهاراً. هذا المنتزه بمثابة (محطة) سياحية للمسافرين عامة والمصطافين خاصة على مدار العام. ان مما يزيد مقومات هذا المنتزه السياحية هو جريان نهره طيلة فترات العام مما يجعله حافلاً بخضرة الأشجار التي تشكل في أغلبها أشجارا دائمة الخضرة تتصدرها أشجار الزيتون البري والعرعر والأكاسيا وغيرها من الأشجار والشجيرات البرية. إن وجود التلال التي تجاور الوادي والتي تم تزويدها بجلسات مظللة للجلوس وخزانات ودورات للمياه يجعل هذا المنتزه من أوائل المنتزهات التي يفضلها الأهالي طيلة العام. غابات الجنابين: تعتبر غابات ومنتزهات أودية الجنابين أحد الأودية التابعة لمركز بالشهم التابع لمحافظة بلجرشي بمنطقة الباحة الذي يبعد عن المحافظة قرابة (15كم) ينحدر إليه عدد من الطرق الرئيسية المتفرعة من الطريق الرئيسي للمنتزهات الذي يربط بين المحافظة والمنتزهات باتجاه منطقة عسير، وذلك قبل الوصول إلى سوق الثلاثاء الشعبي (ثلاثاء الحميد) حيث يتجه الطريق إلى اليسار شرقاً عبر طريق مسفلت وآخر ممهد وسط غابات من الزيتون والطلح والعرعر.. ويعبر الطريق إلى أودية الجنابين العديد من الأودية الصغيرة المتداخلة بكثافة أشجارها.

غابة الشكران: الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود أبدل هذه الغابة باسم زادهاً حبوراً عندما أمر بتغيير مسمى هذه الغابة من (السكران) إلى (الشكران) اسم زادها جمالاً في اللفظ وقيمة في المعنى وتعد هذه الغابة الثانية في المساحة على مستوى التصنيف العام لغابات المحافظة والثانية على مستوى غابات منطقة الباحة من حيث المساحة وتبعد الشكران عن محافظة بلجرشي قرابة (20) كم على الطريق السياحي الذي يربط بين المحافظة وبين المنتزهات على الطريق الرئيسي المفضي إلى منطقة عسير.

غابة القمع: على بعد (25) كم من محافظة بلجرشي تقع غابة القمع أكبر غابات منطقة الباحة والتي تمتد على تهامة من خلال واجهة جبلية على امتداد أكثر من (4) كم وتطل على تهامة من ارتفاع يزيد عن (1800 متر) عن سطح البحر فيها كل ما يحتاجه الزائر من جلسات ومظلات وفيها تلفريك تشاهد منه اجمل المناظر الطبيعية.