السياحة «صديقة البيئة» تنطلق في أميركا

نوع جديد من الرحلات

الواح الطاقة الشمسية ظاهرة تزداد فوق أسطح الفنادق («الشرق الأوسط»)
TT

تغص الشوارع في الولايات المتحدة بالسيارات النهمة للوقود، وتستخدم معظم المطاعم هناك عبوات بلاستيكية تلقى بعد استخدامها، بينما تهدر أجهزة تكييف الهواء على مدار اليوم، وبالتالي فإن الزوار الأوروبيين لهذا البلد لا يرون أدلة واضحة على وجود سياحة صديقة للبيئة.

غير أن هذا الاتجاه يمكن أن يكون على وشك التغير، حيث تكتسب مبادرات السياحة صديقة البيئة قوة دفع. فبشكل مفاجئ أصبحت العطلات صديقة البيئة «صيحة رائجة». ويأمل العديد من مكاتب تنظيم الرحلات في استخدام هذا التوجه الجديد لاجتذاب العملاء.

وشكل إضفاء طابع بيئي على الرحلات السياحية داخل الولايات الأمريكية موضوعا رئيسيا على جدول أعمال مؤتمر ومهرجان باو واو للسفر الذي عقد أخيرا في منتجع ومدينة لاس فيغاس. وعلى الرغم من أن المدى الزمني الذي يمكن أن يحدث فيه مثل هذا التغير الكبير باتجاه تشجيع «السياحة الخضراء» لا يزال غير واضح، إلا أن القرار الذي اتخذه اتحاد صناعة السفر الأمريكي بجعل هذا النمط من السياحة موضوع الخطاب الافتتاحي للمؤتمر يشكل مؤشرا على التماشي مع العصر.

وشرح أندرو وينستون الخبير في مجال مساعدة الشركات على وضع استراتيجيات خاصة بالبيئة للوفود المشاركة في المؤتمر كيف يمكن للشركات «الذكية» أن تجذب العملاء عن طريق التأكيد على مراعاة التعامل الفعال والكفء مع الطاقة في أنشطتها. ورغم أنه لا يزال السعر والجودة هما العاملان الأساسيان لتحديد القرار الشرائي للأفراد، غير أن وينستون يقول إن هذه المعايير التقليدية تتراجع تدريجيا أمام الوعي البيئي.

ويضيف وينستون بالقول إن الشركات التي تتمتع بسجل بيئي سليم تحظى بالأفضلية، كما أن معظم خريجي المعاهد العليا يقولون إنهم يفضلون العمل لدى الشركات التي تحافظ على البيئة. وحث هذا الخبير شركات السفر على تبني هذا الاتجاه الجديد.

ويمكن أن يسهم ارتفاع أسعار وقود السيارات في دعم السياحة صديقة البيئة، فعلى الرغم من أن خبراء السفر لا يتوقعون أن يتوقف الكثير من الأمريكيين عن الذهاب لقضاء العطلات بسياراتهم، إلا أن أنواع المواصلات الأخرى الأقل تلويثا للبيئة صارت تحظى برواج أكبر.

ويقول فيرناي جراهام المتحدث باسم شركة أماتراك لتشغيل القطارات في أوكلاند بكاليفورنيا إن السفر عن طريق القطار أصبح يلقى رواجا بعد ارتفاع أسعار الوقود وتذاكر الطائرات.

ويشير جراهام إلى أن الإقبال على ركوب القطارات زاد بنسبة 11 في المائة خلال الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الاول)2007 وإبريل (نيسان) 2008، مضيفا في الوقت نفسه أنه يتعين الانتظار لنرى ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر خلال فصل الصيف الذي بعد ذروة موسم السفر أم لا.

ويشكل الاتجاه لدعم السياحة البيئية توجها يحظى بقاعدة شعبية عريضة تبدو من خلال تغيرات صغيرة ولكنها مهمة. فعلى سبيل المثال أصبح السائحون يلحظون وضع مزيد من ألواح الطاقة الشمسية فوق أسطح الفنادق، كما توجد بمجمع جديد في لاس فيغاس نوافذ مغطاة بطلاء عاكس يحد من امتصاص أشعة الشمس وبالتالي يقلل من استهلاك أجهزة تكييف الهواء.

وتولد منتجعات التزلج معظم احتياجاتها من الكهرباء من طاقة الرياح، كما أن العديد من مناطق قضاء العطلات تشجع إنتاج المواد الخام اللازمة للمطاعم محليا للحد من جلب المواد الغذائية من مسافات بعيدة.