القانون يحمي السياح المغفلين

تعويضات الحوادث أثناء السفر.. أرقام تفوق الخيال

TT

تتضمن عمليات التعويض عشرات الإصابات بسبب «التعثر وفقدان التوازن». وسوف يستخدم المنتقدون تلك النتائج كدليل آخر على «ثقافة المطالبة بتعويضات» المنتشرة داخل البلاد.

وتشمل الحالات، التي ذكرت في مسح أجري على متنزهات وطنية ومتاحف وقلاع داخل بريطانيا، ما يلي:

- امرأة سقطت في خندق مائي أثناء دخول قلعة كارلايل في الثانية صباحا. وقد أصيبت في منطقة الحوض وفي مفصل الورك. وحصلت المرأة على 15 ألف جنيه إسترليني من مؤسسة «التراث الإنجليزي»، التي دفعت لها أيضا نفقات إجراءات قانونية بلغت قيمتها 37.250 جنيه إسترليني.

- تعويض قيمته 23.651 جنيه إسترليني وتحمل نفقات قانونية قيمتها 29.863 جنيه إسترليني في حالة أصيبت فيها امرأة داخل باب دوار بمتحف فيكتوريا وألبرت داخل لندن. كان هناك طابور داخل المتحف، بينما كانت تعبر عبر المدخل الرئيسي بالمتحف. وعلقت المرأة في الباب، الذي استمر في الدوران، وسقطت، وأصيبت في مفصل وركها.

- ودُفع في حالة أخرى داخل متحف فيكتوريا وألبرت، 400 جنيه إسترليني لرجل وضع إبهامه في شوربة ساخنة داخل مطعم المتحف، فعندما لم يجد أحدا عند طاولة الطعام، أخذ الشوربة بنفسه ولسع إصبعه.

لقد ظهرت هذه التفاصيل في مسح أجرته «صنداي تليغراف» تناول 24 مؤسسة تغطي المئات من المواقع الفردية. وكشف المسح أن هذه المؤسسات دفعت على الأقل 2.149.345 جنيه إسترليني في صورة تعويضات وفي مقابل رسوم إجراءات قانونية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. وتحصل تقريبا جميع المقاصد السياحية المتضمنة على دعم من أموال دافعي الضرائب. وفي الكثير من الحالات تقدم شركات التأمين هذه التعويضات.

ويقول المنتقدون إن دعاوى التعويض التي تكلل بالنجاح تضع ضغوطا مالية على المؤسسات، ويحذرون من أنها تعزز من حالة بارانويا مرتبطة بقرارات الأمان والصحة وتجعل المقاصد السياحية تخشى المجازفة.

وكان تعويض قلعة «كارلايل» أكبر تعويض تقدمه مؤسسة «التراث الإنجليزي». وسقطت المرأة في الخندق المائي عام 2003، ولكن لم يتم الفصل في القضية حتى 2007/2008. ويعتقد أنها جرت تسويتها خارج المحكمة.

وقال متحدث باسم هيئة «التراث الإنجليزي»: «تجاوزت المرأة علامة تخبر بأن ساعات الافتتاح تبدأ في العاشرة صباحا وتنتهي الرابعة مساء. كما تجاوزت لوحة تقول: (فضلا، احترسوا فربما تكون المواقع التاريخية خطيرة). كانت على يقين بأنها غير مخول لها الدخول، وأنها كانت تتعدى على المكان».

وحصلت كيت فيليبس (63 عاما)، وهي عاملة في مؤسسة خيرية من غلاسغو، على نحو 3.500 جنيه إسترليني من «تيد مودرن» بسبب إصابتها عند استخدمها «زحلوقة» كانت جزءا من عمل فني لكارستين هولر. وأصيبت بكسر في يدها، وأصبحت عاجزة عن الكتابة أو استخدام لوحة المفاتيح أو قيادة السيارة لمدة ستة أشهر.

وأكدت صالة العرض أنها أعطت المستخدمين بيانات تتضمن التعليمات، ووضعت علامات، وكان الطاقم يعطي التوجيهات. وكانت هناك أيضا ملابس حماية.

ومع ذلك، قالت فيليبس إنها أصيبت على الرغم من أنها اتبعت التعليمات. وتقول «لم أكن حريصة على أن آخذ أموالا من مؤسسة عامة، لكني تضايقت لأنهم لم يكن لديهم استعداد لسماع النصيحة التي كنت أحاول توصيلها إليهم». وبصورة مجملة، حصل ستة أشخاص على تعويض يصل إلى 26.990 جنيه إسترليني من «تيد مودرن». وجرحت اثنتان، من بينهما فيليبس، على «زحلوقة» فيما أصيب زائر آخر في عمل فني لدوريس سالسيدو يتضمن صدعا كبيرا في أرضية صالة العرض.

ومن بين الحالات الأخرى التي تم الكشف عنها في المسح:

- حالتان، تضمنتا تكاليف إجراءات قانونية تبلغ قيمتها 11.767 جنيه إسترليني و11.651 جنيه إسترليني، بعد إصابات في ملاعب «هيئة الغابات». وأصيب أحد الزوار بكسر في كعبه بعدما سقط. وأصيب آخر بكسر بعد أن سقط من إطار تسلق.

- كللت 53 دعوى للحصول على تعويضات بالنجاح في حالات «تعثر وسقوط» داخل عقار تابع لـ«بريتيش ووتروايز». ومن بينها حالات كثيرة على ضفاف قنوات وأنهار. ونتجت عن ذلك مدفوعات قيمتها تبلغ أكثر من 350 ألف جنيه إسترليني. ودفع في حالة واحدة 50 ألف جنيه إسترليني، أعطيت لزائر كسرت ركبته بعد أن سقطت بسبب جزء مفقود من هويس على قناة كينيت آند أفون.

- تم دفع 2000 جنيه إسترليني «مقابل جروح صغيرة في القدم وكسر تسبب فيه لباس قدم» عندما اشتبكت قدم زائر في حبل داخل المتحف البريطاني.

- وحصلت امرأة على 5.585 جنيه إسترليني، بعد أن فقدت توازنها من على صخرة قديمة داخل برج لندن.

- وحصل زائر على 1.100 جنيه إسترليني لأنه سقط من على سلم على متن السفينة الحربية «إتش إم إس بيلفاست» التي تعود للحرب العالمية الثانية وترسو على التيمز.

- وتم إعطاء 5.663 جنيه إسترليني لأحد زوار متنزه سنودونيا الوطني فقد توازنه على لوح بمركز زوار في بيتس واي كود. وقد حذر سيمون جينكينز، رئيس «ناشيونال تراست» التي لم تدرج في المسح، من أن قواعد الأمان والصحة تصعب عملية تشجيع المواطنين للخروج أو القيام بزيارة الأماكن التاريخية، لأن بعض المقاصد يجب ألا تكون متاحة للجمهور. وفي الكثير من الحالات، دفعت المؤسسات رسوما إلى محامي المطالبين بالحصول على تعويضات أكثر من الرسوم التي دفعها المدعون أنفسهم، الأمر الذي أثار انتقادات وجهت إلى من يطلق عليهم المحامون «الساعون وراء سيارات الإسعاف» والنظام الذي يعطيهم «رسوم نجاح» يحصلون عليها من المتهمين في حالات إصابة شخصية.

وفي 11 حالة، دفع متحف العلوم 40.658 جنيه إسترليني، لكن بلغت نفقات الإجراءات القانونية، ومن بينها النفقات الخاصة به، 74.818 جنيه إسترليني.

وكان متحف لندن ضالعا في حالتين، ودفع تعويضات إجمالية تبلغ 4.650 جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 35.786 جنيه إسترليني على نفقات إجراءات قانونية خاصة بالمدعين، بالإضافة إلى 10.656 جنيه إسترليني رسوما قانونية خاصة به. وفي حالة، تعثرت امرأة بينما كانت تغادر مسرح أحد المتاحف بعد إلقائها كلمة من عليه. وبلغت قيمة التعويض 4.000 جنيه إسترليني، لكن بلغت التكاليف القانونية التي تكبدها المتحف 33.060 جنيه إسترليني. وفي حالة ثانية أصيبت زائرة بجرح بسيط من آلة موسيقية لطفل اشترتها من متجر المتحف. وبلغت التعويضات 650 جنيها إسترلينيا، فيما بلغت قيمة التكاليف القانونية التي تحملها المتحف 3.208 جنيه إسترليني.

ودفعت هيئة التراث الإنجليزي أكثر من 150 ألف جنيه إسترليني في صورة تعويضات وعلى إجراءات قانونية. ودفعت في إحدى الحالات 21.000 جنيه إسترليني و5.200 جنيه إسترليني مقابل نفقات قانونية، بعد أن انزلق زائر من على منحدر داخل «إلثام بالاس» وكسر مفصل وركه. وبلغت التعويضات في حالة أخرى 7.000 جنيه إسترليني مع نفقات قانونية قيمتها 5.200 جنيه إسترليني بعد أن أصيب زائر في ظهره بخبطة من دلو خلال زيارة إلى قلعة «كاريسبروك» بجزيرة وايت.

وكان أقل تعويض دفعته هيئة «التراث الإنجليزي» يبلغ 150 جنيها إسترلينيا لكلب أصيب عندما سقط في حفرة داخل قلعة «بيندينس» بكورنوال. ومن بين التعويضات البسيطة 25 جنيها إسترلينيا دفعتها هيئة الغابات لزائر تمزق بنطاله بسبب مسمار في مقعد؛ و179 جنيها إسترلينيا بعد أن غمر صابون سترة بالمكتبة البريطانية؛ و120 جنيها إسترلينيا بسبب تلف في سترة بعد أن طلب من زائر لبرج لندن وضع ملصق عليها. وتقول المؤسسات إن عمليات التسوية يجري التوصل إليها بناء على نصائح المحامين.