البوسنة.. بلاد تاريخية بمقومات سياحية عصرية

إحدى وجهات الخليجيين المفضلة في الصيف

البوسنة.. ملتقى الشرق والغرب («الشرق الأوسط»)
TT

ليست البوسنة جسرا بين الشرق والغرب فحسب، بل إنها ملتقى للشرق والغرب أيضا، ففي شوارعها ولا سيما داخل المدن السياحية والمواقع التاريخية، والآثار العمرانية كالمنازل العتيقة وعلى الجسور والكهوف، وعلى ضفاف الأنهار تشاهد العين مختلف الألوان من الأبيض والأحمر والأسمر والأسود إلى الأصفر، وترصد الأذن أصواتا مختلفة ولغات متعددة، هنا العرب، من سعوديين، وكويتيين، وإماراتيين، وقطريين، وليبيين، ولا سيما الأسر التي بها نساء منتقبات. وهنا من الغربيين، الإنجليز، والفرنسيين، والألمان، والإيطاليين، والإسبان، وغيرهم. وهنا أيضا سياح من الجبل الأسود، وكرواتيا، وسلوفينيا، وحتى من اليونايين، رغم الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلادهم وتهدد أوروبا كلها.

ولأن البوسنة جسر بين الشرق والغرب، فمن البديهي أن يلتقي العابرون على الجسر، ويتبادلوا أطراف الحديث، ويشهدوا منافع لهم جميعا. فهذا الجسر من الاتساع والجمال، بحيث يجعلهم يشعرون بأنه عالمهم الصغير، الذي يختزل عالمهم الكبير، بقاراته المترامية الأطراف، وثقافاته المتنوعة والغنية، وناسه الطيبين الذين يعتقدون أن العالم يتسع للجميع، وأن القلوب أوسع من ذلك، لولا ضيق الأفق، الذي توحي به ذهنية المركزية، أو وهم علوية العرقية، أو دونية غريزة القطيع، ليس من أجل البقاء، فذلك حق، ولكن من أجل التوسع والعدوان.

تقع البوسنة في منطقة رائعة الجمال، في غرب البلقان، شرق أوروبا، حيث تحدها صربيا من الشرق، والجبل الأسود من الجنوب، وكرواتيا من الشمال، والغرب. ورغم مساحتها الصغيرة التي لا تتجاوز 51209.2 كيلومتر مربع، وعدد سكانها الذي لا يزيد على 4613414 نسمة فإنها كانت محط الأنظار، ومحورا من محاور الأحداث والأخبار على مدى تاريخها الذي يزيد على الألف عام. ومن أشهر مدنها العاصمة سراييفو، التي انطلقت من فوق أحد جسورها الطلقة الأولى للحرب العالمية الأولى. ثم توزلا، وبيهاتش، وزينتسا، وموستار، وبنيالوكا، والعديد من البلدات الجميلة صيفا وشتاء.

ومن أنهارها العذبة، والتي يتوفر فيها السمك، سواء بشكل طبيعي، أو الأحواض الاصطناعية، نجد أنهار درينا، والصافا، ويونا، وهناك العديد من الشلالات الرائعة في عدة مناطق في الشمال الغربي، وفي الوسط مثل ياييتسا. وجبالها ليست مرتفعة كثيرا، فأعلى قمة تقع في فوتشا شرق البوسنة ويبلغ ارتفاعها 2386 مترا. وأطول نهر في البوسنة نهر درينا الذي يبلغ طوله 346 كيلومترا، وأوسع بحيرة طبيعية هي بحيرة بوشكو ومساحتها 55.8 كيلومتر مربع، وأعمق كهف في البوسنة عمقه 17.3 متر. وأكبر الغابات في البوسنة غابات كوزارا، ومايفيتسا، وفرانيتسا، ومن البحيرات الطبيعية بحيرات ليلي، وزيلونوغورا، أي الجبل الأخضر، وماغليتش، وفولياك. ومن المنتجعات التي تجلب العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم، منتجعات يوهارينا، وتريسكافيتسا، وبيالاجنيتسا، وبريني، واغمن، وتريسكافيتسا، والتي شهدت الألعاب الأولمبية الشتوية سنة 1984.

وخلاف ما يظنه الكثيرون فإن البوسنة تتمتع بحدود بحرية تزيد على 25 كيلومترا، ويمكن إقامة موانئ كبرى على شواطئها. وتزخر البوسنة بعدد من المساحات الخضراء والحدائق، التي من أشهرها، الحديقة الوطنية في كوزارة، وسوتياسكا، وسليف، ورييكا يونا. ويعمل حاليا على إقامة حدائق في العديد من المناطق، أما سراييفو، وتوزلا، وبيهاتش، وموستار، وزينتسا فهي حدائق طبيعية في حد ذاتها، إلى جانب كونها من المدن الكبرى في البوسنة، رغم زحف المعمار على مساحات خضراء شاسعة.

ويبلغ سكان سراييفو نحو نصف مليون نسمة، وتقدر بعض المصادر عددهم بـ430 ألف نسمة. ويعتبر تعبيرا حقيقيا عن التعدد الثقافي، ففي مساحة لا تزيد على 500 متر مربع توجد مساجد وكنيسة أرثوذكسية، وكاتدرائية، كاثوليكية، وكنيس يهودي، حوله أصحابه إلى متحف. ويشق نهر ملياسكا مدينة سراييفو، وقد مدت عليه الكثير من الجسور، حتى يبدو كما لو كان نهرا مسقوفا. فهناك أكثر من 13 جسرا في مساحة لا يزيد طولها على 3 كيلومترات. وسراييفو مزيج من الشرق والغرب، ليس في المباني فحسب، بل حتى في التوجهات، والاختيارات، والسلوكيات. كما هو الحال في كل أنحاء العالم، فهناك المحافظون، وهناك من يعيشون من دون أجندة. وتوجد في المدن البوسنية متاحف، ومكتبات، ومستشفيات متخصصة، وكل الخدمات المعاصرة. وفي غرب سراييفو تقع حديقة فريلو بوسنة، ونهر البوسنة، وهو النهر الأكبر في البلاد. ويمكن للزائر أن يطلع على النفق الحربي الذي كان متنفس السكان أثناء الحصار الذي استمر أكثر من 4 سنوات، ويبلغ طوله 800 متر، وهي المسافة التي تفصل الأحياء السكنية عن مطار سراييفو الدولي. وقد مر عبر النفق آلاف الناس، وآلاف الأطنان من المواد الغذائية.

ويجد الكثير من السياح متعة في زيارات كهوف ومغارات إلياش القريبة من سراييفو، وهي تقع في مناطق تعد لوحات في المهرجان الكوني الطبيعي في البوسنة.

وفي بلاجاي توجد أسوار هرسك ستبان، التي فتحت أبوابها للأنوار التي دخلت ظلام المنطقة عام 1463، وهناك يمكن زيارة نبع بونا، وتكايا الدراويش، والذين غالبا ما يتجمعون بأعداد تزيد على العشرين ألفا، وهي معقل من معاقلهم. ونبع بونا، هو الأكبر في أوروبا قاطبة، حيث يسجل خروج 36 مترا مكعبا في الثانية، وفي المناطق المحيطة بالنبع العذب يعيش 170 نوعا من الطيور.

وإذا كانت بعض المؤسسات المقامرة، تفتح لها خطا للنقل، ومن ثم تدعو الناس لاستخدامه، فإن الشركات الناجحة مثل، بيس تورز، البوسنية، تعمل على استثمار العدد الكبير من السياح العرب، وتنظيمه بشكل ممنهج بالتعاون مع الشركات السياحية في منطقة الخليج العربي. وقال مبين كوبات، المدير التنفيذي لشركة، بيس تورز لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة تنظيم رحلات سياحية للسياح العرب، تمخضت عن تجربتنا مع الدول الأوروبية، حيث لدينا تجربة تزيد على 20 سنة من العمل في كل السويد، والنرويج، وألمانيا، والنمسا، وغيرها من الدول الأوروبية، إلى جانب جلب السياح من الدول المجاورة، مثل كرواتيا والجبل الأسود، وغيرها، كما ننقل السياح في جولة تمتد من البوسنة إلى بقية دول الجوار والدول الأوروبية، وليس هناك أي مشكلات في الحصول على التأشيرات، إذا كان ذلك يتم من خلالنا»، وتابع «لدينا نقل بري، وبحري، وجوي، كما نقوم بنقل الحجاج إلى البقاع المقدسة، والطلبة في العطلات الدراسية إلى مختلف دول العالم، سواء من البوسنة إلى الخارج، أو من دول أخرى إلى البوسنة، أو غيرها من الدول في المعمورة»، وأشار إلى أن «البوسنة غنية بالأنهار والجبال والمصحات الاستشفائية الطبيعية كالعلاج بالمياه الكبريتية وغيرها، وهناك مصحات متخصصة في الماساجات، بمختلف أنواعها الآسيوية والأوروبية والتقليدية، إلى جانب وجود الأطعمة الحلال، فلا توجد في المطاعم التي يملكها مسلمون لحوم الخنازير، على سبيل المثال»، ولا تتوقف الخطوط السياحية، لشركة، بيس تورز، عند البوسنة، بل تتعداها إلى جوهرة الأدرياتيكي، دوبروفنيك، والمناطق المميزة في البوسنة كبيهاتش، وموستار، وغيرهما. وللشركة مترجمون باللغتين العربية والإنجليزية، ولديهم خبرة كأدلاء سياحيين. وإلى تأمين النقل من المطار إلى الإقامة أو إلى الأماكن السياحية فإن الشركة توفر أمن الأفراد والمجموعات المتعاقدين معها، وتتحمل المسؤولية عن راحتهم ومواعيدهم. كما توفر الشركة خدمات لمن يرغبون في شراء الأراضي وإقامة الفنادق أو المنازل الخاصة، والتعرف على التقاليد البوسنية من خلال زيارات ميدانية مباشرة إلى القرى والسكان في محال سكنهم. وأعربت «بيس تورز» عن ترحيبهم بالمنتقبات والمحجبات في البوسنة قائلا: «نحن نرحب بالسائحات المنتقبات، فهنا لا يدفع أزواجهن غرامات» و«ليس هنا ما يمنع ارتداءهن لباسا اخترنه بمحض إرادتهن، فلا أحد يتدخل في خصوصيات أحد في البوسنة». وبالإمكان الاتصال بالشركة مباشرة على الاستعلامات التالية باللغة العربية.

وقال كوبات إن السياح العرب الذين يسافرون إلى تركيا يمكنهم أن يخطو خطوة باتجاه البوسنة، ويمكننا أن نكون الجسر الذي ينقلهم على أكف الراحة، وبكل احترام وترحيب.

للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة الموقع التالي:

www.biss-tours.ba