الهواء الطلق عنوان سهرات أهل بيروت

دليل السهر في العاصمة اللبنانية

عناوين السهر في لبنان عديدة من بينها.. سكاي بار في بيروت («الشرق الاوسط»)
TT

تزدهر ليالي بيروت في الصيف بموسم سهر مميز لا يشبه أيا من ليالي العواصم المجاورة لها. ولعل قمر لبنان الذي يضيء سماءها في الجبل أو على البحر يدفع بالساهرين هنا وهناك لأن يمضوا أحلى السهرات التي تمتد حتى خيوط الفجر الأولى.

فكما في البترون وعاليه والكسليك كذلك في الحمرا والجميزة وجبيل وأنطلياس ومناطق لبنانية أخرى تجذب رواد السهر، وتجعلهم يطلقون العنان لأهوائهم، فيتمايل حضورهم على الموسيقى الصاخبة، وتصدح حناجرهم مرددة الأغاني الملاح.

ففي منطقة الستاركو وسط بيروت يتربع مربع الـ«ميوزك هول» على عرش السهر فيزدحم بالساهرين الآتين من كل حدب وصوب ممنين النفس بقضاء سهرة من العمر ضمن برنامج غنائي يضم فنانين كوبيين ولبنانيين، ويقدم تابلوهات منوعة تجمع ما بين ألفيس بريسلي ومارلين مونرو وفريد الأطرش وأم كلثوم، فتنفجر أسارير الحضور بين كل تابلو وآخر، ويصل عددها إلى العشرين، وتنتهي بوصلة غنائية رائعة للمطرب اللبناني طوني حنا، فيكون مسك الختام فتزخر الأجواء بأغانيه المعروفة ويقوم الساهرون ولا يقعدون وهم يرددون معه «لا تحلفيني بالشنب».. «يابا يابا له»... وغيرهما من أغانيه المعروفة.

أما محبو السهرات الراقصة التي تقام في الهواء الطلق فهم يختارون الـ«skybar» ويعتبر أول وأهم الأمكنة المخصصة للسهر في لبنان والعالم العرب،ي وقد حصل على جائزة أفضل وأكثر أماكن السهر رواجا في العالم، ويمتد على مساحة كبيرة، ثم يطل من جهة الغرب على طول الساحل البيروتي، ومن الشرق على جبال لبنان العالية، ومن الشمال والجنوب على منطقة السوليدير الفاخرة. أما الـ«D.J JoJo» فيجعل هذه السهرات لا تتكرر، لاختياره موسيقى راقصة وصاخبة، فتكون على طراز سهرات ماربيا وموناكو وسان فرانسيسكو. أما لائحة الطعام فتتضمن الكركند والباستا والأرز الهندي والسوشي واللحوم المتنوعة وغيرها، فيكون الطعام رديفا للسهرة الناجحة.

ويقع الـ«Skybar» قرب مركز البيال السياحي، الذي يستضيف كل عام أشهر الموسيقيين والمغنيين في العالمين العربي والغربي.

وفي الطابق الأخير من صحيفة «النهار» وسط بيروت يقع محل الـ«White»، الذي يقيم حفلاته الموسيقية يوميا في الهواء الطلق، ويرتاده محبو السهر، لموقعه الجغرافي المميز والمطل على بيروت وضواحيها من ناحية، وللمتعة التي يزرعها في قلوب ساهريه من ناحية أجواء الليل الراقي التي يعيش فيها، والمبنى نفسه هو الذي يحتضن الساهرين أيضا في موسم الشتاء، ولكن في مربع الـ«Eight»، وفي الحالتين يضطر من يقصد هذين المكانين إلى أن يقوم بالحجز مسبقا، وأحيانا قبل شهر من موعد السهر.

أما الـ«Beyroof» لصاحبه المطرب اللبناني جو أشقر، فيعتبر من أماكن السهر المعروفة في ليل بيروت، ويشرف على البحر من جهة وعلى منطقة الجميزة من جهة أخرى، وتمتد فيه السهرات في الهواء الطلق حتى ساعات متأخرة من الليل، ويطل صاحب المطعم في ختام السهرة ليقدم أجمل أغانيه، إضافة إلى أغاني مطربين مخضرمين من لبنان أمثال فيروز وطوني حنا والراحل نصري شمس الدين وغيرهم، ليبث الحنين في قلوب ساهريه الذين يودعون الليل مرغمين، بعد أن يمضوا ساعات طويلة منه، وهم يعبّون من الموسيقى الغربية والعربية ما شاءوا ودون ملل.

أما «المندلون»، الذي يقع في شارع مار مخايل، المحاذي لشارع الجميزة فيعتبر من أرقى المرابع الليلية الموجودة في بيروت، وقد سخا أصحابه على الديكورات الموجودة فيه بشكل يجعل مرتاده يشعر وكأنه يدخل ركنا ملكيا في قصر عربي قديم، يتزين بالقناطر المرتفعة والإضاءة الهادئة والجلسات المريحة. ووضع القائمون على هذا المكان برنامج سهرة منوعا، يتألف من استعراضات غنائية تحييها فرق موسيقية استقدمت من جنوب أفريقيا تجيد عزف فولكلور بلدها على الطبول والرق، تختتم كالعادة بوصلات غنائية لبنانية وعربية تجعل الأجواء ساخنة حتى الفجر، فيخرج مرتادوه وهم يشعرون بنشوة السهر الحقيقي في بيروت.

ويعتبر شارع الجميزة، الذي يمتد على مساحة بعض الكيلومترات وسط بيروت وتتلقفه يمينا ويسارا المطاعم والـpubs على أنواعها أحد أشهر أماكن السهر في بيروت، ويقصده السياح الأجانب والعرب معا، لتمييزه بمحلات صغيرة أو متوسطة تنقل أجواء منوعة من الموسيقى الشبابية المعروفة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ويحييها أصحاب الـ«وان مان شو» أو الفرق الموسيقية المتواضعة، التي تقدم خليطا من موسيقى الراب والجاز والبلوز، كل على طريقته وهواه.

أما هواة الاستعراضات الضخمة والخارجة عن المألوف فباستطاعتهم تمضية سهرات تلائم أذواقهم في كازينو لبنان الواقع في منطقة جونيه شمال لبنان، ويستضيف عادة استعراضات دولية، بعضها يتضمن مثلا تابلوهات راقصة على الجليد، وبعضها الآخر يرتكز على تقديم تابلوهات الألعاب الخفية التي تجذب من يشاهدها فتشغل حواسه الخمس، إلى جانب استعراضات راقصة تستقدم من «ليدو» باريس أو مسارح «مانهاتن» ولندن. وفي كازينو لبنان يتمتع الساهر بخدمة مرفهة، وبباقة مميزة من الأطباق العالمية والعربية، مما يجعل الليل يمضي بسرعة فائقة.

ولمحبي السهرات الخفيفة، التي عادة ما تسبق أو تلي حمى الليالي الراقصة، فيقصدون شارع المقاهي في أنطلياس حيث تتوزع على جانبيه «الكافيهات» على أنواعها، وبينها الـ«public» والـ«spot» والـ«prive» و«الميمون» و«كيف» وغيرها، التي يتمتع قاصدها بجلسة نرجيلة مزاجية يتناول خلالها كوكتيلات مميزة من عصائر الفاكهة الصيفية المثلجة وأطباق إيطالية ولبنانية وفرنسية معروفة. وتعتبر هذه الأماكن أحد أكثر محلات السهر رواجا في بيروت، ويقصدها الشباب والعائلات معا، وتغيب عنها الموسيقى الصاخبة ليتمتع روادها بأجواء مسلية وهادئة على السواء. وإذا توجهت إلى الساحل الشمالي لا بد أن تستوقفك أماكن السهر المسلية في منطقتي البترون وجبيل؛ فشارع البترون الذي تجاوز طوله الـ300 متر، يحتوي على باقة من أماكن السهر الراقصة كـ«la bas» والـ«castello وla tentro» و«bank» وغيرها من الـ«pubs» التي يحلو فيها تمضية ليل جميل مشبع بأجواء البحر ويعتبر الـ«Taiga sky» أحد أهم تلك الأماكن، ويقع على سطح أحد المراكز السياحية في «البترون» «San Stephano» في الهواء الطلق، ويتألف من طابقين يتنقل بينهما الساهرون ليستمتعوا بأجواء راقصة تقتصر الموسيقى فيها على الأغاني والنوتات الغربية.

أما في جبيل فقد تحول سوقها القديم إلى واحة سهر لا مثيل لها، تعج بالمصطافين والسياح الأجانب والعرب؛ حيث يستطيع هاوي السهر أن يختار المكان المناسب لقضاء ليل في مقهى أو مطعم أو «pub» أو ملهى راقص.

ومن بين تلك الأماكن الـ«outdoor» والـ«garden» والـ«bar o bar» والـ«barbacan»، إضافة إلى مطاعم تقدم اللقمة اللبنانية اللذيذة، وبأساليب وطرق خارجة عن المألوف، كما في «اللوكندة» و«فينيقيا» حيث يتذوق الضيف اللبنة والزيتون والزعتر البلدي المصحوب بخبز لبناني صغير لا يتجاوز حجمه العشرين سنتيمترا، بإمكانك تسخينه على «صاج» نقال من الحجم نفسه، يوضع على لوح خشب أمام الضيف فيأكله طازجا وساخنا.

أما ملهى الـ«laho» فيعتبر من أجمل أماكن السهر في جبيل، ويقع أيضا على سطح مركز تجاري (البعيني) في الهواء الطلق، ويتميز ديكوره بالبساطة والحداثة معا، ويغلب عليه الأبيض، بدءا من مقاعده الجلدية وصولا إلى جدرانه. ويستمتع فيه الساهرون بالموسيقى العربية والغربية، كما بإمكانهم أن يتابعوا برامج منوعة من استعراضات الفرق على الـ«percussion» أو الغيتار، إضافة إلى حفلات غنائية يقدمها فريق الـ«Greenpeper» المعروف بإجادته اللون الغربي بامتياز، ولا سيما أغاني الـ«Oldies» والنوستالجيا.

وهواة الطرب العربي الأصيل باستطاعتهم متابعة البرامج الفنية في الفنادق اللبنانية، التي تستضيف أسبوعيا أهم نجوم الطرب في لبنان والعالم العربي، أمثال نجوى كرم وراغب علامة ويارا وهيفاء ووائل كفوري وغيرهم.