جنيف.. موروثها ثقافي نادر وطبيعتها لوحة ألوان غنية

مدينة سويسرية عالمية ومركز مالي وللدبلوماسية

TT

جنيف هي ثاني أكبر مدينة في سويسرا بعد زيوريخ، والمدينة الأكثر شهرة واهتماما دوليا في أوروبا، علما بأن 40 في المائة من سكانها من خارج سويسرا. وتضم جنيف أكبر القلاع الصناعية في سويسرا مما جعلها في مقدمة المدن السياحية في العالم، كما تفخر جنيف بكونها إحدى أجمل المدن التي تزخر بموروث ثقافي نادر، إضافة لعظمة الطبيعة التي تمثل لوحة ألوان غنية بالآثار التاريخية والمعمارية، كما أنها بوابة رئيسية إلى الألب للزوار المتحمسين للتنزه في الهواء الطلق في الربيع والتزلج في الشتاء.

ويعود تاريخ جنيف لأكثر من 4000 سنة ويواصل التأثير على تطوير المدينة في الحاضر حتى اليوم، كما أن هذا الماضي محفوظ في كافة أنحاء المدينة في الكثير من متاحفه، وأنصابه وكنوزه المعمارية. وتمتلك جنيف أكثر من 130 فندقا تتراوح ما بين خمس نجوم وغيرها من الفنادق المتنوعة التي تتناسب مع كل الأذواق، كما أن جنيف هي عاصمة الإقليم السويسري لجنيف الواقع في زاوية أقصى غرب سويسرا على طول شواطئ بحيرة أوروبا الكبرى، وتقع بحيرة جنيف، في فم نهرRhone المجاور لجبال Jura إلى الغرب والألب الفرنسية في الشرق. كما أن المدينة سهلة الوصول خلال ساعتين بالطائرة، وهي من أكثر المدن الرئيسية في أوروبا، كما أنها محور شبكة طرق أوروبا السريعة لارتباطها بالقطارات ذات السرعة العالية إلى باريس وميلان، بالإضافة إلى القطارات السريعة إلى إسبانيا وألمانيا وغيرهما من المدن الأوروبية الأخرى.

وسويسرا لديها ثلاث لغات رسمية: فرنسية، ألمانية وإيطالية. وتعتبر اللغة الفرنسية هي اللغة السائدة في جنيف، لكن أكثر المواطنين يتكلمون على الأقل لغة أخرى واحدة. أما العملة في سويسرا فهي الفرنك السويسري وبسبب تأثيرات تداخل البحيرة والجبال المحيطة، فإن مناخ جنيف لطيف تقريبا على مدار السنة. ويعتبر شهرا سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الأشد مطرا، في حين أن شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الأبرد. كما تتميز فصول الصيف الطويلة بالرطوبة المنخفضة نسبيا، رغم الرياح الباردة التي تصل من بح Mont Blan والكهرباء في سويسرا 220 فولت، 50 تيار دورة مترددا. كما أن الصحة والسلامة على أعلى المستويات العالمية وبكل المقاييس تعتبر جنيف مدينة آمنة بـ1.99 في المائة (جريمة عنيفة لكل 100 ألف نسمة). وتصنف الجرائم بالجرائم التافهة بسبب ارتفاع الحس والوعي العام الذي يغلف بالتحضر والرقي، كما أن المستشفيات والعيادات من أجود نوعية ومتاحة 24 ساعة يوميا وهي متوفرة في كافة أنحاء المدينة. والمعروف أن 40 في المائة من السكان في جنيف تأتي من الخارج، كما أن هناك 26 إقليما في سويسرا.

وجنيف المدينة الأكثر سكانا لما يعرف بـ(Romandie)، الجزء الناطق بالفرنسية لسويسرا. الواقع على نهر Rhone حيث بحيرة جنيف (الفرنسيون معروفون كذلك بِـ(Lac Leman)، وتتوزع الكثافة السكانية من حيث عدد السكان، ففي مركز المدينة يصل السكان (ابتداء من 31 يناير 2009 إلى 697.187).

وجنيف مدينة عالمية، ومركز مالي، ومركز للدبلوماسية ومركز للتعاون الدولي الأكثر أهمية مع نيويورك بسبب حضور المنظمات الدولية الكثيرة، باعتبارها مقرا للكثير من وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وهي أيضا المكان التاريخي المشهور الذي وقع فيه الكثير من الاتفاقيات التي عرفت باتفاقيات جنيف.

وفي سويسرا توجد أربع لغات وطنية منصوص عليها في الدستور الاتحادي السويسري منذ 1938 الذي أعلن أن لغةRomansh لغة رسمية من الاتحاد أيضا في 1996، وذلك يعني أن متكلمي Romansh قد يستعملون تعبير Romans للمراسلة بالحكومة الاتحادية كما تعتبر بحيرة جنيف من أهم المعالم السياحية التي تميز مدينة جنيف العريقة التي ترتفع بمياهها إلى 450 قدما في الهواء في الوقت الذي تزقزق خلاله العصافير الجميلة على امتداد البحيرة، حيث تبدو خلفية الصورة الرائعة بوجود منطقة Mont Blanc الساحرة.

وعندما تتمشى على أرصفة ميناء lakeside ستشاهد flowerbeds تتراقص على الأمواج الهادئة في حراسة أعداد هائلة من النباتات الجميلة، بالإضافة إلى المساكن القديمة الرائعة التي تكسوها الزهور وكأنها حصون شكلتها الطبيعة لحماية البحيرة. أما بالنسبة إلى البجع والبط فهما يتعانقان مع أنواع متعددة أخرى من الطيور والزوارق الشراعية الملونة وأحيانا بعض سباقات القوارب التي تشد الانتباه وتجذب الأنظار في حين إذا نظر الزائر إلى الشاطئ الأيمن، ستقع عينه على نصب برونسويك الذي يحتوي على قبر تشارلز الثاني، دوق برونسويك في حين تري أيضا نسخة طبق الأصل لضريحScaligeri Verona. وفي حالة استمرار الجولة الترفيهية على طول رصيف ميناء Paquis بفنارته التاريخية العريقة في حين أن عبور جسر Mont Blanc نحو الشاطئ الأيسر، لا يتغيب عن نظر المتجول عن مشاهدة Jardin anglais وهي (الحديقة الإنجليزية). التي تحتوي على ساعة الزهور المشهورة التي تعكس اهتمام جنيف التقليدي العريق بصناع الساعات.