فندق «أمية».. عنوان المشاهير والنجوم في دمشق

تأسس عام 1930 على يد شقيقين لبنانيين.. وشهد ولادة الاتحاد الثلاثي العربي

درج كلاسيكي يميز بهو مدخل فندق «أمية» الدمشقي
TT

قبل نحو 80 عاما، وتحديدا في عام 1929، جاء الأخوان اللبنانيان (ميشال وإبراهيم سلوم) من مدينة بعلبك إلى دمشق وفي ذهنهما وخيالهما تنفيذ مشروع سياحي مهم، فكرا طويلا ووجدا أن العاصمة السورية، دمشق، ومدنا سورية أخرى باتت تتخلى عن الخانات التقليدية كأمكنة لنوم الزوار والسياح القادمين إلى دمشق لتبنى مكانها الفنادق الحديثة المبنية بطرز معمارية أوروبية وعربية، فقررا خوض هذه التجربة بالاتفاق مع عائلة دمشقية وهي «مردم بك»، وكانا موفقين في الاختيار، وخصوصا في نقطتين مهمتين؛ الأولى أنهما قررا بناء الفندق في أشهر وأهم ساحة دمشقية حديثة في ذلك الوقت وهي ساحة المرجة، والثانية إطلاق اسم «أمية» على فندقهم الوليد ليأخذ لقب دمشق عاصمة الأمويين، وهكذا كانت ولادة فندق «أمية» الدمشقي العريق وسط ساحة المرجة قبل 80 عاما، حيث افتتح سنة 1930، وضم الكتاب الذهبي للفندق أول تعليق لنزيل فيه بشهر فبراير (شباط) 1931، ولأن الشقيقين ماهران وذكيان ويعرفان كيف تتغير الأحوال والأمور في العواصم والمدن الكبيرة لم ينتظرا ليسحب البساط من ساحة المرجة كأهم مكان استراتيجي تجاري دمشقي، حيث لاحظا واستشعرا الأمر وكيف ينتقل الوسط التجاري أواخر أربعينات وبدايات خمسينات القرن الماضي من المرجة شمالا وغربا نحو منطقة الفردوس والتجهيز، وبجانب ساحة المحافظة، حيث بدأت المنطقة بالانتعاش بجانب مدرسة ابن خلدون، فأخذا القرار الصحيح بنقل الفندق سنة 1951 إلى تلك المنطقة، رغم أنه في حينها لم يكن فيها سوى مبنيين كبيرين وهما: بناء كسم وقباني، وبناء نادي الشرق، ولكن في ما بعد، وما زالت حتى الآن تشكل مركز العاصمة التجاري والفندقي إذ يوجد فيها أهم فنادق العاصمة، وخصوصا الـ«فورسيزنز» و«الشام بالاس» وغيرهما، فاشتريا أرضا هناك وبنيا فندقهما الجديد/ القديم «أمية» الذي ما زال يحافظ على مكانته العريقة ويجدد شبابه مع مرور 80 عاما على ولادته، ويعمل على الإشراف حاليا عليه ابن أحد الشقيقين اللبنانيين، حسان سلوم، الذي قام بدوره بتفويض ابنه الشاب ميشال، دارس علوم إدارة الفنادق في سويسرا، لإدارة الفندق.

رحلة طويلة وحكاية شيقة وأحداث شهدها الفندق وشخصيات نزلت به قبل تأسيس فنادق الـ5 نجوم في سورية (حيث تأسس «شيراتون دمشق» عام 1977 و«الميريديان» عام 1978) كان «أمية» الفندق الرائد والرئيسي لانعقاد المؤتمرات الدولية والاجتماعات الكبرى التي كانت تستضيفها العاصمة السورية، وقد شهد الفندق أوائل سبعينات القرن الماضي ولادة الاتحاد الثلاثي العربي بين مصر وسورية وليبيا، حيث تم فيه عقد الاجتماعات التحضيرية لهذا الاتحاد بحضور رؤساء الدول الثلاث - في ذلك الوقت - لتوقيع اتفاقية الاتحاد الثلاثي، وكان كل طابق مخصصا لوفود كل دولة من الدول الثلاث، كما نزل في الفندق شخصيات كبيرة هامة ومنها الكاتب المصري الراحل طه حسين الذي سجل في «كتاب الفندق الذهبي» كلمات معبرة بخط يده ووضع خاتمه عليها من خلال خاتم كان يلبسه في إصبعه قال فيها: «نزلت في كثير من الفنادق في الشرق والغرب فلم أر في واحد منها ما رأيته في (أمية) الجديد من الكرم وحسن الاستقبال والضيافة والعناية والرعاية...)، ونزل في الفندق أيضا الملاكم العالمي محمد علي كلاي، كما استقبل الفندق الوفد المرافق لوزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، أثناء زيارته دمشق سنة 1973، ونزل فيه أيضا مؤسس البنك العربي عبد الحميد شومان، والشاعر اللبناني المعروف حليم دموس، الذي كتب شعرا في الفندق يوجد في الكتاب الذهبي، ونزل به سنة 1960 رئيس وزراء المغرب عبد الرحيم إبراهيم، كما نزل في الفندق الأغا خان الثالث في أوائل خمسينات القرن الماضي، والممثلة المصرية فاتن حمامة، وكتبت في (كتاب الفندق الذهبي) عبارة جميلة عن الفندق».

فندق «أمية» في سطور يوجد فندق «أمية» في منطقة الفنادق الكبرى في دمشق ويمتد على 5 طوابق بمساحة 4800 متر مربع مع قبو بمساحة 800 متر مربع وفي زاوية يطل من خلالها على 3 شوارع دمشقية رئيسية ويضم 70 غرفة ذات أسقف مرتفعة متميزة وبجدران ذات نوافذ بزجاج ثلاثي ليعزل الصوت نهائيا، والغرف مزودة بفرش كلاسيكي مريح وهناك ستة أجنحة مقسمة لنوعين وهما: جناح رجال الأعمال بمساحة 65 مترا مربعا، والثاني يطلق عليه اسم الجناح الدبلوماسي ومساحته 90 مترا مربعا ويضم قاعة اجتماعات خاصة برجال الأعمال وغرفة نوم وجميع الأجنحة متصلة بغرفة منفردة إضافية.

وهناك جناح عائلي واحد يضم غرفتي نوم مع صالون، والفندق - يقول سلوم - يعتمد بشكل خاص على رجال الأعمال ويقدم خدمات مجانية لهم ومنها الإنترنت اللاسلكي بسرعة عالية، ومركز خاص بالنزلاء الذين لا يحملون معهم كومبيوترا محمولا، حيث نقدم لهم الكومبيوتر مع خدمة الإنترنت مع الطابعة مجانا، ويقدم لهم مرائب مجانية لسياراتهم بجانب الفندق تتسع لـ10 سيارات، ويتميز الفندق بتصميم كلاسيكي ومنه الصالون الكبير، حيث يمكن للسائح أن يجلس منفردا في إحدى زواياه فهو غير منفتح على بعضه كحال الفنادق الحديثة، وهناك السلم الرئيسي للفندق الذي يتوسط الصالون بشكل متميز، كما يضم الفندق 3 مطاعم تقدم خدمات متنوعة لنزلاء وزوار الفندق ومنها مطعم بانورامي في الطابق العلوي الذي يطل من خلاله الجالس على منظر خلاب ورائع، خصوصا في الليل، لجبل قاسيون ولشوارع وأسواق دمشق، والمطعم يقدم خدمة جديدة في سورية لم يسبقه إليها أحد من قبل من الفنادق السورية وهي - كما يشرحها سلوم - صالون استراحة موسيقية مع تراس كبير، بحيث يستطيع الزائر قبل أو بعد تناوله الطعام الاسترخاء ولبضع ساعات مع سماع الموسيقى، وقد كتبت عنه الكثير من الصحف العالمية تعليقات جميلة ومنها «الغارديان» البريطانية و«شيكاغو تريبيون» وأيضا الصحف الفرنسية، «وحتى ربط البعض افتتاح هذا المكان لدينا قبل عشر سنوات بانفتاح سورية الاقتصادي، رغم أننا لم نكن نقصد ذلك، لكنه اعتبر حدثا جديدا في الحياة الاستثمارية السياحية السورية، وارتبط ذلك بفندق (أمية) رغم أننا لم نكن نتوقع أن يحصل كل هذا الاهتمام بهذا المكان الموسيقي لدينا في الفندق، ويتسع هذا المطعم مع التراس لنحو 300 شخص، وهناك بجانبه مطعم آخر يسمى (بامبو)، ويتميز أيضا بإطلالته البانورامية على مدينة دمشق، وهناك المطعم الثالث وهو (ويستيرز) في الطابق الأرضي من الفندق، وله مدخل خارجي خاص به يمكن استخدامه، كما يمكن الدخول إليه من داخل الفندق، كما يضم الفندق 3 قاعات اجتماعات ومؤتمرات يتسع أكبرها لـ350 شخصا، وهناك قاعة جديدة قيد الإنشاء نفذناها بناء على رغبة الكثير من الشركات ورجال الأعمال لعقد اجتماعاتهم ومعارضهم فيها، ونعمل دائما - يتابع حسان سلوم الذي عمل، ولعدة سنوات، رئيسا لشعبة الفنادق في غرفة سياحة دمشق - على تطوير فندقنا وتجديد شبابه من خلال إضافات كثيرة ونوعية على الخدمات التي يقدمها لنزلائه، ومنها إدخال تلفزيونات في حمامات الغرف، وهي خاصة للحمامات مضادة للماء بحيث يتمكن النزيل من متابعة برنامجه الذي يرغب فيه أو يشاهده في غرفته فيتابعه وهو يستحم أو يصفف شعره وذقنه، كما يتم، وبشكل دائم، تطوير مهارات العاملين فيه وعددهم نحو 135 موظفا». «والجميل هنا أن الفندق يستقبل في كثير من الأيام أشخاصا يقولون لنا (يضيف سلوم) إنهم أحفاد لأشخاص نزلوا في الفندق قبل عشرات السنين وسمعوا عنه من أجدادهم وآبائهم فقصدوه للإقامة فيه عندما زاروا دمشق»، كما أن فندق «أمية» والـ«فورسيزنز» هما الفندقان الدمشقيان الوحيدان المعتمدان من قبل البنك الدولي، حيث ينزل فيهما وفوده القادمة إلى العاصمة السورية.

معلومات تهم السائح عن فندق «أمية» الفندق مصنف بفئة «4 نجوم A» رغم - كما يقول صاحبه حسان سلوم - عرض عليه تصنيفه بفئة الـ«5 نجوم»، ولكنه فضل أن يكون فندقه على رأس فنادق الـ«4 نجوم» في سورية عن أن يكون ضمن فريق فنادق الـ«5 نجوم»، وهذا أسلوب خاص بإدارته - كما يقول - وتقدم نتائج ممتازة. و«أمية» الفندق السوري الوحيد الذي انضم إلى مجموعتين كبيرتين للفنادق الدولية وهما: المجموعة الدولية للفنادق السويسرية، وانضم إليها منذ عام 1994، ومنذ 3 أشهر وبناء على رغبة شركة بريطانية، وهي المؤسسة الدولية للفنادق العظمى في العالم ومقرها لندن، حيث إن هذه الشركة لا يمكن الانضمام إليها من قبل صاحب الفندق، بل بدعوة من الشركة ذاتها، فالشركة تجري دراساتها من دون أن يدري صاحب الفندق، وبعد ذلك تطلب منه الانضمام إليها في حال توافق ذلك مع شروطها الخاصة بالفنادق، وانضمام الفندق لهاتين المجموعتين أعطاه صفة دولية (وهو الفندق السوري الوحيد من فئة «4 نجوم» يحمل هذه الصفة)، وجعلت الفندق يقدم خدمات متميزة للسياح الأجانب من زواره ونزلائه، ويمكن للسائح أن يحجز بشكل إلكتروني في الفندق بحيث يحجز له غرفة باسمه، وليس برقم، كما هو حال الفنادق الأخرى، فما على النزيل الجديد إلا أن يقدم اسمه فقط ليقوم المستخدم بأخذه إلى الغرفة التي خصصت له عبر الحجز الإلكتروني، ويمكن للسائح أن يطلب من إدارة الفندق استقباله وجلبه من مطار دمشق الدولي.

أسعار الإقامة في الفندق لليلة واحدة تختلف حسب الغرف، فهناك الغرف المميزة وغرف رجال الأعمال، حيث يختلفان في مساحة الغرفة وعرض سرير النوم وسعر الإقامة يتراوح ما بين 160 و170 دولارا أميركيا متضمنا الضريبة، ما عدا الإفطار الذي يصل سعره إلى نحو 15 دولارا، في حين يقدم الإفطار مجانا للنزيل الذي يقيم في الفندق لفترة طويلة ولنزلاء الشركات التي تتعامل مع الفندق أما أسعار الأجنحة فتتراوح ما بين 250 و350 دولارا وهو لشخص أو شخصين.

للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة الموقع التالي: ww.ommayad-hotel.com.