السياحة المصرية تعود إلى الخدمة بروح ثورة «25 يناير»

كرنفالات ومسيرات أمام الأهرامات والقلعة وشارع المعز لتأكيد عودة الأمن والأمان

تحظى الكرنفالات الشعبية والمسيرات الفلكلورية باهتمام زوار مصر وتستقطب الكثير من السياح الاجانب والعرب
TT

هبّة جماعية تشهدها مصر لعودة السياحة إلى مجراها الطبيعي، بعد أن تعثرت جراء الأحداث السلبية التي تعرضت لها إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، حيث شهدت أعمال سطو قامت بها عصابات من «مافيا الآثار» و«البلطجية»، مستغلة انسحاب قوات الأمن من الشارع، وطالت عددا من المواقع الأثرية من بينها المتحف المصري في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية، القاهرة، وهو ما ترتب عليه خسارة نحو مليار دولار شهريا، بالإضافة إلى مشكلات أخرى مثل البطالة وتسريح العمالة، وفقا لتقارير وزارة السياحة المصرية.

لكن، وبعد هدوء الأمور، وعودة الاستقرار إلى الشارع المصري تتضافر الجهود الرسمية والشبابية لإعادة الحياة للسياحة المصرية إلى مكانتها بعد الثورة. فبعد تنحي الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، والاحتفال بهذا الحدث التاريخي، وبعد الانتهاء من تنظيف ميدان التحرير وشوارع مصر، اتجه الشباب نحو دعم السياحة في مصر، ليس فقط باعتبارها شريانا رئيسيا للدخل القومي، وإنما كإرث حضاري، يشكل علامة تميز فارقة في ذاكرة المصريين. وتحولت أيام الجمعة من مسيرات في ميدان التحرير للتنديد بالنظام السابق والمطالبة بإسقاطه، إلى مسيرات في الأماكن السياحية والمناطق الأثرية لدعوة السياح إلى العودة لمصر ورؤيتها في ثوبها الجديد.. ثوب الحرية.

فدعت مجموعة من الشباب إلى جعل يوم الجمعة 18 فبراير (شباط) «جمعة السياحة في أرض السلام»، ونظموا مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري (ماسبيرو) إلى المتحف المصري في ميدان التحرير، رافعين الأعلام المصرية ولافتات بكل اللغات تدعو السياح إلى العودة لمصر، في إشارة إلى أنها أصبحت بلدا آمنا، كما حملوا أعلاما لكل دول العالم وصورا للمناطق السياحية والأثرية المصرية، وأعربوا من خلال اللافتات عن حبهم للسياح واستعدادهم لحمايتهم، واللافت للنظر قيام مجموعة من المشاركين في المسيرة بارتداء ملابس فرعونية وحملوا «بالونات» بألوان علم مصر (الأحمر والأبيض والأسود) وتركوها تطير في السماء في منظر رائع، كما رفع منظمو المسيرة لافتة كبيرة مكتوب عليها بالإنجليزية «من مصر: أعزائي السياح نأسف على الإغلاق المؤقت، مصر كانت تحت الصيانة الضرورية، نحن سعداء باستقبالكم مرة أخرى في مصر أفضل بكثير»، كما حملوا مجسما كبيرا للهرم مكتوب عليه بالإنجليزية: «تعالوا إلى مصر أرض السلام».

على حب مصر تجمع عدد آخر من الشباب وجعلوا من يوم الجمعة 25 فبراير «ماراثون في حب مصر» أمام الأهرامات بالجيزة، بهدف تنشيط السياحة وتشجيع السياح على العودة إلى مصر، ودعوا إلى الماراثون من خلال «غروب إنترنتي» باسم «علشانك يا بلدي» على الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، ولبى الدعوة أكثر من 3 آلاف مصري ومصرية ارتدوا ملابس بألوان علم مصر، وبدأوا يومهم برسم العلم على الوجوه، ثم انطلقوا مشيا على الأقدام من هرم «خوفو» (الأكبر) وحتى البانوراما، رافعين الأعلام ولافتات بعدة لغات تدعو السياح إلى زيارة مصر بعد الثورة وتؤكد أن مصر بلد الأمن والأمان، وانتهى الماراثون بحفل غنائي شارك فيه بعض الفرق الشبابية.

وبعد نجاحهم قرروا الاستمرار في دعم السياحة أسبوعيا، فتقول رضوى يوسف، طالبة في كلية الآداب جامعة القاهرة، وهي واحدة مؤسسي «غروب» «علشانك يا بلدي»: «نحن مجموعة من الشباب اجتمعنا على حب مصر، وأردنا المساهمة بأفكارنا لتقليل الآثار السلبية لضرب الموسم السياحي، فقمنا بتنظيم ماراثون في حب مصر في الأهرامات، ونجحنا بشكل كبير بفضل الشباب المصري الذي شجع الفكرة وتفاعل معها، حيث شهد الماراثون إقبالا كبيرا فاق تصورنا، مما شجعنا على المشاركة في تنظيم أكبر حمله لتنشيط السياحة في مصر، وكانت في القلعة يوم الجمعة 4 مارس (آذار)، ثم بدأنا نفكر في المحال التجارية والحرف التي تعتمد بشكل أساسي على السياحة، والتي توقفت بها حركة البيع والشراء بعد الثورة، ففكرنا في تنظيم كرنفال في شارع المعز بهدف تعويض البائعين ومساعدتهم على ترويج بضائعهم وبيعها».

وتستطرد: «رحب أصحاب المحال بالفكرة نظرا للركود الذي يشهده شارع المعز منذ سفر الأفواج السياحية، وقرروا تخفيض الأسعار للمشاركين في الكرنفال لتشجيعهم على الشراء، وبالفعل دعونا للكرنفال يوم الجمعة 18 مارس، والحمد لله، شهد إقبالا كبيرا من الشباب الذي لديه طاقة حب لمصر لا توصف».

بدأ الكرنفال برسم الوجوه بالأعلام وكتابة لافتات تدعو السياح إلى رؤية مصر الجديدة الحرة، ثم جولة سياحية في الشارع، يقودها مرشدان سياحيان لتعريف الشباب بمعالم الشارع، وأدوا صلاة الجمعة في جامع الأقمر، وبعدها تجولوا بين المحال للشراء وتنشيط حركة البيع. وانتهى اليوم بعرض راقص لفرق التنورة على موسيقى المزمار وأغنية «الأقصر بلدنا بلد سياح»، كما تطوعت بعض الفرق بالغناء لإحياء الكرنفال مثل فرقة «أوسكارزما»، و«إيجي بيتبوكس»، وباند «مشوار»، و«علامة»، وراب مصري، كإسهام في الدور الإيجابي الذي يقوم به الشباب.

وبمناسبة مرور شهرين على ثورة 25 يناير نظم أحمد فتحي، المدير التنفيذي لشركة «تيو أوميغا» للسياحة، كرنفالا سياحيا في الأهرامات يوم الجمعة 25 مارس لتشجيع السياحة الداخلية وتوجيه رسالة إلى السياح مفادها: «مصر آمنة وفي انتظاركم»، وأطلق على هذا اليوم «اليوم العالمي للأهرامات»، ووقع اختياره على الأهرامات لأنها تمثل ماضي مصر، في حين يمثل الشباب حاضرها.

عن اليوم يقول فتحي: «اخترت يوم 25 مارس احتفالا بمرور شهرين على الثورة ورغبة مني أيضا في الاحتفال بأمهات الشهداء وتكريمهن بمناسبة عيد الأم، وقمت بدعوة وزيري السياحة والداخلية، فاستجاب وزير الداخلية وأرسل مندوبا عنه، وألقى كلمة أكد فيها أن الشرطة في خدمة الشعب، طالبا طي الصفحة القديمة مع الشرطة، وأثنى على الحفل وطالب بتكراره لنقل صورة إيجابية عن رجوع الأمن إلى البلد بدليل نزول المصريين إلى المناطق السياحية والأثرية، دون خوف مما يشجع الأجانب على العودة». كما حضر الاحتفال مندوب عن السفير الألماني الذي وجهت إليه الدعوة.

بدأ اليوم بالوقوف دقيقة حداد على شهداء ثورة 25 يناير والثورة الليبية وضحايا زلزال اليابان، ثم شرح لمنطقة الأهرامات، وقام المشاركون في الحفل برسم هرم بشري على الأرض بألوان علم مصر، يتكون الضلعان من الشباب والقاعدة من الأطفال، وبداخله قلب بشري يتكون من السيدات والرجال الكبار، وعلى يمين الهرم البشري كتب طلبة مدرسة الأورمان - المشاركة في الحفل - بأجسادهم كلمة «مصر»، وعلى يسار الهرم كتب السياح الكنديون والهولنديون الحاضرون كلمة «Egypt».

وأحيت اليوم فرق عدة منها فرقة «تركات»، والمطرب الجنوبي علي حسين، وحضر ما يزيد على 6500 فرد منهم 400 سائح حضروا في المكان بمحض الصدفة، وبعضهم وجهت إليه الدعوة بواسطة مرشدين سياحيين، وكانوا سعداء جدا لدرجة صعود أسرة كندية على المنصة للتعبير عن سعادتهم واستمتاعهم بزيارة مصر بعد الثورة، ودعوا السياح إلى العودة لمصر، مؤكدين أنهم يتمتعون بقدر كبير من الأمن والأمان.

لم يكتف الشباب المصري بدعوة السياح من خلال الرسائل والدعوات التي يوجهونها لهم من داخل مصر، وإنما قرروا الذهاب إليهم في عقر دارهم، فيقول تامر كردوس، كاتب شاب وصاحب الفكرة: «نحن مجموعة من الشباب شاركنا في ثورة 25 يناير، وبعد نجاح الثورة وتنحي الرئيس السابق فكرنا في عمل شيء إيجابي يدفع بعجلة البلد إلى الأمام، ووقع اختيارنا على دعم السياحة لما يمثله هذا القطاع من أهمية كبرى للاقتصاد المصري، فكرنا في دعم السياحة بطريقة أكثر فاعلية، وتوصلنا إلى أن أفضل حل هو السفر إلى السياح في بلادهم والتحدث معهم وإقناعهم بالعودة وزيارة مصر في ثوبها الجديد».

يتابع: «عددنا 10 شبان وشابات لا نعمل في السياحة لا من قريب ولا بعيد، وإنما تحركنا الإيجابية والوطنية وحب البلد، قررنا السفر لأكثر من 5 دول أروبية مصدرة للسياحة، للتحدث مع السياح وشركات السياحة الأجنبية وإقناعهم بالعودة إلى مصر. في البداية كنا سنسافر إلى روسيا باعتبارها أكبر الدول المصدرة للسياح إلى مصر، ولكن هناك قرارا روسيا بعدم إرسال أي أفواج سياحية إلى مصر إلا بعد استقرار الأوضاع بمعنى عودة الأمن بشكل كامل واستقرار الحكم بانتخاب برلمان جديد أو رئيس للدولة، وبالتالي فالسفر إليها غير مجد، كما رفضت بريطانيا الفكرة، لذا سنسافر إلى هولندا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، حيث رحبت وزارات السياحة في هذه الدول بالفكرة، وتم الاتفاق على تخصيص أحد الميادين العامة في هذه الدول للتحدث مع رواده، ووضع منصة وشاشة عرض كبيرة نعرض من خلالها فيلما وثائقيا عن الثورة وآخر دعائيا للمناطق السياحية والأثرية في مصر، وتركوا لنا حرية اختيار الميدان، ودون تقيدنا بفترة زمنية».

وكان للمصريين المغتربين في هذه الدول دور كبير في مساندة الشباب في حملتهم لجذب السياح إلى مصر مرة أخرى، فبحسب كردوس: «المصريون المغتربون في هذه الدول مفعمون بحب البلد ويرغبون في التعاون معنا، وبالفعل قاموا بتقديم الكثير من الأفكار ووفروا التسهيلات اللازمة، حيث تواصلوا مع الشركات السياحية في هذه الدول للحضور والاستماع إلينا، كما قاموا بدعوة أصدقائهم وحشد أكبر عدد ممكن من محبي السفر والسياحة لإقناعهم بأن مصر أصبحت أفضل مما كانت وعاد لها الأمن والأمان، ولتدعيم موقفنا قاموا بدعوة شخصيات عامة ومذيعين ومشاهير كل دولة لتدعيم موقفنا. كما عرض علينا مصري مقيم في إسبانيا اقتراح أن تقدم شركات السياحة المصرية عروضا وتخفيضات قوية للسياح لتشجيعهم على السفر إلى مصر من خلال الشركات المصرية، وقال لنا إن اتحاد المصريين في أوروبا على استعداد أن يتحمل جزءا من هذه العروض، فمثلا لو قدمت شركات السياحة تخفيضا بنسبة 60% سيتحمل الاتحاد 40% من هذا التخفيض».

يسافر اثنان من هؤلاء الشباب إلى إحدى الدول الـ5 المشار إليها على نفقتهم الخاصة، وستبدأ رحلة جلب السياحة إلى مصر في منتصف شهر أبريل (نيسان) المقبل، ويشير كردوس إلى أنهم حاولوا التواصل مع المسؤولين في وزارة السياحة لدعمهم ولكن كان الرد: «الوزير مسافر برفقة مساعديه ولا يوجد أحد مسؤول الآن»، «لذا قررنا الاعتماد على أنفسنا بشكل كامل لإعطاء المسؤولين درسا حول ضرورة احترام أي أفكار تقدم لهم». ويكشف كردوس قائلا: «بعضنا اقترض مصاريف السفر والبعض الآخر أخذ (فلوس) زواجه من أجل تقديم عمل إيجابي لمصر».

وأضاف: «نقوم حاليا بتجهيز المادة الفيلمية التي سنعرضها أمام هذه الشعوب، ونسعى إلى أن تخرج بشكل احترافي يليق بالفئة التي نتوجه لها، لذا أرغب من الشباب المصري مساعدتي في جمع صور وفيديوهات ومواد وثائقية متميزة عن الثورة لاستخدامها في إعداد الفيديوهات الترويجية، كما أتمنى أن تجهز شركات السياحة عروضا قوية ومشجعة للسياح».

وعلى الصعيد الرسمي، تتخذ وزارة السياحة عدة تدابير من أجل تخطي هذه الأزمة، فتقول أميمة الحسيني، المستشارة الإعلامية والمتحدث الرسمي لوزير السياحة المصري: «إن الأحداث الأخيرة أدت إلى تراجع الطلب على المقصد السياحي المصري، حيث انخفضت نسب الإشغال لتتراوح ما بين 5 و18%، كما أن الخسائر المالية تقدر بنحو مليار دولار شهريا منذ اندلاع الثورة، بالإضافة إلى مشكلات أخرى مثل البطالة وتسريح العمالة، وفقد الدولة لإيرادات أخرى مثل الضرائب والتأمينات وغيرها، لذا قامت الوزارة بتفعيل دور لجنة الأزمات فورا؛ وذلك لمتابعة الموقف عن كثب والعمل على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للحد من الآثار السلبية للموقف الحالي».

وتضيف الحسيني: «قامت الوزارة بإعادة صياغة خطط العلاقات العامة للمكاتب السياحية في الخارج بشكل عاجل، خصوصا في الأسواق الكبيرة المصدرة للسياحة مثل فرنسا وإيطاليا وبولندا والدول الآسيوية، بحيث تعمل على نقل صورة إيجابية عن مصر، إلى جانب قيام الوزارة بتوجيه رسالة إعلامية إيجابية إلى الإعلام الخارجي لترسيخ الصورة الذهنية التي تؤكد استقرار المقصد السياحي المصري والتنوع الثقافي والحضاري به، إلى جانب التأكيد على أنه لا يوجد الآن أي عمليات تخريبية أو مساس بالمنشآت العامة أو الخاصة، وأن الأماكن الأثرية على مستوى الجمهورية مؤمنة، مع الإشارة إلى أنه خلال هذه الأزمة تم إجلاء أكثر من 200 ألف سائح بنجاح ودون تعرض أي منهم إلى سوء».

وتعطي وزارة السياحة أولوية لدعم الطيران العارض إلى الغردقة وشرم الشيخ، حيث لا تزال هذه المقاصد تتمتع بنسبة حركة سياحية مقبولة، بحسب الحسيني. وتتابع: «سيقوم القطاع السياحي بالتعاون مع وزارة الثقافة بالمشاركة في عدد من الأحداث الثقافية الخارجية في مختلف دول العالم لترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية عن مصر، كما نعمل على إعداد خطة واضحة للتوجه إلى الشخصيات الإعلامية والشخصيات العامة المرتبطة بمصر للمشاركة في مناسبات مختلفة (عامة – معارض - أحداث ثقافية) لتوجيه رسائل إيجابية عن مصر، والاتصال بنماذج من السائحين الذين عادوا بخبرة إيجابية عن البلد للاستعانة بهم في تأكيد الصورة الإيجابية لمصر، والعمل أيضا على الاتصال بالشركات التي قامت بترحيل سائحيها ودعوتهم إلى العودة».

وتعليقا على تحذيرات السفر إلى مصر التي أصدرتها الدول المختلفة مثل ألمانيا وإيطاليا على خلفية الظروف الراهنة، تقول الحسيني: «بعض الدول قامت بتخفيف حدة هذه التحذيرات، وذلك على أثر ما قامت به وزارة الخارجية من جهود في هذا الشأن بناء على طلب وزارة السياحة. فضلا عن ذلك فقد قامت بعض الدول مثل السويد بدعوة مواطنيها لزيارة مصر، كما استأنفت بعض الشركات البريطانية رحلات الطيران العارض إلى البحر الأحمر وسيناء».

وأكدت المستشارة الإعلامية أن «مصر تشهد حاليا بوادر بدء عودة الحركة السياحية إلى مصر، حيث بدأت وزارات الخارجية الأجنبية ومنظمو الرحلات في التجاوب مع عودة الاستقرار والحركة الطبيعية للشارع المصري، الذي تبلور في وصول عدد من الطائرات التي تقل سائحين من مختلف الجنسيات، وهو ما ترتب عليه ارتفاع نسبة الإشغال في الغردقة وشرم الشيخ لتصل إلى 25%».

وفي النهاية أكدت الحسيني تأييد الوزارة للمبادرات التي يقوم بها الشباب لدعم السياحة، مشيرة إلى أن الوزارة تقدم لهم كل التسهيلات، لأن الرسائل التي تأتي من الشعب يكون تأثيرها أقوى من الرسائل الحكومية. وأعربت عن تفاؤلها متوقعة أن يشهد قطاع السياحة تحسنا كبيرا في شهر مايو (أيار) المقبل، متمنية قيام دول أميركا وأستراليا وروسيا برفع الحظر عن السفر لمصر.

ومن جانبها ترى الدكتورة غادة علي حمود، وكيل كلية السياحة والفنادق للدراسات العليا والبحوث، ضرورة تنشيط السياحة الداخلية في الفترة الراهنة لتعويض بعض خسائر قطاع السياحة نتيجة إجلاء السياح من مصر أثناء الثورة، معربة عن سعادتها بقيام الشباب المصري بتنظيم رحلات إلى المقاصد السياحية والأثرية، فهو نوع من تنشيط اللازم للسياحة الداخلية، كما أنها رسالة جميلة للعالم.

وأكدت حمود أن السياحة لن تعود إلى مصر إلا بعد استقرار الأوضاع، وعودة الأمن بشكل كامل، حيث إن السياحة والأمن وجهان لعملة واحدة، مشيرة إلى أن السائح الذي يسافر إلى بلاد غير مستقرة الأوضاع يعرف بالسائح المغامر، ونسبته ليست كبيرة على مستوى العالم، لذا فلتستمر الجهود الرامية إلى إعادة السياح لمصر، ولكن مع إعطاء أولوية كبيرة أيضا لتنشيط وتحفيز السياحة الداخلية.

وعن رؤيتها للفترة المقبلة، قالت وكيل كلية السياحة في مصر: «إنه يجب استغلال هذه الفترة لإعادة هيكلة الخطط السياحية لجذب شريحة جديدة من السائحين، وهي شريحة السائح الغني، فالسياحة الناجحة تقاس بالإيرادات لا بعدد السياح، لذا يجب اختراق أسواق جديدة مثل دول (الكومنولث)، مستغلين التعاطف العالمي والشعبي مع الثورة المصرية».