الإقامة «روم كافالييري».. والوجهة روما.. والنتيجة خلطة سياحية من الطراز الأول

روما كما لو لم تعرفها من قبل

TT

من النادر أن تلتقي بشخص لم يزُر روما من قبل، وإذا التقيت بأحد لم يزُر تلك المدينة الرائعة والثرية بالتاريخ وعبق العظمة قد تكون تلك الوجهة الإيطالية الجميلة على قائمة رحلاته حول العالم، ومن القليل جدا بأن تلتقي بشخص زار روما ولم يقع في حبها وهواها ولم يقُم بزيارتها مرة أخرى، وقد تكون أسطورة نافورة «فونتانا دي تريفي» صحيحة، فبحسب ما يقوله أهالي روما أنه إذا رميت النقود في النافورة المذكورة فلا بد أن تعود إلى روما من جديد، ويبدو أن هذه الأسطورة صدقت معي، ولو أنني توقفت عن رمي النقود في النافورة نظرا للأوضاع الاقتصادية والأزمة المالية في بريطانيا، إلا أنني لا أجد نفسي إلا في أحضان روما، تلك المدينة التي تبادل السائح الحب على طريقتها الخاصة.

وهذه المرة كان عنوان الرحلة «الرفاهية» والترف الفكري والفني الذي بدأ منذ أن وطئت قدمي أرض بهو فندق «روم كافالييري» الرخامية، فعند وصولك إلى الردهة العملاقة يخيل لك أنك في قصر فرساي أو متحف اللوفر، فاللوحات الزيتية العملاقة والجداريات الأثرية تزين المكان، لدرجة أن إحدى اللوحات مصونة بواجهة من الزجاج لحمايتها نظرا لثمنها الباهظ الذي يتعدى الـ10 ملايين يورو، ومن الردهة تبدأ رحلة التمعن في الفن، ففندق «روم كافالييري» وهو مملوك من قبل عائلة من روما، ويقع تحت لواء فنادق «وولدورف استوريا» العالمية، استطاع منذ نحو الـ45 عاما أن يشق لنفسه خطا مختلفا في نمط الإقامة في روما، فهو يقع على هضبة مطلة على مبنى الفاتيكان وروما ويبعد نحو 35 دقيقة من مطار فيوميتشينو الدولي و10 دقائق من وسط المدينة، ويؤمن الفندق خدمة التوصيل إلى الفندق، ومنه إلى وسط المدينة في أوقات محددة، وقد يكون موقعه من أهم مميزاته، ولو أنه ليس في قلب المدينة، فبعد يوم حافل بإثراء الفكر والعين من خلال مشاهدة أروع القصور وأجمل التماثيل وأحلى الأبنية، بعدها يكون قد حان وقت الراحة في أحضان حدائق متوسطية تفوح منها رائحة أشجار الزيتون العتيقة التي تحميها تماثيل الأسود الرومانية.

توجد في الفندق ثروة فنية لا تقدر بثمن، من بينها 3 لوحات أصلية لجيوفاني باتيستا، وتم تصميم الأجنحة بلوحات فنية وقطع فنية ثمينة، بما فيها أرائك كارل لاغرفيلد وأنتيكات تعود إلى القرن الثامن عشر، إضافة إلى لوحات زيتية لكل من الفنان أندي وورهول وروبرت إنديانا، ففي كل زاوية وفي كل ركن لوحة أو تمثال أو قطعة فنية تذكرك بأنك في مهد الحضارة الرومانية وفي كنف روما القديمة.

يضم الفندق 345 غرفة وجناحا، وتتميز كلها بمساحاتها الكبيرة، إذ تعتبر من أكبر الغرف العادية في فنادق أوروبا، وما يميز الفندق أيضا هو وجود 25 جناحا تم تصميم كل منها بشكل مختلف، والقاسم المشترك هو الفن والتحف الفنية والجداريات الأثرية. ومن أهم ما يتمتع به الفندق هو أجنحة «البنتهاوس» و«البلانيتاروم» المميزة والمطلة على روعة روما من خلال شرفات عملاقة.

وتزين الفندق 4 برك سباحة، 3 منها خارجية مع مهبط لطائرات الهليكوبتر، ويوجد به واحد من أهم المراكز الصحية في روما، و6 مطاعم من بينها مطعم «لا بيرغولا» تحت إشراف الطاهي الشهير هينز بيك. ويعتبر «روم كافالييري» الفندق الوحيد في روما الحاصل على 3 نجوم ميشلان للتميز، ولمحبي المأكولات الإيطالية التقليدية في أجواء راقية يقدم مطعم «لوليفيتو» خيارات كثيرة، والأهم من هذا أنه بإمكانك تناول الطعام بمحاذاة بركة السباحة الخارجية المدفأة.

ولتكتمل صورة الرفاهية يقدم الفندق خدمات كثيرة وفريدة مثل تقديم لائحة بالصابون المعطر والوسائد وخدمة جليسات الأطفال وخدمة التوصيل إلى وسط المدينة مجانا، وخدمات لا تحصى لرجال الأعمال، وأكبر قاعة مؤتمرات في فنادق أوروبا من فئة 5 نجوم.

ولأنك في إيطاليا فلا بد أن تتذوق الحياة الإيطالية «لا دولتشي فيتا» بكل تفاصيلها، بدءا من حضور مباراة كرة قدم يمكن حجز المقاعد من خلال عامل الاستعلامات في الفندق، ووصولا إلى اختبار قيادة واحدة من أسرع وأشهر السيارات الإيطالية مثل «لابرغيني» أو «فيراري» أو «مازيراتي»، حيث يقوم الفندق بتنظيم يوم كامل لمحبي السرعة والسيارات لقيادة تلك السيارات، في حين يؤمن الفندق كل الإجراءات القانونية بما فيها بوليصة التأمين. وإذا أردت تجسيد دور المصارع أو الجندي الروماني يمكنك ذلك من خلال تأمين الفندق خدمة المصارعة الرومانية في الحديقة، وبعد أن تضع لباس المحاربين الرومان تكون جاهزا للمعركة.

وبما أننا نتكلم عن التفرد بأفكار جميلة لاكتشاف روما من زوايا جديدة، فلا بد أن تستفيد من تعاون الفندق مع واحدة من أهم شركات السياحة في المدينة تعرف باسم «IF»، ومهمتها تفصيل برامج خاصة بالسياحة في روما بحسب رغبة الزائر، ويقوم صاحب الشركة فيليبو كوسميللي بتصميم رحلات خاصة تناسب الزوار من جميع الأعمار، واللافت هنا هو مقدرة كوسميللي على خرق وكسر القواعد في الكثير من الأماكن بحكم علاقته الوطيدة والمقربة من الارستقراطيين وأصحاب القصور في روما وضواحيها، وفي رحلة صممت خصيصا لنا قمنا بزيارة قصور خاصة غير مفتوحة أمام الشعب، ومنها قصر عائلة كانيللي في روما، ومن خلال باب صغير تدخل إلى مبنى تفاجأ بضخامته وأنت بداخله، وتعبر من غرفة إلى أخرى وتمتع نظرك بأجمل التحف، والأهم من هذا كله أنه بإمكانك التمتع بروعة المكان بعيدا عن زحمة الزوار كما هو الحال في مبنى الكولوسيوم أو غيره من المباني التاريخية الأخرى المفتوحة أمام جميع الزوار. ومن خلال نافذة القصر رأينا سيدة شقراء تلعب مع طفل على سطح المبنى المقابل التابع للقصر، وردا على سؤالنا عن هوية هؤلاء الناس، كان الجواب: «إنها الأميرة كانيللي مع ابنها الصغير»، فعائلة كانيللي الملكية لا تزال مقيمة في القصر ولم تحوله إلى متحف أو مزار، إلا أن علاقة كوسميللي المقربة منها فتحت له الباب على مصراعيه، وهذا من حظ الزوار مثلنا. ومن الأماكن الأخرى التي يمكن أن تراها بواسطة تلك الشركة السياحية قصور خاصة أخرى وكنائس خاصة، كما شرح كوسميللي بأنه من الممكن تصميم برنامج خاص بالأطفال يعرف باسم «حديقة حيوان الأحجار»، يقوم الأطفال فيها بالتفتيش عن تماثيل الحيوانات الكثيرة في المدينة، ومن أكثر البرامج المطلوبة برنامج التعرف على أشباح روما، والتعرف على روما المصرية ورحلة التعرف على فيلات المدينة ورحلة التعرف على تطور الرفاهية والرقي في المدينة. ومن الزيارات التي يطلبها الزوار أيضا زيارة أماكن مشهورة بالرخام، ويقول كوسميللي إن الرخام هو «مفتاح روما»، وهو الدم الذي يجري في عروقها، وهناك إقبال شديد على زيارة أهم الأماكن والتعرف على أنواع الرخام والغرانيت. ومن اللافت أيضا معلومات كوسميللي الواسعة عن تاريخ المدينة القديم والحديث، وإذا كنت تفضل هواية التبضع على الغوص في قلب التاريخ وعرضه، تستطيع بالتنسيق مع شركة «IF» أو الفندق تنظيم رحلة تسوق خاصة بك، تزور فيها أهم أسواق المدينة مثل شارع «فيا ديل كورسو» و«فيا كوندوتي» و«فيا كولا دي رينزو» و«فيا ناتسيونالي».

وإذا رغبت في التعرف إلى روما بنفسك فيمكنك ذلك من خلال المشي انطلاقا من شارع «فيا ديل كورسو» ومرورا بالدرج الإسباني الأشهر «سبانيش ستيبس» ونافورة «فونتانا دي تريفي»، ووصولا إلى مبنى البانثيون الذي يعتبر من أهم المعالم الأثرية السياحية في المدينة، وساحة نافونا، والتقاط الصور أمام مسلتها الشهيرة وتماثيلها الرائعة ونافورتها الضخمة، من دون أن ننسى تناول الآيس كريم في محل قريب من الساحة يبيع أفضل أنواع الآيس كريم.

وبعد المشي يكون قد حان وقت الأكل، وهنا نشدد على أهمية الأكل في المطاعم غير السياحية والأكل في المطاعم التي يقصدها أهل المدينة.

وفي المساء يكون قد حان وقت العشاء، وننصح بزيارة مطعم «مولتو»، الذي يقدم المأكولات الإيطالية التقليدية في قالب حديث، وأجواء المطعم جميلة وراقية، والأهم أن أكثر من 90 في المائة من الزبائن هم من أهالي روما، وهذا دليل على جودة الطعام والأكل فيه، لأن الإيطاليين هم أفضل لجنة تحكيم تعطي رأيها في المأكولات الإيطالية وتحكم عليها بالنجاح أو الفشل.

للمزيد من المعلومات يمكنك زيارة الموقع: www.romecavalieri.com وwww.ifilm.it