كيف تقضي عطلة نهاية أسبوع راقية في واحدة من أعرق المدن الأوروبية؟

عنوان الإقامة: فندق «براونز مايفير».. نشاطات: رحلة في سيارة «ميني».. تسوق: «بوند ستريت» يأتي إليك

ديكورات فنادق «روكو فورتيه» العالمية تعكس نمط كل مدينة والجنسية
TT

عندما تخطط للسفر يجب عليك أن تحدد ما تريده أثناء رحلتك، فإذا كانت الرحلة بداعي العمل، تختار عنوان إقامة قريبا من المكان الذي ستعقد فيه اجتماعاتك ولقاءاتك، أما إذا كان هدف الرحلة الراحة التامة تختار فندقا بعيدا عن صخب المدن يضم مركزا صحيا، وفي حال كان الهدف من رحلتك التعرف إلى المدينة تختار عنوانا في قلب المدينة، وبالأحرى في واحد من شرايينها السياحية.

وإذا كانت سفرتك إلى لندن عاصمة الأناقة والتاريخ والعراقة فلا بد أن تختار عنوان إقامتك بتأن كبير، فالإقامة هي مفتاح النجاح في السفر، وإذا أردت التعرف إلى لندن الراقية فلا بد أن تختار النشاطات التي تتناسب مع رقي تلك المدينة الملكية، وبما أننا نتكلم عن قلب المدينة، فلا بد أن تختار منطقة «مايفير» التي تعتبر من أهم وأفخر عناوين الإقامة فيها، حيث تنتشر فيها وحولها عدة عناوين جميلة للإقامة، إنما إذا أردت عنوانا عريقا ومتجددا في نفس الوقت، فلا بد أن يقع اختيارك على فندق «براونز» في شارع البيرمال في مايفير، فهو يعبق بالتاريخ البريطاني الجميل، عندما تدخل إليه فتتخيل أنك تعيش لحظات مهمة في الحقبة الفيكتورية، عمال استقبال في لباس إنجليزي رسمي مع القبعة التقليدية باستقبالك، وتنبعث من جهة اليمين ضجة وصوت أقداح الشاي وتزين الموائد أطباق الشاي التقليدي، وموقد نار حقيقي في صدر المكان، ونوافذ عملاقة تطل مباشرة على الطريق العام، وإلى الشمال تنبعث رائحة شهية من أطباق مطعم «هيكس» الحائز على 3 جوائز «إي إي روزيت» التي تمنح فقط للمطاعم غير العادية والمتفوقة من حيث تقديم الأطباق التقليدية بأساليب فريدة ومكونات طازجة، ومباشرة من المدخل الرئيسي وفي الجهة المقابلة تجد مكتب الاستقبال الذي تضيئه الإنارة الطبيعية الآتية من الخارج عن طريق سقف زجاجي عملاق. أرضية الفندق قديمة والأثاث من الأنتيكة الإنجليزية التي لا تجدها إلا في المزادات العالمية، مثل «ساذبيز» أو «بونهام» و«كريستيز»، ولكن، وفي نفس الوقت، لم تؤثر عمليات التجديد التي خضع لها الفندق عام 2005، وبلغت كلفتها 24 مليون جنيه إسترليني، على الروعة الحقيقية للفندق المؤلف من 3 مبان كانت قبل عام 1837 بيوتا خاصة، إلى أن قام جيمس براون وزوجته سارة بضم تلك البيوت إلى رقم 23 دوفر ستريت، وكانت نتيجة هذا الزواج ولادة فندق «براونز» الذي ينظر إليه كونه واحدا من أهم وأعرق عناوين الإقامة في لندن.

وفي عام 1859 انتقلت ملكية الفندق من جيمس براون إلى رجل الأعمال جيمس فورد.

وشهد فندق «براونز» الكثير من اللحظات التاريخية، واستقبل عدة شخصيات تاريخية لا يمكن أن يتجاهلها أي إنسان، ففيه أقام ألكسندر غراهام بيل عندما زار لندن لإخبار الحكومة البريطانية باختراعه للهاتف، وقام بيل بأول اتصال من الفندق إلى جيمس فورد من خلال تلغراف تم وضعه ما بين الفندق ومنزل فورد في رافينزكورت بارك.

وفي عام 1871 وبعد الحرب الفرنسية – البروسية، أقامت الإمبراطورة أوجيني بعد هربها من فرنسا في فندق «براونز»، وتولى إدارة الفندق منذ عام 1882 هنري ابن جيمس فورد لمدة 46 عاما، الذي وضع توقيعه الخاص على مبنى الفندق من خلال حاويات الزهور التي تزين النوافذ، وهي لا تزال إلى اليوم في نفس المكان كعربون تقدير له.

وفي عام 1885، وصفت إحدى المطبوعات المحلية فندق «براونز» بأنه أول من قدم الحمامات الثابتة، واستضاف «براونز» شخصيات سياسية معروفة، مثل ثيودور روزيفلت، ولا تزال وثيقة زواجه من اديث كيرمت معلقة على أحد جدران الفندق. وعلى الرغم من انتقال ملكية الفندق إلى عدة جهات، قبل أن يصبح بعهدة السير الإيطالي، روكو فورتيه، في عام 2003، حافظ «براونز» على أصالته وتاريخه وشكله، فمن الممكن أن تغير أي شيء في أي مبنى، إلا أن الشيء الوحيد الذي لا تستطيع تغييره هو الموقع، ولا يضاهي «براونز» أي عنوان آخر في مايفير من حيث استراتيجية الموقع، فهو على مسافة قريبة جدا من قلب لندن النابض، منطقة البيكاديللي، وعلى مقربة أيضا من أرقى شوارع التسوق، مثل شارع بوند ستريت، وبالقرب من شارع بارك لاين، ومنطقة سانت جيمس، وقصر باكنغهام، وكلارينس هاوس، والريتز، فموقعه أكثر من رائع وفرصة للتعرف على أزقة لندن وخفاياها سيرا على الأقدام.

شركة «روكو فورتيه»، التي تأسست عام 1996 تضم أكثر من 13 فندقا حول العالم تتمتع جميعها بمواقع استراتيجية جدا، ويختلف كل فندق عن الآخر بديكوره الذي يتم اختياره بحسب الموقع والجنسية.

ومن فنادق «روكو فورتيه» العالمية فندق روسيا في روما وفندق «سافوي» في فلورنسا، و«بالمورال» في أدنبرة وأبوظبي وجدة، وقريبا في مراكش وفي الأقصر بمصر.

المميز في مجموعة «روكو فورتيه» هو تقديم مصممة الديكور، شقيقة صاحب الفنادق اولغا بوليتزيه نمطا مختلفا وفريدا في كل عنوان، ففي «براونز» مثلا حافظت على النمط الإنجليزي وعلى الجو العام الذي تجده في القصور الإنجليزية، مع إضافة نفحة إيطالية من الرقي التي تتزاوج بشكل جذاب.

اللافت في الغرف والأجنحة هو التركيز على وجود المكتبات الصغيرة المليئة بالكتب المهمة، من بينها كتاب «الأدغال» لرديارد كيبلينغ، الذي قام بكتابته خلال إقامته في الفندق، ويطلق اليوم على الجناح الذي سكن فيه اسم «جناح كيبلينغ».

المنافسة في عالم الفنادق شرسة جدا، فالديكور الجميل واللمسات العصرية ليست الطريق الوحيد لنجاح الفندق، إنما الخدمة المميزة، والانطباع الذي يتركه الفندق في ذهن الزائر هو النجاح الأهم الذي يشجع الزبون للعودة والإقامة من جديد، وهذا ما يبدع فيه «براونز»، ففيه تشعر بنوع من السخاء، إن كان من ناحية اللفتات الصغيرة من الصحيفة المجانية صباحا إلى خدمة النادل أو «الباتلر» الذي يتولى توضيب الأمتعة وترتيبها في مكانها المخصص، أو حتى القهوة في الغرفة في الصباح، والهدية التي تقدم للزائر كل يوم من شمعة معطرة أو زيت معطر، وهناك قصة شهيرة عن أحد الزبائن الذي سأله أحدهم: في أي فندق تنزل في لندن؟ فأجاب: أنا لا أنزل في فندق بل أنزل في «براونز»، وهذا يثبت أن هناك رابطا مهما يجمع ما بين الزبون والإدارة والموظفين.

من الخدمات المميزة التي يقدمها «براونز» مستغلا موقعه وخبرة عمال الكونسييرج لديه، خدمة التسوق، ففي «براونز» إذا أردت، فسوف يكون بإمكانك الاستغناء عن الذهاب إلى المحلات، فهناك عقد تفاهم ما بين الفندق وبعض من أهم الماركات العالمية والمتاجر الراقية القريبة، فيكفي أن تطلب حتى تأتيك البضائع إلى غرفتك لتختار ما تشاء، كما بإمكان الفندق تأمين المواعيد للحصول على مقاساتك لتأمين البدلات الرسمية والقمصان التي يقوم بخياطتها الخياط الخاص بمحلات «باربور» و«غيفز إند سكينر»، ويمكن أيضا التمتع بمحلات «غراف» و«أسبري» و«سميثون» وأنت في الفندق، كما باستطاعة الفندق وضع برامج خاصة بكل ضيف للتعرف إلى لندن بالطريقة التي تناسبه.

* من الزيارات المهمة - زيارة القاعة العامة في قصر باكنغهام، التي فتحت أبوابها في 25 يوليو (تموز) الماضي، ويعرض فيها حاليا فستان زفاف دوقة كمبردج، كيت ميدلتون، زوجة الأمير ويليام. سعر التذكرة: 26 جنيها إسترلينيا.

- رحلات استكشافية في سيارات «ميني كوبر» قديمة مع سائق يقوم بدور الدليل السياحي ويأخذك في رحلات في لندن، تتراوح ما بين 30 دقيقة و3 ساعات، ومن الممكن أيضا ترتيب زيارات خاصة في الريف الإنجليزي. www.smallcargigcity.com - المعرض الصيفي في الأكاديمية الملكية، وهذه زيارة مهمة تشد المهتمين بالفنون التي تعرض لفترة قصيرة في موسم الصيف www.royalacademy.org.uk/exhibition/summer - exhibition - 2011.

- سوق بورتوبيللو، في كل سبت تجد الباعة في الطرقات يعرضون بضائعهم من أنتيكات إلى بضائع عصرية في أجواء تذكرك بفيلم «نوتينغ هيل غايت» للممثلة جوليا روبرتس والممثل البريطاني هيو غرانت، فبورتوبيللو رود من أقدم الأسواق الشعبية المفتوحة في لندن التي يقصدها البوهيميون والفنانون والباحثون عن القطع الفريدة.

- تناول الشاي أو الكابوتشينو المميزة في محلات «فورتنوم إند مايسون» المشهورة بتقديم كل ما هو إنجليزي وتقليدي بطريقة راقية، ويشتهر أيضا بتقديم الشاي بعد الظهر على أنغام البيانو www.fortnumandmason.com.

- تناول شاي بعد الظهر في غرفة الشاي في فندق «براونز»، يشار إلى أن الفندق حاز على جائزة أفضل شاي بعد الظهر في عام 2009 وفي عام 2010 و2008 و2007 حاز على «جائزة التفوق» من قبل نقابة تقليد الشاي الإنجليزي. الحجز ضروري.

- في المساء، لا بد من تناول العشاء في مطعم «هيكس» Hix الذي يترأسه الطاهي ماركس فيربيرن، ويشرف عليه مارك هيكس، الحائز على عدة جوائز للتميز في عالم الطعام والمطاعم.

- سبا «براونز» يقدم الكثير من العلاجات للوجه والجسم، ومن أشهرها علاج «بون فواياج»، وهو عبارة عن باقة من العلاجات مدتها 150 دقيقة مقابل 160 جنيها إسترلينيا.

- يقدم فندق «براونز» عرضا خاصا من وحي الزفاف الملكي لابن ولي العهد البريطاني، تحت اسم «الصيف في المدينة الملكية»، وهو عبارة عن هندسة برنامج خاص للزائر عنوانه الملكية والرقي، ويضع تفاصيل البرنامج رئيس «الكونسييرج» في الفندق، سايمون توماس، ويبدأ البرنامج من استقبالك في المطار بسيارة «ليموزين»، وصولا إلى ترتيب زيارة خاصة في محلات مجوهرات «أسبري» للاطلاع على آخر التصميمات، والنزول في واحد من أهم الأجنحة المتوفرة في الفندق. تبدأ الأسعار من 850 جنيها إسترلينيا، العرض سار إلى 5 سبتمبر (أيلول) 2011.

للمزيد من المعلومات: [email protected].