سياحة ثقافية في 7 مدن أوروبية

المكتبات الكبرى تتحول إلى وجهات سياحية ممتازة

TT

تعد المدن الأوروبية وجهة يجد الكثيرون فيها أنفسهم يسيرون في طرق مألوفة مع مجموعات من السياح مثلنا. يمكن أن نجلس في مقهى أو في حديقة لأحد المتاحف المكتظة بالسياح أمثالنا للاستراحة. لكن يمكنك الاستمتاع بالراحة في المكتبات المنتشرة في المدن التي كثيرا ما يتجاهلها الزوار. وفي ما يلي بعض من المكتبات المفضلة لي:

أمستردام

* المكتبة المركزية حي أوستيردوكس آيلاند

* يقف هذا المبنى المكون من 10 طوابق شامخا كمساحة للتنوير والفكر، وقد تم الانتهاء من بنائه عام 2007، ويعد بمثابة جوهرة جديدة في تاج المكتبات العامة الهولندية. تدعم هذه المكتبة إعادة إحياء منطقة الميناء التاريخية حيث تبعد 5 دقائق عن محطة القطار المركزية. وتعد المكتبة مكانا مناسبا للأسر، حيث تحيط بها مناطق مخصصة للأطفال، مما يجعلها مكانا رائعا لقضاء بضع ساعات في يوم ممطر. هناك عدة أماكن للقراءة بالنسبة للبالغين ومعارض فنية وللصور الفوتوغرافية. بالنسبة للأطفال فهناك مكان للقراءة به مكتبات دائرية من مستويين وكراسي ذات حشوات مريحة.وعندما يستبد بك الجوع، يمكنك التوجه إلى الطابق العلوي حيث توجد كافيتريا تقدم أنواعا مختلفة من السلاطة والشطائر ووجبات الطعام الساخنة التي يمكنك تناولها بينما تتمتع بمنظر نادر للمدينة. كذلك هناك مقهى ذو شرفة بعد المدخل الرئيسي للمكتبة. ويقدم المقهى قهوة أو بيتزا. قد تكون هذه المكتبة هي الوحيدة في العالم التي بها ساحات انتظار تتسع لـ200 دراجة.

الدخول مجانا.

دبلن

* مكتبة آيرلندا الوطنية 2 شارع كيلدر

* قد تكون مكتبة ترينتي كوليدج من أشهر المكتبات في آيرلندا، وتعد مكتبة آيرلندا الوطنية أقل شهرة، وتقع بالقرب من وسط المدينة، وتمثل نموذجا مختلطا للعمارة وتاريخ الأدب الآيرلندي. وأنشئت المكتبة عام 1877، ويرتبط تاريخها بأسماء بعض العظماء. كان ريتشارد أيرفين بيست، أول طالب سلطي في المكتبة عام 1904 وأصبح مديرها عام 1924. وقد تناول جيمس جويس شخصيته في روايته «الإلياذة».ويليام باتلر ييتس، التي شهد هذا المكان أعماله وحياته، هو ما يضفي ميزة فريدة على المكتبة. وتبرعت جورجي، أرملة ييتس، بأوراقه للمكتبة عقب وفاته عام 1939 وكان لابنه مايكل وابنته آن إسهامات في المكتبة في ما بعد. سيستمر معرض ييتس، الذي افتتح عام 2006، لعام آخر على الأقل في القاعات الملحقة بالمكتبة. يمكن لزوار المكتبة الاسترخاء والاستماع إلى عدد من قصائد ييتس التي يقرأها ممثلون مشهورون وكتاب وربما ييتس نفسه الذي كان يلقي الشعر بنغمات موسيقية متفردة في غرابتها. يمكن للمرء مشاهدة أفلام قصيرة عن حياة ييتس وجهوده السياسية وعلاقاته العاطفية واهتمامه بالسحر والتنجيم. وتزين أرضية قاعة القراءة الأساسية في المكتبة التي تم الانتهاء من تشييدها عام 1900 بقطع من الفسيفساء في المدخل الذي عليه صورة لبومة وكلمة «الحكمة» باللغة اللاتينية مما يجعل المكتبة مركزا للتعلم.

رغم أنه يحظر على زوار قاعة القراءة ذات السقف الذي على هيئة قبة إزعاج القراء، يمكنهم مشاهدة القاعة من الداخل، ففي مساء كل يوم سبت يتم عمل جولة تاريخية تراثية في المكتبة وتشمل قاعة القراءة.

الدخول مجانا.

باريس

* مكتبة فرنسا القومية 58 شارع ريو ريشيليو

* إذا أردت أن تحظى باستراحة من التجول لأيام في متحف اللوفر والتسوق في شارع فوبور سانت أونوريه، يمكنك التوجه إلى مكتبة فرنسا القومية التي لا تبعد كثيرا عن هذه المنطقة. وقد تم إنشاء هذه المكتبة في أيام ازدهار الأسرة المالكة عام 1368. وبدأت بمخطوطات لتشارلز الخامس. لكن منذ عام 1537، بات من اللازم طبقا للقانون أن تحتوي المكتبة على نسخة من كل كتاب يطبع في فرنسا.

ويعني هذا وجود عدد من فروع العلم والمعرفة، لكن المكان الذي يجذب السياح هو شارع ريو ريشيليو. هناك حديقة صغيرة، حيث قاعة القراءة الدائرية ليست مفتوحة للعامة، لكن للمكتبة المتحف الخاص بها وهو غرفة الميداليات التي تحتوي على تحف وعملات وجواهر كانت ملكا للأسرة المالكة قبل قيام الثورة الفرنسية، حيث أصبحت ملكا للدولة.

الدخول مجانا باريس

* متحف الخطابات والمخطوطات 222 شارع بوليفارد سانت جيرمين

* رغم أنه ليس مكتبة بالمعنى التقني للكلمة، هذا المتحف الذي لا يتمتع بشهرة كبيرة مخصص لمحبي الكلمات والتاريخ حتى ممن لا يتحدثون اللغة الفرنسية. ويضم وثائق تاريخية بكل اللغات. ونظرا لعدم وجود رابط بين المجموعة المعروضة، سيستمتع الزوار بالاطلاع على أوراق من قادة العالم عبر التاريخ.

وقد اطلع أحد الزوار مؤخرا على مخطوطة تعود لعام 1789 لخطاب الملك لويس السادس عشر أمام الجمعية الوطنية الذي حاول الملك المهزوم فيه تبرير أفعاله. وجاء في الخطاب: «أيها السادة.. أعتقد أنني قمت بكل ما في وسعي من أجل شعبي». وبالقرب منه توجد وثيقة تحمل توقيع الجنرال دوايت أيزنهاور في السابع من مايو (أيار) عام 1945 من مقر قيادة قوات الحلفاء قال فيها إن المهمة «أنجزت». وتم إرسال الوثيقة بعد ساعة من استسلام ألمانيا النازية الساعة 2:41 صباحا. لكن ليست كل الأوراق مليئة بالدراما التاريخية، حيث يوجد خطاب من كاثرين، إمبراطورة روسيا، إلى فرديناند الأول، ملك الصقليتين، يتناول موضوع الزواج المؤجل لحفيدها قنسطنطين بافلوفيتش بآنا فيدوروفنا، أميرة ساكس كوبرغ سالفيلد.

بحسب الإشارات المرفقة، هذا الخطاب كان طريقة للحفاظ على العلاقات بين الحلفاء السياسيين والأسر المالكة. بعد زيارة إلى المتحف، يمكنك السير إلى نهاية شارع بوليفارد سانت جيرمين لتناول القهوة في «لي دو ماغو».

الدخول: 7 يورو أو 9.8 دولار (سعر صرف الدولار 1.39 يورو)، الأطفال تحت 12 سنة مجانا.

براغ

* دير ومكتبة ستراهوف 1 ستراهوف بادفيرو

* حتى تتمتع بمنظر بانورامي لبراغ، عليك الصعود إلى دير ومكتبة ستراهوف بعيدا عن وسط المدينة. تتمتع المكتبة التي بنيت منذ 900 عام، بحسب القانون الديني، بتاريخ طويل شهدت خلاله مخاطر كثيرة، حيث صمدت أمام محاول جوزيف الثاني لهدم الأديرة نظرا لقيمتها البحثية للدولة. بعد نحو قرنين، تحولت إلى متحف في ظل سطوة الشيوعيين. من حسن الحظ أنه تم إعادة افتتاح الدير، الذي كان يضم اثنين من أعظم المكتبات في أوروبا الشرقية، عام 1989 بعد سقوط النظام الشيوعي. وتضم قاعة الفلسفة، التي أنشئت لتكون مكانا لبعض كتب الدير التي لم تصمد أمام مراسيم الملك جوزيف الثاني، مكتبات من خشب الجوز تصل إلى سقف مزين بالجص. وتدور المواضيع التي تتناولها اللوحات حول «التقدم الإنسان الفكري» والعلم والدين اللذين شهدا تطورا كبيرا على مر القرون. وتوجد على مقربة منها قاعة اللاهوت التي تضم مجموعة من مجسمات للكرة الأرضية تصطف على جانبي الرواق، بالإضافة إلى مجموعة الكتب.

الدير اليوم غير متاح للعامة، لكن قاعات المكتبة مفتوحة للجميع، وهو ما يعد تغيرا كبيرا بالنظر إلى العصور التي لم يكن يسمح فيها للمرأة بالدخول.

رسم الدخول: 80 كرونا تشيكي أو 4.75 دولار (سعر صرف الدولار 16.80 كرونا) صقلية

* أرشيف الهنود العام 3 شارع أفينيدا دي لا كونستيتفيون

* أفضل مكتبة للمفتونين بتاريخ اكتشاف الأميركتين، هي المكتبة التي تستحضر أسرار الاكتشافات الجغرافية التي اندفع خلالها الآلاف نحو البحث عن أرض وثروات جديدة. في وسط صقلية بالقرب من قصر ألكازار وكاتدرائية صقلية التي تضم قبر كريستوفر كولومبوس، يقع مبنى المكتبة المهيب الذي كان مكانا للتجارة في الماضي قبل أن ينضم إلى قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي. وأنشئت المكتبة في نهاية القرن الثامن عشر عندما جمع الملك تشارلز الثالث كل الوثائق الإسبانية التي تتعلق بالهنود في المكتبة التي تضم حاليا أكثر من 80 مليون صفحة و43.000 مجلد، فضلا عن رسوم وخطابات من كريستوفر كولومبوس وهرنان كورتيز وآخرين. من بين مقتنيات المكتبة كتابات وخرائط ومخططات لكولومبوس خاصة بمستعمرات أميركية وختم للبابا ألكسندر السادس الذي قسّم العالم بين البرتغال وإسبانيا. لا يمكن للزائر العادي الاطلاع على الكتب، لكن يمكن لأي شخص التجول في المكتبة.

الدخول: مجانا.

فيينا

* مكتبة النمسا العامة 1 ميدان جوزيف بلاتز

* في قلب فيينا بالقرب من متحف الألبرتينا وأكاديمية القيادة الإسبانية، تقع مكتبة النمسا العامة التي تعد واحدة من إنجازات حكم أسرة هابسبورغ. وأسقف المكتبة مزينة بالجص والتماثيل المصنوعة من الرخام والمكتبات المزخرفة. رغم أنك لن تود اصطحاب معك طفل يبلغ من العمر 4 أعوام، فهي رحلة عودة إلى مجد حكم أسرة هابسبورغ الذين كانوا شغوفين بجمع الكتب والمخطوطات.

كان ألبرت الثالث، الذي توفي في نهاية القرن الرابع عشر، من عاشقي الكتب حيث جمع مئات المخطوطات التنويرية. وأضاف أباطرة آخرون إسهاماتهم إلى هذه المجموعة، لكن شُيد المبنى المهيب للمكتبة الذي يبلغ ارتفاعه 255 قدما إبان حكم تشارلز السادس وتم الانتهاء من بنائه عام 1726.

وأصدر الإمبراطور مرسوما بفتح المكتبة للعامة ومن بينهم الجهلة والحمقى، وهو ما كان يعد إجراء غير عادي آنذاك. وقدم عدد من الوجهاء هدايا ثمينة قيمة للأسرة أصبحت في ما بعد جزءا من المجموعة. وتضم مجموعة المباني التي يتكون منها المتحف منزلا منفصلا لعدد كبير من النصوص المكتوبة على ورق البردي والبرشمان وأنواع أخرى، وكان الجزء الأكبر منها هدية من الأرشدوق رينير إلى الإمبراطور فرانز جوزيف الأول عام 1889.

رسم الدخول: 7 يوروات للفرد و12.50 يورو للأسر.

* خدمة «نيويورك تايمز»