دلل نفسك واشعر بالأهمية في سينما «الشخصيات المهمة»

«ويستفيلد» في لندن ينفرد بأكبر صالات مجهزة بأرائك وطاولات وخدمة خاصة

جميع صالات السينما في «فيو ويستفيلد» مجهزة بنظام ثلاثي الأبعاد
TT

إذا كنت موجودا في لندن، وكنت من هواة مشاهدة أحدث الأفلام السينمائية ومن رواد دور السينما، فما عليك إلا التوجه إلى مركز ويستفيلد التجاري بفرعيه، الأول في منطقة وايت سيتي والثاني وهو الأجدد في منطقة ستراتفورد في شرق لندن.

فمن المؤكد أنك سمعت بأن ويستفيلد بفرعيه هو أكبر مركز تجاري (مول) في أوروبا، ولا يقتصر كبر المركز التجاري على مساحته العملاقة التي تزيد على 1.9 مليون قدم مربع ووجود المحلات التجارية التي يتوجب عليك أن تقضي أكثر من يومين لزيارتها بالكامل، بل ينفرد المركز أيضا بوجود 14 قاعة سينما هي الأكبر في المملكة المتحدة، فبعد يوم من التبضع المتواصل وزيارة واحد من المطاعم الشهيرة في لندن الموجودة في المركز، يكون قد حل الظلام، وبالتالي يكون قد دب التعب في ساقيك من المشي الشاق، حينها قد تكون فكرة زيارة إحدى قاعات السينما في المركز هي الأفضل، وهنا لا نتكلم عن قاعات سينما عادية تنبعث منها رائحة «الفشار»، ويتهافت فيها الناس على شباك التذاكر في طوابير لا تنتهي، لكننا نتكلم عن قاعة سينما من الطراز الأول أطلق عليها اسم «في آي بي سينما»، أي سينما لكبار الشخصيات، فتخصص بعض من القاعات الـ14 الأفلام المطروحة حديثا، وهي مجهزة بالكامل بالنظام الرقمي وتعرض فيها الأفلام بالطريقة الثلاثية الأبعاد.. وعندما تصل إليها من خلال المداخل المخصصة لها تتخيل نفسك أنك في صالون إحدى أكبر شركات الطيران في أرقى مطارات العالم، فلا حاجة للانتظار إذ يمكنك شراء التذاكر من ماكينات مخصصة لذلك أو عن طريق عامل يلبي الزبائن بشكل سريع لتفادي الانتظار، وبعدها يطالعك منظر البار الطويل المجهز بالمشروبات الساخنة والباردة، وصالون مجهز بأرائك من الجلد الأحمر في ديكور جميل ومعاصر، تنتظر عليها إلى حين أن يعلمك أحدهم بموعد بدء الفيلم، وأثناء هذا الوقت تكون قد اخترت شرابك وأكلك من لائحة وضعت على الطاولة أمامك، وبعد طلب ما تشاؤه من شراب و«فشار» ومأكولات خفيفة يمكنك أن تطلب من أحد الموظفين أخذها إلى مقعدك داخل السينما.

عندما تدخل السينما سوف تشعر وكأنك تدخل مسرحا واسعا وأنت البطل على منصته، فالكل هناك في خدمتك، تجلس في مقاعد واسعة جدا وقابلة للانحناء والتحكم بوضعيتها وبجانبك طاولات مجهزة بإنارة خافتة تضع عليها حاجياتك، وإذا أردت أي مساعدة إضافية قبل بدء الفيلم فما عليك إلا طلبها من أحد الموظفين حتى تكتمل صورة السينما المخصصة للأشخاص المهمين.

قد يظن البعض أن مشاهدة الفيلم هي نفسها إن كنت جالسا في المقعد الأول من القاعة أو آخر مقعد فيها، أو إذا كنت جالسا على كرسي يكسوه القماش أو الجلد، لكن والحق يقال، عندما تخوض هذه التجربة سوف تشعر بأهمية الراحة التي تقدمها تلك القاعات المميزة والفريدة، شرط أن تصل في وقت مبكر للاستفادة من كل المميزات التي تقدمها لك هذه التجربة.

في بعض قاعات السينما الموجودة في بريطانيا انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تخصيص صفين من المقاعد في وسط كل قاعة ثمن تذاكرها أغلى بنحو 3 جنيهات عن أسعار المقاعد العادية، يكون قياسها أكبر ومصنوعة من الجلد، وتخصص مساحة واسعة لمد الساقين، إلا أن التجربة تبقى بعيدة عن تجربة مشاهدة السينما في قاعة سينما «فيو» في ويستفيلد التي كلفت ملايين الجنيهات الإسترلينية، وهي مزودة بأحدث العاكسات الضوئية وأجهزة بث الصوت، وتعتمد أحدث ما آلت إليه التكنولوجيا، مما يساعد على مشاهدة الأفلام بمستوى عال جدا من حيث نوعية الصورة والصوت. وتتميز شاشات السينما في «فيو ويستفيلد» التي تعرف باسم «ذا سين» بحجمها العملاق الذي يغطي المساحة بالكامل من الأرض إلى السقف، ومن بين القاعات الـ14 هناك 5 منها مخصصة لعرض الأفلام على الطريقة الثلاثية الأبعاد، وتتسع في مجملها لـ3 آلاف مقعد واسع ومريح.

ومنذ افتتاح ويستفيلد منذ نحو السنتين في لندن وافتتاح سينما «فيو» و«فيو إكستريم» تغير مفهوم السينما من مجرد مشاهدة فيلم وأكل «فشار» إلى وجهة سياحية يقصدها السياح أثناء زيارتهم لندن للقيام بتجربة فريدة بالفعل ولا يمكن أن تحصل عليها في أي مكان آخر.

ويضم «ويستفيلد» كل الخدمات والرفاهية والراحة للزائر من خدمة الكونسيرج إلى خدمة إيقاف السيارات «فاليه باركينغ» إلى الفنادق وتأمين سيارات الأجرة، فقد تم وضع الحلول والأجوبة للكثير من الأسئلة التي تخطر ببال المتسوق أو الزائر، فعلى سبيل المثال إذا أردت التبضع وبعدها مشاهدة فيلم في السينما ولم تكن تملك سيارة، يمكنك وضع حاجياتك مع أحد عمال الكونسيرج، وبالتالي يمكن التنسيق معهم لإرسال بضاعتك إلى العنوان الذي تريده في لندن.

وبما أننا نتكلم عن الراحة والتجربة الفريدة في السينما الـ«في آي بي» فلا يسمح بدخولها إلا للذين تزيد أعمارهم على 18 سنة.

ويقول تيم ريتشاردز، الرئيس التنفيذي في شركة «فيو إنترتاينمنت» المالكة لسينما «فيو»، إن ويستفيلد يقدم فرصة فريدة لإظهار أحدث التكنولوجيا وجعل تجربة مشاهدة الأفلام في قاعة السينما تجربة فريدة ومثيرة جدا، وعبر عن سعادته لافتتاح فرع «ويستفيلد» الجديد منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي قائلا إنه من المذهل أن ترى مركزا تجاريا يستقطب أكثر من 23 مليون زائر في العام الواحد. وتابع ريتشاردز بأن «فيو» سعت إلى «تقديم شيء مختلف لكل زائر، فترى الصالات العادية التي تناسب الصغار، وترى صالات أخرى مجهزة بأحدث التقنيات وبالمواصفات التي ذكرناها آنفا لإرضاء كل الفئات والشرائح من محبي مشاهدة الأفلام الحديثة بأسعار مدروسة».

يشار إلى أن عام 2009 سجل رقما قياسيا في عالم السينما من حيث الإيرادات التي تخطت المليار جنيه إسترليني، وتتطلع إدارة ويستفيلد إلى كسر رقمها القياسي الذي سجلته من قبل بعد افتتاح «ويستفيلد ستراتفورد» في المدينة الأولمبية في شرق لندن. ومن المنتظر تخصيص عروض أفلام خاصة بالموسيقى والرياضة لتتناسب مع روح الألعاب الأولمبية التي تنتظرها لندن العام المقبل بفارغ الصبر.

وقال مايكل غوتمان، المدير التنفيذي في ويستفيلد (بريطانيا وأوروبا)، إن عالم السينما في نمو متسارع على الرغم من الأزمة المالية التي لا تزال تلقي بظلالها على أوروبا وباقي بقاع العالم، وعبر عن سعادته لافتتاح الصالات الجديدة في «ويستفيلد ستراتفورد» قائلا إن التكنولوجيا والصورة الثلاثية الأبعاد لعبت دورا بارزا في تعزيز مكانة السينما.

وقد يكون كلام غوتمان صحيحا خاصة أن بريق السينما كان قد خفت في فترة من الفترات الماضية، ولكن سرعان ما عادت السينما إلى الساحة من جديد بعد أن زادت أسعار سبل التسلية الأخرى وزيارة المطاعم، لتصبح السينما من جديد السبيل الأفضل للترفيه بأسعار مقبولة جدا لجميع أفراد العائلة.

تجدر الإشارة إلى أن شركة «سوني» تقوم بتجهيز مكبرات الصوت وعاكسات الضوء الرقمية الحديثة في صالات «فيو»، ويبلغ عرض كل شاشة سينما 20 مترا، وبطول 10 أمتار، لتصبح بتلك القياسات العملاقة أكبر من مجموع حجم 4 حافلات نقل لندنية مؤلف كل منها من طبقتين. وبما أن جميع الصالات مجهزة بأنظمة بث ثنائية وثلاثية الأبعاد فهذا من شأنه أن يقدم أفضل نوعية أفلام للمشاهد لأي نوع من الأفلام، سواء كانت أفلام حركة أو أفلاما موسيقية أو حتى أفلاما تتخللها الرياضة.

للمزيد من المعلومات: «www.myvue.com/westfield»