أكياس نوم بالية وأصوات شخير مرتفعة قادمة من الخيمة المجاورة.. مشهد لا يروق للكثيرين الذين يسعدهم أن تكون لديهم الإمكانيات المادية للتخلص منه وقضاء إجازة سعيدة في فندق، بدلا من هذا النوع من التخييم، حتى وإن كانوا يقرون في الوقت ذاته بافتقاد شيء ما عند إقامتهم في الفنادق، وهو الالتحاف بضوء النجوم المتلألئة في الفضاء الفسيح والنوم في أحضان الطبيعة.
فالاتجاه الجديد في عالم التخييم والمنازل المتنقلة يبين أن الكثيرين ينتابهم هذا الشعور. إنه ما يعرف بالتخييم الفاخر أو الإقامة في خيام مجهزة بها لمسة من الرفاهية والفخامة. لقد ظل هذا الاتجاه كالجنين بانتظار الخروج لنور الدنيا منذ فترة، وها هو ذا قد بات وليدا يخطو أولى خطواته.
ويمثل الاهتمام بالجانب البيئي أحد الأسباب التي أدت إلى تنامي هذا الاتجاه، فالمصطافون وأمثالهم من الباحثين عن قضاء إجازات سعيدة بعيدا عن صخب الحياة وإن كانوا يبحثون بالأساس عن الراحة والرفاهية خلال فترات إجازاتهم أصبحوا يفكرون أيضا في التكلفة البيئية لإجازاتهم ذات الـ5 النجوم بما في ذلك السفر جوا لمسافات طويلة.
بالطبع لا يرهق من يقومون برحلات التخييم الفاخر هذه أنفسهم في نصب الخيام التي سيقيمون فيها، كما أنه لا يتم تركهم لسحب حقائبهم وأمتعتهم إلى تلك الخيام بمفردهم وسط البراري. وهم أيضا يفضلون أن يقضوا ليلتهم على فراش وثير، بدلا من قضائها على حصيرة رقيقة. لذا، فقد استجاب مقدمو هذه الخدمة لتلك المطالب.
كان أول ظهور لهذا النوع من التخييم في الولايات المتحدة وبريطانيا. لكن معارض التخييم الفاخر أصبحت منتشرة حاليا في أماكن الترويج السياحية، كما في هولندا، حيث تكتسب رحلات التخييم تلك شعبية كبيرة بين الأثرياء هناك منذ زمن.
ويميل من يقضون عطلاتهم في الخيام الفاخرة تلك إلى تفضيل البلدان التي تتميز بالطبيعة البكر الغناء وبالطبع الطقس الجيد. وأصبحت فرنسا أحد المقاصد نظرا لتوافر الكثير من الأماكن التي يمكن أن ينعم بها الساعون إلى التخييم الفاخر في مقاطعة لانجيدوك المشمسة وفي دوردون وفي الأماكن الرومانسية المفتوحة في المنطقة المركزية «ماسيف سنترال».
هنا يتم حجز الخيام، سواء كانت الخيام الهندية التقليدية «التيبي» أو الخيام البدوية الكبيرة أو الخيام التي تعود إلى القرون الوسطى أو الخيام المنغولية دائرية الشكل قبل قضاء الإجازة بمدة.
وفي دامه في ألمانيا على ساحل البلطيق، يوجد مخيم على طراز فيلم «أوت أوف أفريكا» أو «خارج أفريقيا» للممثلة الأميركية ميريل ستريب. تكون تلك الخيام الدائمة ضخمة ومزودة بفراش ذي أربعة أعمدة وحوض استحمام وأثاث باللون الأصفر الرملي.
أيضا يمكن قضاء الإجازة في غرفة على شكل عربة مقطورة (كارافان) مطلية بألوان زاهية ومزودة بسقيفة زجاجية يمكن للزائرين أن يروا السماء في الليل من خلاله. وقد قامت إحدى الشركات بالفعل ببناء أكثر من 60 موقعا مثل هذا في فرنسا وحدها. وبالإضافة إلى ذلك توجد أيضا المنازل الفخمة المتنقلة وهي مكلفة للغاية.