فندق ريجنسي.. زهرة في حديقة القمر

تونس تستقبل سياح ما بعد الثورة

مدخل فندق ريجنسي
TT

يتربع فندق ريجنسي على مساحة خضراء من المنطقة الراقية في قمرت، أو القمر كما يحلو للبعض تسميتها، وهي تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، بين سلسلة فنادق المرسى ورواد. وتضم قمرت الكثير من النزل إلى جانب إطلالتها على البحر، وقربها من العاصمة ومن مطار تونس قرطاج، واحتواء المنطقة على غابة سامقة وكنوز أثرية كبيرة.

وبقمرت 26 فندقا تتسع لأكثر من 7 آلاف سرير، ويعمل في هذه الفنادق 2500 موظف يسهرون على راحة السياح إضافة لـ8 آلاف موظف آخرين في أوقات الضرورة، إذ يتجاوز عدد الليالي التي تقضى في تلك النزل الـ400 ألف ليلة. وهناك مشاريع سياحية كثيرة منها مشروع يمتد على مساحة تزيد على 70 هكتارا ويتسع لـ8 آلاف سرير وفضاءات ترفيهية وملاعب مختلفة حيث تتمتع قمرت بمساحة كافية وهي نحو 7 آلاف هكتار، وبها جميع الخدمات من مدارس ومراكز اتصالات وخدمات طبية ودور ثقافة وقاعات عروض وأكثر من 70 مؤسسة مختلفة النشاطات.

وقالت مديرة الترويج في فندق ريجنسي، عبير العوني لـ«الشرق الأوسط»: «مرت 10 سنوات على بناء الفندق، ولهذا نحن في حالة احتفال دائم وسنبقى كذلك». وتابعت «هذا الفندق لأصحاب الأعمال، ولكنه مفتوح لجميع الزبائن من مختلف أنحاء العالم ممن يريدون قضاء عطلاتهم في تونس، ولا سيما في الصيف عندما يتهاطل الأوروبيون والأميركيون واليابانيون على تونس تاركين بلدانهم لسياح من نوع آخر».

كان الفندق في ذلك الحين يغلي بوجوه عربية من دول عدة، من مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية، ومن الكويت والبحرين والمغرب وليبيا، وبالطبع من تونس لحضور مؤتمر «ربيع الثورة العربية» الذي عقد مؤخرا في تونس، وكانت تغطية المؤتمر، الهدف الأول من وجودنا في بهو الفندق الجميل، والذي يتمتع بحديقة رائعة حيث دفعنا سحر الفندق للحديث عنه. وكان لا بد من التطرق إلى السائح العربي «هناك سياح عرب من المملكة العربية السعودية، ومن قطر، ومن الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن عددهم دون المأمول، فتونس فيها كل ما ينشده السياح العرب في أوروبا، وفي المقابل علينا تكثيف المراكز التجارية ذات الماركات العالمية لأن السائح الخليجي يحب التسوق».

وكشفت العوني عن معرفة كبيرة بطبائع السياح الأوروبيين والأميركيين واليابانيين، وبالطبع العرب وتحديدا الخليجيين، «السائح الخليجي يحب الذهاب إلى الأماكن المألوفة لديه، يحب حسن الاستقبال والاحترام، ويحب أن يكون معروفا لدى من هم في الفندق، ويحب أن ينادى باسمه، ونحن ومن خلال الدراسة والخبرة نعرف ماذا يريد السائح الخليجي».

السائح الأوروبي «يبحث عن المعايير والرفاهية التي يعرفها في فنادق بلده، السائح العربي إضافة إلى ذلك يعمل على بناء علاقة مع الموظفين في الفندق».

كانت غرف الفندق نظيفة ومتسقة الديكور تشجع على المكوث داخلها، لا سيما الأجنحة الرئاسية، حيث يزيد عدد الغرف على 200 غرفة بالإضافة للأجنحة الخاصة، وعددها 26 جناحا، وفي ممرات الغرف لا تسمع همسا فضلا عن الضجيج والضوضاء.

ولأن الفندق معد ليكون مكانا لعقد الاجتماعات والمؤتمرات فقد جهزت قاعات الاجتماعات بكل ما تحتاجه من إضاءة وهندسة صوت وديكور، وتتسع الواحدة لأكثر من 700 شخص. كما توجد قاعات أصغر تتوفر فيها جميع الضروريات لعقد اجتماعات مصغرة داخل الفندق.

وفي الفندق الكثير من المطاعم العالمية ومنها الطبخ التونسي «لدينا الكثير من المطاعم المتخصصة في الأكلات التونسية والعالمية، بمعنى تقاليد الطبخ وليس وجود مطبخ يعد جميع الأكلات العالمية، فمثلا لدينا مطبخ تايلاندي، ومطبخ إيطالي، داليفيرو، ولدينا مطبخ تونسي، كما يمكننا إعداد الأطباق العالمية حسب الطلب، ولدينا مطعم كبير، ولدينا المطبخ اللبناني، وهو خاص بمن يرغبون في الأكلات الشرقية، ويؤمه التونسيون والمسافرون على حد سواء».

وتحدثت العوني عن أكلات خفيفة ومركزة، حسب الطلب، يرغب فيها من يأتون للفندق بغرض السهر، ومن ثم العودة إلى مقار سكنهم سواء من سكان المنطقة أو من المدن التونسية الأخرى، أو السياح القادمين من الخارج.

وحول ما يقال عن أزمة السياحة، أوضحت العوني أن «الأزمة شملت نوعا من السياح، لكن تم تعويضه بآخرين، واليوم يأتي الناس لزيارة سيدي بوزيد وتونس والقيروان وغيرها من المدن للاطلاع على ما حدث في تونس بعد الثورة». وشددت على أن «الاستقرار هو كلمة السر للسياحة ولا سيما سياحة الترفيه».

يتميز فندق ريجنسي، الذي يمثل رجال الأعمال أكثر زبائنه، بأنه هادئ طوال اليوم، ولا يعرف الاكتظاظ إلا في ساعات المساء، «في الغالب يخرج رجال الأعمال منذ الصباح ولا يعودون للفندق إلا مساء، فهم لم يأتوا للسياحة وإنما لعقد الصفقات ورؤية المعروضات التجارية أو ما شابه». ولكن هناك سياح يأتون لقضاء أسبوع أو أكثر في تونس «يقيمون في الفندق، وعندما يريدون الخروج يستقلون سيارة تاكسي، تأخذهم إلى سيدي بوسعيد، لمشاهدة المعمار التقليدي، وإلى قرطاج، وجامع الزيتونة، أو الحمامات، وتجربة الحمام البخاري التونسي، وبعضهم يريد أن يتناول الأكلات الشعبية في المدينة، وبعضهم يزور حديقة البلفيدير والمدينة القديمة ثم يعود للفندق».

كما تحدثت عن استقبال خاص في المطار لضيوف يحجزون مسبقا في الفندق، ويقيمون في الطابق الثاني، حيث تقدم لهم جميع الخدمات المطلوبة، فنحن نعرف برنامجهم سلفا، ونوفر لهم ما يحتاجونه من خدمات لإتمام مهمتهم، ولا يقع أي تأخير في إحضار حقائبهم أو ما يحتاجون إليه عند القدوم وعند الإقامة وعند المغادرة».

أما أسعار الإقامة في الفندق فهي 360 دينارا، ونفت العوني وجود أسعار خاصة بالتونسيين، وأخرى للأجانب، ولكنها أشارت إلى تقديم الفندق تخفيضات للشركات التي تتعاقد معهم لمدة عام كامل.