كينيا الساحرة.. ملتقى الباحثين عن المغامرة والمتعة

سحر المنتجع والموقع ينعكس كثيرا على قصة الحب التي خلقته

رحلة استكشافية على متن البالون
TT

بإطلالة ساحرة من جبل كينيا، ومساحات خضراء شاسعة تمتد على مدى العين والنظر، يقع فندق «فيرمونت ماونت كينيا» الذي ولد من رحم قصة حب تغمرها الرومانسية، تجمعت فيها جميع المكونات لتحقق الحب الحقيقي بين سيدة جميلة وطيار أنيق جمعتهما الصدفة على نفس البقعة، لتبقى رومانسية اللحظة لكل من يرغب خوض التجربة.

وتفنن «فيرمونت» في خلق المزيد من القصص الرومانسية كل يوم من خلال النشاطات غير الاعتيادية التي يقدمها. فقد تبدأ اليوم برحلة على ظهر الخيول إلى مرتفعات الجبال لتكتشف ما تحمله الغابات التي تحضن المنتجع من حيوانات ساحرة المنظر، وطبيعة خلابة، أو ربما رحلة بمروحية لقمة جبل كينيا لتجد إفطارا ساحرا ينتظرك عند أعلى الجبل.

وفقا لمدونات المنتجع التاريخية، كانت رودا ليونسون متزوجة من مليونير أميركي يعمل في أحد البنوك في نيويورك، وكانت مذهلة الجمال، وتكللت سعادتها في الحياة بأسرة من طفلين. وكانت رودا في العقد الخامس من عمرها عندما توجهت إلى كينيا في إجازة لتتغير حياتها كليا من تلك اللحظة.

وكان غابريال، وهو فرنسي أعزب ويمتلك طائرة خاصة، من هواة الصيد. وشاء القدر أن تلتقي رودا وغابريال في هذه البقعة الساحرة من الأرض، ووقعا في شباك الحب، فتركت رودا زوجها وتخلت عن جنسيتها الأميركية لتتزوج غابريال في باريس، وعاشا معا تحت أعتاب جبل كينيا منذ ذلك الحين.

ولم ينس «فيرمونت» حياة الترف على الإطلاق، فيمكن - لمن يرغب - الاستلقاء والراحة والاستمتاع بحمام السباحة لتأمل الطبيعة المحيطة ومنظر الجبال غير الاعتيادي، أو لعب الغولف أو الكروكيت أو زيارة ملجأ الحيوانات الذي أسسه «فيرمونت» داخل المنتجع ليصبح حديقة حيوان مصغرة لتأمل الفهد الصياد (شيتا) أو اللعب مع القرود النادرة.

ويعد منتجع «ماونت كينيا» في منطقة نانيوكي غرب كينيا بقعة ساحرة لإجازة رائعة لا تنسى بكل ما تحمله المعاني. والنشاطات في نانيوكي لا تنتهي، فربما مساحة 100 فدان من المساحات الخضراء لم تتسع لكل ما كان بحوزة «فيرمونت». فيمكن استبدال حياة الترف بحياة المغامرة وإعطاء لمسات جديدة للإجازة.

تبدأ المغامرات من رحلات صيد سمك السلمون المرقط، إلى رحلات السفاري لمشاهدة حيوانات في مسكنها الطبيعي بسيارات مكشوفة لتزيد التشويق والمغامرة. ويضيف «فيرمونت» إلى المغامرة برحلات تسلق الجبال ممرات للمشي الطويل وسط غابات، ومناظر لأنهار تجري من بين الصخور اختيرت خصيصا لتعلق بالأذهان.

ولم تخل أكثر من 120 غرفة في المنتجع من مذاق المغامرة الممزوج بالترف. فعمل «فيرمونت» على إضافة لمسات مثل مدفآت الحطب في الغرف الذي يوفرها العاملون بالفندق من خلال كبسة زر من داخل الغرفة أو الجناح.

موقع «فيرمونت ماونت كينيا» على خط الاستواء مباشرة يضفي المزيد من السعادة في إجازات نزلائه؛ فأصبح بإمكان النزلاء اختيار النوم في غرفة على نصف الكرة الأرضية الشمالي أو الجنوبي، إضافة إلى طقس قاري بدرجات حرارة لا تتغير على مدار العام.. نهار دافئ وليل معتدل.

وتوجد رحلات طيران قصيرة من مطار صغير على أعتاب المنتجع تنقلك إلى أنحاء متعددة في كينيا. فقد تطير إلى نيروبي في طائرة صغيرة، ورحلة لا تتعدى 40 دقيقة، أو تستأنف المغامرة لتجد نفسك خلال 30 دقيقة في منتجع «فيرمونت ماساي مارا»، لتبدأ المغامرة مرة أخرى.

لكن هذه المرة ازدادت المغامرة شراسة، ويظهر ذلك من خلال أرجاء المنتجع الذي يحيط به نهر «مارا» من ثلاثة جوانب مختلفة، ومن الناحية الأخرى تقع إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهي حدائق ماساي مارا الساحرة.

ولم تنته المفاجآت هنا، فعند الوصول إلى مكان النوم، لا تجده غرفة اعتيادية ذات نوافذ زجاجية أنيقة وعلى طوابق مرتفعة، بل خيمة على مستوى خمس نجوم، تضعك في جو رحلات السفاري الحقيقية بمنظر خلاب على ضفاف النهر، وتتلخص فيها الرفاهية والترف.

يتكون منتجع ماساي مارا من 50 خيمة فاخرة بمساحات مختلفة، ويحتوي المبنى الخشبي الرئيسي في وسط المنتجع على مطعم فاخر، وبار ومكتبة، ثم في الخارج يمتد الجسر الخشبي على النهر ليصل إلى حمام السباحة الدافئ وخيام المساج الطبيعي الخاصة.

وتنعكس أناقة الثلاثينات على حوائط المطعم الفاخر والحدائق المطلة على النهر، فيما تمنحك فرصة تناول وجبة الغداء بينما تشاهد فرس النهر، والتماسيح تمارس سباحتها اليومية على بعد أمتار قليلة. ولم تنته المغامرات بعد، فخارج المنتجع تقع «ماساي مارا» وبها الخمسة الكبار، وهم أكبر خمسة حيوانات على الإطلاق على وجه الأرض، ولمشاهدتها طرق عديدة تملأ الزائرين بروح المغامرة مرة أخرى.

فأعد «فيرمونت ماساي مارا» بالون الهواء الساخن، الذي يطير على ارتفاعات منخفضة، فيما تتميز رحلته بالهدوء التام مما يتيح رؤية واضحة واستمتاعا خياليا بالسافانا الشهيرة. وتعد «ماساي مارا» من أغنى المحميات في العالم الآن باحتوائها على عدد من أندر أنواع الغزلان وفهود الصيد والحمير الوحشية.

والعودة إلى العاصمة نيروبي قد حانت، ورحلة الطائرة لا تزيد على 30 دقيقة تتخللها مشاهد خلابة من نوافذ الطائرة، ولكن لا يعني ذلك أن المغامرات والكنوز التي تختزنها كينيا قد انتهت. فلا تزال نيروبي مليئة بالأسرار والكنوز التي يجب اكتشافها، أعدها فندق «فيرمونت ذي نورفولك» الذي احتفل بمئويته عام 2004 في قلب نيروبي النابض.

وهناك العديد من الرحلات القصيرة، منها رحلة في وسط نيروبي لمشاهدة الأماكن الأثرية والبرلمان الشهير وأرشيف كينيا، بالإضافة إلى متحف السكك الحديدية، والمتحف القومي ومركز الزرافات وحديقة الثعابين والعديد من أماكن الجذب السياحي. وربما من المعروف أن فندق «ذي نورفولك» هو أفخم فنادق كينيا على الإطلاق، لكن تاريخه العريق ربما لا يعرفه الكثيرون.