عسير.. مهرجانات فنية وأسواق شعبية ومناظر طبيعية

المناطق الساحلية تستفيد سياحيا من اعتدال المناخ

مناظر جميلة وهدوء وسكينة
TT

ازدحام قوي تشهده المناطق الساحلية في ظل الظروف المناخية الحالية، فالبعض يعود أدراجه بعد أن تلاشت السبل في الحصول على سكن للراحة، فالأعداد المهولة من السياح يتزامن انصبابهم على تلك المناطق مع نهاية كل أسبوع ليعلن عن سياحة شتوية راسخة عملت الجهات المختصة على نحتها وفق المتطلبات الجغرافية والمناخية لمنطقة عسير.

فالزحام لم يطل الدور السكنية بل لامس الطرقات والأركان الترفيهية لتلك المناطق، فنجد أن كل بقعة تصنف كيابسة استغلت من قبل الزائر والسائح لافتراشها بآلية معينة للاستمتاع بالأجواء الساحلية.

فرع السياحة والآثار بمنطقة عسير ما زال يواصل الإشراف على فعاليات المهرجانات الشتوية التي تشهدها محافظة محايل عسير وساحل عسير البحري في كل من الحريضة والبرك والقحمة بمحافظة رجال ألمع، وتسجل تلك المواقع تميزا بالأجواء المعتدلة والطبيعة الساحرة حيث المناظر التي تجذب الزائر لزيارته والتمتع بمشاهدة فعاليات المهرجانات.

فلكل محافظة من تلك المحافظات الساحلية علامة فارقة تتميز بها في السياحة الشتوية، فمحافظة محايل عسير على سبيل المثال تتميز بالسوق الشعبية وسط المدينة، حيث يتوافد الكثير من زوار تلك المدينة إلى السوق بشكل يومي، ولعل نهاية إجازة الأسبوع تشكل كثافة هائلة لزوار السوق.

من أحد أركان تلك السوق ذكر جابر عسيري (معلم متقاعد) أن سوق محايل عسير يتوفر بها العسل وأصناف التمور والحلويات ذات التصنيع محليا، ومنها حلوى المشبك وزيت السمسم الذي يقوم بعصره وإنتاجه محليا في محايل عسير وسواك الراك وبيع لحم الحنيذ والمندي، كما يوجد بيع المنسوجات والفخار. وأضاف عسيري: «يوجد في السوق إلى جانبيها بعض الماركات والمحلات التجارية، ولعل محافظة محايل عسير تشهد نموا مطردا في السنوات الأخيرة إلى جانب التزيين والتجميل لبعض الطرقات والشوارع للمدينة».

وإلى جانب ذلك فهناك المطلات التي تميز محافظة محايل عسير، فلإطلالة محايل وقفة للزائر، فمطل وسط المدينة يمكن الزائر من مشاهدة أرجاء المدينة بالكامل، بالإضافة إلى مطل الحيلة الذي يتوافد إليه الزوار للتنزه، وحديقة الحيلة وهي إحدى الحدائق التي تتميز بالتنظيمـ إلى جانب إنشاء المجسمات الجمالية من قبل بلدية محافظة محايل التي أضفت رونقا من الجمال على المدينة.

وانطلاقا من محافظة محايل إلى محافظة رجال ألمع التي تتباهى بأروع أشكال التراث من خلال مبانٍ تراثية متراصة وبمساحات كبيرة عكف أهلها على حمايتها وترميمها لتقديمها إلى تاريخ عسير بحلة تطويرية تقف شامخة بين مخرجات التنمية التراثية، فقرية رجال ألمع الأثرية تمتاز بموقع متميز، حيث يتوافد إليها الزوار لمشاهدة القرية وزيارة معالمها ومتحفها الأثري.

كما تشتهر المحافظة بإنتاج العسل بجميع أنواعه وبجودة عالية، ليتم على ضوء ذلك إيجاد موقع لمهرجان العسل في مركز الحبيل لإنتاج العسل من خلال الطرق المناسبة الحديثة لتقديم هذا المنتج في ضمانة صحية وغذائية جيدة.

وحول زوار المهرجان الذي أقيم في ساحل عسير وفي محافظة محايل عسير ذكر عبد الله إبراهيم مطاعن المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة بأن هناك الكثير من زوار المهرجان من أهالي منطقة عسير من مدينة أبها ومحافظات المنطقة في السراة يقصدون الاستمتاع بالأجواء المعتدلة وزيارة المواقع الأثرية والأسواق الشعبية والتنزه في المتنزهات وزيارة الواجهات البحرية وزيارة المهرجانات التي أقيمت مؤخرا، ومنهم من يقصد شراء العسل النقي مثل عسل الشوكة والسدر والمجرة. وأضاف مطاعن أن هناك موقعا مخصصا للمزاد يعمل على بيع العسل في الموقع، والسعر الذي يقف على من يزيد في رغبة الشراء يباع له بحضور لجنة من المهرجان وأهل الخبرة في جودة العسل.

وعلى ذلك فإن ساحل عسير البحري يلعب الدور الأكبر من حيث تميز سواحله البحرية بالأجواء المعتدلة والطبيعة الساحرة والشواطئ البكر، لنجد في نهاية كل أسبوع توافد العشرات من الأهالي الذين يغادرون بعض المدن في السراة في منطقة عسير هربا من البرد القارس والاستمتاع بالأجواء الجميلة والمعتدلة على ساحل عسير البحري.

كما يأخذ الاهتمام الأكبر تهيئة التسكين من قبل جهاز التنمية السياحية بالمنطقة للإشراف على الفنادق والشقق ومتابعتها والتأكد من جهوزيتها لمتابعة وسلامة تلك الشقق والشاليهات البحرية والفنادق، ولعل فندق «الحريضة» وفندق «خور الحريضة» إطلالة فريدة على الساحل البحري للحريضة، إلى جانب الإشراف على تلك المهرجانات والمواقع السياحية والأثرية التي تضمن الرضا التام للزائر القادم إليها.