قصر الحمراء: الأثر الإسباني الأكثر زيارة في 2011

سحره فريد.. وزيارة واحدة له لا تكفي

رحلة في احضان الطبيعة
TT

حينما يصل الزائر إلى الأثر التاريخي المعروف قصر الحمراء، يشعر وكأنه يدخل إلى عالم آخر، إلى مكان توقف فيه الزمن عند 500 سنة مضت. يقول أهل غرناطة، إن قصر الحمراء له سحر معين، وكأن ساحرة قد ألقت عليه تعويذة تجعل السائح يعود إليه مرة ثانية وثالثة ورابعة.

لقد راود هذا الإحساس 2.31 مليون شخص سنة 2011، وهو تحديدا عدد من زاروا ذلك الأثر الذي يعتبر أشهر أثر إسباني في العالم، وهذا الرقم يمثل زيادة قدرها 6.74 في المائة عن عدد السياح في العام السابق.

ويبدو أن الأزمة المالية قد أثرت على الزوار الإسبان دون السياح الأجانب. فعلى عكس سنة 2010، كانت السياحة القادمة من دول الاتحاد الأوروبي (وخاصة من فرنسا وإيطاليا) هي الأكبر إلى هذا المجمع العربي (حيث مثلت 40.62 في المائة من عدد الزيارات)، في حين أن واحدا من كل ثلاثة زوار إلى قصر الحمراء العام الماضي كان من إسبانيا، بانخفاض قدره 8.68 في المائة عن 2010. لكن مما أدى إلى هذا التراجع في عدد السياح في 2011 هو زيارة ميشيل أوباما في أغسطس (آب) 2010 التي أثرت على عدد السياح الأميركيين، وبالتحديد فقد جاء 22.96 في المائة من الزوار من خارج الاتحاد الأوروبي، طبقا لمديرة قصري الحمراء وجنة العريف، ماريا ديلمار فيلافرانكا.

وأشارت دراسة حول الأسباب التي تدفع الناس إلى زيارة قصر الحمراء إلى أن السياح اعتبروا أن الحرص على المحافظة على حالة المباني ونظافتها هو أفضل شيء في المجمع، إلا أن المديرة أكدت أن الترويج للأنشطة الثقافية يعتبر عاملا مهما في زيادة عدد الزوار العام الماضي.

ورغم سماح المسؤولة عن القصر بالزيارات ليلا لاستغلال الإضاءة وما تلقيه من ظلال على المباني والحدائق المحيطة بها، فإن معظم السياح يفضلون التجول داخل القصر العربي نهارا. لكن المديرة تصر على أن الزيارات بجميع أنواعها قد زادت في العام الماضي، إضافة إلى الزيارات الليلية لحدائق وقصر جنة العريف التي بلغت 11707 زيارات، بزيادة نسبتها 295.77 في المائة عن 2010.

وبخصوص التوزيع الشهري لزوار الموقع، يشير التقرير إلى أن أكبر حجم إقبال يكون في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) وأغسطس وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، في حين يشهد ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) (أي فترة الشتاء) أدنى إقبال. وقد كان أكثر يوم شهد إقبالا هو يوم 22 سبتمبر حين بيعت جميع التذاكر تقريبا (9248 تذكرة في يوم واحد).

إلا أن السياح الذين زاروا غرناطة في 2011 لم يكونوا يريدون زيارة قصر الحمراء فقط، بل إن معظمهم (نحو 78.21 في المائة من إجمالي عدد الزوار) قضوا ليلة واحدة على الأقل في المدينة وزاروا منطقة وسط المدينة التاريخية. وبعد زيارة القصر العربي، اختار 85 في المائة منهم الذهاب إلى الكاتدرائية، واختار 82 في المائة منهم الذهاب إلى البايزين، يليهما المصلى الملكي وساكرومونتي وتشارتر هاوس وسان جيرومي ومتنزه ساينس بارك على الترتيب.

وطبقا لتقرير أعده أحد المختبرات حول النشاط السياحي والتعليمي والثقافي، فإن الهدف الرئيسي من زيارة قصر الحمراء وجنة العريف هو الاستمتاع بالسياحة، وكذلك الزيارات الثقافية والتعليمية التي تجذب ما يصل إلى نصف إجمالي عدد الزوار.

وإضافة إلى ذلك، فقد أجرى 72820 نشاطا ثقافيا خاصا، لم يتم احتسابها في إجمالي عدد الزوار، إلى جانب حفل شعري ضخم شارك فيه 2600 شخص. وأضافت المسؤولة من حضروا الحفلات الموسيقية للمهرجان العالمي للموسيقى والرقص الذي يعقد في قصر الحمراء (نحو 20406 أشخاص) وعرض «لوركا وجرانادا» في حديقة جنة العريف (الذي حضره 36614 متفرجا).

وبناء على الأرقام الموجودة لديها، أوضحت مديرة قصر الحمراء أن عدد الأنشطة الثقافية (الذي ارتفع بنسبة 25.21 في المائة عن 2010) كان له تأثير في جذب الزوار. وكان أكثر العروض نجاحا هو عرض «الأسود: ترميم رمز»، الذي أظهر كيفية تمكن الخبراء من ترميم واحد من أشهر معالم القصر العربي وهو تماثيل الأسود الشهيرة الموجودة في المدخل.

لكن هذا لم يكن العرض الوحيد، حيث حقق عرض «ماتيس وقصر الحمراء» نجاحا كبيرا، وكذلك عرض آخر عن علاقة أوين جونز بالقصر.

وقد كان للتكنولوجيا الحديثة دور كبير في التعريف بذلك النصب التاريخي، ففي 2011 قام مليون وسبعة وستون ألف شخص بزيارة الموقع الإلكتروني لقصر الحمراء (www.alhambra - patronato.es)، بزيادة قدرها 40 في المائة عن العام السابق، بمتوسط زمن يصل إلى 14 دقيقة للزيارة الواحدة. وفيما يتعلق بنوعية الزوار عبر الإنترنت، كان معظمهم ما بين الخامسة والثلاثين والرابعة والأربعين من العمر، ويتشكلون أساسا من فئة الجامعيات.

* صحافية في جريدة «الموندو» الإسبانية ومتعاونة مع «الشرق الأوسط»