«زيتونة باي».. أجدد ما تقدمه بيروت لضيوفها

فيه أكثر من 20 مقهى ومطعما.. ومنه تشاهد أجمل المناظر

إطلالة ساحلية رائعة في قلب بيروت
TT

لا يمكنك أن تحط رحالك في بيروت اليوم دون أن تزور مركز «زيتونة باي» السياحي، الذي يمتد على طول خليج مارينا بيروت، وقد تم استحداثه أخيرا على مساحة تتجاوز الـ2000 متر مربع. فبين ليلة وضحاها استطاع هذا الخليج أن يتحول إلى ممر سياحي بامتياز يستقطب السياح العرب والأجانب إضافة إلى أهل البلد ليمضوا فيه وقتا رائعا متنقلين بين مقاهيه ومطاعمه التي يزيد عددها على الـ20، وقد استحدثت غالبيتها جلسات مريحة في الهواء الطلق ينعم فيها زائرها بالهواء المنعش وأشعة الشمس وطبعا بوجبات متنوعة تختلف ما بين الأطباق اللبنانية والإيطالية والهندية والفرنسية وغيرها.

يلتصق مركز «زيتونة باي» التصاقا مباشرا بمجمّع «سان جورج» السياحي، الذي شهد في الستينات والسبعينات عصره الذهبي وتصله عن طريق أسواق بيروت أو من منطقة الأشرفية على الأوتوستراد السريع في دقائق قليلة، ويعتبر أحد أهم المراكز السياحية الموجودة حاليا في بيروت، كونه يلبي رغبات جميع أفراد العائلة الذين يجدون فيه كل ما يشتهونه من أطباق تقليدية أو سريعة، وكذلك من مساحات خضراء شاسعة مطلة على شاطئ البحر فيتنفسون فيها الصعداء حيث بإمكانهم ممارسة رياضة ركوب الدراجات أو التمدد تحت أشعة الشمس الدافئة، فيستمدون منها الطاقة والحماس. أما جيل الشباب فيمضي في أركانها أحلى الأوقات وهو يرتشف فنجان قهوة أو شاي أو يتناول طبقه المفضل وهو يتسامر مع أصدقائه في جلسة تخرج عن المألوف.

ولفنجان القهوة قصته في «زيتونة باي»، إذ باستطاعتك أن تختاره حسب المذاق والمنشأ اللذين ترغب بهما ليكون مثلا من كوستاريكا أو هاواي أو غواتيمالا أو تركيا أو كولومبيا أو سومطرة أو «عالريحة» على الطريقة اللبنانية في مقهى (the coffee bean &tea leaf)، الذي يقدّم إضافة إلى أطباق السناك الخفيفة الشاي المثلج أو الساخن من بلاد الإنجليز أو السيلاني المشهور بلونه الذهبي أو الصيني الأسود على نكهة القرفة أو الهال، إضافة إلى نكهات شاي أخرى تتنوع ما بين الفانيلا والليمون والورد والياسمين وغيرها.

وللسمك وثمار البحر مساحة لا يستهان بها من مطاعم «زيتونة باي» (كالسلمونتيني) و(كرم البحر) و(بابل باي)، وهذا الأخير يستقبلك في ديكور غريب بحيث نسخ منظر مارينا بيروت ومبانيها الشاهقة في مجسّم ضحم يتوزع في أرجاء المطعم، وقد علق على طول الحائط الممتد داخله وتتم إنارته في الليل فتنعكس على مرآة كبيرة تتوسط المطعم، فتشعر بأنك وسط المارينا، وفي أحد شوارعها الواسعة.

يقدم (بابل باي) لمتذوقي السمك وثمار البحر وجبات مبتكرة كبقلاوة الجمبري وفتة الربيان بالباذنجان والخبز واللبن والأخطبوط البروفنسال والبطرخ بالصعتر وغيرها من الأطباق التي في استطاعتك طلبها ضمن الصيغة المتبعة لديه أو في لائحة الطعام حسب الطلب.

ومن يهوى الجلسات الراقية تحت عنوان الـ(fine dining) فبإمكانه أن يقصد مطعم الـ(Cro magnon) إذ خصص إلى جانب ركني تناول أطباق اللحم الأميركي المنشأ والأطباق البحرية ركنا خاصا بتدخين السيجار الكوبي ومن أنواع البانش والمونتي كريستو وغيرها.

ويؤكد رواد داغر أحد المسؤولين فيه أن المطعم يتميز بخدماته السريعة والراقية معا، وأن زبائنه يقصدونه من مختلف الشرائح والجنسيات.

ولا تستطيع أن تسير في هذا المركز المميز دون أن تلتقي بمجموعات سياحية جاءت من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا أو المملكة السعودية والبحرين والأردن والخليج العربي بهدف العمل أو قضاء العطل أو بهدف السياحة. فهنا تشاهد رجلا وزوجته يلتقطان صورة للذكرى.

تشكل اليخوت الممتدة على طول مارينا بيروت خلفية مشهدية تذكرك بإمارة موناكو أو بمجموعة طلاب جامعيين يرتشفون القهوة قرب خيمة البث المباشر لأحد البرامج التلفزيونية (حلوة بيروت)، أو لسيدة تجر طفلها في عربته المكشوفة يتنشق هواء البحر العليل.

وتكر سبحة المطاعم التي في إمكانك أن تقصدها في «زيتونة باي» لتشمل «كوزمو كافيه» (يقدّم السوشي) و«ليناز كافيه» (يقدم السندوتشات والسلطات المنوعة) و«كابوتشينو» (يقدم الوجبات السريعة) و«كلاسيك برغر» (يقدم الهامبرغر) و«لاتولييه» الذي يستضيف في ركن خاص فيه هواة الرسم من الكبار والصغار (يقدّم الكريب) و«السينيور ساسي» (يقدّم الوجبات الإيطالية) و«موتي محل» (يقدم الأطباق الهندية) و«زبد» الذي يعتبر أحد المطاعم المبتكرة لصاحبها كريم حيدر، الذي يملك خبرة عالية في فن الطعام (لديه مطاعم في فرنسا) إذ يقدم الأطباق اللبنانية المعروفة في طريقة حديثة ككفتة البط البلدي وكبة الروبيان والحمص دون الطحينة والمتبل بزيت الزيتون والكمون وطبق العشرة على عشرة المؤلف من 10 أنواع خضار يقابلها 10 أنواع أعشاب وصلصات الخل بالفواكه وحلويات القطايف بالشوكولاته والعثملية بقطر التوت.

وتطول لائحة خياراتك في «زيتونة باي»، إذ تسير لمسافات طويلة تارة على العشب الأخضر وتارة أخرى على الأرضية الخشبية أو بلاط الغرانيت، حيث بإمكانك أن تتجول في محلات تجارية تختص في بيع ثياب السباحة (G S) أو أخرى تعرض أدوات وأغراضا حرفية مصنوعة باليد، ومنشؤها لبنان إضافة إلى محلات مجوهرات «سليم مزنر»، ومحلات ألبسة وإكسسوار هي في طور الافتتاح.

وفي المساء، تحلو جلسة النرجيلة في مقاهي «زيتونة باي»، فيدخنها صاحبها وهو يمتع نظره بخليج بيروت وباليخوت المضيئة وكأنها بيوت طائفة على سطح المياه من أمامه فيما تحيط به من الجهة العليا عمارات وأبراج حديثة يتسلى رواد «زيتونة باي» في سرد الحكايات عن سكانها، الذين يتنوعون ما بين نجوم الغناء العربي وأثرياء لبنان فيشعرون وكأنهم في عز النهار للإنارة الجيدة والقوية التي تسود هذا المركز السياحي الذي يؤمن لك فسحة ترفيهية لا تعوّض. كما تطول السهرات الجميلة على نغمات موسيقى لبنانية حديثة (فريق مشروع ليلى) أو إيطالية (لبافاروتي) أو من نوع الجاز والهارد روك وغيرها من النغمات التي تأخذك إلى عالم الأحلام وأنت في كامل وعيك.

القائمون على هذا المشروع سهلوا زيارة روّاده، بحيث خصصوا لهم موقفا ضخما يركنون فيه سياراتهم مقابل 2500 ليرة لبنانية، وكذلك خدمة الفاليه باركينغ لمن يفضل أن يترجل من سيارته أمام المطعم الذي يقصده مقابل تكلفة 7000 ليرة لبنانية (ما يوازي الـ5 دولارات).