كييف.. عاصمة الفن والغناء وساحرة أوروبا بطيبتها الشرقية

مدينة استبدلت السياحة بالحرب

كريشاتيك وساحة الاستقلال
TT

دخلت أوكرانيا عالم السياحة الأوروبية بقوة بعدما أصبحت مستقلة عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، وسرعان ما فتحت أبوابها للقادمين من كل أنحاء العالم ليقضوا في ربوعها المتنوعة أجمل الإجازات.

وتزخر أوكرانيا بالكثير من المدن السياحية الجميلة التي ترضي جميع أذواق الزوار، لا سيما العاصمة كييف التي تعتبر من أقدم مدن أوروبا الشرقية، ولو أنها تعتبر حاليا مدينة حديثة بكل المقاييس السياحية، لأنها خرجت بروح مختلفة إلى العالم الجديد عن الروح التي كانت ظلت لفترة طويلة تعيشها عندما كانت تعرف بمدينة للسلاح وميدان في سباق التسلح عندما كانت عاصمة للجمهورية السوفياتية وقد استبدلت مظاهر السياحة بثياب الحرب والقتل.

بعد استقلالها عام 1991 لم تكن معروفة في العالم العربي إلا للدراسة، وهذا يعود إلى تدني مستوى الحياة المعيشية في أوكرانيا، وقد كانت مطلب الكثيرين من الطلاب العرب، وفي عام 2001 بدأت التحولات الجذرية تسود أوكرانيا، وخاصة في العاصمة كييف، وقد بدأ الانتعاش الاقتصادي ينتقل إلى كافة المدن، وبرزت أوكرانيا على الساحة الدولية بفعالية سياسية واقتصادية، فكان المواطن العربي لا يملك أي خلفية عنها إلا في المجال الرياضي، فبدأت الأموال المخفية في الظهور، والتي ساعدت بدورها على بناء المشاريع والمؤسسات السياحية التي تلعب دورا مهما في الانتعاش الاقتصادي فيها. وهذا العام ستكون محط أنظار العالم والسياح في شهر يونيو (حزيران) 2012 لأنها ستستضيف ولأول مرة بطولة كأس أوروبا التي ستتنافس عليها 16 دولة أوروبية.

تقع كييف على ضفاف نهر دنيبر، والتي تمتد على مسافة 35 كيلومترا من الشرق إلى الغرب، و42 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب، وهي واحدة من أكبر المدن في أوروبا، وتعتبر اليوم من أهم المراكز الاقتصادية والإدارية والعلمية والثقافية والتعليمية في أوكرانيا التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة.

استعادت كييف عظمتها السابقة كأكثر العواصم جمالا في أوروبا الشرقية، عندما تتجول في شوارعها ستشعر بالزمن القديم، خاصة عندما تزور كريشاتيك وساحة الاستقلال، وهو الشارع الرئيسي في كييف والمعروف في أوكرانيا كميدان وأصبح مشهورا عالميا بعد أحداث عام 2004، وهو يعبر عن إرادة الشعب، ولا بد من زيارة الكاتدرائيات الأرثوذكسية التي تتوجها القبب المذهبة وأيضا الأبنية القديمة المتعددة الأشكال، وكلها تحمل البصمة نفسها لكييف الروسية التي كانت مقاطعة عظيمة لأوروبا الوسطى ومن أكثر الفنون المعمارية التاريخية شهرة وخيالا هي كاتدرائية القديسة صوفيا التي بنيت في القرن الحادي عشر، وهي تقع في قلب المدينة وتعتبر مستودعا من الأعمال الفنية، وكثير من السياح يأتون لرؤية العمارة البيزنطية القديمة، وهناك أيضا دير سان مايكل ويعتبر من أقدم الأديرة في المدينة ويستقطب أعدادا هائلة من السياح. وأكثر المعالم الحديثة والمتميزة في كييف هو التمثال العملاق الأم «الوطن الأم» الموجود في متحف الحرب الوطنية العظيمة 1941 - 1945 على الضفة اليمنى من نهر دنيبر الذي يجذب سنويا الكثير من السياح. وتزخر كييف بالأماكن السياحية، فهي مدينة تاريخية وبنفس مدينة مناسبة لمحبي الفرح والرياضة، فهي تتميز بشواطئ جميلة تقدم فرصة مناسبة لمحبي السباحة وصيد الأسماك والمراسي والأندية البحرية، ومن أشهر الشواطئ «باتون» الذي يعتبر من الشواطئ القصيرة ويشبه جزيرة صغيرة، وهناك أيضا شاطئ حديقة «هيدرو» وهي حديقة جميلة تقع قرب برج مترو وشاطئ «بديسترين» الذي يتميز بالهدوء نظرا لبعده عن صخب المدينة.

وتعتبر زيارة كييف من أهم الفرص الجميلة لقضاء إجازة جديدة ومختلفة تجمع ما بين جمال الطبيعة الأوروبية والماضي العريق الذي تتوجه المتاحف.

كما يمكنك التعرف إلى معالم المدينة من خلال المكاتب السياحية الكثيرة المنتشرة في جميع شوارعها ولكن من الأفضل أن تسأل موظفة الاستقبال عن أفضل الرحلات التي يقدمها الفندق للسائح لأنها تعتبر من أفضل البرامج السياحية والوسائل الترفيهية والمطاعم، وإذا كنت من هواة التسوق فيوجد فيها أجمل الأزياء العالمية.

ولمحبي المتاحف، هناك متحف الفن الروسي الجميل ومتحف الأمة البطريركية، وهو متحف الحرب العالمية الثانية ومتحف تاريخ المخلوقات والأحياء، ولا تفوت عليك زيارة تمثال «البطريرك» الذي يمثل متحف الحرب العالمية الثانية وهو شبيه بتمثال الحرية الموجود في نيويورك، إلى جانب الكنائس الكثيرة التي أصبحت الآن متاحف دينية، والتي تقدم لك تاريخ مدينة كييف خلال قرون من الزمن.

إن مدينة كييف تنقسم إلى أربعة أقسام وهي شارع البحر وهو من أهمها ويسمى شارع «الكنيسة» ويمتد على طوال ساحل النهر ويعتبر من أجمل المناطق السياحية، وفي فترة الليل يكون مليئا بالناس والعائلات، وهناك شارع «كيري تشاشاك» وهو صغير ويشبه شارع الشانزليزيه الفرنسي الشهير وتمتد على جوانبه أشهر المحلات الراقية، وشارع «تشيشوفيه ستيل»، وهناك تقع غالبية المتاحف والأبنية الرائعة القديمة وهناك شارع «تششونيفوهو» الشارع الرسمي، حيث تقع فيه غالبية المؤسسات الحكومية ومع مرور الزمن والأيام أصبح مزارا للسياح، حيث يلتقطون فيه أجمل الصور.

ويوجد في كييف فنادق من جميع الفئات مجهزة بأحدث الوسائل ومن أهمها فندق براتيسلافا، فندق دنيبر، وفندق إكسبرس، فندق كييف، فندق لايبد، وفندق موسكوفيسكي.

وإذا كنت لا تفضل الفنادق فتعتبر الشقق المفروشة في كييف من النوع الراقي جدا وذات مستوى رفيع، حيث يهتم أصحابها بتأجيرها على أعلى مستوى من الخدمة، وهي تنافس الفنادق من حيث النظافة والخدمة. ومن أهم مطاعم كييف الراقية مطعم أو بريان إيرش والذي يعتبر من أفضل المطاعم، مطعم تاراس، ومطعم بيرفاك المشهور بالأكلات الهندية في كييف وله سمعة طيبة، مطعم بانتاغريل، والذي يمتاز بأفضل المشاوي التي تقوم بشوائها بنفسك، ومطعم دافنشي وهو المطعم الخاص في الوجبات الإيطالية الرائعة ومطعم ذا وول الأميركي وله سمعة كبيرة لدى السياح وأجواؤه أميركية بالكامل.

للتنقل في كييف يمكن استخدام التاكسي باللون الأصفر الذي يجوب الشوارع أو التاكسي تحت الطلب كما يمكنك استخدام القطار الكهربائي.

إذا زرت أوكرانيا في الصيف لا تفوت عليك مشهد غروب الشمس عند الساعة العاشرة مساء، وإذا فضلت زيارتها في الشتاء تمتع برؤية أنهارها المتجمدة.