الجية الساحلية.. شواطئها رمال ذهبية

20 منتجعا سياحيا ومن أكثر الشواطئ شهرة في جنوب بيروت

أجمل جلسة مطلة على منظر البحر وزرقة مائه
TT

تقع بلدة الجية الساحلية جنوب بيروت وتبعد عن بيروت نحو الـ20 دقيقة تصلها عن الطريق السريع الذي يربط ما بين بيروت ومحافظة الجنوب وهي تمتد على مساحة 8000 كلم وتملك أحد أجمل الشواطئ الرملية في لبنان وأكثرها نظافة يقصدها الزوار من كل حدب وصوب كونها موقعا سياحيا بامتياز بحيث يمكن إمضاء أجمل أيام العطل فيه.

يعرف شاطئ بلدة الجية بـ«الكريستالي» نظرا لصفاء مياه بحره وزرقتها وتتوزع على طوله الذي يبلغ 7 كلم عدد من المنتجعات السياحية والتي تستقطب بمجملها العائلات والشباب لما فيها من خدمات مريحة ومسلية تجعل قاصدها يستمتع بأجواء الصيف وبرياضة السباحة وبالهدوء والسكينة والاسترخاء كون معظمها خصص على مدى مساحاته الكبيرة جلسات تناسب جميع الأعمار إن من خلال برك السباحة المنتشرة فيها والمطاعم المنوعة المستحدثة في أرجائها إضافة إلى نشاطات يومية تقام في عدد كبير منها يسمح لروادها التمتع بأشعة الشمس وممارسة رياضات منوعة تضفي الفرح والتسلية على ممارسها فتخلصه من التوتر والضغوطات اليومية.

وتطول لائحة المنتجعات السياحية المنتشرة على شاطئ الجية فهناك المارينا ريزورت (غولدن تيوليب) وبانجيا وأوركيد وبيل فو وجوناز ولايزي باي وبامبو باي وغيرها والتي تعتبر بغالبيتها مراكز سياحية وتسلية بامتياز فهي إضافة إلى تضمنها الشاليهات والبانغلوز والمطاعم هناك عدد منها يقدّم للزبائن خدمات أخرى كنوادي السبا والجاكوزي وغرف الفنادق الفخمة المصنفة في خانة الأربعة أو الخمسة نجوم.

ويأتي الجية مارينا ريزورت في مقدمة المنتجعات المعروفة في الجية فهو يمتد على مساحة تفوق الـ50000م2 يتضمن 182 شاليها و107 كابين وثلاثة مطاعم. يجمع الجية مارينا ريزورت في هندسته المعمارية بين الحداثة والعراقة إذ حاول بشكل عام واجهته الرئيسية طابعا شرقيا تبرز فيه القناطر وسطوح القرميد فيما اتبع في ديكوره الداخلي فخامة وأناقة تلاحظها في نوعية الأثاث والمفروشات الموزعة فيه. تطل غالبية غرف الفندق على منظر البحر. يوفر هذا المنتجع جلسات عائلية وشبابية مريحة إذ بإمكان رواده أن يختاروا السباحة في برك شاسعة تحيط بها مقاعد بلاستيكية وأخرى جلدية يخصصها المنتجع لبركة السباحة المعروفة بالـvip pool والتي تستقبل الأشخاص الذين يرغبون بالهدوء والسكينة بعيدا عن الضوضاء فيؤمن لهم المنتجع خدمات سريعة وهم يستلقون على كراسيهم الوثيرة ويشق المنتجع جرا خشبيا يبلغ طوله نحو الـ100م يربط ما بين ركن السباحة الخاص بالبرك وآخر يوصلك إلى الشاطئ الرملي حيث تحلو الجلسات فيه عند غروب الشمس فيتمتع ناظره بمشهد بانورامي قلما يصادفه على شواطئ أخرى إذ يتابع لحظة بلحظة كيفية غطس الشمس في مياه البحر. وتؤكد عتاب زين الدين لـ«الشرق الأوسط» إحدى المسؤولات في المنتجع أن باستطاعة الزبائن إمضاء يوم كامل في «الجية مارينا ريزورت» بأجواء مسلية ومريحة مع أفراد عائلاتهم أو لوحدهم كون المنتجع يسهر على سلامة وراحة الزبون منذ اللحظات الأولى لدخوله المنتجع من خلال النشاطات المنوعة التي يوفرها له أن في الملاعب الرياضية أو نادي السبا أو المطاعم التي ترضي جميع الأذواق إذ منها ما يقدم الأكلات البحرية وآخر الأطباق السريعة وثالث على شاطئ البحر يقدم ألذ الأطباق المشوية.

منتجع Pangea الذي يبعد عن بيروت نحو الـ18 دقيقة ويستوعب أكثر من 500 شخص اختار الطابع الأوروبي في هندسته مستوحيا طبيعة جلساته من جزر اليونان وهاواي وهو يتميز بسنسول طويل تصله بواسطة سلم من الاسمنت يطل على أجمل مشهد بحري للشاطئ الجنوبي على امتداد البلدات المحيطة به كالسعديات والرميلة والدامور والناعمة. مقاعده وخيمه مصنوعة من خشب البامبو أو القش يسود على منظره العام الأبيض أن في الطلاء المستخدم للشاليهات والبانغلوهات الموزعة في أرجائه أو من ناحية الكراسي والمقاعد الخاصة برواده وبينها 80 سريرا بحريا ليتمكن الزبون من الاستلقاء تحت أشعة الشمس في مساحة واسعة تحافظ على خصوصيته. ومن النشاطات التي يوفرها لزبائنه ملعب كرة قدم مائي يتنافس رواد الـPangea على ممارسة هذه الرياضة فيه والتي تتطلب منهم التقاذف بالكرة وأقدامهم تتحرك على سطحية لزجة من الصابون والمياه تخولهم التمتع بلحظات مسلية وضاحكة من جراء انزلاقاتهم المتكررة ومحاولتهم التقاط الكرة بأسرع وقت. ولم ينس القيمون على هذا المسبح تخصيص مساحات خضراء فيه تتألف من حدائق صغيرة متناثرة هنا وهناك وعلى مساحات أخرى من العشب الأخضر التي تضفي عليه مشهدية جميلة تبعث إلى الهدوء.

أما التسعيرات المتبعة لدخول هذه المسابح فتتراوح ما بين الـ20 والـ30 دولارا للشخص الواحد كما فرضتها وزارة السياحة في لبنان.

عرفت بلدة الجية في القديم باسم «مرفأ فيريون» نسبة إلى مدينة أثرية تقع في وسطه وتعود إلى الحقبة البيزنطية وقد وضعتها الدولة اللبنانية في خانة معالمها الأثرية وهي تتضمن قلعة ومدرجا صغيرا وبيوتا سكنية أثرية تطل على شاطئ البحر. أما مقام النبي يونس الذي يقع قربها فهو بمثابة مزار يقصده الناس من كل لبنان ويقال إنه يمثل قصة النبي يونس الذي ابتلعه الحوت ثم رماه حيا يرزق في تلك البقعة على شاطئ البحر.

قد تكون بلدة الجية واحدة من البلدات الساحلية اللبنانية المنتشرة على طول الشاطئ اللبناني من شماله إلى جنوبه ولكن ما يميزها عن غيرها من البلدات أنها تشبه الجنة على الأرض كما يقول رئيس بلديتها د.جورج قزي لـ«الشرق الأوسط» لشاطئها الأزرق الصافي والطويل وللمناظر الطبيعية الخلابة التي يتمتع زائرها بها والهدوء الذي يسكنها والذي يحظى به ما إن يجلس في أحد مطاعمها أو مقاهيها البحرية والتي لا تبعد عن العاصمة بيروت سوى دقائق قليلة.