تسهيلات سياحية.. بروح مصرية

كيف تقضي أجمل الأوقات في العين السخنة؟

منتجعات عين السخنة فرصة للاسترخاء والراحة
TT

يحتفظ المصريون لأنفسهم بشواطئ العين السخنة، ويتمتعون بها طوال فترات العام، ولا يشركونها في حملات السياحة العالمية التي تضم شرم الشيخ وراس محمد وطابا والغردقة. ويفضل المصريون العين السخنة لأنفسهم، لأنها على مقربة ساعة واحدة بالسيارة من القاهرة، ولأنها تتوجه إلى راحة السياح العرب والمصريين، كما يمكن قضاء عطلات نهاية الأسبوع بها سواء في فصل الصيف أو الشتاء. وهي ما زالت تحتفظ بطابعها الشرقي الأصيل، وتجد السيدات المحجبات فيها معاملة مفضلة، كما أن معظم المنتجعات في العين السخنة تتوجه نحو السياحة المحلية والإقليمية بدلا من العالمية، نظرا لعدم وجود مطار دولي قريب من العين السخنة مثلما هو الحال مع شرم الشيخ والغردقة.

ولا تعد العين السخنة اكتشافا سياحيا حديثا، حيث أنشئ أول فندق فيها في الستينات وهو يحمل اسم «فندق العين السخنة». وهي مدينة تجمع بين المنتجعات السياحية والمجمعات الصناعية، ويتصل بها أيضا ميناء العين السخنة البحري الذي تبلغ مساحته 22 كيلومترا مربعا، وتجري به استثمارات صناعية لاستيعاب مليوني حاوية سنويا، وهو يقع الآن ضمن ملكية شركة موانئ دبي العالمية. كما توجد مصفاة لتكرير وإسالة الغاز، وتقع بالقرب من منطقة حقول نفط وغاز، كما توجد أيضا في المنطقة مصانع للسكر والوقود النباتي والأمونيا باتجاه شمال المدينة.

واشتهرت العين السخنة في الماضي بأنها مقصد لسياحة الاستشفاء، نظرا لوجود كثير من العيون الكبريتية فيها التي تعالج بعض حالات الروماتيزم. وهي تتميز عن شرم الشيخ بأن شواطئها رملية وليست مرجانية. وهي تبعد عن القاهرة مسافة 140 كيلومترا، وتبعد عن السويس مسافة 55 كيلومترا وتتبع محافظة السويس.

ومع ذلك فهناك نسب لا بأس بها من الأجانب في المنتجعات المنتشرة في العين السخنة. ومعظم هؤلاء يأتون إليها من القاهرة ضمن رحلات تشمل عدة مناطق مصرية مثل القاهرة وساحل البحر الأحمر والأقصر وأسوان. ويبدو من تعليقات هؤلاء على عطلاتهم في العين السخنة أنهم تركوها بعدة انطباعات تتراوح بين المفاجأة من وجود منتجع بهذه النوعية على مقربة ساعة من القاهرة، وملاحظة أن الشواطئ رملية وتمتد لمسافات بعيدة داخل البحر قبل الوصول إلى أعماق أطول من قامة الإنسان. أيضا كانت التعليقات إيجابية عن نوعية الطعام ومستويات الخدمة. بينما تراوحت السلبيات بين «طاقم خدمة لا يبتسم» أو «عدم وجود نشاطات خارج المنتجع». وهؤلاء يقارنون مستويات الخدمة بما يتوقعونه في مواقع أخرى.

ويوجه هؤلاء نصائح للسائحين الآخرين، منها تناول الطعام بالقرب من البحر وحمامات السباحة للاستمتاع بالهواء الطلق والموسيقى. وهم لا ينصحون بأي تسوق في المدينة لأن السائح يعتمد تماما على ما هو متاح داخل الفندق الذي يقيم فيه. ويستغرب البعض عدم وجود مواصلات عامة خارج الفنادق. وكانت الشكوى الجدية الوحيدة اختفاء حقيبة بها مناشف ولعب أطفال في يوم سفر أحد السياح، وبعد تحقيقات قامت بها إدارة الفندق أبلغته بأن النتيجة التي توصلت إليها هو أن الحقيبة اختفت بعد أن التقطتها أحد الطيور في المنتجع! وكتب السائح قصته على الإنترنت. ويبدو أن التفسير الواقعي لهذه الحادثة هو أنه ترك الحقيبة واعتقد عمال الفندق أنه غادر المنتجع وأخذوا الحقيبة، وبعد التحقيق في القضية لم يعترف أحد بأنه شاهد الحقيبة.

هذه الملاحظات لا تعني كثيرا من يأتي من القاهرة لقضاء بضعة أيام في العين السخنة، فمن يأتي إلى العين السخنة بسيارته لا يحتاج إلى مواصلات عامة، كما أنه لا يأتي إلى العين السخنة بالتأكيد من أجل التسوق أو قضاء ليال صاخبة. فالمنطقة هادئة وتصلح للاستجمام التام.

* أيام في العين السخنة

* الطريق إلى العين السخنة يبدأ من ناحية مطار القاهرة وينطلق شرقا. وهو من أفضل الطرق السريعة في مصر وعليه رسوم تبلغ 5 جنيهات (أقل من دولار واحد) لكل سيارة تعبره في اتجاه واحد. ومن الأفضل الحجز في أحد منتجعات العين السخنة قبل بداية الرحلة بعدة أيام للتأكد من وجود الغرف الشاغرة، خصوصا في نهاية الأسبوع (الخميس والجمعة) حيث تزدحم الفنادق في هذين اليومين وتتضاعف أسعارها. وإذا كان السفر أثناء المناسبات الخاصة مثل عيد الأضحى، فالأفضل الحجز قبلها بفترة طويلة لأن كل الفنادق تكون مشغولة بالكامل.

أحد المنتجعات الشهيرة في المنطقة اسمه «ستيلا دي مير» وهو يقع عند الكيلو 46 على طريق السويس - الغردقة بالقرب من تقاطع هذا الطريق مع الطريق السريع إلى القاهرة. وهو منتجع من فئة الخمس نجوم، ويحصل دوريا على أعلى التقديرات من الزائرين، وينتمي إلى مجموعة تحمل الاسم نفسه وتنتشر في مناطق سياحية أخرى، منها شرم الشيخ. ويتميز ستيلا بالموقع الجذاب وإطلالته على البحر الأحمر بشاطئ خاص تكسوه الرمال البيضاء، وحمامات سباحة عريضة قريبة من الشاطئ يعتبرها البعض من الأفضل في العين السخنة.

ويمكن الحجز لأي فترة، بداية من يوم واحد. ومثلما هو الحال في كل المنشآت السياحية الأخرى هناك سعر مخفض للمصريين بالعملة المحلية يختلف عن التسعير بالدولار للأجانب. وتتمتع الغرف بالتكييف والتلفزيون الفضائي ومساحات جيدة مع بالكونات، وهي مقسمة كغرف مزدوجة بسريرين لكل منها مع إمكانية إضافة سرير ثالث عند الحاجة. وتتصل جميع الغرف بالإنترنت لاسلكيا، ولكنها ليست خدمة مجانية، وبعضها يطل على البحر مباشرة. وتوجد خزانات للوثائق والنقود في الغرف.

من خدمات الغرف إمكانية توصيل الوجبات وخدمة تنظيف وكي الملابس. كما يمكن الاستفادة من تحويل العملة وصالون الحلاقة والتجميل وتأجير الدراجات. كما يوفر الفندق خدمة تأجير السيارات والخدمات المتعلقة بالأعمال. ويسمح الفندق بالوصول بعد الثانية ظهرا والمغادرة قبل الثانية عشرة ظهرا. ويوفر الفندق إقامة مجانية للأطفال دون السادسة من العمر (بحد أقصى؛ طفلان لكل عائلة). ولا يسمح المنتجع بوجود الحيوانات الأليفة ولا بالتدخين في الغرف.

ويوفر المنتجع مساحات كافية لصف السيارات بالقرب من مدخل الفندق الرئيسي، واسمه «غراند هوتيل». ويتمتع الضيوف بوجبتين يوميا ضمن تكلفة الحجز، بينما يمكن شراء وجبة ثالثة من عدد من المطاعم المنتشرة في الموقع. وتشمل الوجبات «بوفيه» حافل بكل الأطعمة الشرقية والغربية والحلويات والشاي والقهوة. وفي المساء يمكن الاختيار بين وجبات متعددة أو اختيار الباربيكيو لعدة أنواع من اللحوم والأسماك المشوية يوميا.

ويحصل الضيف على صحيفة يومية (محلية) مجانا يوميا، وهناك بعض منافذ لشراء الهدايا السياحية في المنتجع مع سوبر ماركت قريب لشراء أي لوازم أخرى مثل مستحضرات التجميل أو الحماية من الشمس. ولعشاق الرياضة يوفر الموقع ملاعب تنس وملعب غولف قريب (على مقربة 3 كيلومترات) وغرفة ألعاب وجيمنيزيوم وسونا ومساج وطاولات بلياردو وتنس طاولة. من الرياضات الأخرى المتاحة صيد الأسماك والسكواش وميني غولف.

ويمثل هذا المنتجع نموذجا للخدمات التي يتوقعها الزائر السياحي للعين السخنة، وهو يماثل إلى حد كبير من تقدمه المنتجعات المجاورة الأخرى. ولكنه لا ينال إعجاب كل زائريه حيث يتعرض المنتجع، مثل غيره، إلى كثير من التعليقات السلبية من بعض ضيوفه، بعضها يمكن اعتباره منطقيا. من الملاحظات المذكورة من النزلاء على موقع المنتجع على الإنترنت، عدم وجود تدفئة لحمام السباحة الخارجي أثناء فصل الشتاء، وعدم توفير أماكن صف سيارات واضحة في الموقع، كما لا يوجد موقع على المدخل لنقل الحقائب من السيارات إلى الفندق وبالعكس. أحدهم يطالب المنتجع بخفض الثمن بنسبة 20 في المائة حتى يبدو معقولا. وآخر يشكو من تكرار وجبات البوفيه يوميا بلا تغيير، بينما اختار نزيل أن يشكو من سوء مستوى فريق الترفيه، وتكررت شكاوى نوعية الطعام.

ومن الصعب الاتفاق مع كل هذه الانتقادات بعد قضاء بضعة أيام في هذا المنتجع، الذي يمكن القول إن أهم ما يوفره فوق أي اعتبار آخر هو الخصوصية والعزلة عن العالم الخارجي. وبعد أيام في ضوضاء القاهرة يعتبر هدوء ستيلا والعين السخنة ونظافة الهواء فيهما، من أفضل المزايا التي يمكن للزائر أن يتوقعها.