فنادق «سوق واقف» في قطر.. التراث والفخامة

5 فنادق تعمل بنظام المزايا المفتوحة وتمزج بين الأصالة والحداثة

تناسق وتناغم في ألوان الديكور وموقع في قلب السوق القديم
TT

تجسد مجموعة فنادق «سوق واقف» ذات الخمس نجوم التي تديرها شركة «الريان للضيافة القطرية» روح العصر بلمسة فنية تحمل مخزونا تراثيا كبيرا من الإبداع، وتضم 5 فنادق هي: «المرقاب»، و«النجادة»، و«الجسرة»، و«أرميلة»، و«مشيرب»، والتي تم تشييدها بما يتوافق مع التراث القطري. وتعتبر تجربة البوتيكات التراثية فئة الخمس نجوم الفاخرة هي الأولى من نوعها في المنطقة؛ حيث تضيف على «سوق واقف» المزيد من الجذب من قبل روادها وضيوف الدوحة، وقطر.

تقع الفنادق الخمسة، وطاقتها القصوى 120 غرفة وجناحا، في بيوت أثرية أعيد ترميمها لتحافظ على الصورة التقليدية للبيت القطري القديم، والنمط المعماري الهندسي الذي يتميز به «سوق واقف»، لكن الفنادق من الداخل توفر لساكنيها مساحة من الفخامة العصرية التي تحمل سمات فريدة من العناية والاهتمام. أما الديكورات فتلقي على المكان إحساسا بالرفاهية، مع مجموعة متصلة من الخدمات تتراوح بين النادي الصحي «سبا» والمطاعم مختلفة المذاقات.

ويتمتع كل فندق ببصمة خاصة في تقديم مفهوم فريد للضيافة. كما تشتهر فنادق «سوق واقف» بأنها ملاذا لنزلائها للابتعاد عن ضوضاء المدينة والتمتع بالخصوصية والاسترخاء والاستجمام. وتناسب مجموعة الفنادق هذه جميع الضيوف سواء من رجال الأعمال أو العائلات. كما تقدم مأكولات كثيرة ومتميزة من خلال 12 مطعما وقاعة. وتكمن رؤية فنادق «سوق واقف» في توفير الراحة للنزلاء بطريقة مبتكرة ومعاصرة من خلال المزج بين الأناقة المتطورة وحسن الضيافة تكملهما التقاليد وروح الأصالة المحلية. وتولى تصميم الغرف والأجنحة عدد من كبار المصممين من أنحاء العالم، وزين معظمها بالألوان الغنية والجريئة، وتحمل طابعا مبدعا وفريد. وجميع الفنادق تقع على بعد 15 دقيقة من مطار الدوحة الدولي، فضلا عن 10 دقائق فقط من معرض الفن الحديث وكورنيش الدوحة وحديقة الكورنيش ومتحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني.

توفر مجموعة الفنادق خدمات متصلة، يمكن للنزلاء الاستفادة منها جميعا، خاصة وهي تقع في مكان واحد، والاستمتاع خلال زيارتهم بالمرافق الموجودة، مثل حمام السباحة الموجود في فندق المرقاب أو السبا والحمام المغربي الموجود في فندق الجسرة، وهذه الخدمات مقدمة من أشهر الشركات المديرة للمنتجعات «أنانتارا».

* المزايا المفتوحة

* وفي حفل افتتاح الفنادق منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كشف محمد القحطاني، الرئيس التنفيذي لشركة «الريان للضيافة»، النقاب عن توسعات المجموعة الاستراتيجية؛ حيث تعمل المجموعة على إضافة أربعة فنادق أخرى تحت إدارة فنادق «سوق واقف». وأضاف أن أحد المفاهيم الجديدة التي تقدمها الشركة هي خدمة «المزايا المفتوحة» حيث يمكن للنزيل في أحد فنادق المجموعة التمتع بجميع مرافق وخدمات فنادق المجموعة ككل.

كما توفر المجموعة لنزلائها رحلتين يوميا على متن سفن خشبية تراثية مجانا في مسعى لتقديم تجربة ضيافة متكاملة بين التراث والفخامة.

ويعتبر فندق المرقاب أكبر هذه الفنادق، وقد تمكن أخيرا من استضافة فعاليات مسابقه مهرجان «ترابيكيا» السينمائي في قطر، ولديه مسرح «الريان» الذي يتسع لأكثر من 980 شخصا، وهو عبارة عن مدرج فائق الحداثة ومعزز بالتجهيزات السمعية والبصرية، كما يضم الفندق مسرحا مفتوحا على السطح ويصل عدد المقاعد فيه إلى 300 مقعد.

وقد صمم الفندق ليكون مكانا مثاليا للأحداث والمناسبات التجارية والاحتفالات العائلية. ويوجد فيه مسبح على الهواء الطلق ومطاعم فاخرة. وقاعتين للاجتماعات والمؤتمرات مصممة لاستيعاب 100 شخص.

كما يضم فندق «الجسرة»، 22 غرفة، إلى جانب 4 أجنحة فاخرة، بينما يعتبر فندق «النجادة» تحديثا لبناء يعود في الأصل لعام 1930، وهو يحمل السمات القطرية المحلية مثل التراث والهندسة المعمارية والتصميم وسمعة الضيافة العربية الدافئة التي تنتشر على نطاق واسع. وبعد أن خضعت المناطق الداخلية من جميع المنازل العربية التقليدية لعملية إعادة ترميم واسعة، ظهر الفناء الداخلي لهذا الفندق مكشوفا على السماء من دون سقف، وبات من الممكن الاستفادة منه كغرفة معيشة في الهواء الطلق، مع إضفاء بعض عناصر الزينة الفنية، مثل نوافير المياه.

ويقع فندق «أرميلة» في محيط غني ثقافيا داخل «سوق وقف». ويمزج الفندق بين الضيافة العربية التقليدية والمرافق والخدمات الحديثة لتلبية احتياجات المسافر.

* السياحة الفخمة

* وكانت مجموعة فنادق «سوق واقف»، شاركت في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وضمن «الهيئة العامة للسياحة» القطرية في معرض «سوق السفر العالمي الفاخر» (ILTM) الذي أقيم في «قصر المهرجانات والمؤتمرات» بمدينة كان الفرنسية.

ويعد «سوق السفر العالمي الفاخر»، مناسبة لشركات السفر العالمية المرموقة. ويضم المعرض تحت مظلته نخبة من المنتجعات الفاخرة الأكثر شهرة في العالم مع كبار اللاعبين في سوق السفر العالمي يتم خلالها استعراض فرص العمل وسبل التعاون.

وقال عبدو كيالي، مدير إدارة مجموعة التسويق والمبيعات، لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة فنادق «سوق واقف»، وشركة «الريان للضيافة القطرية» المالكة لها، سعت من خلال مشاركتها في «سوق السفر العالمي الفاخر»، تأكيد حضور قطر، في سوق السفر العالمي الفاخر، وقدرة مجموعة فنادق «سوق واقف»، على توفير مكان عابق بالتراث والأصالة، مع مواصفات فخمة، يمكن أن يربط حركة المسافرين من أوروبا نحو شرق وجنوب شرقي آسيا وجزر السيشل والمالديف.

وقد نجحت قطر في التأهل لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، مع ما يتطلب ذلك من تدشين حزمة واسعة من مشاريع البنية التحتية، والمشاريع السياحية والفندقية. كما نجحت قطر في أن تجعل من الدوحة مقصدا لسياحة المؤتمرات الدولية والإقليمية، ومع افتتاح مطار الدوحة الجديد، وتنامي حركة السفر من خلال الخطوط الجوية القطرية التي تسير رحلاتها إلى أكثر من 100 وجهة حول العالم، فإن الدوحة تصبح أكثر تأهيلا لاستضافة المسافرين بين الشرق والغرب.

وتتوقع «منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة» أن تستأثر منطقة الشرق الأوسط بنسبة 8 في المائة من السياح الدوليين البالغ عددهم 1.8 مليار شخص.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تحدث عبدو الكيالي، مدير إدارة مجموعة التسويق والمبيعات، عن المفهوم الجديد الذي تمنحه مجموعة فنادق «سوق واقف»، خاصة في كونها قطعة فنية تمزج بين الأصالة والحداثة. وتمنح ساكنيها مزيجا من الفخامة والاسترخاء.

وقال، إن «استراتجيات التسويق تتركز على تغطية كبيرة في الأسواق الأوروبية للمؤهلات الموجودة في فنادق (سوق واقف)، فأكثر السياح الأوروبيين يعشقون أن تكون لهم إجازة مميزة في مدينة تتمتع بحفاظها على طابعها الأصيل وتراثها الخلاب، وهذا ما يجعل من فنادق (سوق واقف) الواجهة المرموقة ليكون لها النصيب الأكبر من هذه الأسواق».

وقال كيالي إن تجربة السكن في هذه البيوت الفخمة توفر إحساسا بالمكان لا ينسى، خاصة أن جميع فنادق «سوق واقف» تتميز بطرازها المعماري الغني والمدهش وكذلك الإبداع الهندسي في التصميم واختيار الطراز التقليدي وبشكل معاصر.

ويلاحظ كيالي أن الكثير من السياح ورجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط يسكنون الفنادق الفاخرة والمدارة من قبل أشهر مجموعات إدارة الفنادق العالمية، لكن بعد فترة وجيزة لا يستطيع أحدهم أن يتذكر اسم الفندق أو المكان لتشابه الأبراج وناطحات السحاب، لكن فنادق «سوق واقف» المتألقة في «سوق واقف» التراثية يمكنها أن تمنح الإحساس بالانتماء للموروث الثقافي العريق. كما أن فكرة وجود خمسة فنادق «المرقاب، أرميلة، المشيرب، النجادة، الجسرة» والتي اشتقت أسماؤها من أسماء أماكن تاريخية في قطر، تجعل للضيف حرية الاختيار، وقد تكون في بعض الأحيان تجربة الإقامة لليلة في كل من الفنادق المجموعة خلال الزيارة.

* «سوق واقف»

* يستمد «سوق واقف» الذي يشكل اليوم قلب الحياة الاجتماعية في قطر شهرته من موقعه التاريخي الذي يتكأ على تراث تاريخي يمتد لأكثر من 250 سنة؛ حيث كان يمثل ملتقى لحركة التجارة والبيع، وموقعا للتداول اليومي، وحاضنا للصناعات التقليدية، ومخزنا للمواد الغذائية، وضفة قريبة من البحر لحركة التصدير والاستيراد.

ويقع «سوق واقف» على مساحة 20 ألف متر مربع، ويضم بين جنباته 1200 محل ودكان، في صفوف ملتوية تشبه شكل الأسواق الشعبية التقليدية في الدول العربية. وتوفر فنادق «سوق واقف» الـ5، امتداد لعدد من الفنادق القديمة، أشهرها فندق بني في عام 1950 وعرف باسم فندق «بسم الله» وكان يضم 6 غرف فقط، وكان يوفر ملجأ للزوار المقبلين للدوحة والمراجعين الدوائر الحكومية والأجانب.

يزور السوق ما بين 6 - 7 آلاف زائر يوميا، وخلال عطلة نهاية الأسبوع يقفز العدد إلى ما بين 15 - 20 ألف زائر. وهو أحد الأماكن التي يلتقي فيها السياح والموظفون وأهل العاصمة؛ حيث يجلس الجميع في مقاه متجانبة يتبادلون الحديث.

وبالإضافة لعدد كبير من المطاعم والمقاهي المتنوعة التي توفر لزوار السوق مكانا لقضاء أمسيات ممتعة، فإنه يضم كذلك عددا كبيرا من الصناعات الحرفية القديمة بينها مهن شعبية كانت معروفة في السوق قديما، وأهمها المهن التي تتعلق بالبحر، والصيد، والبر، بالإضافة لمهن كالحجامة والخرازة وغيرهما، كما تتوفر صناعة الحياكة، وخياطة المشالح، وتجارة الطيور البرية الجارحة، وغيرها.