الشتاء في لبنان.. ثلوج ونشاط

يعد أجمل المواسم في العالم العربي

التزلج في موسم الشتاء في لبنان فرصة ينتظرها محبو المغامرات بفارغ الصبر
TT

لا يختلف اثنان على أن فصل الشتاء في لبنان يشكل أحد أجمل المواسم السياحية في العالم العربي، خصوصا أن الثلوج التي تغطي مساحات شاسعة من مناطقه الجبلية المرتفعة تجذب أكبر عدد من السياح العرب والأجانب الذين يقصدونه في هذا الوقت للتمتع بممارسة رياضة التزلج وغيرها من النشاطات الأخرى المنوعة المعروفة فيه.

هذه السمة تضاف إلى الخدمات السياحية التي يقدمها لبنان، لا سيما أن مراكز التزلج لا تستدعي السفر الطويل أو قطع مساحات طويلة للوصول إليها.

فالثلج أو الذهب الأبيض، كما يحلو للبعض أن يسميه، له متعته الخاصة التي تتمثل بمشهديته من ناحية، وبأنواع الرياضة التي يمكن ممارستها على سطحه والتي تسمح لمحبيها، إذا شاءوا، بتمضية أكثر من يوم واحد في أحد المنتجعات أو الفنادق السياحية التي تستقبله مع عائلته في المنطقة التي يختارها، والتي تتوزع ما بين عيون السيمان واللقلوق والأرز وقناة باكيش والزعرور وغيرها.

وتأتي رياضة التزلج في مقدمة هذه النشاطات الرائجة في لبنان، والتي لديها شعبية كبيرة من قبل المقيمين فيه أيضا؛ إذ ينتظرون وصول موسم الثلج للقيام بهوايتهم هذه المفضلة لديهم، والتي تتطلب إلى جانب الثياب الخاصة بها مهارة في ممارستها على حلبات التزلج الكثيرة المتاحة له، لكن هذا الأمر لا يقتصر فقط على هواتها البارعين في ممارستها؛ إذ لدى من يرغب في تجربتها لساعات قليلة الفرصة للقيام بها مع مدربين مختصين يوجدون في مراكز التزلج من أجل هذه الغاية، وأجرة المدرب لا تزيد على 15 دولارا للساعة الواحدة، تضاف إلى الحساب الإجمالي للتسعيرة المحددة من قبل الاتحاد اللبناني للتزلج على حلبات السباق المعدة سلفا لهذه الرياضة، وتبلغ نحو 50 دولارا في أيام الأسبوع، و70 دولارا في أيام الويك إند.

«وردة» و«جونكسيون» و«روفوج» هي أسماء تطلق على حلبات التزلج في منطقة عيون السيمان، حيث بإمكان هواة رياضة التزلج، حسب مستوى براعتهم فيها، اختيار إحداها للتزلج عليها، وتتضمن مساحات متعرجة وأخرى مسطحة يستهويها ممارسو هذه الرياضة.

كما باستطاعة المتزلجين التنقل في تلك المناطق بواسطة «التلفريك» التي إلى جانب اختصارها المسافات بين حلبة تزلج وأخرى، تتيح لروادها التمتع بلوحات طبيعية يرسمها الثلج على الجبال والقمم المحيطة بها.

ومن النشاطات الأخرى التي تمارس على الثلج في لبنان «الراكيت الثلجية» التي تمارس سيرا على الأقدام، بحيث يتجهز ممارسها بزلاجات خاصة بالسير تجنبه الغرق في الثلج، فيمارس هوايته بخفة وراحة، وتتيح له التوجه إلى أماكن هادئة غير مكتظة بالناس، في العاقورة أو في تنورين والهرمل، وغيرها من المناطق الجبلية المرتفعة.

أما رياضة «سكي دو» التي تمارس بواسطة سيارة خاصة للسير على الثلوج، ومجهزة بسلاسل معدنية لتفادي التزحلق، فتعتبر من أجمل الهوايات والنشاطات التي تمارس على الثلج، وتتطلب وجود طبقة سميكة منه على الأرض لتتحرك عجلاتها الشبيهة بأدوات التزحلق المعروفة، وكغيرها من الرياضات التي تمارس على الثلج تتطلب من صاحبها ارتداء ثياب رياضية خاصة، يتم استئجارها من مراكز التزلج الموزعة في المناطق الجبلية.

الأولاد بدورهم لديهم نشاطات خاصة آمنة ومسلية على السواء، كالـ«لوج» الذي في استطاعتهم أن يستقلوها لمسافات قصيرة على مساحات هابطة المستوى (نزلات)، فيشعرون بالبهجة والفرح وهم يقطعونها.

أما جديد هذه النشاطات التي استحدثت في لبنان مؤخرا، فهي تلك المعروفة بـ«سكي راندونيه»، وترتكز على تسلق التلال سيرا على الأقدام بواسطة أحذية خاصة بها، فتكون من نوع السكة ذات المقبض في حال الصعود، يتم فكها في حال النزول لتصبح سهلة التزحلق، وتعرف بـ«جلد الفوك» المستوحى من الحيوان المائي المعروف بجلده اللزج الملمس. هذا النوع من الرياضة يتم تنظيمه من قبل وكالات سياحة خاصة، تؤمن العدة والأجهزة اللازمة لممارستها.

أما أجمل النشاطات الرياضية وأغربها، فهي تلك التي تعرف بمخيمات الثلج، بحيث تتوجه مجموعة من الناس إلى منطقة ثلجية نائية معروفة، مما يتطلب السير على الأقدام لساعتين أو أكثر نحو الجرد الجبلي، وهناك يتم تشييد الخيم لتمضية الليل الذي تقام فيه سهرات النار وعزف الموسيقى وغيرها من النشاطات التي يحلو القيام بها بين المجموعات، وفي اليوم التالي وقبيل مغادرتهم مركز التخييم يأخذ الموجودون في بناء البيوت الثلجية المعروفة بالـ«ايغلو» أو بيوت الاسكيمو، فتؤلف لوحة طبيعية رائعة من صنعهم يلتقطون الصور إلى جانبها لتبقى ذكرى لا تنسى من قبلهم. أما كلفة هذه الرحلة الثلجية فتبلغ نحو 100 دولار للشخص الواحد.

أما النصائح التي تقدم لممارسي هذه الهوايات فتتمحور حول ضرورة ممارستها مع شخص أو أكثر، التجهز بثياب وعدة تزلج مناسبة للرياضة المختارة، إضافة إلى ضرورة التبليغ عن موعد المغادرة والعودة لممارسي هذه الهوايات؛ ليتم تفقدهم في حال تأخرهم عن الأوقات المحددة لها سلفا.