سلسلة من الإنجازات الحكومية والأهلية تدفع بعجلة التنمية السياحية في مدينة جدة

الكورنيش غربا والغاية الخضراء شرقا

TT

تنوعت المقومات السياحية في مدينة جدة لتجتذب آلاف السواح من كل المناطق السعودية وخارجها على مدار العام، من خلال المنشآت السياحية في القطاعين الحكومي والأهلي تتضمن مجموعة من المنتجعات والفنادق والمراكز التجارية ونحوها لتعلب دورا مهما في زيادة نمو الأنشطة السياحية في البلاد.

وحظيت مدينة جدة باهتمام سياحي، الأمر الذي انعكس على إقبال المستثمرين على الاستثمار في القطاع السياحي لتمتعها بالكثير من المقومات الطبيعية التي تساعد على التنمية السياحية، التي عكستها أهم إيجابيات الوضع السياحي في ظل تنوع خدمات السكن والمبيت تتمثل في الخدمات الفندقية والشقق المفروشة والشاليهات الشاطئية والقرى السياحية، إضافة إلى وجود تنوع في خدمات الطعام من خلال مجموعة متميزة من المطاعم التي تقدم وجبات لمختلف شعوب العالم.

وتميزت جدة بوجود شاطئ يمتد لأكثر من 110 كيلومترات إضافة إلى شرم أبحر الذي يمثل امتدادا للكورنيش وبما يغطي الطلب علي سياحة الشواطئ وكل ما يرتبط بها من الرياضات البحرية كالصيد والغوص.

وساهمت مجموعة متنوعة من المراكز الترفيهية تلبية مختلف الاحتياطات الترفيهية، مقابل توافر مئات المركز التجارية موزعة على مختلف الأحياء بما يحقق ميزة تسويقية لمدينة جدة كأحد أهم مراكز التسوق في السعودية.

وحرصت الجهات المسؤولة في مدينة جدة مؤخرا على أن يتم تطوير كورنيش جدة على عدة مراحل متتالية حتى لا تحجب الواجهة البحرية بكاملها خلال فترة التطوير كونها تمثل أهمية كبرى لسكان مدينة جدة وزائريها كما أنها الواجهة الحضارية والسياحية والترفيهية للمحافظة بأكملها، حيث أسدل الستار عن المرحلة الأولى لتظهر أمام قاصدي الشاطئ بشكل لافت ومميز مقابل العمل في المراحل الأخرى لإكمال كل المراحل التي من شأنها تطوير الأجزاء المتبقية من كورنيش البحر الأحمر.

وتعتزم أمانة محافظة جدة افتتاح مشروع تطوير الواجهة البحرية أمام الزوار في مرحلته الثانية التي تمتد من دوار (فندق الإنتركونتيننتال) جنوبا حتى مسجد العناني شمالا بطول 3.8 كيلومتر والذي تبلغ تكلفتها نحو 180 مليون ريال، بما يعادل تكاليف المرحلة الأولى التي تم افتتاحها سابقا وامتدت من شارع التحلية حتى ميدان النورس شمالا، حيث تتضمن المرحلة الثانية عددا من الخدمات الإضافية، مماثلة لما هو موجود في المرحلة الأولى، بحيث تستطيع أن تجذب إليها شرائح أكبر من الزائرين والمرتادين لمنطقة الكورنيش.

ويهدف مشروع الواجهة البحرية الجديدة (الكورنيش الشمالي) إلى توافر عدد من العناصر تتضمن زيادة المساحات الخضراء والحدائق وتوفير 800 موقف للسيارات وإنشاء تقاطعات المشاة وإشارات الانتظار، وإنشاء عناصر تنسيق الموقع من أعمدة إنارة وعناصر نباتية وتوفير المقاعد وسلات المهملات ومناطق مظللة لألعاب الأطفال وتوفير لوحات إرشادية مختلفة بالإضافة إلى أماكن مخصصة للوحات الإعلانية وإنشاء نوافير ومجسمات مائية صغيرة وتمديدات للبنية التحتية اللازمة لها والمحافظة على الأعمال الفنية الموجودة في المنطقة وإنشاء الأكشاك ودورات المياه ووحدات استثمارية متفرقة على طول الكورنيش.

وفي المقابل برزت نتائج مشروع الغابة (الشرقية) التي تم إنشاؤها في منطقة على بعد 5.14 كم من طريق الحرمين (الخط السريع) وعلى مساحة 5.2 مليون متر مربع من خلال استغلال مياه بحيرة الصرف الصحي التي ساهمت في زراعة غابة وتكوين مسطحات خضراء لإيجاد حلول بيئية لمشكلة مياه الصرف الصحي والتي تم إنهاؤها ومن خلال تبني آلية فعالة لاستغلال المياه المعالجة في استخدامات مفيدة.

وسيلعب المشروع دورا بارزا ضمن المشاريع السياحية في جدة يستهدف كل الزوار من داخل المحافظة وخارجها، حيث بلغت تكلفته أكثر من 82 مليون ريال وشمل مكونات الصرف الصحي المعالجة من محطة المعالجة إلى الغابة مع المضخات اللازمة خلال الفترة الماضية، إضافة إلى المختبرات وورشة الصيانة، وتضمن إنشاء بوابة رئيسة وسور حجري وأسوار نباتية وبرج للمراقبة بجانب أعمال السفلتة والإنارة باستخدام الطاقة الشمسية.

من جهتها تشكل الشاليهات والقرى السياحية جانبا مهما من الخدمات السياحية التي تربط بين السياحة والترفيه أو سياحة الشواطئ والسكن والترفيه، وتقع غالبية الشاليهات والقرى السياحية بجدة على شرم أبحر وشماله وجنوبه، وتحرص الشاليهات على توفير مجموعة متنوعة من الخدمات، وعلى هذا تعد الشاليهات أحد أهم المشروعات السياحية والترفيهية الجاذبة للمواطنين من داخل وخارج السعودية، ويتوقف نجاح مشروعات الشاليهات على مدى ما توفره من عناصر وخدمات مكملة تجعل الشخص لا يحتاج إلى مغادرة المكان وقضاء معظم وقته داخل المجمع وإنفاق كامل المخصص السياحي اليومي علي مكونات المشروع مما يزيد من عدد الليالي الفندقية التي يقضيها ويرفع من نسب الإشغال، إضافة إلى مرونة التكامل في مشاريع الشاليهات مع السائح القادم لممارسة مختلف الأنشطة السياحية الأخرى في جدة. وتحاول الشاليهات والقرى السياحية تقديم خدمات مميزة تضاهى الخدمات الشاطئية المتوفرة في العالم بحيث تمثل عامل جذب مهم للسياحة الداخلية.

وتساهم المراكز الترفيهية في جدة في مشاركة القطاعات السياحية بشكل فاعل بأكثر من 30 مركزا ترفيهيا، إضافة إلى مدن الألعاب الترفيهية بالشاليهات والمراكز التجارية والتي تحقق المتعة المزدوجة التي تجمع بين التسوق والترفيه، لذلك قد تستأثر جدة بميزة نسبية في مجال المراكز الترفيهية بما يدعم مكانتها السياحية بين باقي المدن السعودية، حيث شكلت مراكز الترفيه المغلقة والمكيفة نمطا جديدا بدأ ينتشر في جدة ليتلاءم مع درجات الحرارة والرطوبة خلال فصل الصيف ويجعل المترددين يقضون فترات أطول داخل المراكز المغلقة.

وتضم مدينة جدة سلسلة من الخدمات السياحية تقدر بأكثر من 100 وكالة للسفر والسياحة وتقدم السفر والسياحة لسكان وزوار محافظة جدة، وتقتصر معظم خدمات هذه الشركات على حجز تذاكر الطيران وتنظيم برامج السياحة الخارجية والداخلية لتوفير خدمات حجز تذاكر الطيران وكذلك البرامج السياحية.