بيروت النابضة بالحياة على قائمة أجمل 25 مدينة في العالم عام 2013

تفوقت على باريس وملبورن وبرشلونة والبندقية

صخرة الروشة من المعالم السياحية الشهيرة في بيروت
TT

إذا كنت لا تزال مترددا في القيام بزيارة إلى بيروت، فإن الذين زاروها قبلك يشجعونك على شد رحالك إليها. فهذه المدينة التي اشتهرت بأنها لا تنام وبأنها ست الدنيا ومفتاح الشرق احتلّت المرتبة العشرين على قائمة أجمل 25 مدينة في العالم. هذه المرتبة وردت في استفتاء لمجلة «كوندي ناست» العالمية (الخاصة بالسياحة والسفر) أجرته لعام 2013. وقال المشاركون في عملية التصويت، إن بيروت لديها الكثير لتقدّمه لزائرها. وجاء هذا التقرير نتيجة مسابقة سنوية تقيمها المجلّة لقرّائها الذين يختارون أجمل المدن السياحية وفقا لاطلاعهم وخبراتهم في عالم السياحة.

* بيروت وليمة تحاكي المثقفين

* وكتبت المجلّة على موقعها الإلكتروني وضمن قائمة أفضل 25 مدينة في العالم وفي الخانة الخاصة ببيروت: تقدّم لك هذه المدينة نسيجا من الطوائف والأديان وأنماط حياة مختلفة تؤلّف وليمة تحاكي عقول المثقفين.

ووصف التقرير قائمة هذا العام بأنها أكثر شمولية من أي وقت مضى في ظلّ مشاركة مليون وثلاثمائة قارئ، واصفا بيروت بـ«باريس الشرق» ومثنيا على ميزاتها السياحية في مجالي المطاعم والنوادي. وحلّت مدينة سان ميغال المكسيكية في المركز الأول وفلورنسا الإيطالية ثانية بينما جاءت مدينة بودابست (عاصمة المجر) في المركز الثالث ومدينة سالسبورغ النمساوية رابعة وتشارلستون الأميركية خامسة ومدينة سان سيباستيان الإسبانية سادسة وفيينا سابعة ومدينة روما ثامنة. أما باريس فحلّت بعد بيروت، في المرتبة الثانية والعشرين والبندقية في المرتبة الرابعة والعشرين، وهنا تكمن المفاجأة.

* تعددت تسمياتها والعنوان واحد

* وتعتبر مدينة بيروت إحدى أجمل المدن الواقعة على الساحل في منطقة الشرق الأوسط وهي العربية الوحيدة الواردة في التقرير المذكور. أما أسباب احتلالها هذا المركز بالتعادل مع مدينة إشبيليا الإسبانية فتعود إلى كونها إضافة إلى المواقع السياحية والأثرية التي تتضمنها تملك ميزة لا يستهان بها في الخدمات السياحية التي تقدّمها في مجالي المطاعم والنوادي الليلية. ففي عام 2011 كشف مؤشّر «ماستر كارد» أن بيروت حصلت على المركز الثاني من حيث نسبة البذخ السياحي فيها بين جميع دول الشرق الأوسط وأفريقيا بعد أن احتلّت دبي المركز الأول في هذا الإطار. كذلك وضعت في المرتبة التاسعة بين قائمة أكثر المدن زيارة في العالم عام 2009. كما تمّ تصنيفها في العام نفسه من ضمن المدن العشر الأوائل الأكثر حيوية بواسطة دليل «لونلي بلانيت» السياحي. ولم تقتصر تسميات بيروت على المدينة فقط إذ لاقى أحد نواديها الليلية «سكاي بار» شهرة واسعة عندما صنّفته قناة «سي إن إن» ومجلة «نيويورك تايمز» الأميركيتان عام 2008 أحد أجمل وأشهر هذا النوع من نوادي السهر في العالم اجمع.

وتتنوّع مطاعم بيروت لتشمل غالبية المطابخ في العالم فمنها الإيطالي والياباني والهندي والصيني واللبناني والإيراني والفرنسي والإندونيسي وغيرها من المطاعم التي تقدّم أفضل الأطباق بجودة عالية. أما فنادقها فتنتشر على طول ساحلها لتوفّر لزوارها أفضل خدمة وأجمل مواقع طبيعية يمكن أن تشاهدها من على شرفاتها المطلّة على صخرة الروشة حينا وشارع الحمراء أحيانا وعلى الواجهة البحرية انطلاقا من وسط بيروت.

* لماذا استحقت بيروت هذه التسمية؟

* ورأى مستشار وزير السياحة في لبنان ميشال حبيس لـ«الشرق الأوسط» أن طبيعة الشعب اللبناني تلعب دورا كبيرا في الترويج للسياحة وقال: «بغض النظر عن شهرة لبنان الواسعة في إطار خدمات السياحة التي يقدّمها في فنادقه ومطاعمه والأطباق التي تضاهي جودتها في بلد المنشأ لها إلا أن شعب لبنان المضياف ساهم في تحبيب السياح فيه كونه شعبا يتكلّم أكثر من لغّة، مبتسما دائما ويملك شهية كبيرة لاستقبال الناس من أي بلد كانوا». وأضاف: «قليلة هي المدن التي يتمتع شعبها بمزايا اللبنانيين. فهو فينيقي أبا عن جدّ ويعلم تماما ماذا يعني السفر أو السياحة والغربة، فلذلك تجده صاحب استقبال دافئ يريح الزائر ويدفعه إلى إعادة الكرّة وزيارة لبنان مرة أخرى». وما ذكره حبيس هو واقع صحيح لما شهد لبنان من عودة لسفراء ومواطنين أجانب أغرموا بطبيعته وأحبوا أهله فقرروا الاستقرار فيه نهائيا بعيدا عن بلدهم الأم.

* أشهر المواقع السياحية في مدينة لا تنام

* وتتعدد المواقع الأثرية والسياحية الشهيرة في بيروت وأهمها صخرة الروشة وهي عبارة عن تكوينات طبيعية ضخمة على مقربة من ساحل الكورنيش في بيروت في أقصى الطرف الغربي. يتمتع الناس بالمشي والركض في هذه الجهة من شاطئ البحر. وإضافة إلى المتاحف والمباني التراثية والآثار التي تتضمنها ففي استطاعة زوّار بيروت أن يمضوا أجمل السهرات في مطاعمها ونواديها والتي على خلاف أي دول سياحية أخرى موجودة في العالمين الغربي والعربي، فهي تستقبل زوارها لساعات متأخرة من الليل. وهكذا باستطاعة السائح فيها أن يتناول العشاء ومن ثم يمضي ليلة ساهرة على وقع موسيقى نابضة وحالمة على السواء ليعود بعدها ليتناول طبق حلويات يتألّف من الكنافة بالجبن أو السحلب وغيرها. بعدها يستطيع أن يترك لنفسه العنان ويمارس هواية المشي أو ركوب الدراجة على كورنيش المنارة حيث يحلو السهر لساعات الفجر.

«بيروت مدينة لا تنام» هي حقيقة يلمسها زائرها في كل مرة يقصدها فيقوم بجولة في أزقتها وشوارعها التي تكتظ مقاهيها بروّاد السهر، أو يبحر على متن أحد زوارقها ليتفرّج عليها من المقلب الآخر مضيئة متلألئة من بعيد، أو يتأملها من شرفة الفندق الذي ينزل فيه ليتمتع بمشاهدة لوحة سوريالية رسمتها أنامل الطبيعة لتوصل الجبل بالبحر والليل بالنهار.