دليلك إلى أفضل دور السينما في لندن

وجبات طعام وجلسات على أريكة وعروض خاصة للنساء

سينما «إلكتريت» في «بورتوبيللو رود» من أقدم دور السينما في لندن
TT

الذهاب إلى السينما هو بمثابة الإبحار في عالم الخيال؛ فعندما تنطفئ الأضواء ويستقر المشاهد في مقعده الوثير ويبدأ العرض، ينتقل إلى أثير مغاير تنتهي معه حدود الواقع وينطلق الخيال إلى آفاق غير مسبوقة، سواء كان ذلك في عالم المستقبل أو الماضي السحيق أو حتى الفضاء اللانهائي. وفي مدينة مثل لندن، ليس هناك أفضل من قضاء أمسية في دار للسينما لمشاهدة فيلم حديث أو كلاسيكي ينسى من خلاله المشاهد متاعب يومه وينطلق إلى عالم جديد.

وفي السنوات الأخيرة تطورت خدمات دور السينما في لندن ولم تعد تقتصر على مقاعد وكافيتريا تقدم مشروبات و«فشارا»، بل اجتمعت فيها مواصفات المطاعم الفاخرة مع الراحة الوثيرة في جلسات مريحة على أريكة تتسع لشخصين بدلا من المقاعد الفردية. ويمكن في بعض دور العرض ضبط المقعد كهربائيا لتوفير زاوية الرؤية المريحة وطلب مشروبات ومأكولات من قائمة طعام فاخرة.

وتعود صناعة السينما في بريطانيا إلى أواخر القرن التاسع عشر، وهناك بعض دور العرض التي يعود تاريخها إلى بداية القرن العشرين. وهي الآن تتطور لكي توفر للمشاهد وللعائلات «تجربة» تسلية مفيدة وممتعة، خصوصا في الأيام الرمادية الممطرة لشتاء لندن.

وهناك الكثير من دور السينما التي تناسب جميع الأذواق من حيث حجم المسرح الذي تعرض فيه الأفلام أو مساحة الشاشة أو نوعية الأفلام. وأفضل هذه المسارح يقدم خدمات يشعر معها المشاهد أنه في عالم خاص به، كما أن أفضل المسارح توفر مشاهدة جيدة من كل المقاعد المتاحة للمشاهدين.

وهناك آداب متعارف عليها داخل دور السينما، منها ما هو معروف مثل منع التدخين، ومنها ما يجب أن يتذكره المشاهد مثل ضرورة إغلاق هاتفه الجوال أو إلغاء رنين الهاتف على الأقل أثناء فترة العرض. كما يفضل عدم النهوض أو التجول في القاعة واعتراض مدى النظر للآخرين أثناء عرض الفيلم.

وتحاول دور السينما جذب الإقبال عليها بتقديم الكثير من الأفكار الجديدة، فهناك أمسيات تخصص للنساء فقط وتعرض فيها أفلام عاطفية. وأخرى يمنع دخول الأطفال الصغار فيها للحفاظ على الهدوء والصمت أثناء العرض.

وما زال الذهاب إلى السينما يمثل أرخص أنواع التسلية والترفيه في لندن مقارنة بقضاء الأمسيات في نشاطات أخرى مثل المطاعم أو المسارح. وتتراوح أسعار التذاكر ما بين 15 و30 جنيها وفق نوعية السينما وموقعها. ولكن هناك بدائل أرخص، خصوصا لهؤلاء الذين ينضمون إلى أندية السينما باشتراك يصل إلى عشرة جنيهات سنويا، ولكنه يخفض ثمن الدخول إلى النصف. كذلك يمكن خفض التكاليف بالذهاب أثناء أيام الأسبوع ظهرا بدلا من أمسيات نهاية الأسبوع.

والتنوع من أهم سمات قاعات السينما في لندن، فمنها مثلا ما هو باهظ التكلفة مثل «أوديون ليستر سكوير» التي تشتهر ببث أحدث أفلام هوليوود بحضور النجوم أنفسهم على السجاد الأحمر لتحية الجمهور. وهي أيضا من القاعات الأكبر حجما في لندن، ولكنها ليست الأكبر حجما للشاشة. فالحجم الأكبر تستأثر به سينما «إمباير لستر سكوير» وسينما «إيماكس» في ميدان ووترلو. بينما توجد قاعات شعبية أخرى لا تزيد فيها قيمة التذاكر على ثلاثة جنيهات، مثل سينما روكسي وسينما «ساوث بنك».

وتوفر قاعات مثل سينما «إلكتريك» في «بورتبيللو رود» أفخم المقاعد الجلدية بمساند للقدمين مع طاولة صغيرة للمشروبات، وأريكة لاثنين توفر جلسات مريحة.

وهناك توجه بين قاعات السينما للاهتمام بالأفلام ذات الأبعاد الثلاثية التي تساهم التقنيات الحديثة في تسهيل إنتاجها وعرضها. ويقود هذا التيار الجديد أفلام مثل «أفاتار» و«المشي مع الديناصورات». وتجذب هذه الأفلام الشباب والصغار على وجه الخصوص، وهي الفئات التي تسعى صناعة السينما لاجتذابها بعد إعراض كبار السن عنها والاكتفاء بشاشات التلفزيون العريضة.

وهذه النخبة من دور السينما في لندن تمثل أفضل ما تقدمه العاصمة البريطانية ويتعين على سياح لندن تجربة إحداها أثناء فترة العطلة في لندن:

* سينما «إلكتريك» في بورتوبيللو رود: وهي توفر إمكانية تناول وجبات من الكافيتريا الخاصة بها داخل قاعة السينما وأثناء مشاهدة أحدث الأفلام. وتوفر السينما مناسبات متعددة لكل أفراد الأسرة منها «نادي الأطفال» في أيام السبت والأمهات والآباء مع المواليد أيام الاثنين. وهي تتخصص في الأفلام الحديثة وأحيانا تعيد عرض أفلاما كلاسيكية. وهي توفر أفخم مقاعد في لندن تتوزع بين المقاعد الجلدية الوثيرة والأرائك الثنائية في خلفية القاعة، وفي عام 2011 بلغ عمر هذه القاعة مائة عام نجت خلالها من حربين عالميتين دمرتا معظم أحياء لندن.

* «أفريمان سينما» في بيكر ستريت وهامستيد: وهي واحدة من مجموعة سينمات تحمل الاسم نفسه وتنتشر في أحياء لندن. وتوفر المجموعة بطاقات عضوية يتمتع حاملها بأسعار مخفضة ليس فقط على أسعار التذاكر وإنما على الوجبات التي تقدمها قاعات السينما. وهناك فئات مختلفة للعضوية، منها الفئة الذهبية التي يبلغ ثمنها 600 جنيه سنويا وتوفر دخولا مجانيا لكل الأفلام وأولوية في الحجز والدخول، وتخفيض على الوجبات والمشروبات نسبته 10 في المائة وآخر نسبته 15 في المائة على مناسبات الحجز الخاص. وتتيح هذه العضوية أيضا الحصول على عدد من التذاكر المجانية للأصدقاء سنويا.

* «ذا لاونج» في بييز ووتر: وهي تقع ضمن مجمع «وايتليز» للتسوق وتتبع مجموعة أوديون. وهي توفر أكبر مساحة للأقدام بين قاعات السينما في لندن مع مقاعد جلدية وثيرة يمكن ضبط زوايا الظهر فيها. وهي مخصصة لتناول وجبات الطعام الفاخر أثناء عرض الأفلام. ويمكن للزائر أن يتناول طعامه في المطعم أو يطلب تقديم الطعام له أثناء العرض. ولا تضم القاعة أكثر من 50 مقعدا، ويمكن للمشاهد أن يضغط على زر في المقعد لكي يحضر له الساقي ويسأله عن طلباته أثناء عرض الفيلم. ولا يزعج السقاة رواد السينما الآخرين وهم يرتدون سترات سوداء كما يحملون أطباقا سوداء اللون لخفض نسبة تشتيت الانتباه أثناء عرض الأفلام. ولا تسمح السينما بإحضار المأكولات من مصادر خارج قاعة السينما.

* «سينما كيرزون» في مايفير: وهي أيضا واحدة من أربع سينمات تحمل الاسم نفسه في سوهو وبلومزبيري وتشيلسي. ومن ملامح سينما كيرزون مايفير أنها توفر مقصورتين ملكيتين مع وجبات كوكتيل تناسب موضوع الفيلم المعروض. وهي تشتهر بعرض الأفلام العالمية من مصادر متعددة وبلغات مختلفة. ويبلغ عمر سينما كيرزون 77 سنة. وهي تعرض حاليا أحد الأفلام الحاصلة على السعفة الذهبية في مهرجان كان الأخير واسمه «الأزرق هو أكثر الألوان دفئا». وهي تقدم الكثير من فئات العضوية التي تمنح تخفيضات مختلفة وتذاكر مجانية.

* «سينما أبوللو وست إند»: وهي تقع في ريجنت ستريت وتوفر خمس شاشات وجلسات وثيرة على مقاعد جلدية يمكن ضبط زواياها. وهي تشتهر باستضافة مهرجانات السينما وتقدم الكثير من الأفلام المستقلة، بالإضافة إلى أحدث أفلام هوليوود. وهي من أحدث القاعات تجهيزا، خصوصا فيما يتعلق بتقنيات الأبعاد الثلاثية. وهي تقع بعيدا عن ازدحام منطقة ليستر سكوير وتقدم حسومات متعددة على أسعار التذاكر خصوصا لصغار السن.

* «سينما ريو»: وهي من أشهر قاعات السينما في شرق لندن وتأسست عام 1905 وجرى توسيعها في عام 1937. وهي نموذج للتصميم التقليدي لقاعات السينما بأسلوب «آرت ديكو» مع تنسيق جيد لزوايا المقاعد مقابل الشاشة. وهي تعرض أحيانا أفلاما تركية وكردية، بالإضافة إلى أفلام هوليوود الجديدة.

* «سينما ريتزي»: وهي تقع في منطقة بريكستون وتعد من أقدم قاعات السينما في المنطقة الشعبية. وتوفر ريتزي خمس شاشات وتعرض أفلاما للأطفال في أيام السبت. وهي توفر مجموعة مختلطة من الأفلام كما تقدم أحيانا بعض الحفلات الموسيقية الحية. وهي تضم كافيتيريا للمشروبات وتنظم يوما في الشهر لحضور الأمهات مع الأطفال الصغار، مع أسعار مخفضة للعائلات.