«جالوس».. طبيعته الخلابة جعلت منه أجمل طرق العالم

شاه إيران أمر عام 1933 بتطويره

طريق جالوس في موسم الشتاء
TT

يمنح طريق جالوس الملتوي الشعور بالنشاط، والتجدد، والجمال لزائريه، ويجدد الذكريات الجميلة للكثير من الإيرانيين.

ويعد الطريق 59، أو المعروف بطريق جالوس، أحد أهم طرق المواصلات الذي يربط المركز بشمال البلاد، ويعج بالزوار القادمين من العاصمة ومدينة كرج القريبة من طهران في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية.

ويندرج طريق جالوس ضمن قائمة أجمل طرق العالم بسبب طبيعته الخلابة وجماله منقطع النظير، ويكتسب شعبية واسعة بين الإيرانيين. وقلما تجد مواطنا إيرانيا لم يجرب في العطلات وأيام الإجازات فترة الانتظار الطويلة في زحمة السير التي تعطل حركة المرور في طريق جالوس.

ولا تتسبب القيادة على امتداد هذا الطريق الملتوي في الشعور بالملل والإرهاق بالنسبة للسائقين، لا، بل إن الكثير منهم يستمتعون بالقيادة في طريق جالوس، من خلال التمتع بما يشاهدونه من مناظر طبيعية وفي الخلفية موسيقى تنعش ذكرياتهم.

يمتد الطريق على مسافة من منتصف مدينة كرج في إقليم ألبرز (مركز) إلى مدينة جالوس الواقعة في إقليم مازندران المحاذي لبحر قزوين.

وكان طريق طهران - جالوس الترابي الرابط الوحيد بين المركز والقرى الشمالية حتى نهاية الحكم القاجاري، ولم يتمتع بمواصفات تؤهله ليربط بين المناطق الشمالية والجنوبية لإيران.

وقد أمر شاه إيران، رضا بهلوي، في عام 1933 بتطوير طريق جالوس، إذ قام العمال بجهود يدوية ومن دون استخدام الآليات والماكينات الحديثة التي يتطلبها العمل، ببناء طريق جالوس.

شهد الطريق في هذه الفترة نهضة عمرانية وسياحية، تجسدت في تشييد المطاعم، وبناء المجمعات السكنية، والأقسام المخصصة للترحيب بالزوار، التي انتشرت على جانبي الطريق. وساهم بناء سد أمير كبير (سد كرج) في عام 1961 في إضفاء المزيد من الجمال والنشاط على طريق جالوس، الذي تحول خلال فترة قصيرة إلى أحد أهم المتنزهات السياحية في إيران.

وتظهر الأنفاق الطويلة والمتداخلة جانبا آخر من الميزات التي يستمتع بها زوارها، إذ إن نفق كندوان، وهو النفق الحادي عشر في طريق جالوس، من أشهر وأطول الأنفاق التي تنتشر على امتداد الطريق.

وبينما جرى بناء نفق كندوان البالغ ارتفاعه ستة أمتار، وطوله 1886 مترا في 1935، افتتح المشروع في عام 1939، مما ساهم في اختصار المسافة بين مدينتي جالوس وكرج بنحو 13 كيلومترا. وكان على السائقين قطع هذه المسافة من خلال المرور بطريق جبلي قبل ذلك.

وتناقلت أحاديث عمن عاشوا في تلك الفترة أن الحكومة شجعت العمال على استكمال حفر النفق في الجبل من خلال إعطائهم عملة معدنية بقيمة خمسة ريالات إيرانية التي كانت تعد مكافأة مالية سخية آنذاك، وذلك نظرا لظروف العمل القاسية التي فرضت على العمال مواصلة العمل وهم يفتقرون إلى آليات ملائمة للعمل.

يشق طريق طهران - جالوس سلسلة جبال ألبرز عرضا التي تفصل المناطق الشمالية عن مركز إيران. وتعد الرحلة في أحضان الطريق السياحي في الخريف رحلة منقطعة النظير ولا تنسى، فالطريق يرسم لوحة رائعة من الألوان، التي تتغير من الأخضر إلى الأصفر والأحمر في هذا الموسم.