يزداد الحديث عن البيئة وعن الاحتباس الحراري والمخاطر التي تلف العالم أجمع لذا نرى العديد من الشركات الكبرى تسعى جاهدة الى ابتكار افكار جديدة بغية المحافظة على البيئة، وكانت آخرها سلسلة فنادق «ترافيلودج» الاقتصادية الرخيصة حيث ابتكرت تصميم فندق جديد من نوعه في لندن هو عبارة عن صناديق شحن حديدية أتي بها من الصين وجمعت وتكدست فوق بعضها مكونة مبنى من صناديق مستعملة تمت إعادة تدويرها.
للوهلة الاولى، عندما ترى هذا المشروع الذي يتم تجميعه حاليا تفاجأ بكومة من الصناديق ولا يخطر ببالك بأنها ستصبح في غضون الصيف المقبل غرفا فندقية صالحة للسكن، وقد أخذت للصناديق صورة وهي على متن باخرة الشحن في عرض البحر، وعند رؤية تلك الصورة يصعب عليك تخيل الفكرة جاهزة امام ناظريك.
غير ان الواقع اثبت ان من الممكن بناء فندق جديد مكون من ثمانية طوابق ومؤلف من 88 صندوق شحن. ويقول بول هارفي مدير العقار والتطوير في الشركة «يصعب حاليا تخيل المشروع وهو في مرحلة البناء على انه سيكون مناسبا للسكن إنما نحن متفائلون من النتيجة النهائية وسعيدون لاننا استطعنا من خلال طريقة البناء هذه من المساهمة في المحافظة على البيئة، وفي نفس الوقت كانت تكلفة المشروع منخفضة بالمقارنة مع طريقة البناء التقليدية، وهذا يصب في مصلحة الزبائن لانه من شأنه ان يوفر لهم إقامة مريحة بأسعار متدنية جدا ومعقولة ايضا.
في الماضي كان يطلق على هذا النوع من الفنادق «غرفة وفطور» أو Bed and Breakfast إنما اليوم ومع ابتكار ترافيلودج الجديد يمكن تغيير التسمية إلى «صندوق وفطور» لان غرف الفندق الجديد الـ100 هي عبارة عن صناديق مثبتة ببعضها عن طريق مسامير ويمكن تفكيكها متى ما دعت الحاجة الى ذلك، ويعتبر هذا النوع من الفنادق مناسبا جدا للاحداث الرياضية وفي الاوقات التي تكون فيها حاجة لوحدات سكنية مؤقتة إذ من الممكن تفكيك الفندق وإعادة بنائه في أي مكان آخر».
ومن المتوقع أن تصل تكلفة بناء الفندق الى 4.5 مليون جنيه استرليني وسيستغرق العمل على بنائه 30 أسبوعا وسيتم افتتاحه في شهر يونيو (حزيران) المقبل، في منطقة أوكسبريدج في غرب لندن وتم استيراد جميع الصناديق من الصين بعد ان تم تركيب الحمامات التابعة للغرف هناك، في حين يقوم فريق من مهندسي الديكور بإضفاء لمساتهم على الغرف أو «الصناديق» لتكون جاهزة في الموعد المقرر للافتتاح.
وتقول إدارة «ترافيلودج» إنها تسعى الى بناء عدة فنادق اخرى بنفس الطريقة لانها تجدها عملية ومناسبة ورخيصة، ومن المنتظر أن يبلغ سعر الاقامة لليلة واحدة حوالي 19 جنيها استرلينيا ما يعادل حوالي (38 دولارا أميركيا)، وانها بصدد العمل على مشاريع اخرى لتكون جاهزة فترة القيام بالالعاب الاولمبية في عام 2012 ، مؤكدة أنه لن يتمكن الزبائن من معرفة الفرق ما بين النوم في غرفة او صندوق.