جبال تتفاوت ألوانها وارتفاعاتها، ويمنحك النظر إليها التسليم بعظمة الخالق، وصحراء مترامية الأطراف غارقة في رمالها الناعمة، توحي لك بالسكينة والهدوء، وفي المقابل مياه بحر تتماوج وراء بعضها البعض في صمت، آخذة بأفكارك وتأملاتك إلى ما لانهاية. وتلك العناصر الثلاثة تمنحك حالة من الروحانية التي تساهم في تخفيف ضغوط الحياة وأعبائها عنك. تلك ببساطة هي الكلمات التي يمكنك قولها عندما تتذكر زيارتك لمنطقة خليج سوما، تلك النقطة متناهية الصغر على شواطئ البحر الأحمر، التي لا تبعد عن مطار الغردقة سوى 45 كيلومترا فقط، ويصفها من زارها خاصة في فصل الشتاء بأنها جنة الله على أرضه. تقدر مساحة خليج سوما، الذي تحيط به المياه من ثلاثة جوانب لتمنحه سمة شبه الجزر، بنحو 10 ملايين متر مربع. وتحتضن جنبات المنطقة أربعة منتجعات سياحية وملعبا عالميا للغولف يحمل اسم «كاسكيدز» ويأتي ترتيبه الحادي عشر بين أفضل 20 ملعبا في العالم، وقد افتتحه لاعب الغولف العالمي غارى بلاير منذ خمس سنوات. رمال منطقة خليج سوما ليست كأي رمال، فهي تمتاز بلونها الاسود الغني بالمواد المشعة غير الضارة والمفيدة في علاج العديد من الأمراض الجلدية، كالبهاق والصدفية، كما يوجد بها مركز للعلاج بالمياه يتردد عليه السائحون الذين يحضرون للمنطقة. وتزيد الشعاب المرجانية بما فيها من أسماك مختلفة وألوان وأنواع متعددة من جمال شاطئ هذا الخليج الهادئ، حيث تجتذب عشاق المغامرة، حتى أن الاتحاد العالمي لرياضة الغوص أقام بطولة العالم للتصوير تحت الماء في عام 2002 فى خليج سوما، وقد لاقت نجاحاً منقطع النظير.
قرب منطقة خليج سوما من الغردقة منحها العديد من صفات تلك المدينة المصرية، التي أنشئت في أوائل القرن العشرين، ولكنها ظلت مجرد مدينة صيد صغيرة لا يرتادها السائحون حتى مطلع التسعينات، حينما بدأ الاهتمام السياحي بها، لتتحول الغردقة وما يحيط بها من مدن، بما فيها منطقة خليج سوما، كواحدة من أفضل مناطق المنتجعات السياحية في العالم على مدار العام. حيث يكون قضاء الوقت بين السباحة في مياه البحر الناعمة، أو الغوص ومشاهدة ملكوت الله الملون تحت سطح البحر، أو الاستمتاع برحلات السفاري وركوب الجمال في صحراء المنطقة ووديانها الواسعة. وتعد رحلات صعود الجبال المحيطة بمنطقة خليج سوما من المتع التي يقبل على تجربتها العديد من السائحين، وهي تجربة تمتزج فيها الإثارة بجمال الطبيعة وتكويناتها. خاصة إذا ما تضمنت سباق الجمال أو الخيول، حفلات الشواء أيضاً التي تتصدر تلك الرحلات تضيف لها المزيد من النكهة البدوية، من خلال طريقة إعداد الطعام، التي يشكل صوت المنشدين البدو وموسيقاهم خلفيتها، وتمتد الحفلات حتى وقت متأخر من الليل، يعود بعدها السائحون إلى فنادقهم. من بين فنادق المنطقة، نجد فندق ومنتجع شيراتون سوما، بطرازه الفرعوني الفريد الذي يذكرك بمعبد الكرنك الشهير بمدينة الأقصر جنوب مصر. أما اهم ما يميز الفندق الواقع بين الصحراء والجبال من ناحية، ومياه البحر الأحمر من ناحية أخرى، هو واجهته البحرية التي تمنحه شاطئاً خاصا به يصل طوله الي نحو 700 متر. بالإضافة إلى إطلالته على ملعب كاسكيدز للغولف، الذي يضم 18 حفرة، ويمنح نزلاء الفندق مشاهدة مساحات متنوعة من الألوان التي يتمازج فيها اللون الاخضر لملاعب الغولف والحدائق المحيطة به، باللون الأزرق لمياه البحر، باللون الأصفر للصحراء الرائعة. من بين ما يميز هذا الفندق منطقة الأطفال التي يطلق عليها نادي No Mummies ويتمتع الأطفال من سن الثانية وحتى الثانية عشرة، بقضاء وقتهم فيه لتعلم وممارسة بعض الأعمال الفنية واليدوية، مثل أعمال الصلصال والفخار، بالاضافة الى العديد من الألعاب التى تجعل من وقتهم متعة بلا حدود تاركين بعض الوقت لذويهم للتمتع بقدر من الخصوصية والاستجمام. محبو الرياضة يستطيعون ممارسة العديد من الرياضات التي يوفرها المنتجع، ومن بينها التنس، السكواش، البينغ بونغ، والكرة الطائرة، والكروكيه، إلى جانب الرياضات البحرية مثل ركوب الأمواج، والزورق الثنائي والغطس. الفندق الثاني في خليج سوما هو إنتركونتيننتال أبو سوما المطل هو الاخر على شاطئ البحر الأحمر ما بين الغردقة وسفاجا، ويتميّز هذا المنتجع بخدمته الراقية، بالإضافة إلى تصميمه الهندسي الذي يمثل تحفة فنية وفق جميع المعايير، حيث يصل عدد غرفه الى 445 بما في ذلك 63 جناحاً فاخراً لعشاق التميز والفخامة. ومطاعمه المميزة التي تتيح لنزلاء الفندق تذوق طعام وأطباق أكثر المطابخ شهرة في العالم، التي تتنوع ما بين الهندي والإيطالي والشرقي والفرنسي. الشاطئ الخاص بالفندق الممتد مع شبه الجزيرة، مناسب لعشاق رياضة الغطس والتمتع بأجمل المناظر الطبيعية تحت مياه البحر الأحمر، خاصة عند خليج أبو سوما المتميز، كما يتيح الفندق لرواده الخروج الى رحلات السفاري التي ينظمها في الصحراء وتتخللها حفلات الشواء والطرب في الليل على ضوء النجوم والمشاعل النارية. الإقبال على منطقة خليج سوما لم يكن بالكثير في السنوات الماضية الا انها باتت الان من اكثر المناطق ازدحاما بين مدن البحر الأحمر لما تتمتع به من مناخ رائع طوال العام يفضله السائحون القادمون من أوروبا والمتعطشون لممارسة فن الحياة في الصحراء، مع التمتع في ذات الوقت بجمال مياه البحر الأحمر. بالإضافة إلى السائحين العرب والمصريين من المتزوجين حديثاً، الذين يتدفقون على المنطقة للاستمتاع بشهر عسل لا ينسى.