«شيراتون ميرامار الجونا».. فيه يكتمل الإحساس بالمتعة

جميلات ألمانيا يزدن المنتجع جمالا

حمام السباحة في «شيراتون ميرامار الجونا» («الشرق الأوسط»)
TT

البحر الأحمر بأمواج هادئة، وبحيرات بمياه منسابة، ونبات المانجروف والنخيل الاخضر، و22 فتاة من جميلات المانيا، لينطبق على ذلك الموقف تعبير «الماء والخضرة والوجه الحسن» والذي قد يكون أدق تعبير لوصف معسكر مسابقة ملكة جمال ألمانيا الذي استضافه فندق «شيراتون ميرامار الجونا» على مدى عشرة أيام أخيرا، فالفندق الذي يقع في بقعة من أجمل بقاع مدينة الغردقة السياحية الشهيرة ويمثل جزءاً من معمار منتجع وضاحية الجونا بطرازه النوبي ومساحته التي تعد الأكبر بين فنادق الضاحية، وجزره التسع الممتلئة بالأشجار والأزهار المتنوعة، كان مقراً لتدريب 22 متسابقة يشاركن في مسابقة ملكة جمال ألمانيا هذا العام والتي من المقرر إعلان نتائجها في شهر فبراير (شباط) الجاري. كان السؤال الملح علينا منذ البداية، عن ماهية العلاقة بين مسابقة «ميس جيرماني» وبين الإقامة في أحد الفنادق المصرية؟ الإجابة كانت لدى لوتز ريمنشيدر، المدرب الرئيسي للمتسابقات الألمانيات، ومذيع الحفل الختامي للمسابقة في ألمانيا منذ 14 عاماً، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يقام فيها معسكر تدريب مسابقة ملكة جمال ألمانيا في مصر وتحديداً في فندق «شيراتون ميرامار» الذي استضاف معسكر العام الماضي. وأضاف: «أهم شيء هنا هو الود الذي يحيطنا به الجميع بشكل يمنحنا السعادة، تماماً كدفء الشمس وأشعتها الذهبية التي تميز المنطقة بوجه عام. وإذا كانت الشمس هنا قد أكسبتنا لونا برونزياً نبحث عنه في ألمانيا ولا نجده، فقد زادتنا تلك المعاملة والترحاب والاهتمام عشقاً للمكان والمصريين. إلى جانب أن كل شيء هنا مثير ورائع، نجد هنا كل ما نحتاجه من وسائل وأماكن لإقامة التدريبات اللازمة للمتسابقات، وهذا ما يدفعنا للمجيء إلى هنا كل عام».

يذكر أن فندق «شيراتون ميرامار» هو واحد من بين 14 فندقاً في ضاحية الجونا التي تقع على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة الغردقة على البحر الأحمر، وقد بني على مساحة 22 ألف متر مربع من خلال تسع جزر تربط بينها المعابر الخشبية التي تتناغم مع الطراز النوبي الذي بني عليه الفندق عام 1997 وصممه المعماري الأميركي الشهير مايكل جريفز، مصمم والت ديزني باريس، والذي راعى في تصميمه مزايا القباب والأعمدة التي يشتهر بها الطراز النوبي وتمتلئ بها ساحة الفندق ومبانيه، مراعياً خصوصية المكان الذي يمتزج فيه لون البحر بلون الخضرة، بلون الجبال المحيطة. كما يضم الفندق عددا من المطاعم التي تجمع في سماتها بين الطابع الشرقي والغربي وبخاصة الإيطالي، وتتعدد به وسائل الترفيه من خلال حمامات السباحة والبخار، والجيم والساونا ومركز الرياضات المائية، والغوص، إلى جانب التزحلق على المياه والإبحار وصيد الأسماك. وقد احتفل الفندق في العام الماضي بمرور عشر سنوات على إنشائه.    «من الممتع أن تسافر وتلتقي بأفراد يختلفون عنك في اللون وطريقة الحياة وتشاهد طريقة حياتهم التي يعيشون بها» هكذا بدأت أولجا، 20 عاماً، متسابقة مقاطعة سار لاند الألمانية حديثها مع «الشرق الأوسط»، وأضافت: «أكثر ما جذبني للمشاركة في مسابقة ملكة جمال ألمانيا، تلك الميزة التي تتيحها للمتسابقات بالسفر الى أماكن عدة والتقاط الصور الفوتوغرافية مع الناس والصحافة والأماكن التي نزورها. وبالنسبة لي على سبيل المثال، أعتقد أنني لن أنسى تلك الحفلة الليلية التي نظمها لنا الفندق في واحة قريبة منه في صحراء الغردقة، فقد شاهدت الكثير من الأمور التي كنت أسمع عنها فقط دون أن أراها، كالرقص والغناء البدوي الذي شاركت فيه مع الفرقة البدوية، وطريقة طهي الطعام التي كانت بطريقة بدائية ولكنها لذيذة للغاية، والجلوس في الخيام التي تحيط بها النيران للتدفئة وطهي الطعام. لقد كانت وبحق متعة كبيرة لن أستطع نسيانها». أولجا واحدة من بين 22 متسابقة ألمانية يسعين للفوز بلقب ملكة جمال ألمانيا. 16 فتاة من بين هذا العدد، يمثلن المقاطعات الألمانية، بينما تمثل خمس من المتسابقات جنوب وشمال وشرق وغرب ووسط ألمانيا، أما المتسابقة الأخيرة فتمثل اختيار الجمهور الألماني على الإنترنت. ويقول لوتز إن التحضير لمسابقة ملكة جمال ألمانيا يبدأ في شهر مارس (آذار) من كل عام وهي مسابقة تحظى باهتمام ومتابعة الشعب الألماني بنسبة كبيرة تقدر حسب الإحصائيات هناك بنحو 98%. ويشير إلى أنه نتيجة للاهتمام الشعبي بتلك المسابقة تحرص المؤسسة المنظمة لها على توفير المناخ المناسب لإنجاحها من خلال الاستعداد الجيد، وعمل التدريبات الكافية للمتسابقات من حيث طريقة الحديث والسير أمام الجمهور وعدسات المصورين وكيفية الاستعداد لالتقاط الصورة، وبخاصة أن الفائزة بلقب ملكة الجمال سيكون عليها القيام بعدد من الامور التي تمثل فيها بلدها في المحافل العالمية، وتتمثل الصعوبة في تدريب المتسابقات كما يقول لوتز، في أنهن لا ينتمين إلى بيئة واحدة أو مستوى اجتماعي أو مادي واحد، فجميعهن أتين من بيئات مختلفة وتكون مهمة القائمين على المسابقة في كيفية جعلهن في ذات المستوى، ويضيف: «ببساطة نحن نعلمهن كيف يكن ملكات».

في صالة الجيم الملحقة بفندق «شيراتون ميرامار» التي تم إعدادها بأجهزة حديثة جداً كتلك التي يتمرن عليها لاعبو الأولمبياد، كانت ليزا، 22 عاما، إحدى المتسابقات وتمثل مقاطعة هانوفر الألمانية في المسابقة، تتمرن على عجلة السير المواجهة للبحيرات الواقعة مقابل الفندق، كانت تتحدث وهي تواصل تمرينها قائلة: «أدرس الرياضة واللغة الفرنسية في ألمانيا، وبحق أنا سعيدة بوجودي هنا على الرغم من عدم توقعي الفوز في المسابقة فهناك أخريات أجمل وأقل طولاً مني، ولكن التجربة في حد ذاتها مثيرة وثرية وساعدتني في التعرف على زميلاتي والمكان هنا في الجونا الذي قررت المجيء إليه مرة أخرى مع أسرتي في شهر مارس المقبل. نمارس هنا العديد من التمارين والتدريبات التي ستمكننا من مواجهة الجمهور ولجنة التحكيم في المسابقة النهائية المقرر إجراؤها هذا الشهر».

الحفلة البدوية لم تكن الشيء المبهر الوحيد من خلال الإقامة في «شيراتون ميرامار» كما تقول كارينا، 22 سنة، والتي تمثل مقاطعة برلين في المسابقة الالمانية وتمتلك شركة للدعاية هناك، حيث تقول إن الرحلة البحرية التي قاموا بها على ظهر مركب كبير في قلب البحر الأحمر كانت من بين الأمور المثيرة لهن جميعاً، وأضافت: «مياه البحر والشمس الساطعة التي نفتقدها كثيرا في ألمانيا منحتنا لوناً ذهبياً رائعاً أعتقد أنه سيكون محل حسد الكثيرات من الألمانيات عند عودتنا إلى بلادنا، أعجبني عرض ملابس البحر، وملابس السهرة، والملابس التي تعبر عن كل واحدة فينا، وكل ما أخشاه في المسابقة النهائية هو أسئلة لجنة التحكيم التي تكون دائماً غير متوقعة».   من بين الأمور اللافتة للنظر في فندق «شيراتون ميرامار» ارتفاع نسبة السياحة الألمانية الموجودة به عن باقي الجنسيات الأخرى، وهو ما يفسر اختيار مؤسسة ملكة جمال ألمانيا للفندق كمكان لإقامة معسكر تدريب المتسابقات فيه. بينما يقول كلاوس كريستاندل المدير العام لفندق «شيراتون ميرامار الجونا»، إن معسكر مسابقة ملكة جمال ألمانيا بات من أهم الأحداث التي تقام في الفندق وتكسبه المزيد من الإثارة، كما أنه يعد من أفضل وسائل الدعاية للفندق في الخارج وبين الشعوب الأوروبية التي تحرص على متابعة تلك المسابقات، ويضيف: «في العام الماضي تمت إقامة المعسكر الخاص بمسابقة ملكة جمال ألمانيا في الفندق بالتنسيق مع شركة أوراسكوم المالكة لضاحية الجونا، وكانت تجربة رائعة بحق ومثيرة في ذات الوقت، ولعل ما تم تقديمه من خدمات وتوفير كافة ما تحتاجه المسابقة كان السبب في اختيارهم لنا هذا العام أيضاً، فكل شيء موجود هنا، المناخ والطقس الرائع والآليات التي تحقق النجاح للمعسكر من حمامات سباحة وبخار وساونا حتى وسائل الترفيه موجودة أيضا، إلى جانب جمال التصميم الداخلي والخارجي للفندق الذي يمنح النزلاء الاحساس بالهدوء والجمال، كما تحرص الإدارة على تقديم كل ما يجعل من إقامة النزلاء ذكرى سعيدة يقبلون على تجديدها كلما سنحت ظروفهم، ولعل هذه الأسباب كانت وراء ما حققناه من ثقة عملائنا فينا وتشجيعهم على المجيء مرات أخرى الى الجونا بوجه عام، وللإقامة بالفندق على وجه التحديد. وللحق فالجونا كلها منطقة رائعة لا يعرفها الكثيرون ولكنها بقعة مميزة من أرض مصر لأصحاب الذوق الراقي ومحبي الهدوء والتميز».