تزلج في أولوداج التركية على الأنغام الشرقية

موسم البرد يجذب السياح إليها

تتمتع تركيا بشبكة لا بأس بها من العربات الكهربائية ولكنها تعود بملكيتها لبعض الفنادق الكبرى («الشرق الأوسط»)
TT

لندن ـ (د ب أ): يتكسر الجليد في هشاشة تحت الزلاجات في إشارة لحسن الطالع لمنطقة «أولوداج» التركية، ويصدر عن المصعد طنين مألوف، وعلى هذا الارتفاع يطل منظر واسع للقمم التي يكسوها الجليد ومنحدرات التزلج، حيث تنزلق الزحافات على سفح الجبل.

هذا المنظر الذي يبدو في حديقة أولوداج الوطنية في فصل الشتاء يماثل أي شيء يمكن أن تجده في منطقة جبال الألب ووجه الاختلاف الوحيد هو ما تحمله الريح من نغمات الموسيقى الشرقية المنبعثة من مكبر للصوت.

كما أن المشروبات المحلية، مثل الكاي والعرقي، تعد علامة أخرى على أن جبال وسط أوروبا تقع على مسافة بعيدة، ولكن على الرغم من جمال الجبال التركية إلا أن عدد السياح الأجانب الذين يزورونها ما زال قليلا. ووجد الروس وعدد قليل من الهولنديين طريقهم إلى أولوداج التي تبعد عن أسطنبول بمسافة 190 كيلومترا وهي مسافة تقطعها السيارة خلال ثلاث ساعات في حين تقطعها العبارة في زمن وجيز. ويشير ملاك الفنادق المحلية إلى أن نسبة الزوار الأجانب في أولوداج تبلغ عشرة في المائة فقط، ومعظم الأشخاص الذين يمارسون رياضة التزلج في أولوداج يأتون من أسطنبول وأثناء عطلة نهاية الأسبوع.

وتعني أولوداج «الجبل المقدس» وتقع على ارتفاع 2500 متر فوق سطح البحر وهي عبارة عن بركان خمد تماما.

ويبدأ موسم التزلج في شهر ديسمبر(كانون الاول) ويستمر حتى أبريل (نيسان) إذا لم يبدأ الطقس الربيعي الدافئ. وثمة 16 مصعدا للتزلج تحمل الزوار إلى محطة التزلج الواقعة على ارتفاع 2200 متر. ويقول سردار أصغر (33 عاما) مدرب الفريق القومي التركي للتزلج إن أولوداج هي منتجع التزلج الرئيسي لتركيا. ويضيف أصغر أن تركيا بحاجة إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في مشروعات البنية التحتية إذا أرادت الوفاء بالمعايير الدولية.

وأهم النقاط السلبية تتمثل في مصاعد التزلج التي غالبا ما تمتلكها الفنادق في تركيا وتوضع تحت تصرف ضيوف هذه الفنادق دون غيرهم. ويجب على بقية المتزلجين شراء تذاكر فردية لاستخدام المصاعد ويبلغ سعر التذكرة 25 يورو (39 دولارا ) ما يجعل ممارسة التزلج مكلفة.

ويمكن القول بالتحديد إنه لا توجد منتجعات للألعاب الشتوية في تركيا وإنما توجد فحسب فنادق للتزلج لديها التجهيزات المناسبة.

ويقول كوتلو يورتسيفر وهو مدير إدارة في أحد فنادق أولوداج: «حاولنا مرارا خلال السنوات العشر الماضية أن نحصل على ممر مشترك للتزلج يسمح للنزلاء باستخدام منطقة التزلج بأكملها، ولكن هذه المحاولات فشلت بسبب مصالح بعض ملاك الفنادق».

ويضيف أن «ثمة عاملا آخر هو أن تركيا ليست لديها بعد صورة في الخارج كمقصد للتزلج، وقد ذهبت إلى إنجلترا قبل 12 عاما وهناك سألوني عما إذا كنت امتلك جملا». وهناك منطقة أخرى للتزلج في تركيا تسمى كارتالكايا وتقع على مسافة تقطعها السيارة في غضون أربع ساعات من اسطنبول أو ثلاث ساعات من العاصمة أنقرة.

وتمر الكيلومترات الثلاثون الأخيرة من الرحلة عبر طرق وسط غابات الصنوبر التي تكسوها الثلوج. وهناك ثلاثة فنادق تقع على ارتفاع 2000 متر وشعارها الإعلاني «التزلج دون الانتظار في الصف».

وتطبق الفنادق هذا الشعار خلال أيام الأسبوع، حيث إن الزوار يصلون إليها من المدن الكبرى خلال عطلات نهاية الأسبوع أساسا.

ويمكن أن يصاب ممارسو التزلج الطموحون بالملل هنا ولكن المكان يعد مثاليا بالنسبة للأسر التي تبحث عن مناخ للاسترخاء.