قبرص.. جمالها في تنوعها

رحلة الى أرض التاريخ والأساطير

منازل تقليدية في لارنكا تطل على البحر المتوسط
TT

حمامات أذونيس تقع في منطقة تالا بجانب مدينة بافوس الواقعة غرب جزيرة قبرص، وتمثل هذه الحمامات واحدة من أجمل البقاع السحرية الرائعة والفريدة في الجزيرة، وتقع الحمامات على مسافة 2 كيلومتر فقط من قرية كيلي و12 كيلومترا من بافوس و7 كيلومترات من سد مفروكليمبوس، ويمكن الوصول إليها بسهولة بسيارات الأجرة والحافلات عن طريق تالا أو أكروسوس، والأفضل للسائحين الذين يستقلون دراجات أو دراجات بخارية أن يسلكوا طريق تالا.

وتقول الأساطير القديمة إن آلهة الحب والجمال أفروديت ولدت على شاطئ بافوس، وقد جذبت هذه الأسطورة موجة حاشدة من المريدين من قبل البلدان المجاورة استمرت على مدى مئات السنين، مما تشير الأساطير إلى أن أذونيس إله الجمال قد أوقف جواده في هذا المكان، وأقام بين أشجار وغابات أكاماس، وطبقا للأساطير اليونانية أيضا فإن أذونيس وأفروديت كان لديهما العديد من الأطفال في هذه المنطقة، وأن مواطني بافوس يفترض أنهم يتحدرون من سلالات تنتمي إلى هذين العشيقين، غير أن أرتيميس آلهة الصيد كانت تشعر بالغيرة تجاه هذين العاشقين وهذا الحب الذي ربط بين أذونيس وأفروديت، وحاولت أرتيميس البحث عن طريقة لقتل أذونيس وقد قذفت قطعة ذهبية في الحمامات في محاولة لجذب انتباهه ليغرق، غير أن بوسيدون إله البحار قد شاهد ما كان سيحدث وبالتالي فقد حال دون تعرض أذونيس للغرق.

وتحكي الأسطورة أيضا أن أرتيميس كانت لها محاولة أخرى للتخلص من أذونيس، حيث طلبت من أريس إله الحرب أن يطبق الجبلين على أذونيس وهو داخل الحمامات ليموت، غير أن بوسيدون قد أوقف انهيار الصخور على ضفتي النهر وأنقذ حياة أذونيس مرة أخرى، ولكن أذونيس لم يكن موفقا ومحظوظا خلال عملية مطاردة كان يقوم بها في أحد الأيام، حيث تعرض للأذى من جانب أحد الأشخاص الذي تخفى في شكل حيوان بري، وتمكن من إصابته إصابة مميتة، وبالتالي فقد عاد إله الحب إلى الحمامات ليموت متأثرا بجراحه بين أحضان أفروديت، ولم تستطع أفروديت تحمل فراق حبيبها وعشيقها، وتوسلت إليه أن يأتي إلى الأرض مرة أخرى كل ستة شهور خلال فصل الخريف على الأرجح.

ويعتبر أذونيس رمزا لعناصر الأرض والحب والخصب والثمار والازدهار، ووفقا للأساطير فإنه كان شابا فائق الجمال افتتنت به أفروديت، وكما تشير الأسطورة فإن أذونيس هو ابن الملك السوري ثياس من ابنته سميرنا، وعندما اكتشف ثياس الحقيقة كان عليه أن يذبح ابنته، غير أن الآلهة حولوها إلى شجرة تحمل نفس الاسم وبعد عشرة شهور تمخضت الشجرة وخرج منها أذونيس، وسحرت افروديت بجماله وأخفت الرضيع في صندوق وسلمته إلى بيرسيفوني لرعايته والتي رفضت بعد ذلك أن تتركه وتتخلى عنه، وتربى أذونيس إلى أن قتل بعد ذلك على أيدي أرتيميس، وتقام مهرجانات سنوية تحمل اسم أذونيس في كل من قبرص وبيبلوس والإسكندرية وأثينا وأماكن أخرى.

لارنكا: تعتبر لارنكا مدينة ساحلية حافلة بذكريات التنزه، وتعرف بأشجار النخيل الناضجة والنسيم العليل وتنتشر على طول شواطئها المقاهي والمحلات التجارية، جاعلة منها مقرا محببا للزائرين من قبارصة وأجانب على السواء أثناء فصل الصيف، ويوجد فيها أيضا ميناء للسفن يرتاده أصحاب اليخوت والقوارب من كافة أقطار العالم، وتقع في الطرف الغربي للمتنزه قلعة تعود إلى القرن السابع عشر وتأوي حاليا متحفا من العصور الوسطى.

وبصفتها المدينة التي تحتضن المطار الدولي للجزيرة، تعطي لارنكا للزائرين الفكرة الأولى عن قبرص من خلال بحيرة الملح الجميلة، وهي مقصد لمجموعات كبيرة من طيور الفلامينغو الأنيقة وغيرها من الطيور المهاجرة، إلى جانب البحيرة، وفي موقع هادىء توجد به أشجار النخيل.

زيارات مهمة: القادم إلى لارنكا لا بد أن يزور منزل القديس لازاروس، حيث تعود روابط لارنكا إلى الديانة المسيحية منذ بداية انتشار الدين المسيحي، إذ أن أول أسقف كان القديس لازاروس، الذي اختار أن يعيش «حياته الثانية» في هذه المدينة، بعد أن أقامه السيد المسيح من بين الأموات، وتوجد كنيسة باسمه في المكان الذي يقال إن بقاياه وجدت فيه.

ومن الأماكن الأخرى المهمة كنيسة القديس «فانوروميني» المبنية على كهف صخري ويعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وقناة جر المياه في ضواحي المدينة المبنية في القرن الثامن عشر، كما تقع أيضا على مقربة من لارنكا رهبانية ستافرو فوني (أي جبل الصليب) وهي إحدى اقدم الرهبانيات وتقع على قمة جبل، وبموجب التقليد الرهباني المتشدد لا يسمح للنساء بدخول هذه الرهبانية. وبالقرب من المدينة أيضا توجد كنيسة العذراء المحتوية على لوحة فسيفساء مريم العذراء التي تعود إلى القرن السادس عشر وهي أحد أروع نماذج في الفسيفساء لتلك الحقبة.

التجول في الجزيرة: * المسـافات بين المدن ليست بعيدة.

* هناك سيارات تاكسي خاصة للتنقل بين المدن لعدة ركاب وتنقلهم بين المدن الرئيسية خلال ساعات النهار، أما بالنسبة لأسعار النقل فهي معقولة.

* قيادة السيارة من على الجانب الأيسر من الطريق مثل بريطانيا.

* تتوفر شركات عديدة لاستئجار السيارات في قبرص وخلال أيام الأحد والعطلة الرسمية تفتح محطات الوقود بالتناوب.

* تتوفر الحافلات للنقل بين المدن الرئيسية وهي ذات اللون الأصفر.

* يتوفر استئجار اليخوت في مدينتي ليماسول ولارنكا مع طاقم بحارة أو من دون طاقم.

الطقس: حوض متوسطي، معتدل، والشتاء رطب (متوسط درجة الحرارة: أدنى حد 5 درجات مئوية، و41 درجة فاهرنهايت)، وهو حار وجاف في فصل الصيف (متوسط درجة الحرارة: أعلى حد 36 درجة مئوية، و97 فاهرنهايت).

فرص التسوق: هناك أشياء كثيرة يمكن شراؤها من قبرص كهدايا أو حاجيات أخرى للاستعمال الشخصي، فتجد الجلد والأحذية بموديلاتها الأنيقة وأسعارها المعقولة وكذلك حقائب السفر والحقائب النسائية والرجالية، بالإضافة إلى الألبسة النسائية الجذابة التي تتوفر بكافة القياسات، كما توجد مجموعة شيقة من الصناعات اليدوية للتسوق في كل شارع داخل المحلات التجارية، بالإضافة إلى الأشياء الصغيرة المميزة كأدوات الخزف والفخار التقليدية والأدوات النحاسية والحلي الفضية المزركشة كما يشتهر سوق قبرص أيضا بالأقمشة المطرزة.

معلومات مفيدة للسائح : العملة المتداولة في جمهورية قبرص هي العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) بدءا من أول يناير (كانون الثاني) ، ولذا لا توجد صعوبة في المعاملات المادية ولا يحتاج السائح العربي وخاصة القادم من الدول الأوروبية في تغيير العملة.

اللغة اليونانية هي اللغة الأم، والانجليزية هي اللغة الثانية وينطق بها على نطاق واسع وهناك معرفة كبيرة باللغة العربية والفرنسية والألمانية.

* هناك مكاتب لهيئة السياحة القبرصية في كل مدينة وتفتح أبوابها كل صباح ما عدا أيام الآحاد.

وللاستعلامات الشخصية والهاتفية:

نيقوسيا: 444264 02- ليماسول: 362756 05 لارنكا: 654322 04 - بافوس: 654322 06