اكتشف مدغشقر عبر طرقها الملتوية

سكك الحديد المنسية تولد من جديد

TT

تعتبر جزيرة مدغشقر من اجمل الجزر الطبيعية الواقعة على المحيط الهندي، فتتميز بخضرتها الفتانة ومياهها النظيفة ومناظرها الطبيعية الرائعة التي تجذب اليها الى جانب السياح الاجانب عددا كبيرا من المصورين المحترفين وهؤلاء الذين يهوون التصوير.

وإذا كنت من محبي السفر على الطريقة التقليدية عبر سكك الحديد القديمة فلا بد من زيارة مدغشقر الصيف المقبل، فبعد توقف دام نحو 15 عاما سينطلق قريبا أول قطار للركاب من بلدة مورامانجا الصغيرة الواقعة في جزيرة مدغشقر في رحلة تمتد لمسافة 250 كيلومترا إلى ميناء تاماتافي.

وبمناسبة هذا الحدث السعيد أقام القرويون احتفالات كبيرة على طول هذا الطريق، فهذه القرى النائية التي تعيش على زراعة الأرز، كانت بالفعل مقطوعة الصلة بالعالم الخارجي كما كان نقل إنتاج المزارع الصغيرة إلى أسواق المدن المجاورة عملية شاقة.

وفي الوقت نفسه ينتظر محبو السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم بشوق استئناف رحلات الركاب بالقطارات التي سيتم قطرها بجرارات تعمل بمحركات الديزل بدلا من تلك التي تعمل بالمراجل البخارية، غير أن هذه الرحلة ستكون تجربة فريدة بالنسبة لجميع الركاب.

ومهدت شركة مدغشقر للسكك الحديدية المسؤولة عن خدمات السكك الحديدية في شمال مدغشقر خلال السنوات القليلة الماضية المسرح لتجديد هذا الخط الحديدي المهم منذ عدة أعوام.

وتستغرق رحلة القطار 13 ساعة لتصل إلى نهايتها عبر طرق ملتوية، ويغادر القطار محطة تاماتافي في الساعة السادسة مساء أيام الأربعاء والجمعة والأحد من كل أسبوع ويغادر محطة مورامانجا في أيام الثلاثاء والخميس والسبت، ويصل القطار إلى كل من المحطتين في تمام السابعة صباحا.

ويقول باتريك كليس مدير عام هيئة السكك الحديدية بمدغشقر إنه من المقرر أن يبدأ القطار رحلته في منتصف النهار اعتبارا من يوليو (تموز) المقبل للاستفادة من ضوء النهار لعدة ساعات من أجل إدخال إصلاحات طفيفة في الطريق والبنية التحتية، وكان المدير قد أعلن أخيرا عن رحلة القطار الذي تم تجديده والذي يأمل المسؤولون أن يجذب أيضا العديد من السياح، وستستمر العديد من شحنات البضائع في استخدام هذا الطريق.

ولن تكون هناك عربات للدرجة الأولى للركاب وستجذب كل قاطرة ثلاث عربات تحتوي كل منها على 72 مقعدا إلى جانب مركبتين عموميتين للأمتعة وعربة خاصة للبضائع.

ويشير الجدول الزمني لتشغيل القطار إلى أنه سيتوقف لمدة دقيقتين فقط عند 17 محطة كما سيتوقف تسع مرات أخرى على طول الطريق للسماح للركاب والبضائع بالدخول أو الخروج من القطار.

واعتبارا من فبراير (شباط) المقبل سيحصل السياح الذين يريدون قضاء العطلة على ساحل البحر الشرقي على أول فرصة منذ سنوات عديدة للسفر عن طريق السكك الحديدية إلى بيرينت التي تقع على مسافة 26 كيلومترا من مورامانجا.

وهذه البلدة هي مكان جميل يدفع لمغادرة القطار واستكشاف أشهر حديقة وطنية، حيث يقفز الإنديري وهو أكبر القرود من فصيلة الليمور طويلة الذنب في مدغشقر وسط أشجار التمر الهندي، ومن هذا المكان توجد سيارات أجرة منتظمة وسط الغابة حتى العاصمة أنتناناريفو.

وبدلا من ذلك يمكن ركوب سيارة أجرة أو تأجير سيارة للرحلة الصباحية إلى مورامانجا التي تفخر أيضا باستضافة متحف البلاد للشرطة، ثم الاستمتاع بوجبة الغداء في «كوك دور» أي الديك الذهبي وهو أفضل مطعم صيني في مدغشقر، ثم المرور وسط تدافع الركاب المسرعين في المحطة قبل أن يتحرك القطار في السادسة مساء.

وتم تحديد سعر تذكرة القطار لتكون في متناول الركاب وتبلغ تسعة آلاف أرياري، وهي العملة المحلية أي ما يوازي خمسة دولارات، وتتضمن رسوم التذكرة نقل خمسين كيلوجراما من الأمتعة الشخصية مع تعهد بتمتع الراكب بمغامرة على طول الطريق، ومع ذلك هناك مخاطر التأخير بسبب الانهيارات الأرضية والمخاطر الطبيعية الأخرى.

وسيتم إحياء طرق أخرى للسكك الحديدية في مدغشقر من أجل نقل الركاب، ومن بين هذه الخطوط الطريق بين مورامانجا وبحيرة ألوترا (150 كيلومترا) وهي المنطقة الرئيسية لزراعة الأرز في مدغشقر، وإلى أنتسيرابي (170 كيلومترا) حيث يتم استخراج الأحجار الكريمة، وتم إعداد ثلاث قاطرات بالإضافة إلى 14 عربة ركاب لتشغيل هذه الخطوط، وقد استثمرت هيئة السكك الحديدية بمدغشقر حتى الآن أكثر من ستة ملايين دولار لإصلاح شبكة السكك الحديدية.

ولا يوجد حاليا قطار منتظم في مدغشقر سوى «إكسبريس الغابة» الأسطوري وهو يربط بين فيانارانتسوا (240 كيلومترا جنوب العاصمة أنتناناريفو) بميناء ماناكارا الواقع على الساحل الشرقي في خمس رحلات يومية.