مصر.. انتفاضة سياحية لتتصدر خارطة السفر

تحت شعار «أم الدنيا الخيار الأفضل لقضاء الإجازات»

TT

خلافاً للقول الذي يردده المصريون دائماً (اللي يشرب من نيلك يا مصر حيرجعلك تاني)، فقد دخلت مصر حقبة جديدة للاستفادة من كنوزها الاثرية والثقافية والدينية والبيئية المتعددة والمتوزعة على جميع انحاء محافظاتها، حيث نوعت مصر من منتجاتها السياحية، وأدخلت أنماطا مختلفة من السياحة الراقية والمتنوعة، بعد أن نجحت في تحقيق الزيادة السنوية في عدد السياح وصلت إلى معدل نصف مليون سائح سنويا، وتخطط الجهات المسؤولة عن قطاع السياحة في مصر للوصول إلى الرقم 14 مليون سائح عام 2011 ، ورغم ذلك يبقى هذا الرقم متواضعا ولا يتناسب مع ثروات البلد السياحية الكبيرة والمتنوعة التي تستقطب أضعاف هذا العدد، حيث تمثل السياحة المصرية واحدا في المائة من السياحة العالمية.

وأبلغ وزير السياحة المصري، ومحافظو ثلاث مدن مصرية لها حضور متميز في السياحة الجديدة، وفدا إعلاميا خليجيا زار مصر الأسبوع الماضي، أن هناك انتفاضة سياحية كبرى وعملاقة تشهدها مصر حاليا بهدف عودة الريادة لها وتحقيق حضور عالمي في هذا القطاع، استفادة من المقومات التي تملكها مما يؤهلها لأن تكون الوجهة الأولى للسياحة العالمية وتحقيق شعار:«مصر الخيار الأفضل لقضاء الإجازات»، واستعانت مصر بأكبر بيوت السياحة العالمية وكبار الاستشاريين العالميين، الذين قدموا دراسات تناولت الوجهات السياحية العالمية المفضلة حاليا والدراسات الخاصة بالمشاريع المستقبلية التي تقوم بها بعض الدول الرائدة في هذا القطاع لتنشيط السياحة فيها، وإجراء مقارنة بين المزايا التي تملكها هذه الدول والمزايا التي تمتلكها مصر.

وأبلغ وزير السياحة المصري زهير جرانة، الوفد الإعلامي الخليجي الذي اختتم زيارته لمصر نهاية الأسبوع الماضي، أن بلاده تمثل واحدا في المائة من حجم السياحة العالمية، لكن رغم ذلك فإن النشاط السياحي في مصر يسير بمعدل أفضل من حركة النمو العالمية في هذا القطاع بزيادة نصف مليون سائح كل عام، لافتا الى أن الخطة التي تسير عليها البلاد تتضمن وصول عدد السياح إلى 14 مليون سائح بحلول عام 2011 .

وأشار إلى تسجيل زيادة في عدد الليالي السياحية بنسبة 10 في المائة بضعف النسبة المعتادة، حيث بلغت العام الماضي 26 مليون ليلة سياحية بزيادة مليوني ليلة عن العام السابق له. وأعلن وزير السياحة المصري عن طرح منتجات سياحية جديدة تراعي جودة الخدمة والاستثمار في الموارد البشرية ورفع الكفاءة في الأماكن السياحية من خلال سياحة التسوق والسياحة العلاجية والسياحة البحرية والنيلية وسياحة الإقامة وسياحة النخبة، موضحا انه تم التعاقد مع أكثر من جامعة عالمية لتدريب 100 ألف مصري للتعامل مع السياح بهدف رفع كفاءة العاملين في هذا القطاع.

وشدد زهير جرانة على أنه يتم في المشاريع السياحية التوازن بين أعداد السياح والبرامج المقدمة لهم وبين الحفاظ على البيئة. وفي ذات السياق أعلن الفريق محمد الشحات محافظ مرسى مطروح، بالشمال الغربي لمصر خلال استقباله الوفد الاعلامي الخليجي، ان احدى اكبر شركات الاستثمار العقاري العربية تنجز حاليا بناء أكبر منتجع سياحي في مصر ويستوعب 10 آلاف غرفة سينتهي العمل به خلال خمس سنوات، مشيرا إلى أن مرسى مطروح وضعت استعدادات خاصة لاستقبال السائحين وزوار المحافظة من جميع الجنسيات، خاصة الأشقاء العرب من دول الخليج طوال العام، وذلك من خلال إنجاز العديد من المشروعات السياحية وافتتاح مطاري العلمين ومرسى مطروح الدوليين، وأكد على التنوع في تقديم الخدمات السياحية نظرا لامتلاك المحافظة للعديد من أنواع السياحة والتي لا تتوافر في غيرها من مناطق الجذب السياحي في مصر، مثل سياحة الغوص، التي تهدف إلى مشاهدة الآثار الغارقة والسياحة العلاجية التي توجد في واحة سيوة وجنوب سيناء والسياحة الدينية المختلفة.

وأعلن عن افتتاح مشروعات ضخمة وفنادق ذات الخمس نجوم، التي سترفع الطاقة الفندقية للمحافظة من 7 آلاف غرفة إلى 21 ألف غرفة، إضافة إلى توفير المواصلات السهلة والمريحة للوصول إلى المحافظة من خلال افتتاح المرحلة الثانية لمطار مرسى مطروح خلال عام 2010.

وأوضح محافظ مرسى مطروح، ان الاستراتيجية الموضوعة للنهوض بالمحافظة تؤدي إلى استيعابها لمليوني سائح سنويا حتى عام 2014 من خلال الاستثمارات القائمة في المحافظة التي تتعدى 22 مليار جنيه مصري حتى عام 2022، داعيا أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين إلى الاستثمار في المحافظة، مشيرا إلى المميزات والخدمات التي تقدم للمستثمر من أسعار الأراضي والخدمات المختلفة والعمالة المدربة والتسهيلات الضريبية في زمن قياسي لا يتعدى 30 يوما ويتم بعده الحصول على التراخيص المطلوبة.

وشدد على أهمية البعد الاجتماعي والبيئي المكملين لخريطة الاستثمار في المحافظة، لافتا في هذا الصدد مطالبته بنقل المفاعل النووي المقترح بناؤه في منطقة الضبعة بمرسى مطروح بعيدا عن المحافظة، نظرا للأضرار التي يلحقها المشروع بالمنطقة.

واعتبر ان محافظة مطروح هي المستقبل السياحي الواعد للمستثمرين، مشيرا إلى أن السياح الليبيين احتلوا المرتبة الأولى في قائمة السياح العرب، الذين يزورون المحافظة، حيث يتراوح عددهم ما بين 300 إلى 350 ألف نسمة بحكم قرب ليبيا من مصر، أما ما يخص السياح الخليجيين فلا يتعدون بضعة آلاف داعيا هؤلاء السياح إلى اكتشاف الساحل الشمالي.

وأعلن اللواء عادل لبيب محافظ مدينة الإسكندرية، عن طرح مشروع إنشاء مدينة الإسكندرية الجديدة قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن المدينة ستكون منطقة جذب للمستثمرين العرب والأجانب، خاصة المهتمين بقطاع السياحة والترفيه.

وأشار خلال لقاء مماثل مع الوفد الإعلامي الخليجي إلى أن التخطيط العمراني للإسكندرية الجديدة يضم 7 فنادق خمسة نجوم، إضافة إلى مدينة طبية ومنتجع للسياحة العلاجية على مساحة 2.1 مليون متر مربع وإنشاء «قرية ذكية» لاستقطاب كبريات الشركات والمصانع في قطاع الحاسب الآلي، وتضم المدينة مجمعات سكنية وعمارات بارتفاع 70 طابقا، ومراكز لرجال الأعمال إلى جانب مركز للمؤتمرات والمعارض، ومدينة ترفيهية تعد الأحدث في العالم، تحتوي على بحيرة تزيد مساحتها على 117 مليون متر مربع لاستثمارها في الرياضات المائية.

ودعا محافظ الإسكندرية المستثمرين للمشاركة في المشروعات الجديدة واستثمار الفرص المتاحة في قطاعات مختلفة، أهمها المدينة الطبية، والفنادق، والمشروعات الترفيهية، كذلك في المدينة الصناعية التي تعد اكبر منطقة صناعية في مصر، حيث تبلغ الاستثمارات الأولية فيها 24 مليار جنيه مصري.

وأوضح اللواء عادل لبيب أنه بمناسبة اختيار محافظة الإسكندرية عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2008، سيقام مهرجان ثقافي غير مسبوق، يشمل العديد من الفعاليات منها مؤتمر دولي عن حوار الحضارات بمشاركة كل دول العالم، إلى جانب إقامة عروض فنية وفلكلورية، تشمل كافة الدول الإسلامية، مشيرا إلى أن الاحتفالية ستبدأ اعتبارا من شهر يونيو المقبل ولمدة عام.

وحول مشروعات البنية الأساسية التي تجرى في مدينة الإسكندرية حاليا استعدادا للنقلة المنتظرة لهذه المدينة العريقة، قال اللواء عادل لبيب:«إنه يجرى حاليا تطوير مطار برج العرب الدولي، ليكون أحدث مطار دولي في مصر بإمكانات منفردة تستقبل الرحلات الدولية العملاقة ووفود السائحين ورجال الأعمال والشركات المهتمة بمشروعات مدينة الإسكندرية الجديدة، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى في المطار تصل تكلفتها إلى 700 مليون جنيه مصري وستنتهي بداية العام المقبل.

وأضاف محافظ الإسكندرية، كما سيتم تطوير مطار النزهة العريق لاستقبال الرحلات الشارتر والداخلية بما سينعكس ايجابيا على حركة السياحة الوافدة إلى المدينة.

وقال إنه اعتبارا من الصيف المقبل، سيتم تشغيل أربع رحلات يومية بين القاهرة والإسكندرية لاستيعاب حركة السفر المتنامية.

وحول أهم مناطق الجذب السياحي في الإسكندرية، قال اللواء عادل لبيب: إن المدينة بتاريخها العريق الممتد لإلفي عام قبل الميلاد تضم كنوزا تاريخية وثقافية يونانية وإسلامية، إضافة إلى المعالم الحديثة وأهمها مكتبة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي التي تعد مستقبل المدينة بما تضمه من فرص استثمارية عملاقة، مشيرا إلى أن هناك مشروعا سيطرح على المستثمرين العرب والأجانب لاستثمار قرى الساحل الشمالي طوال العام.

وذكر أن ميناء الإسكندرية الجديد الذي يعد اكبر ميناء في الشرق الأوسط، سيكون منطقة جذب سياحية وترفيهية بعد تشغيله من قبل الشركات العالمية المتخصصة، وقد تم افتتاح الميناء بعد تطويره، حيث أصبح مجهزا لإقامة مراكز تجارية وترفيهية، فيما ستشمل المرحلة الثانية من التطوير مرفأ لليخوت على أحدث المواصفات العالمية.

وخلال لقائه بالوفد الإعلامي الخليجي، شرح اللواء هاني متولي محافظ جنوب سيناء، التي تضم مدينة شرم الشيخ وتعد أحد أهم المقاصد السياحية في العالم الخطة التنموية في مدن المحافظة السبع (شرم الشيخ، دهب، طابا، نويبع، راس سدر، الطور، أبو رديس، أبو زنيبة) وهي الخطة التي تراجع فيها ما تحقق من تطوير حتى عام 2022م، موضحا أن معدل التنمية في المحافظة فاق ما نسبته 200 %، حيث انتهت المحافظة من المشروعات المقرر افتتاحها حتى عام 2012 ، ويتم حالياً المراجعة الشاملة لها بعد أن تم الانتهاء من الخطط الخاصة بالتنمية السياحية فيها، مشيرا الى أن الظهير الصحراوي المقابل لساحل البحر هي المنطقة المسموح بها حاليا لإقامة المشروعات.

وأضاف بأن شرم الشيخ تستحوذ على نسبة 40% من حجم السياحة في مصر، وأن هناك 62 ألف غرفة فندقية بالمدينة متنوعة من فئة النجمتين وحتى الخمس نجوم.

وأعلن محافظ جنوب سيناء عن إعادة طرح مارينا اليخوت الجديد بشكل جديد لخدمة السائحين، كما أعلن أن العمل بالمرحلة الجديدة لتطوير قطاع السياحة في المحافظة بدأ قبل عامين، لافتاً بأن أرقام السياحة العربية الوافدة إلى شرم الشيخ في تزايد مستمر نظرا لقرب المدينة من الدول العربية وتوفر رحلات طيران مباشرة من المطارات العربية وبين شرم الشيخ. وشدد على أن معدل الأمن وحماية الحركة السياحية من أفضل المعدلات في العالم بالرغم من عدم شعور الزائرين بوجود أفراد الأمن.

وأشار إلى افتتاح العديد من مشروعات السياحة، خاصة المراكز التجارية للتسوق وخدمة السائح العربي بالدرجة الأولى، موضحاً في هذا الصدد انه يقوم بافتتاح مشروع جديد في محافظة جنوب سيناء كل ثلاثة أيام، التي تضم أربع محميات طبيعية. وتبلغ مساحة المحافظة 34 ألف كيلو مترمربع، وتمتلك سواحل بحرية على خليجي العقبة والسويس، متميزة بالشعاب المرجانية والأسماك النادرة.