حديقة هوهي تاورن الوطنية بالنمسا عنوان محبي الطبيعة

السياحة البيئية على قائمة السياح الجدد

TT

لدى الكثير من سكان قرية مالينتس الواقعة في منطقة الألب ذكريات واضحة عن فترة الستينات من القرن الماضي، عندما كان السياح الأثرياء يتوقفون بسياراتهم الرياضية الفاخرة أمام مقاهي القرية لتناول الشراب.

ويتذكر أحد القرويين المسنين، ان السكان كانوا يؤجرون في ذلك الوقت حمامات بيوتهم للضيوف. الذي حدث بعد ذلك أن أفواج السياح تحركت صوب أماكن مرتبطة بشكل أكثر بالرياضات الشتوية في النمسا مثل إيشجل وسولدن وسالاباخ، وذلك بفضل البنية التحتية الجيدة والمناظر الحية وأماكن الحفلات التي تتمتع بها.

ومن ناحية أخرى دخلت مالينتس إلى نوع من البيات الشتوي الدائم وهو تطور يشعر معه معظم الناس بالسعادة، حيث انه يعني التركيز على نوع من السياحة أكثر طبيعية ورقة.

وتقول رابطة الفنادق بالمنطقة، إن مالينتس لم تشهد أية تنمية خلال فترة السبعينات والثمانينات، ويعقب مدير السياحة بالقرية بيتر انجرمان قائلا: «غير أن معظم الأشخاص أدركوا أنها تجربة صحية».

وفي اندفاع عدة مناطق أخرى لدفع حركة السياحة، تزايدت مخاطر الانهيارات الأرضية نتيجة اقتطاع مساحات من جانب الجبال لبناء مصاعد للتزلج.

بينما نجد أن البيئة حول قرية مالينتس متماسكة إلى حد كبير، وفي الشتاء تعرض على ضيوفها برنامجا بديلا عبارة عن أنشطة تشمل السير على الأقدام بأحذية الجليد والتزلج ومراقبة الحيوانات البرية.

وتقع مالينتس وسط حديقة هوهي تاورن الوطنية وأصبحت ترمز إلى فلسفة صداقة البيئة التي تمثلها الحديقة التي أصبحت محمية طبيعية عام 1998، ثم أسهمت ولايتا سالزبوج وتيرول بأراض لتوسيعها خلال السنوات التالية، واليوم باتت الحديقة واحدة من أكبر المناطق الطبيعية المحمية في وسط أوروبا.

وفي قلب الحديقة توجد منطقة مساحتها 1200 كيلومتر مربع يحظر فيها أي تدخل بشري في الطبيعة، وفي المنطقة الخارجية يطبق نظام للمنح لتشجيع المزارعين على مواصلة الشكل التقليدي في زراعة الأراضي بمنطقة الألب.

وتقول هيلين ماترسبرجر سكرتيرة الحديقة إن الهدف هو تقريب الزوار من الطبيعة وزيادة وعيهم البيئي.

ومن بين موظفي الحديقة هناك ثلاثون حارسا لإرشاد الزوار وتعريفهم بأسرار الحديقة، وهناك برنامج خاص من أجل أطفال المدارس يسمح لهم بأن يصبحوا من الحراس الصغار خلال فترة عطلاتهم.

وزاد الاهتمام بالقيام برحلات التزلج في المنطقة بطريقة ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية لدرجة أن القرية تتمكن بصعوبة من استضافة العدد الكبير من الزوار المهتمين بالتزلج.