خوض غمار أسرار البلد السياحية ضرورة للاستمتاع بالرحلة

تعرف إليه قبل الإقلاع

من المهم جدا التعرف الى معالم البلد قبل الوصول اليه حتى تكون العطلة افضل («الشرق الأوسط»)
TT

قد يعتقد البعض أن السفر الى بلد ما لا يستلزم أكثر من كبسة زر على موقع للبحث عبر الانترنت. لكن الامور تتجاوز ذلك ليتمكن المسافر من القيام برحلة ناجحة. فمنذ اللحظة الأولى لاتخاذ قرار السفر تبدأ الاستفسارات وتطرح الأسئلة ليتم التخطيط على اساسها. عوامل متعددة تحدد مسار التخطيط باتجاه الجهة المستهدفة وما تحمل بين ثناياها من أمور مهمة تستحق الاستمتاع بها وأخرى لا بدّ من تجنّبها. ويسبق هذا الهاجس تحديد الهدف المرجو من الرحلة الذي يلعب الدور الأبرز في تحديد هوية الدولة وما قد تقدمه الى زائريها، اذ يختلف مثلا الهدف السياحي المرتكز على اكتشاف المنطقة عن الهدف العملي الذي يقتصر على انجاز العمل في وقت محدد.

واذا سلمنا جدلا أن الخطوة الاولى تبدأ من المعلومات، فلا بد من شبكة الانترنت حيث سهولة الوصول الى المعلومات، الامر الذي يمكن الراغبين من الاطلاع على المعلومات العامة المتعلقة بكل دولة، لا سيما تلك التي تملك عنوانا الكترونيا شاملا خاصا بها، يمهد الطريق أمام المسافرين لزيارة الدولة عن بعد قبل أن تطأ أقدامهم أراضيها. وهذا ما يظهر جليا في سلوك هؤلاء الذين يصلون الى البلد مسلّحين بمعلومات وافية عنها تساهم الى حد كبير في نجاح الرحلة بعد تدعيمها بحقائق تغني ثقافة السائح وتمدّه بمعلومات موثقة قد لا يحصل عليها وهو على مقربة أمتار من الهدف. لكن التعميم قد يفسد المتعة المرجوة اذا لم يقترن ببعض الشهادات الميدانية لذوي الاختصاص. ففي حين تتخطى معرفة بعض المسافرين معلومات المرشد السياحي الذي يرافقهم، يفاجأ آخرون على ارض الواقع بعدم معرفتهم بالمعلومات الضرورية رغم محاولتهم الاطلاع عليها قبل انطلاقتهم، وذلك لأنهم ضلّوا الطريق بكبسة زر خادعة، واهتموا بالأمور الثانوية عوضا عن الأساسية التي تبدأ بالأماكن الأثرية ولا تنتهي بالنظامين الاجتماعي والاقتصادي. من هنا تعتمد شركات السياحة والسفر على اتباع نظام شبه موحّد في ارشاد المسافرين لوضعهم في أجواء البلد المقصود وتسهيل المهمة لهم. جورج كريّم من شركة «سعد للسياحة والسفر» يقول لـ«الشرق الأوسط»: «نقدّم للمسافرين أهم الأمور التي يفترض أن يكونوا على علم بها في ما يتعلّق بالدولة وترتكز على تاريخ البلد وتراثه، اضافة الى معلومات دقيقة عن المناخ وتقلباته ومطبخ البلد وتقاليده، لنترك للمسافرين في ما بعد حرية الاكتشاف عن قرب واتخاذ القرار المناسب بشأن الأمكنة التي سيزورونها، مع العلم أن دورنا في هذا الاطار تقلّص كثيرا في الفترة الأخيرة بسبب استعانة المسافرين بشبكة الانترنت لصقل معلوماتهم، اذ في معظم الأحيان يتم اختيار هذا البلد أو ذاك بناء على هذه المعلومات وما اذا كانت تلائم أذواقهم وميولهم». وتؤكد المرشدة السياحية ندين فغالي أن سهولة الدخول الى شبكة الانترنت وضعت الناس في قلب العالم، فلم يعد مقبولا أن يدعي المسافر عدم الاطلاع على طبيعة البلد المقصود. وتشدّد فغالي على ضرورة الغوص في غمار المواقع الالكترونية الرسمية الخاصة بكل بلد حيث تتوفّر معلومات وافية وتفاصيل عن أنظمة الدول وطبيعة حياة أبنائها التي تختلف ليس فقط بين بلاد وأخرى بل بين منطقة وأخرى. وفي حين تميّز فغالي بين الهدف المرجو من كل رحلة وبالتالي اختلاف البرنامج الواجب اتباعه، تضع في أولوية هدف الرحلة السياحية زيارة الأماكن السياحية والأثرية والتعرّف عن كثب على حضارة البلاد المتمثّلة بتقاليدها وعاداتها الاجتماعية، اضافة الى المطبخ وما يحمل بين مكوناته من ملامح الهوية، اضافة الى ضرورة التنبّه لمحتوياته التي قد تؤثر سلبا في صحة المسافر اذا كان يعاني حساسية معينة.

وتشير فغالي الى بعض الأمور التلقائية التي يعي المسافر أهميتها كعملة البلد وارتفاع مستوى المعيشة أو تدنيه، تؤكد ناحية مهمة وهي أن عملية انتقاء الثياب التي سينقلها المسافر معه لا ترتكز فقط على أحوال الطقس انما ايضا على العادات الاجتماعية والدينية التي تفرض عليه احترامها والتقيّد بها. ومن الافضل للراغبين في القيام برحلة الى بلد ما، سواء للعمل او الدراسة او السياحة، أن يستقوا معلوماتهم من أهل ذاك البلد. لذا يفضل لمن يتلقى دعوة من جهة معينة، أن يستفسر من صاحب الدعوة عن الامور التي من شأنها أن تسهل إقامته وتغني رحلته، مهما كانت مدة إقامته. وتحديدا اذا كانت لفترة قصيرة. حينها عليه الاستفادة من كل معلومة تسمح له بالاستغلال الجيد للوقت من خلال معرفة وسائل النقل بين الاماكن والمناطق التي تستحق الزيارة خلال هذه المدة المحددة.